العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-18-2011, 03:32 PM رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






كيف تكون داعية ......

إليك 10 همسات في أسرار


القيادة والتأثير :



10 همسات في أسرارِ القيادة والتأثير ..

عبد الرحمن بن محمد السيد


أيُّها الأبرارُ الأكارِمـ .. ما أحوجَ أمَّةَ الإسلامِ اليوم إلى رجالٍ تتوفَّرُ فيهِم صِفاتُ التأثيرِ وأخلاقُ القِيادة .. بل هيَ بحاجةٍ إلى أن تستعيدَ صدارتَها بينَ الأمم عبرَ أناسٍ يتمتَّعونَ بنُضجِ الذهنِ وانقِداحِ الحِكمة والبصيرةِ ..

إنَّ هذهِ القضيَّة – أعني صناعةَ القادة - يجبُ أن تكونَ في قائمةِ الأولويَّاتِ ورأسِ الاهتمامات عندَ العظماءِ والمُصلحين .. وينبغي على الدُّعاةِ العاملين َ والمربِّينَ الناجحين أن يُهيِّئوا للأمَّةِ قادةً أفذاذاً لا يعرفونَ معنىً للعجزِ والكسل ، ولا يُعيقُهم عائقٌ عنِ البذلِ والعطاء ، لا يعرفونَ للراحةِ طعماً أو للخَوَرِ سبيلاً ..


لا تحسبنَّ المجدَ تمراً أنتَ آكلُهُ --- لن تبلُغَ المجدَ حتى تلعَقَ الصبِرا
وليسَ ذلك على اللهِ ببعيد .. فالأمّةُ – بحمدِ الله – معطاءةٌ ولود ..

وقد كتبتُ هذهِ الهمسات لِتكونَ مُعيناً على ذلِك .. جمعتُها من هنا وهناك .. وانتقيُتُها بِعنايةٍ لِتكونَ مُعينةً لي أولاً ولكلِّ من يراها من إخوتي ثانياً .. أسأل الله أن يفتَحَ لها قلوباً مؤمنة .. وأن تكونَ نبراساً ومفتاحاً لكلِّ من رامَ القيادةَ ..وتطلَّعَ للتأثيرِ والرِّيادة ..

الهمسةُ الأولى : إنَّ من صفاتِ القائدِ المُسلمِ أن يكونَ مؤمناً باللهِ تعالى .. طائعاً لأوامرِه .. مخلصاً لهُ العمل .. " قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له " " يرفعِ اللهُ الذينَ آمنوا منكم والذينَ أوتوا العلمَ درجات " .

الهمسةُ الثانية : كما أنَّ من صفاتِ القائدِ الناجح .. علُوُّ الهِمَّةِ .. وسموّ الغاية .. ووضوحُ المنهجِ .. وسلامةِ المقصدِ .. وطهارةِ المُعتَقَد .. " وما أُمِروا إلاَّ لِيعبدوا اللهَ مُخلِصينَ لهُ الدينَ حُنفاء " .

الهمسةُ الثالثة : كذلك .. منحُ التقديرِ والاهتمامِ لكلِّ شخص .. فإن من أقوى أسرار التفوُّقِ البشريّ الرغبةُ في الثناءِ وحُبِّ التقدير وطلبِ الرِّعايةِ والحرص .. وقد طبَّقَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذا المبدأ مع شخصِ أبي سُفيانَ رضيَ اللهُ عنهُ عامَ الفتح .. قالَ العبَّاسُ رضيَ اللهُ عنه : (( يا رسولَ الله إنَّ أبا سفيان رجلٌ يُحبُّ الفخر ، فاجعل لهُ شيئاً ، قال : نعم ، من دخلَ دارَ أبو سفيان فهوَ آمن ...... )) الحديث .

الهمسةُ الرابعة : ومن أسرارِ القائدِ الناجحِ المُؤثِّر .. مُجانبةُ النقدِ وإقلالُ العِتاب .. فإنَّ طبيعةَ النفسِ البشريَّة النفورَ والابتعادَ عن كلِّ ما يخدِشُ ذاتها أو يجرحُ كبريائها .. فالأولى بالمربِّي أن يختار الطريقةَ المُثلى في المعالجةِ والتصحيح .. قالَ تعالى : " وقولوا للنَّاسِ حسناً " .

الهمسةُ الخامسة : ومن أهمِّ أخلاقِ القائدِ المُؤثِّر .. محبَّةُ الخيرِ للجميع .. والسعيِ لقضاءِ حوائجهم .. وتقديمُ مصالِحِ الأمةِ العامّة وحاجاتها على مصالِحِ نفسِه .. ولكم أن تتأملوا في سيرةَ حبيبنا محمدٍ – عليهِ الصلاةُ والسلام – يتبيَّنُ لكم حاجةَ ما أتحدَّثُ عنه .. ألم يقُمِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليِهِ وسلَّم ليلةً يقرأُ قولَ الله " إن تُعذِّبهم فإنهم عبادُك وإن تغفِر لهم فإنك أنتَ العزيزُ الحكيم " فرفع يديه وقال : اللهم أمَّتي أمَّتي !! وبكى .
وقد قيلَ للأحنف : من السيِّد ؟ فقال : الذليلُ في نفسه ، الأحمقُ في مالِه ، المعنيُّ بأمرِ قومِه ، الناظر للعامة .

الهمسةُ السادسة : صدقُ القائدِ قي النصيحة من أسرارِ تفوُّقِه وتأثيرِه .. فهوَ لِفرْطِ حُبِّه للمُتربِّين وشِدَّةِ شفقتِه عليهم حرِصَ على نصيحتِهِم ودِلالتِهم ..

الهمسةُ السابعة :
سلامةُ الصدرِ وطهارتِها من الأحقاد والأثقال ، وتجنًُّبِ الخصومةَ والتنازُع .. " والذينَ جاءوا من بعدهم يقولونَ ربَّنا اغفِر لنا ولإخواننا الذينَ سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبِنا غِلاً للذينَ آمنوا " .. قالَ الأحنفُ بنُ قيس : كثرةُ الخصومة تُنبِتُ النِّفاقَ في القلب .

الهمسةُ الثامنة : الصبرُ وما أدراكم ما الصبر .. فالقائدُ بلا صبرٍ كالسمكِ حينَ يخرُجُ من الماء .. هل يستطيعُ العيْش ؟


الدهرُ يخنِقُ أحيناً قِلادتهُ --- فاصبِر عليهِ ولا تجزع ولا تثبِ
حتى يُفرِّجها في حالِ مُدَّتِها --- فقد يزيدُ اجتناناً كلّ مضطربِ


الهمسةُ التاسعة : كي تكونَ قائداً ناجحاً عظيماً : عليك َ أن تكونَ مُستمِعاً جيداً ومُحاوِراً يُحاورُ الآخرينَ بإقناع .. قال تعالى : " ومنهم الذينَ يُؤذونَ النبيَّ ويقولونَ هوَ أُذُنٌ قل أذنُ خيرٍ لكم يُؤمنُ بالله " ، " ومنهمُ الذينَ يُؤذونَ النبي " وهم المنافقون ، " ويقولونَ هوَ أُذُن " أي : يسمعُ مقالةَ كلِّ أحدٍ فيُصدِّقُه ، ولا يُفرَِّقُ بينَ الصحيحِ والباطِل ، " قل أذُنُ خيرٍ لكم يُؤمنُ بالله " أي : نعم هوَ يستمعُ لكم ، ولكن نعمَ الأذنُ هو ؛ لكونه يسمعُ الخيرَ ولا يسمعُ الشرّ .

الهمسةُ العاشرة : أخيراً .. إنَّ من صفاتِ القائدِ الفذّ : خوفُهُ من ربِّه ، وتذلًُّلهُ إليه ، وانكِسارهُ بينَ يديه ، ومحاسبتُهُ لِنفسِهِ وتأنيبِهِ لها .. قالَ سعيدُ بنُ المسيِّب : منِ استغنى بالله اِفتقرَ الناسُ إليه .


أيُّها الأكارمُ :

هذهِ قَطراتٌ من ينبوع .. وفيضٌ من غيْض .. فهذا الموضوعُ الكبير لا تُوفيهِ هذهِ الأسطُرِ حقَّه ، إنَّما هيَ مفاتيحٌ وإشاراتٌ سريعة ، ومن أحبَّ الاستزادة فأوصيهِ بهذينِ الكِتابين : الأول : كيفَ تُصبِحُ قائداً ؟ لمؤلِّفه : خالد أبو صالِح ، الثاني : أسرارُ القِيادةِ والتأثير ، لمؤلِّفه : سُليْمان بن عوض قيمان .

وفقني اللهُ وإياكم لِما يُرضيه .. واللهُ تعالى أعلمُ وأحكم .. وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على إمامِ القادة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته والتابعينَ لهم بإحسان .


عبد الرحمن بن محمد السيد






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 03:39 PM رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

إليكِ أختــاه هذه الرسالة ::



هل حملتِ هذا الهم ؟؟

بداية داعية

سؤال أختى وحبيبتى فى الله يحتاج إلى إجابة هل حملت ِ هذا الهم ؟
وأىّ همّ نتكلمُ عنه
هم الأولاد أم هم البيت أم هم الزوج أم.... أم.... أم ........فالهموم كثيرة !!
لكنى أتكلم عن هم من نوع مختلف!
أتكلم عن هم إذا حملناه بداخلنا لم يثقل كاهلنا ولم يُحزن خاطرنا
بل هم يزيدنا سعادة فى الدنيا والآخرة ، هم يقربنا إلى الله هم يجعلنا نحلق إلى السماء فنناطح السحاب،
هم يوصل همتنا لأعلى قمم الجبال الشامخات ،ومع ذلك
تخلى أغلب الناس عن حمله فانطلقوا ورددوا لسنا اهلاً لحمله!!.لسنا أهلاً لحمله !!
فمن المعرو ف أن هم+ هم+ هم=هموم
لكن الهم الذى أتكلم عنه كلما زاد = همم شامخة

والآن أعيد عليكِ السؤال
أختاه هل حملت ِ هم هذا الدين؟
هل حملت هم الدعوة؟
هل شغل خاطرك يوماً؟
هل هو الهم الأول فى خريطة حياتك ؟

هل يشغل خاطرك دائما ً حب الناس ونشر الخير والأخذ بأيديهم إلى طريق الهداية والصلاح نصراً لديننا .فنحن خُلِقنا لنخرج العباد من الظلمات إلى نور الله ،،، خُلِقنا ونحن نحمل رسالة نخبرها للعالم ابتداء من أقرب الأقربين إلى العالم كله فما خُلِقنا إلا للعمل لدين الله .قال جل في علاه

" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ِ"

هذه هي الغاية و تلك هي الوظيفة التي تحولت في حياتنا وللأسف إلى فرع
أما تذكرى أخيه كيف كان الحال قبل الهداية ؟
أماكان موحشاً صعبا ً لاسعادة ولاعيش هنئ
اليوم وبعد أن هدانا الله كم نبذل لنثبت أننا نستحق هذه النعمة ؟كم هى قليلة تلك التضحيات التى تُبذَل فمن ينظر إلى واقع الأمة يرى أن الجهد المبذول مازال أقل بكثير جداً من المطلوب !
تذكرى أخيّة أن هناك من يحتاج إلى من يمد يد العون له فيفيقه من غفلته ليمشى على الصراط المستقيم كما أراد الله له.
أين هموم إنقاذ ذلك الإنسان مما يعيش فيه من انتكاسة قلب وزعزعة فكر
فدورنا أن نعيش على هذه الأرض بالطريقة التي يحبها الله ورسوله، وليس مطلوبا منا أن ننعزل عن الناس ومشاكلهم وهمومهم .
فالأمر ما يحتاج منا إلا للصدق مع الله تبارك وتعالى ومن صدق مع الله صدقه الله .

أختى وحبيبتى فى الله
أين أصحاب الهمم ؟ ليست أى همم أين أصحاب الهمم العالية ؟

لن أقول لكِ ربّ همة أحيت أمة ، ولكن أقول
ربّ همتك أحيت أسرتك ،أحيت صاحباتك ،أحيت من حولك
أو أحيت كل من رآك ِ
أذكر أختا ً لى فى الله لم أرها إلا مرة واحدة مدتها ثلاثين دقيقة
والله ياأخوات شغلها الشاغل أن تُعلّم نساء قريتها تعاليم الدين خاصة وأنهن أمّيات ما يعرفن قراءة ولاكتابة فقلت فى نفسى بارك الله فيها عندها همة عالية
كان ممكن تدعو إلى الله فى أى مكان لكنها آثرت ذلك المكان الشاق !!
والأعجب من ذلك أنها تحرص على تعليمهن أحكام التلاوة والتجويد وقبل ذلك تعلمهن القرآة والكتابة !!بصبر وطول وبال وابتسامة وتشجيع شديد حتى ولو كانت من تقرأ تقرأ خطأ .
جزاها الله عنى خيرا ً أشعر أنها أحيتنى
أختنا هذه أشعر أنها أحيت كل من رآها بصدقها وإخلاصها أحسبها كذلك والله حسيبها
كل هذا وعمرها 23 عاما ً فقط

