آه للدنيا كم هى رخيصة حقيرة كما قال عنها الحبيب صلى الله عليه و سلم
لا تساوى جناح بعوضة
بينما الإنسان يسير فيها إذ بغتة يأتية المَلـَك بالأمر من المَـلِـك يطلب غالياً عزيزا "الروح"
فيأخذها و يمضى ويبقى الجسد
هذا الجسد الذى كم سعيت لتعطيه شهواته و تلبى رغباته
يبقى الجسد بلا روح ويعود إلى أصله الذى منه خلق و إليه يعود
"إلى التراب"
هل جلست يوما و فكرت فى هذا الجسد حين ستنزع من عليه الثياب الجميلة و ستستبدل بالكفن ...
كيف هو حالك وقتها ؟؟؟
ثم تحمل إلى القبر
وتترك الدنيا
وما تأخذ من متاعها الزائل إلا بضعة أمتار من أرخص أنواع القماش
وهناك فى القبر لا أم ولا أب
لاأخت و لا أخ
ولا زوجة ولا حبيب
الكل سيتركك
كل أحبائك الآن فارقوك هم على فرشهم راقدون
وأنت فى قبرك وحيدا تحت التراب
فى هذا اليوم تغيرت الأحوال و تغيرت حياتك بأكملها
من حياة الدنيا إلى حياة البرزخ
وفى حياة البرزخ
السكن فيها إما روضة من رياض الجنة بكل نعيمها
وإما حفرة من حفر النار بعذابها و شقائها
الأنيس فيها إما عمل صالح جميل
أو عمل سئ قبيح
النور فيها إما نور الإيمان
أو ظلمة الكفرو العصيان
فماذا أعددت لحياتك المستقبلية ؟
إنك ميت لا محالة
عاجلا أم آجلا ستموت
وإلى القبر ستؤول
فما هو سكنك فى حياة البرزخ أروضة الجنة أم حفرة النار ؟
وما هو مصيرك أإلى النعيم أم إلى الجحيم ؟
إذا أردت أن تعرف
فانظر إلى عملك الآن
فأنت الآن تبنى هذه الدار بأعمالك
فأى الدارين تبنى أدار النعيم أم دار الجحيم ؟
وكما قال تعالى فى الحديث القدسى
" يا عِبَادِي إنما هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ".