" وينك ياخـوي ؟! "
**********
في خضم هذه الحياة والدنيا المؤلمة .. كانت هناك قلوب تموت باليوم الواحد آلاف المرات من عذاب الجروح وصدمة الأقدار الي دمرت كل عرق ينبض بكيانهم .. كان هذا حال سمر وهي تجر خطواتها بكل تعب وألم .. وفرجة بين شفاتها مفتوحة بشكل ينم عن صدمتها لهاللحظة وعيونها ظايعة بالفراغ ومتوسدة ذراع مازن واهو ماسكها من خلف ظهرها ويعاونها على المشي والخروج من المستشفى بعد قضاء يوم كامل فيه تحت كمامة التنفس والابر المسكنة والمهدية ! .. عاونها مازن لين وصلت السيارة وركبها بهدوء وسكر لها الباب ومشى وركب بجمبها واهو يراقب وجهها المصدوم وعيونها الي متجمعة فيها الدموع وفيها نظرة الألم والحيرة والظيـاع ! سمر من فاقت واهي ساكتة بصدمة وما تكلمت كلمة وحده ! ويوم قالها مازن تقوم عشان يطلعون من المستشفى ظاعت عيونها بوجهه واهي مو قادرة تستوعب شي ! عاد عليها مازن الكلام مره ثانية لين انتبهت وهزت راسها وقامت وطلعت معاه ! وهاهم بالطريق سمر لاتتكلم ولا ترد على أسئلة مازن !! لين دمعت عيونه من ألمه على حـال أخته !! وانعصر قلبه بكل ألم وهو يتمنى يعرف وش الي صار .. ! وش صار بين خالد وسمر ووش الي وصلهم لهالحـالة ؟! وعزم يكلم سليمان أول مايوصل البيت عشان يستفسر منه يمكن قدر يكلم خـالد ولا يعرف عنه شئ !! مادرا مازن عن سليمان الي عايش وسط فوضى من الضياع والخوف والقهر .. يوم صحى ولقى خالد هرب من الفندق !!
صحى خالد بنص الليل وقام بهدوء وطلع من الفندق بدون مايحس فيه أحد .. واختفى تارك جواله وأغراضه وكل شئ يخصه ! .. لوين .. ؟! محد داري لهاللحظـة !
وصل مازن للبيت ونزل سمر بهدوء ورجع يعاونها على المشي لداخل البيت .. وأول مادخلت سمر وقفت فاجأة وعيونها متوسعة بذهول وأهي تشوف الصالة !! وتشوف الأرض !! وتشوف الكنب !! واسترجعت فاجأة الأحداث الأخيرة الي صارت بهالمكان .. ونجرتها مع خالد .. وصراخها !! وصراخه !! و الكلمات الثلاث الأخيره الي رماها عليها !! هزت راسها وهي تبكي وكنها تنكر الحقيقة وتقول : لااااه .. لاااااه .. لاااااه ..
اخترع مازن منها واهو يطالع بوجهها المفجوع وكنها تفتكر شي وتنكره ومخترعة منه ! ومسكها من ذراعها واهو يقول بخوف : شفيك حياتي سمر !
طالعت سمر بعيون اخوها وهي فاتحه فمها بذهول ودموعها تنسكب منها وقالت كنها تسأل : .. خالد راح ؟؟ ظاع ؟؟ خلاص ماعاد فيه خـالد ؟؟
راقب مازن عيونها بخوف وسحبها بنعومه من ذراعها يبي يقعدها وقلبه يخفق بكل عنف واهو حاس ان في مصيبة صايرة ! قعدها بهدوء على الكنب وانحنى قدامها واهو يقول : سمر حياتي فهميني وش الي صار .. وين راح خالد ؟
سمر بصوت عالي : لا تقــولي رااااح ! لاااااااه ماراح خـالد !! (( وصارت تشاهق ببكيها وتقول : خالد يحبنـي ومو تاركنـي .. لا ماطلقـني ماطلقنـي !
توسعت عيون مازن بصدمة يوم سمع هالكلام ! وضغط على إيدها بقوة واهو يحاول يستوعب هالحقيقة الي بدت تظهر قدامه .. وقام وقعد جمبها ومسكها وضمها لصدره واهي تبكي واهو لازال منصدم ومو مستوعب ! هل سمر تقصد ان خـالد طلّقها ؟! .. خالد منهار وسمر مصدومة .. و .. ! واتذكر القطع المكسرة الي شافها بالأرض يوم دخل الصالة وشاف سمر طايحة ! وش علاقة كل هذا بكلام سمر الحين !! ياربي شهالبلوة وشهالمصيبة الي طاحت علينا .. ليه طيب ليه وش الي صار ؟! ومسح على راس سمر بحنان وقلبه يخفق بأنواع المشاعر الي صارت موترة كل عصب بكيانه ! وقال وهو يحاول يهدي صوته : بس حياتي سمر هوني على نفسك واهدي .. وكل شي بينحل وتصفى الأمور .. بس قوليلي وش الي صار حياتي فهميني !
رفعت سمر راسها عن صدره وقالت وهي تبكي : خـلاص .. ماعاد في شي يستاهل أتكلم عنه خـلاص كل شي راح وكل شي انتهى خـلاااااص ..