تأكدى أختى وحبيبتى فى الله أنك إذا حملت ِ هم هذا الدين بصدق خالط تفكيرك

تحول همّك بالتأكيد إلى همّة عالية شامخة تأبى إلا أن يكون لها دورا ً فى نصرة دينها أذكر مقولة للحسن البصري رحمة الله عليه يقول
(أرى أن ألأسلام يوم القيامة ينظر في وجوة الناس ويقول هذا نصرني وهذا خذلني هذا نصرني وهذا خذلني حتى يرى عمر ابن الخطاب فيأخذ بيدة ويقول يارب لقد كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل)

يا تُرى نحن من أى الفريقين ؟ ممن ضحواوبذلوا ونصروا دين الله أم ممن خذلوا هذا الدين ؟
إن معالي الأمور لا يبلغها إلا أصحاب الهمم العالية.
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه : "لا تصغرن همتك، فاني لم أر اقعد بالرجل من سقوط همته "
وقد قيل : المرء حيث يجعل نفسه إن رفعها ارتفعت،وان قصر بها اتضعت
يقول ابن القيم رحمه الله
( وقد أجمع عقلاء كل أمة.. على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ..وأن من آثر الراحة.. فاتته الراحة ..وأن بحسب ركوب الأهوال.. واحتمال المشاق.. تكون الفرحة واللذة ..فلا فرحة لمن لاهم له ..ولا لذة لمن لا صبر له .. ولا نعيم لمن لا شقاء له.. ولا راحة لمن لا تعب له ..بل إذا تعب العبد قليلا.. استراح طويلا ..إنما تخلق اللذة والراحة والنعيم.. في دار السلام ..وأما في هذه الدار فكلا )

أسألك بالله عليك كم بذلنا من أجل هذا الدين من أموال ؟ومن وقت ؟ ومن جهد ؟ ومن أجل إبلاغ الدعوة إلى مشارق الأرض ومغاربها!

تذكرى أخية
حال الأمة ونكباتها
أشلاء تتمزق فى كل مكان
أعراض تُنتَهك
أخوة لنامسلمون اجتمع عليهم المنصرون
اجتمعت علينا الأمم كلها
اخواننا فى فلسطين والعراق وما يحدث لهم
غزة خاصةً وما يحدث فيها
التطاول على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
تدنيس المقدسات

كل هذاما يجعلك تحملى هم هذا الدين وهم الدعوة
كل هذا ما يجعلك تشعرين بغصة فى حلقك؟
كل هذا أختى ما يجعل منك صاحبة همة عالية تناطح السحاب تنطلق فى كل مكان لتدعو إلى دينها بهمة
فما الذى يوقظ الناس ويعلى هممهم بعد كل هذا؟
إلى متى نظل جالسين مكاننا نلهو ونلعب يسيطر علينا همّ الدنيا ؟

