بشارات للتائبين
الحمد لله وحده ..
لا شريك له .. ولا ند له ..
أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ..
( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) غافر (3)
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، سيد التائبين ، وإمام المستغفرين ..
دعا إلى تزكية النفوس وتطهيرها من الذنوب والآثام ..
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار الأبرار ، وأزواجه الأطهار ، ومن سار على دربه إلى دار القرار ، وسلم تسليما كثيرا ..
ثم أما بعد ..
فهذه أخي الحبيب .. كلمات كتبتها عن التوبة ..
أردتها أن تكون معينة للتائبين في توجههم إلى خالقهم ..
وتثبيتا للصابرين عن معاصي الله .. ابتغاء رضوان ربهم ..
رفعتها منارة لإرشاد السالكين في هذا الطريق ..
ودليلا للباحثين عن الحق في خضم هذا البحر الغريق ..
فتن في كل حدب وصوب ..
بعد عن المنهج القويم ..والصراط المستقيم ..
محن ورزايا تعرض على المسلم في كل لحظة ..
مرض فتاك .. ومصائب ما منها فكاك ..
أمور عظام تبتلى بها الأمة .. وتطيش بها الألباب والعقول ..
إن كل ذلك - لا شك - بسبب الذنوب والمعاصي التي نعصى الله بها.. في كل زمان وفي كل مكان ..
ومن ذا الذي يعصي ؟
إنه أنا وأنت ، أخي وأخوك ، و جاري وجارك ..
إنه المجتمع الذي نعيشه .. إلا من عصم الله ..
فهل من توبة منها وإقلاع عنها .؟
هل من عاص لأمر الشيطان ، وباحث عن رضى الرحمن ..؟
أظنك أخي الحبيب ممن يبتغي الجنة .. ويسعى للهروب من النار
فهيا بنا لنسعد برضوان الله ودار كرامته ..
هيا لنهرب من سخط الله وأليم عذابه ..
هيا معي لنتوب إلى الله من كل معصية ..ونقلع عنها جميعا بلا رجعة ..
أخي الحبيب :
إن سعادتنا بتوبة الله علينا من الذنوب والمعاصي لا تعادلها سعادة .. ورضوان الله علينا بعدها سعادة وزيادة ..
فيا من أذنب وأساء ..
أقبل على الله في هذه اللحظة ولا تتردد ..
والحذر الحذر من التسويف في التوبة ..
واعلم أن دقائق العمر تمضي ، وساعاته تنقضي ..
فيا أخي الحبيب :
هذه دعوة لك من القلب خالصة ..أن تعجل بالتوبة الصادقة ..
فإن تبت .. فأبشر بما يسرك يوم تلقى الله ، يوم يأتي المصرون على المعاصي وهم في خوف وهلع ..وغصة وفزع ..
أسأل الله أن يعيننا وإياك على التوبة النصوح ..
وأن يعصمنا جميعا من الفتن .. ما ظهر منها وما بطن ..
وأن يثبتنا على الخير والهدى حتى نلقاه إنه جواد كريم ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..