بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :
ففي مدينة (الثقبة) يوجد شارع فريد من نوعه !
هذا الشارع لم أرَ مثله ولا قبله ولا بعده
فترى بين كل مَطْعم ومَطعم مَطعماً !
وبين كل حلاّق وحلاّق حلاقـاً !
وبين كل مغسلة ثياب ومغسلة أخرى مغسلة !
ولم يكن هذا الذي لفت نظري وإنما الذي لفت نظري واستوقفني عبارة قرأتها على لافتة أحد الحلاّقين
تلكم العبارة هي (قصّـات رجاليـّــة)
فتعجّبت وطال تعجبي
آالقصّـات تكون للرجال ؟!
هل استنوقت الِجمال ؟!
إن كلمة (رجـل) كلمة ذات معنى
إن كلمة (رجـل) كلمة لها روح
ولذا لم ترد في كتاب الله إلا في مواطن معدودة
ولا ترد إلا في أمر ذي بال
ولا يُقال ( رجـل ) إلا لمن استكمل صفات الرجولة
لا لمن تأنـّـث !
أو تشبّـه بالكفّـار ، فالتّشبّه ضعف وتبعية مقيتة ، تأمل معي – رعاك مولاك – تأمل معي في آيات الكتاب العزيز :
في قصة موسى مع قومه : ( قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) .
وفي خبر النذير الذي جاء إلى موسى : ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ).
وفي قصة مؤمن آل فرعون : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ).
وفي قصة صاحب يس :
( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) .
ومضى في موعظته لبني قومه :
( اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) .
حتى قيل له : ( ادْخُلِ الْجَنَّةَ ) .
فـ ( قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ).
وفي أصحاب محمد قال سبحانه : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) .
وفي شأن المؤمنين : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ ) .
هذه صفات الرجال في كتاب ربنا ، وفي آيات المواريث ورد بلفظ ذَكـَــر، ليشمل الرجال وغير الرجال ! ، قال سبحانه : ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) ، وقال لوط لقومه : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ) . فهؤلاء ذُكران وليسوا برجال ! فالرجولة مظهر ومَخْبر والرجولة مطلب .
إضــــــــــــــاءة :
روى الإمام وكيع بن الجرّاح في أخبار القضاة عن عطاء بن مسلم قال :
كنت عند ابن أبي ليلى ، فشهد رجل عنده بشهادة ، فقال : اكتبوا شهادته ، ثم نظر إلى شعره مُصففاً على جبينه ، فقال : تُصفف شعرك ؟ ردّوا شهادته ! فقال : إن لي عُذراً ، فقال : وما عُذرك ؟ قال : إن برأسي شجاج ، فأنا أُفاديها بهذا الشعر . قال : لا بأس اكتبوا شهادته ، ثم نظر فإذا أظفاره فيها آثار الحناء ، فقال له : تخضب يدك بالحناء ؟ ردّوا شهادته ! فقال : إن لي عُذراً ، قال : وما هو ؟ قال : إن لي أباً شيخاً فأنا أخضبه . قال : لا بأس اكتبوا شهادته ، ثم ولّـى ، فنظر في قفاه فإذا هو يجـرّ ثوبه ، فقال له : تجـرّ ثوبك ؟ ردّوا شهادته ! فقال : إن لي عُذراً ، قال : وما عُذرك ؟ قال : إنا ثلاثة إخوة في حالنا بعض الضعف ، وإنا قطعنا هذا القميص على أوسطنا يتجمّل به إذا خرج ، وإني إذا لبسته أنا أجـرّه . قال : لا بأس اكتبوا شهادته .
مُعاناة لقبول شهادة شاهد ، فكيف لإثبات الرجولة ؟؟؟
ونقول إن الرجولة مطلب لأمة الإسلام أجمـع ، تُريد الأمة اليوم رجالاً كأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فـ
كُـن كالصحابة في زهـدٍ وفي ورع ***** القوم هُـم ما لهم في الناس أشباهُ
عبّـاد ليل إذا جـنّ الظلام بـهم *****كم عابدٍ دمعه في الخـدّ أجـراه
وأُسدُ غاب إذا نادى الجهاد بـهم *****هبُّـوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفـراً *****يُشيّدون لنـا مجـداً أضعـناه
منقول