انظرى أختى لسير من سبقونا كيف حملوا هذا الهم كيف عاشوا للاسلام وبالاسلام

وكيف ضحوا وكيف بذلوا وأرجوك ِ تدبريها
فهذا صديق الأمة الأكبر شرح الله صدره للإسلام فنطق بالشهادتين بين يدي رسول الله و على الفور في التو و اللحظة يستشعر مسئوليته تجاه هذا الدين.... أنا أسألكم بالله ما الذي تعلمه أبو بكر في هذه الدقائق من رسول الله سوى الشهادتين مع سماعه لكلمات يسيرة جداً من المصطفى؟؟.. و مع ذلك يستشعر مسؤولية ضخمة تجاه هذا الدين بمجرد أن ردد لسانه الشهادتين فيترك الصديق رسول الله و ينطلق ليدعو!!!…….. يدعوا؟… يدعوا بماذا ؟؟….. والله ما عكف على طلب العلم سنوات لينطلق بعد ذلك للدعوة!!… و لكن بالقدر الذي أعطاه الله من النور خرج و هو يستشعر مسئوليته الضخمة لهذا الدين بكلمات قليلة…
وانظرى أختى وحبيبتى فى الله إلى همته العالية أثناء الهجرة
كم كانت فرحته بمرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم يفرح وهو يرافق رجلاً مطلوب حيا ً أو ميتا ً !!
وانظرى أخية إلى موقفه وهو تارة عن اليمين وتارة عن الشمال فيتعجب الرسول من فعله فيقول أبو بكر إن قتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قُتلتَ أنت هلكت الأمة،
انظرى لموقفه حينما ارتد الأعراب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال قولته
أينقضِ الدين وأنا حى
ما أستطيع إلا أن أقول علو فى الهمة .توكل على الله. ثبات على الحق .
انظرى إلى عمرو بن الجموح ما أعاقته عرجته عن القتال وقال والله لأطئن بعرجتى الجنة
انظرى مافى أى شئ وقف أمامه ليعجزه عن البذل فى سبيل الله
وانظرى إلى من قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : صوت أبي طلحةفي الجيش خير منفئة ..انظرى أختى من أتى به إلى الإسلام إنها همة إمرأة
أم سليمأم سليم كيف كانت تحمل هماً بداخلها
جاء أبو طلحة يخطب أم سليم ، فقالت : ما مثلك يرد ، ولكنك امرؤ كافر ، ولا أريدمهرا إلا الإسلام .فأسلم وتزوجها .
إنها إمرأة تحمل هم الدين والدعوة ماتحمل هم ذهب ولافضة
كيف أصبحوا هكذا ؟
منهجنا ومنهجهم واحد ألا وهو القرآن فتمسكى به


همسة

إذا أردت ِ ان تكونى صاحبة همة عالية
صاحبى ذوات الهمم العالية
فالمرء على دين خليله

هيا نسابق الزمن!أختى أعمارنا قصيرة وما الحياة إلا سويعات
وما ندرى متى موعدنا
فإن لم نقدم للدعوة الآن فمتى نقدم ؟
بعد الممات ؟أم متى ؟
اختى وحبيبتى فى الله ارسمى لنفسك منهجاً وطريقا ً فى الحياة
هل تحبى أن تكونى عالية فى القدر حسنة الذكر بعد الممات
ام .......
احسبى عمرك الآن
كم ساعة نوم ؟ وكم ساعة كسل ؟ وكم ساعة لهو ؟
وكم ساعة عشت ِ فيها لهذا الدين ؟
..............
أترك لكِ الاجابة فجاوبى نفسك واصدقيها

أخيرا ً
عذرا َ..عذراً
آسفة إن كنت أوجعتكم بكلامى ولكنى والله تمنيت لو أن كل واحدة منا تركت أثراً خلفها فمضى عليه كل من حولها
أخيّة خلقنا لننصر هذا الدين وليس لنخذله
فهناك أختى فرق شاسع بين من عاش صالحا ً بنفسه مُصلِحا ً لغيره
ومن عاش ولم يضف شيئاً للحياة فعاش زائداً عليها
إسألى نفسك الآن
ماذا قدمت أنا لدين الله جل و علا فيما مضى من عمرى ؟ "
هل لى من بصمة فى هذه الحياة ؟

إبدأى من الآن
وتدبرى قول القائل
فلا تبق فعل الصالحات إلى غدٍ لعل غداً يأتي وأنت فقيدُ
فليعمل كلٌ منا لنصرة الدين كلٌ بحسب استطاعته
إن الكلمة الطبية دعوة .. والابتسامة دعوة .. وحب الخير للغير دعوة .. المساعدة .. توزيع الكتب والأشرطة .. المواعظ .. الرسائل الدعوية .. وبالإنترنت ..
أفكار لا تعد ولا تحصى .. وما الأفكار السابقة إلا قطرات في بحـــــر
وإذا أصابك ِ كسل تصبرى بما عند الله من خير
واستعينى به ولاتنسى الدعاء

وفقنا الله لخيري الدنيا والآخرة .. وجعلنا الله من الدعاة لدينه المخلصين ..
المسددين .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أتمنى منكم الرد سلبا ً أو إيجابا ً
وأى استفسار ، إن شاء الله جاهزة
دمتم فى حفظ الرحمن

