اعتاد شاب أن يتمشى كل يوم في أحد الشوارع وفي كل يوم يمشي فيه كان يﻼ*حظ فتاة في العشرينات من العمريبدو عليها مظاهر التشرد واﻹ*همال وكان يريد محادثتها أكثر من مره ولكن كان يخاف أن تسيئ الظن منه أو أﻻ* تسمع له وفي أحد اﻷ*يام تشجع هذا الشاب عندما رأها تجلس بالقرب من عمود اﻹ*ناره في الشارع وجلس بجوارها وأخذ يتحدث فسألها عن اسمها قالت وبصوت حنون إسمي فاتن فاستغرب من حالها أكثر من ذي قبل فسألها عن مسكنها فأشارت عن كوخ صغير مبني من اﻷ*خشاب وسألها عن والدها فقالت والدي توفي منذ سنتين وأنا أعيش مع أخي الصغير وأمي وهكذا أخذ هذا الشاب يأتي كل يوم إلى نفس الشارع ويجلس مع هذه الفتاة وفي أحد اﻷ*يام رأها الشاب تلبس مﻼ*بس متدهوره الحال فأخذها واشترى لها بعض الثياب الجديده وماكينة خياطة وأخذ يعلمها تعمل لتعلم والدتها ليكسبوا بها رزقهم وفي يوم من اﻷ*يام كان الشاب كالعاده جالس مع الفتاة فقالت له أريدك أن تعلمني شيئ فقال ماهو فقالت علمني كيف أكتب كلمة أحبك فاستغرب الشاب كثيرا من طلبها هذا ولكن ﻻ* يمكن أن يفعل شي إﻻ* أن يوافق على تعليمها فعلمها حتى أجادت كتابتها بطريقة ﻻ* يستطيع أي فنان أن يكتب مثلها وشاءت اﻷ*قدار وقرر هذا الشاب أن يسافر لمدة أسبوعين إلى مكان آخر وقبل سفره بليلة أتى إلى نفس الشارع ونفس عامود اﻹ*ناره ولكنه لم يجدها وظل ينتظرها حتى يخبرها أنه مسافر لمدة أسبوعين ويودعها لكنها لم تأتي وبعد أسبوعين أتى من سفره هذا الشاب وهو متلهف ليراها وأخذ يأتي كل يوم إلى نفس الشارع ولكنه لم يعد يرها استمر على هذه الحالة أسبوع لم يعد يراها جالسة عند الشارع قرب عامود اﻹ*ناره كما تعود وكل مرة لم يكن يراها هناك يحزن حزنا شديدا ويرجع إلى بيته وهو حزين فتشجع هذا الشاب في يوم من اﻷ*يام وقرر أن يذهب إلى الكوخ الذي كانت تسكن فيه فاتن فطرق الباب إلى أن الباب يفتح وتخرج منه امرأه كبيره في السن فيسألها عن فاتن فقالت نعم هذا مكانها وأنا أمها وقالت سبحان الله ونعم الوكيل ﻻ*بد أنك أنت الشاب الذي وصفتلي إياه فاتن بالضبط فرد الشاب في لهفة وسرور أين فاتن هل هي هنا إين هي أريد أن أقول لها شيئا فأجابته أمها قالت تمهل يا بني فإن ابنتي ماتت !!!!! فأحس الشاب كأنما صاعقتا ضربت جسمه كامﻼ* فقلبه لم يعد ينبض وجسمه لم يعد يتحرك وشفتاه لم تعد تتكلم وقال لماذا ماذا حدث!!! وبدأ بالبكاء من قهره عليها فهدأته اﻷ*م وبعد أن هدأ قالت لقد توفيت منذ ثﻼ*ثة أيام وقالت في وصيتها قبل وفاتها أن شابا جميل وسيما طيب القلب سوف يأتي إليك يا أمي فسلميه هذه الرساله عندما يأتي وكانت الرساله ورقه مغلفه بقماش قد أحاكته فاتن قبل وفاتها وبداخل هذا القماش رساله ففتح الشاب الرساله إﻻ* أن اﻷ*م قد رأت الشاب يبكي بكاء المطر عندما رأى الرساله فتقلب وجه الشاب من تعيس إلى أتعس فقالت أم فاتن وهي تبكي معه على أبنتها الوحيده الغاليه الجميله ماذا بك يابني ماذا لقيت في هذه الرسالة فركض الشاب إلى خارج الكوخ بدون أن يقول وﻻ*حتى كلمة لهذه اﻷ*م المسكينة ودموعه على خده من القهر أتعلمون ماذا كان في رسالة فاتن!!!! لقد كتبت فاتن بدمها .... أجل بدمها قبل أن تموت كلمة أحبك ووضعتها في قماش قد أحاكته هي وقد كانت الكلمة أجمل من نقش نقاش أو حتى تصميم فنان فالذلك أندلع القهر والدموع في وجه هذا الشاب ياله من إخﻼ*ص ياله من وفاء ياله من حب .... كلمة أحبك من دمها كتبتها فأصبح الشاب كل يوم يأتي إلى نفس المكان الذي كان يلقاه فيه ويتذكر أجمل اللحظات وكأنما يشعر بروحها معه في كل مكان يذهب إليه ولكن الشاب لم يعد يتحمل هذا العذاب فنوى أن يسافر إلى بلد آخر إلى اﻷ*بد وبينما هو في الباخره أخرج الرسالة التي كتب فيها بالدم كلمة أحبك ونظر إليها جيدا نظرة الوداع وقال سامحيني يافاتن لكن إنتي حملتيني مالم يستطيع أي إنسان أن يتحمله وﻻ*حتى جبل أنت والله أغلى من روحي التي في جسدي هذا أنتي كتبتيها بدمك وأنا ﻻ* أقدر على هذا سامحيني سامحيني سامحيني ثم رمى بالورقة إلى البحر وبقيت القماش معه وربطها في يده فأينما أتى أو راح تبقى فاتن ممسكنة بيده إلى حين موت هذا الشاب ولكن السؤال الذي لم يعلم الشاب وﻻ* فاتن جوابه هل الحب له نهايه فكلنا نعلم أن بعد الموت يوجد الحب فما نهايته؟؟؟؟؟