أدلة الإجماع على وجوب اتباع السنة وحجيتها
قال الشافعي _ رحمه الله _ : "ولا أعلم من الصحابة ولا من التابعين أحدا أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قبل خبره ، وانتهى إليه ، وأثبت ذلك سنة .. وصنع ذلك الذين بعد التابعين ، والذين لقيناهم ، كلهم يثبت الأخبار ويجعلها سنة ، يحمد من تبعها ، ويعاب من خالفها ، فمن فارق هذا المذهب كان عندنا مفارق سبيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل العلم بعدهم إلى اليوم ، وكان من أهل الجهالة "
ومن أقوال السلف
عن سفيان قال: لا يقبل قول إلا بعمل, ولا يستقيم قول ولا عمل إلا بنية, ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة
عن الحسن البصرى قال: السنة والذى لا إله إلا هو بين الغالى والجافى, فاصبروا عليها رحمكم الله, فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى, وهم أقل الناس فيما بقى, الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم, ولا مع أهل البدع في بدعهم, وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم, فكذلك إن شاء الله فكونوا
كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر فكتب:أما بعد، أوصيك بتقوى اللّه، والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُّنة فإِنها لك بإِذن اللّه عصمةٌ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها؛ فإِن السنة إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها, فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإِنهم على علمٍ وقفوا، وببصر نافذٍ كَفُّوا، وَلهُمْ على كشف الأمور كانوا أقوى؛ وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإِن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: إنما حدث بعدهم، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإِنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مَقْصَرٍ وما فوقهم من مَحْسَرٍ، وقد قصَّر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم
قال الزهرى:الإعتصام بالسنة نجاة, لأن السنة كما قال مالك: مثل سفينة نوح من ركبها نجا, ومن تخلف عنها هلك
قال ابن مسعود رضى الله عنه:من كان مستناً فليستن بمن قد مات, أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة, أبرها قلوباً, وأعمقها علماً, وأقلها تكلفاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم, فهم كانوا على الهدى المستقيم
قال الشريح: إن السنة قد سبقت قياسكم، فاتبع ولا تبتدع، فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر
قال عبد الله بن المبارك: واعلم أخى أن الموت كرامة لكل مسلم لقى الله على السنة, فأنا لله وإنا إليه راجعون, فإلى الله نشكوا وحشتنا, وذهاب الإخوان, وقلة الأعوان, وظهور البدع, وإلى الله نشكوا عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء, وأهل السنة, وظهور البدع.
وبعد هذا التفصيل ..هيا نجمل سويا فضائل اتباع السنة
في الحلقة القادمة إن شاء الله
يتبع إن شاء الله ..
دمتم في طاعة..