أختكم فى الله

الفقيرةإلى عفو ربها
بداية داعية



نقلاً من صيد الفوائد







آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-21-2011, 10:55 PM رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

أخـي / أخــتي

الداعـــية ::



كيف تكسب قلباً..؟!
عيسى بن مانع



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الحاجة إلى كسب قلوب الناس أصبحت ضرورة ملحة في زمن قل فيه المعين. وقل فيه التابع والرفيق. فالمعلمون و الآباء والأمهات والدعاة والمصلحون بحاجة لامتلاك القلوب وأسرها ومن ثم التأثير والتغيير و الإصلاح.

• فكيف تكسب قلباً؟

اقرأ هذه القواعد المهمة و راجعها من وقت لآخر وتجد لها الأثر بإذن الله:

1. أصلح ما بينك وبين الله يصلح ما بينك وبين الناس.


2. ضع نفسك في مكان الآخرين ثم أسمعهم من الكلام ما تحب أن تسمع وتصرف معهم كما تحب أن يعاملك به الآخرون.

3. اظهر اهتمامك بالناس الآخرين , في الهيئة والجلسة والاستماع و توجيه جميع الجوارح للشخص الأخر.

4. ابتسم..........ابتسم..............ابت سم.


5. لا تنتقد أحداً. النقد الجارح أو العقيم في أمور الدنيا, أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالأسلوب الحسن الرفيق.


6. تذكر أن اسم الإنسان وكنيته أغلى و أهم الأسماء بالنسبة له.


7. كن مستمعاً لبقاً , وشجع الآخرين للتحدث عن أنفسهم.


8. تحدث عن الأمور التي هي موضع اهتمامهم ومدخلاً إلى قلوبهم.


9. كن مخلصاً في تقديرك وكريماً في مدحك.


10. اسألهم عن آرائهم ومقترحاتهم في المواضيع المشتركة واستشرهم في المواضيع الخاصة.


11. كن لماحاً , كأن تثني على لباس الشخص أو جواله أو ساعته أو غترته, وكأن تقول مثلاً:"ما شاء الله اليوم عريس!" أو تبدي إعجابا بشيء يملكه وتسأل عن هذا الشيء باهتمام.


12. احتفظ بهدوئك ورباطة جأشك عند الاستفزاز.


13. اختر كلماتك بعناية خصوصاً في أول لقاء وكن متهللاً عند الكلام واحذر من جمود القسمات وغلظة الوجه و إن كانت كلماتك كالنسيم.

14. رصع حديثك بالنكت والطرائف والأمثال ولا تجعلها تطغى على حديثك ولا تقل إلا حقاً.

15. إفشاء السلام و رد التحية مفتاح لكل قلب.

16. البساطة وعدم التكلف في التعامل.

17. مظهرك النظيف الجذاب , وأسنانك وفمك وبدنك الطاهر تريح التعامل معك ولا تنفر منك.

18. اهتم بالتواصل الجسدي بأن تشد بحرارة على يده أثناء السلام ولا تسحبها قبله. إذا مشى بجانبك وترى من المناسب أن تمسك بيده حال المشي فافعل. احتضن وعانق من وصل من السفر. ربت على الكتف فالتواصل الجسدي له أثر عجيب على النفوس.



هذا الموضوع جمعته من عدة كتب و مصادر ومن تجارب شخصية ودورات تطويرية فلا تنسونا من دعائكم , فلكم مثل ما تدعون لأخيكم..........

وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً.






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-21-2011, 10:57 PM رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

وإلــيكم هــذه الوقــفــة ::





هل أنت أسد من أسود الله ؟

خالد الرفاعي


إن الكلمة لها وقع عظيم على النفس فقد تفتح للشخص الذي تكلمه آفاق الإيمان وتلامس شغاف قلبه فيكون هناك بصيص نور يشع له حياته لينطلق بكل قوة وما أجمل الحماس المتوازن الذي بعده النجاح المستمر .

شاب في المدينة المنورة كان يضيع وقته ويدخن بل يتعدى على الغير بل متورط في بعض الأمور جاء في وسط رمضان متبدل الحال عليه هيبة، ونور يغمر وجهه ويعلن أنه أقبل على الله تفاجأ الجميع بذلك بل عانقوه بحرارة ودعاء صادق بل لم يكتف وأعلن أنه سيعتكف في الحرم وسيبذل جهده في نشر هذه اللذة الإيمان والتي وجدها في قلبه لكل الناس ويصبح أسد من أسود الله ويقول: ليرنّ الله ما أعمل ؟

وأخرى في المدينة ...فتاة كانت في العشرين من عمرها تعلقت بثياب والدها وقالت له: منذ عشرين سنة وأنت تجد هذه السعادة الإيمانية وتحرمنا منها ولا تخبرنا عنها ، لن أسامحك أبداً وأجهشت بالبكاء ؟
وهي الآن بألف امرأة في الدعوة لله ما تتكلم إلا وتؤثر وتُبكي من يسمعها، لا تترك صيام أو صلاة ليس الفرض بل النوافل وزيادة... إنه الإيمان .

وآخر التقيت به في جدة وبعد محاولات لأخرج بسرٍ من أسراه الإيمانية قال : إني أقر كل يوم جزأين من القرآن الكريم وأسبح وأستغفر وأحوقل وأذكر الله أكثر من سبعة آلاف مرة وأعيش في حياة سعيدة لا يصفها أحد .

وآخر في جدة:
كان متورط في المخدرات ، بل رأس فيها ، جاءه ناصح وكلمه ومن معه ، فلم ينفع معهم بل سخروا منه كثيراً فوقف الناصح على ركبتيه وهو جالس ورفع يده إلى السماء وقال أما أنا فأريد الفردوس الأعلى فتقشعرت أجسامهم فتأثروا كثيرا بل أعلن رئيس العصابة توبته وتتابعوا وأحداً تلي الآخر بإعلان إقبالهم على الله وتوبتهم ورئيسهم الآن في مكة ويطلق عليه عابد الحرمين من كثرة عبادته .


أخي: كلمة لها أثر و ابتسامة من أعماق قلبك ونصيحة من القلب تقع في القلب .
ذلك الشاب سمع كلمة صادقة من ناصح ،والفتاة سمعت توجيه إيماني من والدها والشيخ يطمئن بكثرة ذكر الله والعصابة شعرت بتحريك لإيمانها فكلهم اشترك بينهم داعي الإيمان وصدق الكلمة التي انطلقت ودخلت لقلوبهم .


أخي : الناس فيهم خير فكلمة وابتسامة تحرك القلوب لله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:14 PM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

الدعوةُ إلى اللهِ تعالى


بِـسْـمِ اللهِ الـرحـمـٰنِ الـرَّحِــيم

الحمدُ لله ، والصلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ الله
وأشهدُ أن لا إلـٰـهَ إلا الله ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله

أمّا بعد ،

السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتـُه

حَيَّاكُمُ اللهُ جميعـًا يا طيّبين ، وبوّأكُمُ الجنّة




يقول الحقُّ تباركَ وتعالى :
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125)وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ(126)وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ(128) } .. [ النحل ] .

يقول تعالى آمِرًا رسولَهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يدعُوَ الخلقَ إلى اللهِ { بِالْحِكْمَةِ } أي: بما أنزلَهُ عليه من الكتاب والسنة ، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} أي: بما فيه من الزواجِرِ والوقائِعِ ليحذَرَ الناسُ بأسَ اللهِ تعالى .
ثم يَأمُرُ الحقُّ عزَّ وجلَّ نبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: من احتاج منهم إلى مناظرةٍ وجدالٍ فليكن بالوجهِ الحسنِ برِفْقٍ ولينٍ وحسنِ خطاب ، كما قال عز وجل: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}[ العنكبوت : 46 ]،


فأمرَهُ تعالى بلينِ الجانب ، كما أمرَ موسى وهارون عليهما السلام حين بَعَثَهُما إلى فرعونَ فقال: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[ طه : 44 ].

