السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجيـب عجيـب أمـر هـذا الإنســان
يراني جاهلا يوم أن تشبثت بثوب عقيدتي .. ورأيته ضالاَ يفقد الهداية يوم أن شاهدته جاهلاَ يعبد الحجارة والأصنام .. أو يتخذ فكره جدلاً بباطل يراه حقـاَ وهو في ظلمات الضلال .. أغدو وأروح في مشاوير العبادة فيراني في صورة ذاك المخدوع الذي ما زال يواكب حياة الماضي والكهوف .. وأنا أراه يغدو ويروح في مشاوير المجون والفسوق وأتحسر على أمم تعيش كالأنعام .. وقد تضار الأنعام بالنعت فهي لا تملك العقل ولا تعصي رب الأنام .. أما هؤلاء فالعقول لم تهدي بهم سبل السلام .. بل هـم في أوهـام لبناتها حجارة السراب والضباب .. تبـدو كأنها قائمة على أصولها فيجتهدون ليجعلوها حقيقة .. والسراب لم يكن يوماَ ذاك السـند الذي يفيـد عند لحظات المحك والحقائق .. بل هو ذلك الوهم الذي يركض ويشرد دائماَ إلى الأمام .. والذي يجري وراء السراب يصل في النهاية لخط العدم .. والعقل السليم أبـداَ لا يقـود صاحبه إلى العـدم .. إنما هو ذلك العقل الذي يقود صاحبه لمسار النهج السليم .. والضلالة أساسها الجهل .. وقد تكون الضلالة بالفطرة الموروثة .. أو بالنهج الضلالي النابع اجتهادات البشر .. أو بالفهلوة والشطارة الضارة .. أو بالتكبر والتجبر وعدم الإقرار برب واحد أحد صمد .. أو بالخوض مع الخائضين .. أو بغيرها .. وتلك كلها سلالم تمثل اسك الضلال والتيه والضياع .. والعاقل الفطـن ا يجب أن يحمد الله كثيراً حيث وقانا تلك المهالك .. فبفضله كنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها .. والفضل والهداية في النهاية بمشيئة ورحمة رب العالمين .. فهو يهـدي يشـاء ويضـل يشـاء .. وهنا الوقفة جازمة حيث الإحساس بنعمة عظيمة يستلزم الركوع والسجود لخالق عظيم .. والإقرار بفضله الكبير .. فأين ي ذلك المهـم الذي يـراني في صورة ذاك المخدوع بأفكار الأساطير .. وأنا بين يدي كتاب هو أعظم كتاب في الوجود .. لا يأتيه الباطل بين يديه ولا خلفه تنزيل حكيم حميد .. ثم لدي ذاك المسار مسار أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .
..................وذاك المهم يجتهد ويجادل بالباطل ليأخذ بيدي ويخرجني نعمة هو يرها تلك الفرص الضائعة في مشاوير السنين .. فأي ا يجب أن يشتكي المحك والمصير ؟؟ .. ضال يرى الباطل حقاَ ثم يهم ويشك في عبادة الرح ؟؟ .. أم مؤ في ركب الهداية يعيش لحظات الحلاوة في رحاب الإيمان ؟؟ .. مقارنة لا تجوز أبداَ حيث المعيار بين ياجد في مقام الثريا و ياجد في مقام الثرى .. وحيث المقارنة بين القيم الضائعة بالغفلة في محافل الشيطان .. وبين الرقي بالروح عالياَ بالحيد والتنزه عن مزالق الهـوى والعصيان .. وعجيب عجيب أمر هذا الإنسان !!! .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )