حيث يُصبح الاهتمام الجنسي مُركزاً في الجهاز التناسلي خاصة عند الذكر ويلاحظ أن الطفل يكثر من تناول أعضائه التناسلية بل الأكثر من ذلك أن تناول هذه الأعضاء يشعر الطفل باللذة و يُلاحظ أيضا كثرة الأسئلة الجنسية حول الفروق بين الجنسين
,ويرى بعض المتخصصين أن الأطفال الذين يُكثرون من اللعب الجنسي هم الذين يفتقرون إلى الراحة والعطف والحب ، ويشعرون بعدم الأمن والملل ونقص اللعب وضيق دائرة العلاقات بالاخرين وضعف التفاعل الاجتماعي ويلجأ هؤلاء الأطفال إلى اللعب الجنسي في فترات الضيق والأرق والخمول والانطواء وأحلام اليقظة أو في وقت الأزمات وخلال الحياة اليومية الرتيبة ولكنى انحاز إلى رأى فرويد في هذا الجانب من أن اللعب الجنسي في هذه المرحلة هو مرحلة من المراحل التي يمر بها كل الأطفال وان الاختلاف بينهم في اللعب الجنسي في الكم أو الكيف قد يعود إلى الجينات أو إلى ظروف البيئة المحيطة قبل أو بعد إصدار الطفل لهذا السلوك ..
ولا يظهر السلوك الجنسي لدى الأطفال في مجرد اللعب الجنسي بل أن ظهور هذا السلوك يظهر في العديد من المظاهر ومنها على سبيل المثال اللعب الحر فقد يشترك الأطفال خاصة بعد سن الرابعة في بعض الألعاب التي تعطى صورة أو تشبع ليهم دوافع جنسية حيث يقوم أحد الأطفال بدور الأب أو العريس أو الطبيب والآخر بدور الأم أو العروسة أو المريض ، والهدف هو الاهتمام بفحص أجسام بعضهم البعض وملاحظة الاختلاف بينهما ، واستعراض الأعضاء التناسلية
والتساؤل ماذا يفعل الوالدين في مثل هذه المشكلة لدى الطفل العادي لقد قدم لنا فرويد الحل ففرويد يرى أن الاندفاعات الجنسية أو العدوانية التي تظهر لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية لابد للمجتمع المتمثل في الوالدين أن يقوما برفض هذا السلوك وبالتالي سيقوم الطفل تلقائيا بكبت هذه الرغبات أو الاندفاعات لتعود إلى الظهور مرة أخرى في مرحلة المراهقة وهو الوقت الطبيعي لظهور هذه الرغبات أو الاندفاعات
أما في حالة طفل التوحد فطفل التوحد مثله مثل الطفل العادى تظهر لديه رغبات جنسية ولكن دائما ما يحدث خلط بين بعض سمات التوحد لدى الطفل والسلوك الجنسي لدى الطفل وعلى سبيل المثال كانت لدى إحدى الحالات التي تعانى من سمات التوحد وكان الطفل قد حصل على اختبار كارز على درجة 27 وكان الأب وإلام يرفضان الاعتراف في العقل الباطن أو على المستوى الاشعورى بان الطفل يعانى من سمات توحد وقد قاما بإلحاق الطفل بمدرسة انجليزية لتعليم العاديين وبالطبع لا يعلم احد في المدرسة أن الطفل يعانى من سمات توحد وكانت المعلمات في هذه المدرسة من كندا وانجلترا وفى الغالب يرتدين ملابس قصيرة وبدون أكمام فكان الطفل يقوم بالخروج من مقعده الدراسي ويذهب الى المعلمة ليقوم بتحسس جسد المعلمة وعند عرضه على الاخصائى النفسي في المدرسة قام بتصنيف هذا السلوك على انه سلوك جنسي شاذ ولابد أن الطفل يرى هذه الأشياء في المنزل أو يشاهد أفلام تعرض هذه الصور ولكن لو نظرنا إلى هذا السلوك لوجدنا انه إحدى سمات التوحد وهو تحسس الأشياء الناعمة فهو عندما يجلس بجوار أمه وهى ترتدي ملابس المنزل يقوم بتحسس جسد الام وتعود على ممارسة هذا السلوك وبالتالي يقوم بممارسته في المدرسة ومن هنا لابد في البداية أن نفرق بين السلوكيات الغير جنسية التى هي سمة من سمات التوحد وبين السلوكيات الجنسية الطبيعية أو الشاذة
ومن بين السلوكيات الجنسية لدى طفل التوحد هي اللعب الجنسي في العضو التناسلي لديه وهو بالفعل نفس ما يحدث للطفل العادي ولكن لان طفل التوحد في الأساس لديه سلوك نمطي روتيني فان اللعب الجنسي لديه يصبح عادة نمطية روتينية ويصعب من الأمور أن هذه العادة مقترنة بلذة ولذلك يصبح من الصعب التخلص منها وهنا يجب أن نلفت نظر الآباء والأشخاص الذين يتعاملون مع طفل التوحد انه كلما حاولنا علاج هذا السلوك في بدايته كلما سهل لنا ذلك التخلص منه والتخلص منه هنا يكون باستخدام تكنيكات سلوكية معينة منها محاولة شغل الطفل اغلب فترات اليوم وعدم تركه وحيدا ومحاولة ربط هذا السلوك بمثير أخر منفر .
وهنا لابد للمتعاملين مع الطفل الإلمام بهذه الأمور ويعد تعديل السلوك احد الجوانب الهامة التي لابد من التركيز عليها خاصة في وقت مبكر من عمر الطفل ، إذ أن ذلك له أهميته الحاسمة ، عندما تحدث أمور تتصل بالجنس عند تقدم العمر ، حيث يمكن تدارك ذلك في الوقت المناسب فهناك أمور يجب أن يتعلمها الطفل ، حتى يكتسب القواعد والقيم الاجتماعية المناسبة والتي تتعلق بالجنس ، مثال ذلك عليه أن يتعلم إلا يقوم بفك أزرار البنطلون قبل أن يدخل إلى المرحاض
كما أن هناك خطا دائما ما يقع فيه العاملين مع طفل التوحد وخاصة أذا كانوا من جنس مغاير لجنس الطفل و حتى من نفس الجنس وهو أن طفل التوحد لايحب الحضن وبالتالي يحاول بعض العاملين تعليم الطفل هذا السلوك ويستمرون في القيام بهذ العمل ولا يأخذون في الاعتبار أن اقتراب الطفل من مرحلة البلوغ مع الاستمرار في ممارسة هذه السلوكيات الخاطئة قد يجعل من هذا النوع من الاتصال البدني عملية غير مقبولة وتعطى الطفل نوع من الإثارة أو اللذة الجنسية وقد مررت بهذه الخبرة فكنت في احد الموسسات المتعاملة مع أطفال التوحد وكان يعمل معي احد معلمي التربية البدنية وكان احد الأطفال التوحديين في بداية مرحلة المراهقة ويقوم معلم التربية البدنية بحمل الطفل بطريقة غريبة حيث يقوم الطفل بوضع يديه حول عنق المعلم من الخلف ويقوم المعلم بثني عموده الفقري إلى الأمام ويسبر المعلم فيهدا الطفل وهنا يعتقد المعلم انه الوحيد القادر على أخراج الطفل من حالة التوتر الذي يصاب بها دائما وعندما قمت بفحص الطفل بعد هذه العملية وجدت أن القضيب في العادة يكون في وضع الانتصاب هنا نقول أن الطفل كان يشعر باللذة من هذا السلوك فيهدا وبالتالي لابد من القائمين على رعاية طفل التوحد أن تكون لديهم حساسية ،وان لا يستمروا في احتضانه أو إعطائه قبلات ، حيث أن مثل هذا السلوك يجب أن يتوقف عند الوصول إلى بداية مرحلة المراهقة ، إلا فيما ندر من مواقف حياتية.
كما يجب التركيز على تعليم الطفل الجنس الذي ينتمي إليه آذ أن ذلك يعد امرأ حيوياً للغاية ، حتى تكون استجاباته مع الجنس الآخر في المواقف الاجتماعية آمنة وليست مضطربة وذلك ولمعاونة الطفل في أن ينجح في حياته الاجتماعية ويحدث له تجمع مع الذكور أو مع الإناث ، قبل أن يقوم المجتمع ذاته بالفصل.
ومن المعروف أن أطفال التوحد على فهم ضئيل بالنسبة للقواعد الاجتماعية السائدة في المجتمع ولذلك لابد من التركيز على تدريبهم على تغطية أجسامهم وتعلم متى وأين يسمح لهم بلمس أجسام الآخرين أو جعل الآخرين يلمسون أجسامهم ومن السلوكيات التي يجب أن يتعلمها طفل التوحد أسماء أعضاء الجسم .
وفي العادة لا نعلم الطفل الأجزاء الجنسية في المراحل الأولى من حياته ولكن لابد أن تأتى مرحلة عمرية يتم تعليم الطفل أسماء أعضائه التناسلية وهنا لابد لنا أن نستخدم ألفاظ دارجة لمسميات الأجزاء الجنسية وأعود مرة أخرى على التأكيد من ان السلوك الجنسي لدى طفل التوحد عملية حساسة ودقيقة ويجب أن يتم التعامل معه بخبرة وحساسية شديدة حتى يجتاز الطفل المشكلات التي تتعلق بها