أحبتــي :
الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى
و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية ..
يا أسير المعاصي إبكِ على الذنوب الماضية ..
أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ..
وحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ..
كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ..
ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ..
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ..
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ..
يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ..
و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف .. فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
يا طفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ..
عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .
أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ؟
و تضيع يومك تضييعك أمسك ..
لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ..
هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة
يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ، تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ..
و أحفظ بقية العمر ، فقد بعت الماضي بالبخس.. .
سمع سليمان بن عبد الملك صوت الرعد فانزعج ..
قال له عمر بن عبد العزيز :
يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
يا من أجدبت أرض قلبه ، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ..
فيه رعود و تخويف ، و بروق و خشية ، فتقع قطرة على صخرة القلب
فيتروى و يُنبت .
قال بعض السلف : إذا نطقت فاذكر من يسمع ، و إذا نظرت فاذكر من يرى ،
و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه : أخبروني لو كان معكم من يرفع
الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟ قالوا : لا .
قال : فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
كلامك مكتوب ، و قولك محسوب ، و أنت يا هذا مطلوب ..
و لك ذنوب و ما تتوب ..
و شمس الحياة قد أخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب .
ولا تنسونا من خالـــص الدعاء