مازن : لا تقولين كذا حياتي .. كل شي بينحل ان شاء الله بس انتي هدّي عمرك وفهميني وش صار بينك وبين خالد !
وقفت سمر واهي تقول : لا تقولي اسمـه يامـازن .. والتفتت وطالعت فيه وقالت وهي صاكة سنونها بألم : خالد بالنسبـة لي مـات خـلاص !! (( والتفتت تطالع الباب وهي تقول : من بعد ماطلع من بيتي أمس !
ومشت وهي تبكي للدرج .. ومازن قام وراها بسرعه واهو يقول : سمر خليك حياتي انتي تعبانة ارتاحي شوي بعدين اطلعي ..
سمر : اتركني يامازن أرجوك .. ابطلع غرفتي ومابي أحد يكلمني لين أطلع بنفسي وأتكلم !
مازن بهدوء : أوكي فهميني بس وش الي صار ؟
سحبت سمر ايدها وطلعت الدرج ووقفت بعد درجتين ودارت لمازن وقالت وهي تضحك باستخفاف : خـالد طلقني ! أوكي ؟ انا وخـالد انتهينا ! .. (( ودرات عنه وكملت طلوعها وعيون مازن تلحقها بكل ذهول وصدمة !!
" خـالد وسمر .. اتطـلقوا ؟! " طلع هالسؤال بكل ذهول من فم سليمان وهو يكلم مازن بالجوال وخبره بالحقيقة الي عرفها من سمر والي وضحت لهم سبب هالحـالة الي وصلها كل من سمر وخـالد ! وانصدم سليمان وخفق قلبه بكل عنف واهو يحاول يستوعب هالكلام ومازن يعيد عليه : اي اتطـلقوا ياسليمان .. بس وش السبب ؟! هذا الي مو قادر أعرفه !
سليمان بذهول : مو معقول يامازن .. مو قادر استوعب !
مازن بألم : حتى انا ياسليمان .. وسمر نفسيتها عـدم وبالقوة اتكلمت وقالتلي هالخبـر ومن بعدها سكرت على نفسها الغـرفة وماتبي تكلم أحد ولا تقابل أحد !
سليمان : وخـالد بعد زي ماقلتلك يامازن ! صحيت ولقيته مختفي من الفندق ومو تارك وراه اي أثر ممكن يوصلني لمكانه !
مازن بضيق : وين يكـون راح ! وليه طيب كل هذا ليــه !
سليمان وهو يتنهد : والله ما أقول غيـر حسبي الله ونعم الوكيل ..
مازن بهمس : حسبي الله ونعم الوكيل !
سليمان : وساره درت يامازن !
مازن : لا والله ماقلتلها ومدري شلون بقولها وهي امس تبكي وتقول حاسه ان مصايب الدنيا كلها طايحة علينا .. والله صدقت !
سليمان : أوكي انا قربت أوصل البيت الحين و بعلمها أنا وياك ونخليها تحاول اهي تدق على سمر وتكلمها ..
مازن بتنهيدة : أوكي أخوي استناك ..
سليمان : أوكي .. باي
مازن : باي ..
وسكر مازن من سليمان وهو يحس روحه بتطلع منه من الضيق والهم الي حاشي صدره ! مصيبة والله ماحسبنا لها حساب ولا عمرها كانت لا بالبال ولا بالخاطر .. ان كان سمر وخـالد .. قصة الحب الأسطورية .. انتهت بالطـلاق ! وش نرجي أجل من هالدنيا .. ! آآآآآآخ بس الله يكفينا من شرها !
وصل سليمان البيت ودق على مازن وجاه لبيته .. ونادوا ساره وعلموها الخبـر ! ومايحتاج أقولكم شلون انصدمت وانهارت وبكت واهم يحاولون يهدون فيها واهي تنتحب بكل ألم وحسرة ! وبعد محاولات جاهدة منهم لتهديتها أخيرا قدورا يسألونها ان كان تعرف عن أي شئ صاير بينهم .. وعلمتهم ساره بالي تعرفه لين وصلت لسالفة الدروع .. وفاجأة اتذكر مازن الدروع المكسرة .. ! وقالهم عنها الا ساره انهارت من جديد وقالتلهم واهي تنتحب عن سالفتها وان خالد أكيد شافها وظن انها هدايا بين سمر وطـلال وماتحمل هالشي وانفعل وطلقها ! .. ووقعت الصدمة عليهم بأشد الأنوع دمار وتحطيم وألم !
ومر هاليوم من أسوأ الأيام !! أحرق لهيب الألم قلوب الجميـع بلا استثناء .. الجميـع عرف بالخبـر ماعـدا أهل سمر وفهد الي بروما !! ولا الباقين ماجفت دموعهم لحظـة !! والبنات الي بكـوا حال أروع علاقة حب شافوها .. ماكفاها الشيطان من شره وأولد الشرور والشكوك فيها لين رسم لهم النهـاية بأبشع الصور ! .. بكوا حال أعز الناس على قلوبهم .. بكوا خوف من مصيرهم المجهـول .. وظل السؤال معلّق بلا إجابة .. مين المسؤول ؟!
**********