[frame="10 80"][align=center]تقولين : قاس أنت ؟! شعر : د. محمود بن سعود الحليبي
السلام عليكم
اذهلتني هذه الابيات شعرت فيها بمعنى ان نمزج العاطفة مع حال الامة شعرت وانا أقراها بالتقزم والذبول في قلمي وانا اعرف انني احبو في الادب لكنني ما كنت اعرف أنني حتى ما تعلمت الحبو ... استمتعوا بالرائعه كما استمتعت بها أنا بارك الله فيكم ..
أقبلت لتتصفح ديواني قبل طباعته ؛ فلم تجد الإهداء لها كما اعتاد بعض الشعراء أن يفعلوا ؛ فاتهمتني بالقسوة ومضت باكية :
تقولينَ : قاسٍ أنتَ لستَ بشاعرِ
ولا لمستْ يوماً رؤاك مشاعري !
وحبيَ ما أوحى إليكَ قصيدةً
ولا أدركتْ عيناكَ سِحْرَ بيادري
لغيري تُغَنِّي الحرفَ يا طيرَ دوحتي
وسُكناكَ في عُشِّي ومغناكَ خاطري ؟!
لغيري تقولُ الشعرَ ؟ وا خيبةَ المُنى
لقد كنتُ بين الصحبِ زوجةَ شاعر !
أفتشُ بين الحرفِ والحرفِ علَّنِي
أراني ولو طيفاً وراءَ الضمائرِ
وأقفلُ : لا طرفي ارتوتْ لفَتاتُه
ولا هدأتْ في القلبِ ثورةُ ثائرِ
أأهدأُ ، والآهاتُ تصرخُ في دمي ؟
وَأرْوى ، وقد لاح السرابُ لناظري ؟
وليتكَ إذْ أهديتَ أهديتني أنا
هَدَاياكَ كم كانتْ تُثيرُ بشَائري !
أتحسبني _ يا زوجُ – أَشْقى بضَرَّةٍ ؟
لَشعرُكَ في غيري ألدُّ ضرائري !!
ألا وَفِّرَنْ ما قلتَهُ فيَّ عُنْوةً
فإني أعافُ الشعرَ جَبْرَ خَواطِرِ
سأشكوكَ – يا مولايَ – للهِ حُرقةً
وما خابَ من ناجى عليمَ السرائرِ
************
هويتُ وقد جفَّتْ بشعريَ أحرفي
وهاجتْ أحاسيسي وغامتْ مشاعري
وغِبتِ وديواني يضمُّ بُحيرةً
من الدمعِ ـ ويحَ الدمعِ ـ كمْ كان قاهري !
أمحبوبتي ـ عفواً ـ بنفسيَ غيرةٌ
تُنازعني في الشعر ذِكْرَ الحرائرِ
ترفَّعتُ في شعري عن اللَّهْوِ والهوى
فطابتْ مَضاميني وزانتْ مَظاهري
فما خلعتْ يوماً حَيائي قصائدي
وما عِشْتُ في شعري أسيرَ الضفائرِ
وما ذاكَ من وَهْنِ القريحةِ ؛ إنني
أجيدُ – وربِّ البيتِ – صيدَ الجآذر !
سِوى أنَّ لي قوسًا وقفتُ سِهامَها
على كلِّ صدرٍ بالعقيدةِ غادرِ
تعيشُ بأجفاني جراحٌ لأمتي
تنامتْ وقد نامت عيونُ المُؤَازرِ
ففي بَرِّها أطلقتُ خيلَ قصائدي
وفي بحرها أجريتُ كُلَّ بواخري
فلا تعتبي لو قلَّ حُظُّك في الرؤى
وقد ملكَ الإسلامُ فيض محابري
وأضحتْ يدُ الأقصى تَلُفُّ وثائقي
ودمعُ ضحايا الصِّرْبِ حبرَ دفاتري
وأمست أغاني الأسر شُغلي وأنَّتي
ونشرُ وعودِ النصرِ شأنَ منابري
تُروِّي دموعُ اليُتْمِ غُصنَ كآبتي
ويُظْمِي صباباتي حنينُ المهَاجِر
وتُضني مآقيَّ الجريحةَ أمةٌ
تنامُ على جُرحٍ وتصحو بآخرِ
يُلفعني لبنانُ بالهمِّ حيثما
لمحتُ على مغناه خطوَ الغَوادرِ
ويشعلُ فيّ الحزنَ كشميرُ كلما
تذكرتُ كم أمسى رهينَ المجازر
ويقلقني الأفغانُ بالخُلْف ، ليتهم
دَرَوْا كم شَفَوا بالخلف غِلاًّ لكافرِ
وعيني على بغدادَ ويحَ ربوعها
غدت حُرةً في كفِّ أهوجَ فاجرِ
وقلبي على الشيشانِ طال نحيبها
وما سمعتْ منا صليلَ البواترِ
يُحارَبُ دينُ اللهِ في كلِّ بُقعةٍ
وما سيفُنا يمضي وما من مُناصرِ !
غدتْ أمتي جُرحي وجُرحيَ أمتي
وفوق ضفافِ الجرحِ تنمو أزاهري
***********
فلا تعجبي لو لاحَ في وجهيَ الأسى
وماتتْ على ثغري جميعُ نوادري
تعودتُ مضغَ الحزنِ منذُ طفولتي
ومنذُ رأيتَ الحقَّ وسط الدوائرِ
****************
وأنكِ بالعُتبى أَثَرْتِ لواعجي
وهيَّجْتِ في صدري لهيبَ مجامري
تقوليَن : قاسٍ أنتَ لستَ بشاعر
ولا لمستْ يوماً رُؤاكَ مشاعري ؟!!
وأنتِ كما قدْ كُنتِ حُلْمي وهاجسي
ومينائيَ الأحْنَى لقلبي المُسَافرِ
وإني ابنُ هذي الأرضِ ديني أرومتي
وراحلتي تشتاقُ لفْحَ الهَواجرِ
فإنْ شِئتِني هيَّا ؛ فدربيَ مُقْفِرٌ
إلى أن أرى الإسلامَ جَمَّ المنائرِ
وإلا فخليني وشأنيَ ؛ إنني
تعودتُ بالتقوى اقتحامَ المخاطرِ ![/align][/frame]