: ومن أنت ... لتكون لك أحلامك
: مجنون يهواك
: وما أكثر من يهواني
: لأكن من بين مجانينك
: لا تحلم وتوقف ... فأمامك صعاب لا تتحملها
: ليكن ما بيني وبينك ما هو أصعب ... ولكني قادر أن
اتحملها لأجلك
: ويحك ... ألم تخشاني بعد ... وتهرب
: لن أهرب ... وهل من يعشقك يهرب
: هرب كثير غيرك
: قلت لكي لستي كغيري فأنا رجل مختلف لا أعترف بما
اسميته حواجز
قالت : بدأت اميل اليك ... فعرف عن نفسك أكثر
قال : كنت أراك وأنت بعيد ... لم اقوا على أن ادنو منك ... كنت
أخاف عليك اكثر من خوفي منك ... كنت اغامر وأقامر وأتحدى
الأخر ... حتى رأيتك ذات غروب
وحدك قرب القمر تناجيه ... ناديتك أعليت بصوتي ... ناديتك
اكثر ... ولكن غاب الصوت ولم يصل اليك ... كنت جاعله سدا
يمنع أن يصل اليك صوتي ... ولكني لم أيأس ابدا من قربك ...
وتبعتك حيث تنقلت ... حيث وقفت وحيث جلست ... كنت بك هائم
مغرم لا يتبع عقله بل قلبه ... يسير على درب خطاك ... وإن
اقترب من صوبك عاشق تغلي في قلبي نيران الغيرة ... وأتمنى
ان تنشق الأرض وأذوب بين شقوق الأرض ... كملاك كنت أراك
لست بعاديه لست كغيرك لم أتخيل ان يلمسك بشر ... او يتنفسك
سواي ... أنا يا سيدتي قلب يتحرك بهدوء بجنون بحيرة
وبخوف ... قلب يعشقك بكل تفاصيلك ... كما أنت بدون زيادات ...
كما أنت بدون خضوع أو حتى شموخ ... أعشقك مذ كنا أطفالا
نلعب ... مذ كبرت ضحكتنا ونحن ندور ونحلق... مذ أن ابعدنا
اهلينا وتواريت بحجاب قد غيبك عن عيني وأجبرت بأن أصبح
رجلا وانتي غدوت انثى مكتمله ناضجة لم تتغير ... أعشقك وما
زلت بك أحلم وأفكر ... قولي مجنونا قولي متهور ... ولكني أقسم
بأنك أول حب سكن فؤادي ولم أتوقع أن يصبر وكنت اشك به ما
اسرع أن يرحل ...
قالت
: ويحك يا مجنون ... من أنت وكيف صبرت إلى هذا الحد ولم تتقدم
قال : ما زال بي رجفة ما زال بقلبي غصة
قالت : ومما ذلك
قال
: كنت وما زلت أخشى من صدك
قالت
: كفاك هروب ... واترك عنك الخوف وتقدم
قال
: هل أنت واثقه من قولك
قالت : كيف ولا أفعل ... هل يمكن أن تجد الأنثى قلبا يعشقها
بجنونك وتجعله من يدها يفلت