خبراء القانون الدولى يصفون قرار اعتقال أسانج بـ "الباطل".. ويؤكدون أن أمريكا ضغطت على إنجلترا لسرعة ضبطه واستغلتها للقضاء عليه بعد فضحه لسياستها الخارجية
الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010
جوليان أسانج الأسترالى الجنسية مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكترونى
أثار اعتقال الشرطة البريطانية صباح اليوم، الثلاثاء، لجوليان أسانج، الأسترالى الجنسية مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكترونى، عددا من التساؤلات وحالة من الجدال لدى الكثير من المتابعين للشأن الدولى الذين ربطوا أمر اعتقاله بالضغوط الأمريكية على بريطانيا، حيث عبر عدد من خبراء القانون الدولى بمصر عن معارضتهم للقرار واصفين إياه بغير القانونى.
رفض الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة، قرار اعتقال أسانج بتهمة التحرش الجنسى الموجهة ضده، واصفا إياها بمحاولة دنيئة لتكميم أسانج ومنعه من كشف الفضائح التى مست كثيرا من الدول.
أضاف عيسى، أنه من الناحية القانونية ربما يكون القرار صائباً إذا كانت إنجلترا موقعة اتفاقية مع السويد بتسليم اللائجين والمحكوم ضدهم بين الدولتين، فى هذه الحالة يصبح أمر الاعتقال قانونيا 100 %، أما من ناحية حرية الرأى والتعبير الخاصة بنشر وثائق ويكيليكس فالقرار غير قانونى إطلاقا ويعد محاولة ضغط من قبل أمريكا على إنجلترا لتكميم أفواه مؤسسى ويكيليكس التى فضحت العالم أمام الجميع.
بينما وصف الدكتور عبد المعز أحمد نجم، أستاذ القانون الدولى، القرار بالباطل، حيث قال إن قرار اعتقال جوليان أسانج مؤسس ويكليكيس باطل تماما، لأن لو أى مواطن آخر فى مكان أسانج ومحكوم عليه بقضية تحرش جنسى ولم ينشر شيئا سريا مثله، من المستحيل أن تتحرك القوات الإنجليزية مثلما تحركت تجاه أسانج لسرعة القبض عليه وتسليمه للسويد بحجة القضية الموجهة ضده.
أضاف نجم أن هذا يرجع تقريبا لضغوط أمريكا على إنجلترا بسرعة إحضار أسانج والقبض عليه لمنعه من مواصلة نشر وثائق ويكليكس السرية التى هزت العالم وكشفته.
أما السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فتوقع أن يكون هذا القرار وفقا لتعاون قضائى بين السويد وإنجلترا لإحضار المتهمين المحكوم عليهم بأحكام سابقة، ربما يكون القرار قانونى.
أضاف الغطريفى قائلا، "ليس أمر الاعتقال هو النواة الحقيقية فى هذا الشأن، بل النواة الحقيقية فى هذا الأمر هو ذعر أمريكا من أسانج الذى كشف كل أوراقها أمام العالم، تدخلت أمريكا على الفور بنفوذها لسرعة إحضار أسانج بطريقة قانونية غير مباشرة للقضاء عليه، دون الحاجة لاعتقاله بطريقة غير قانونية وتظهر أمام العالم والمجتمع الدولى أنها دولة غير قانونية.
وكان جوليان أسانج مختبئا فى جنوب شرق إنجلترا، هاربا من الحكم الموجه ضده من السويد فى قضية التحرش الجنسى قبل عامين.