تحريم الدم بين الطب والإسلام
قال تعالى: ( قل لا أجدفي ما أوحي إلى محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحمخنزير فإنه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن ربك غفوررحيم ).
قال القرطبي : أتفق العلماء على أن الدم حرام نجس لا يؤكل و لاينتفع به.
مضار تناول الدم على الصحة :
يحمل الدم سموماً وفضلاتكثيرة ومركبات ضارة، وذلك لأن إحدى وظائفه الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاءفي الخلايا من فضلات وسموم ليصار إلى طرحاً وأهم هذه المواد هي البولة وحمضالبول والكرياتنين وغاز الفحم كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاءإلى الكبد ليصار إلى تعديلها.
وعند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذهالمركبات تمتص ويرتفع مقدارها في الجسم، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عنهضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم والتي يمكن أن تؤدي إلىاعتلال دماغي ينتهي بالسبات.
وهذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالةالنزف الهضمي العلوي ويلجأ عادة هنا إلى امتصاص الدم المتراكم في المعدة والأمعاءلتخليص البدن منه ووقايته من حدوث الإصابة الدماغية .وهكذا فإن الدم كما رأينايحتوي على فضلات سامة مستقذرة ولو أخذ من حيوان سليم علاوة على احتوائه على عواملمرضية و جرثومية فيما لو أخذ من حيوان مريض بالأصل.
الدم وسط صالحلنمو الجراثيم و تكاثرها:
إذ أنه من المتفق عليه طبياً أن الدم أصلحالأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم و لتكاثرها فهو أطيب غذاء لهذه الكائنات و أفضلتربة لنموها و تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية.
هل يصلح الدمليكون غذاء للإنسان ؟ :
إن ما يحتويه الدم من بروتينات قابلة للهضمكالألبومين والغلوبولين والفبرينوجين هو مقدار ضئيل ( 8غ / 100 مل ) وكذلك الأمربالنسبة للدسم وفي حين يحتوي الدم على نسبة كبيرة من خضاب الدم ( الهيموغلوبين ) وهي بروتينات معقدة عسرة الهضم جداً ، لا تحتملها المعدة ـ في الأغلب . ثم إن الدمإذا تخثر فإن هضمه يصبح أشد عسرة وذلك لتحول الفيبرينوجين إلى مادة الليفين الذييؤلف شبكة تحضر ضمنها الكريات الحمر والفيبرين من أسوأ البروتينات وأعسرها هضماً.
وهكذا فإن علماء الصحة لم يعتبروا الدم بشكل من الأشكال في تعداد الأغذيةالصالحة للبشر .