السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تربين طفلاً قارئاً؟
قال الطبيب الشهير د. سوس: "كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر. كلما تعلمت أكثر، كلما حققت إنجازات أكثر." القراءة بذرة نحتاج لزرعها وتغذيتها فى أنفسنا وفى أطفالنا. هناك العديد من الطرق التى يمكن أن يتبعها الوالدان لتشجيع طفلهما على القراءة. يقول جيم تريليس مؤلف كتاب Read-Aloud Handbook The: "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيداً فى المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة." أهم الجوانب التى يجب أن توضع فى الاعتبار عند تربية طفل قارئ هى زرع حب القراءة فى نفسه. كثير من الأمهات والآباء يشجعون أطفالهم على القراءة من خلال الأسلوب التقليدى وهو تحفيزهم بالجوائز. لكن يحذر جيم تريليس قائلاً: "لا تبالغا فى هذا الأسلوب لأن الجائزة ستصبح هى هدف الطفل وليست القراءة نفسها." يجب أن تتفهما أيضاً أن لكل طفل معدله الذى يسير به حتى يتمكن من القراءة، فتحليا بالصبر. إليكما بعض الإرشادات التى يمكنكما اتباعها لتشجيع طفلكما على الاستمتاع بالقراءة.
الوقت ليس مبكراً!
تظهر الأبحاث أنه يمكنك القراءة لطفلك فى أى سن، فالقراءة تساعد على تنمية المهارات الإدراكية عند الطفل بشكل كبير. هناك العديد من الكتب المصنوعة من القماش والخامات المقاومة للماء والتى تناسب الأطفال الصغار إلى جانب الكتب التى تصدر أصواتاً!
احرصى على وجود مكتبة فى بيتك
اختارى ركناً مناسباً فى بيتك وثبتى فيه مكتبة أو بعض الأرفف واهتمى أنت وأطفالك بتزيينها وملئها بالكتب المناسبة. تأكدى من اختيار مكان مريح وبه إضاءة جيدة ويسمح باستيعاب كنبة أو مقعدين. إن وجود مكان خاص بالقراءة فى البيت يظهر للطفل أن الكتب لا تخص المدرسة أو المذاكرة فقط بل يبرز ذلك الجانب الممتع للقراءة وأهمية السعى للحصول على معلومات عن الموضوعات المختلفة. خصصى أحد هذه الأرفف لطفلك وتأكدى من أن يكون الرف الخاص به فى متناول يديه لكى يشعر بأنه مميز. إن سهولة الوصول للكتاب من أهم الطرق لتشجيع الصغار على القراءة. اسمحى أيضاً لطفلك بأن يكون له رف خاص فى غرفته يضع عليه الكتب التى يحب قراءتها دائماً. هذه طريقة للتعبير عن احترامك لخصوصياته واختياراته.لا تنسى اختيار كتب المدرسة التى يمكنك إضافتها إلى المكتبة لأنك بهذه الطريقة تظهرين لطفلك فكرة أن التعلم متعة.
لا تقارنى
لا تقارنى أبداً قدرة طفلك على القراءة بقدرات الأطفال الآخرين. هذا خطأ فادح قد يؤثر سلبياً على تقدير طفلك لذاته كما قد يجعله عنيداً.قوموا بزيارات مستمرة إلى المكتبات العامة ومحلات بيع الكتب أعطى لأطفالك فرصة التواجد فى أماكن بها العديد من الكتب. إذا كنت تتسمين بحب المغامرة، خذيهم فى رحلة إلى الإسكندرية لزيارة مكتبة الإسكندرية.أيضاً اغرسى فى أطفالك حب شراء الكتب واجعلى زيارة محلات بيع الكتب من الأنشطة التى تحرصون عليها. اسمحى لأطفالك باختيار بعض الكتب بأنفسهم لأن هذا يضفى على التجربة خصوصية كما يعطيهم إحساساً بالملكية والمسئولية تجاه هذه الكتب.
ضعى فى اعتبارك اهتمامات طفلك
لا يجب أن يتحكم الوالدان بشكل كبير فيما يقرأه طفلهما لأن ذلك سيعطيه شعوراً بأن القراءة واجب، لذلك يجب أن يضع الوالدان فى اعتبارهما اهتمامات طفلهما. على سبيل المثال، اشتريا مجلات رياضية أكثر إذا كان طفلكما مهتماً بالرياضة، ويمكنكما أيضاً تشجيعه على قراءة كتب تاريخية عن الدورات الأوليمبية وكيف بدأت.
أظهرى لطفلك فائدة الكتب
عندما تقرئين كتاباً مع طفلك أو عندما يكون فى مرحلة التعود على القراءة، عادةً ما بين 4 إلى 7 سنوات، من المهم أن تظهرى له الحكمة أو الموعظة التى تكمن وراء القصة. هذا سيوضح للطفل أنه يمكن أن يتعلم من القصص أو الكتب التى يقرأها. المناقشة هى وسيلة لحث الطفل على تكوين رأيه فى كتاب ما، فكرهه لكتاب معين قد يتحول إلى حب عن طريق التحليل والتفكير المنطقى." لتطبيق هذه الفكرة، اختارى كتاب وصفات أكل وقوما بطهى مأكولاتكما المفضلة! من سن 8 إلى 12 سنة، شجعى طفلك على حل الكلمات المتقاطعة إلى جانب القراءة لزيادة حصيلته من المفردات اللغوية ولزيادة سرعته فى القراءة.
اقرءا معاً بصوت مرتفع!
لقد ثبت أن القراءة بصوت مرتفع من أحب الأنشطة لكل أفراد الأسرة سواء الصغار أو الكبار. اسمحى لطفلك بالتآلف مع شخصيات القصة من خلال تشخيصك لها وتقليد الأصوات. القراءة بصوت مرتفع ستعطى للطفل أيضاً فرصة سماع النطق السليم للكلمات. أثبتت الأبحاث كذلك أن القراءة اليومية مع الطفل ولو لمدة 30 دقيقة فقط تزيد بشكل ملحوظ من قدرته على القراءة.عند القراءة معاً، توقعى مقاطعة طفلك لك بالتعليقات والأسئلة. كونى صبورة لأن أسئلة طفلك وتعليقاته هى ما يؤدى إلى إشراك طفلك فى العملية الذهنية. إذا وجدت أن طفلك بدأ يفقد اهتمامه بالقصة، حاولى جذب انتباهه بعمل تنبؤات عن سير القصة، وكيف كنتما تفضلان نهاية القصة، وضعا نهايات بديلة لها.
لا تندهشى إذا طلب طفلك قراءة نفس القصة مرات ومرات، فهو أمر طبيعى يوضح مدى ارتباط الطفل بشخصيات القصة ومدى إعجابه بالقصة نفسها...و "الأطفال يشعرون بالسعادة عندما يكونون على علم بالأحداث التالية فى القصة."
منقول للفائدة