تأثيره
يُعتبر فرويد أحد المفكرين الذين طغى تأثيرهم في التاريخ. ولذلك فمن اللائق معرفة أفكاره وأبحاثه لأنها تتعلق بالإنسان وكيانه، ودراستها جيدًا لغربلتها وإبقاء ما يتمشى مع الفكر الإسلامي ومثله العليا. وقد رأى لفيف من الناس أن ما كتبه قد غير الطريقة التي كان يراها الناس في الطبيعة البشرية. وكانت أبرز نظريات فرويد هي التي عالجت التحليل النفسي والطب النفسي. وقد عارض كثير من محللي الشخصية والباحثين في علم النفس بعض آرائه في هذين الفرعين من العلوم. إلا أن عمل فرويد في علاج الأمراض العقلية ساعد في وضع أساس التحليل النفسي العصري. أما في علم النفس فقد أثر فرويد بشكل خاص في حقل علم نفس الشواذ ودراسة الشخصية.
أدت نظريات فرويد عن النمو الجنسي إلى مناقشات مفتوحة ومعالجة الأمور الجنسية ومشكلاتها. وكان اهتمامه المكثف بأهمية الطفولة قد ساعد على تدريس قيمة توفير بيئة للأطفال مليئة بالغذاء العاطفي. كذلك أثرت نظرياته في ميادين علم الإنسان وعلم الاجتماع. وقد قبل الباحثون في علم الاجتماع في البيئة الغربية بعض مفاهيمه القائلة بأن علاقات الكبار الاجتماعية تنتظم وفقًا للعلاقات الأسرية الأولى. ويرى عدد من الآباء والمعلمين في الغرب بأن المشكلات السلوكية يمكن أن تأتي من نزاعات الطفل العاطفية. وذهب التأثر بطائفة منهم إلى الحد الذي أصبح فيه عدد من الباحثين في علم الجريمة يرون أن من المجرمين مَن يرتكبون جرائمهم تحت دوافع غير واعية، وأن مثل هؤلاء الناس يمكن مساعدتهم عن طريق الاهتمام النفساني أكثر من اللجوء إلى الزج بهم في السجون.
وفي مجال الفن والأدب تركت نظرية فرويد أثرها على السريالية. والتصوير التشكيلي السريالي والكتابة مثل التحليل النفسي يكتشفان أعماق العقل الباطن. وقد زودت آراء فرويد ومفاهيمه بعضًا من المؤلفين والفنانين والنقاد بمواضيع لتحليلها فنيًا وأدبيًا على ضوء مايراه فرويد. ولكن يبقىفرويد شخصًا من البشر ينتفع الناس منه بما كان مفيدًا، ويتركون ما كان شاذًا لا يتمشى مع العقيدة الصحيحة والمثل الإسلامية العليا.