ثم يُخْبِرُ الحقُّ عزَّ وجلَّ نبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم أنهُ تعالى أعلمُ بمن ضلَّ عن الصراطِ السويِّ ، فقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } أي: إنه عندَهُ سبحانَهُ تَقَدَّمَ عِلْمُ الشقيِّ منهم والسعيد ، وكَتَبَ ذلك عندَهُ وفرغ منه ، فعمَلُكَ يا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو التبليغُ وإقامةُ الحُجَّة ، قال تعالى: { لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } [ البقرة : 272 ] .
ثمَّ يأمُرُ الله تباركَ وتعالى المؤمنين بأن بتعامَلُوا بالعدل في الاقتصاص والمماثلةِ في استيفاءِ الحقّ { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } ، ويُخبِرُهُم الرَبُّ عز وجل -بأسلوبِ الجَزْمِ والتّأكيد- أنَّ الصبرَ خيرٌ لهم { وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ } .
قوله: { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ } يؤكِّدُ عزَّ وجلَّ بِهِ على أنَّ الصبرَ خيرٌ من الانتصارِ لغضبِ النَّفْس ، حيث أعاد ذِكْرَ الصبرِ مرةً أخرى ، وبذلك يكون أفضلَ عندَ اللهِ تعالى ، فهو -الصبر- مُهَذِّبٌ للنفسِ مُزيلٌ لِعَنَتِها ، يُرْضِي اللهَ عز وجل ، ولا يُنالُ الصّابرُ المتصبِّرُ ذلكَ إلا بمشيئةِ اللهِ وإعانَتِهِ وحولِهِ وقوتِهِ ، ومن فعلَ ذلك حقيقَةً زالَ هَمُّه .
ثم قال تعالى: { وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي: على من خالفك ، لا تحزن عليهم ، فإن الله قَدَّرَ ذلك ، { وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ } أي: غم { مِمَّا يَمْكُرُونَ} أي: مما يُجهِدُون أنفسهم في عداوتِكَ وإيصالِ الشرِّ إليك ، فإن الله كافيكَ وناصِرُكَ ومُؤَيِّدُكَ ومُظَفِّرُكَ بهم .
وقوله: { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} أي: معهم بتأييده ونصره ومعونته .

نَقَلْتُ الكلامَ أعلاهُ من تفسيرِ الإمامِ ابن كثير ( بتصرف ) ..


الدروس المستفادة :
1- تجديدُ النيَّةِ للهِ تعالىٰ وإصلاحُ العملِ والابتغاءُ بِهِ وجهَ اللهِ تعالىٰ .

2- لِيَكُنْ خُلُقُنا قبل قولِِنا داعِيـًا إلى الله تبارك وتعالىٰ ، حين يبحثُ الناسُ في داخلِنا يشاهدون ما هو مماثلٌ للخارجِ تمامًا ، وهذا بيانُ الحكمةِ والموعظةِ الحسنة ، فكلاهما قول ، ولكنْ لا يَنطِقُ بالحكمةِ إلا من كان خُلُقُهُ الحكمة ، فقَدَّمَ تعالى الخُلُقَ على القولِ لاجتنابِ النِّفاقِ عياذًا بالله .

3- الابتعادُ عن الجدلِ العقيمِ والجدالِ المذمومِ ، والحرصُ على المحاورةِ بالآدابِ المُتَّبَعَةِ للحوار ، دونَ تعصّبٍ أو سِبابٍ أو خروجٍ عن أدبِ الحوار .



4- الداعي إلى اللهِ مُكَلَّفٌ بالتبليغِ وليس بفَرْضِ الرأيِ أو بإلزامِ الطرفِ الآخَرِ بالاتباع ، ولكنّهُ يدعو إلى اللهِ تعالى ويُبَيِّنُ سبيلَهُ تعالىٰ ، وليس عليهِ إلزامُ أحدٍ إلا إقامةُ الحجةِ عليهِ ليُبْرِيَ ذِمَّتَهُ أمامَ اللهِ عز وجل ، وبذلك لا يضيقُ صدرُهُ ولا يغتم .

5- أكَّدَ المولىٰ عز وجل على أن الصبرَ خيرٌ للداعي إلى الله ، حيث كرَّرَ الجزمَ بِهِ مرتين ، مرةً على سبيل التأكيدِ وأخرىٰ على سبيل الأمر ، فعلىٰ المحاوِرِ المسلمِ أن يصبرَ على أذىٰ الطرفِ الآخرِ -دون تهاوُنٍ أو تنازُل- ، لأنَّ الرِّفْقَ أفضلُ السُّبُلِ لتحقِيقِ المُبتَغَىٰ ، قال صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ » [ رواه مسلم ].
6- ثِقُوا إِخوَتِي بأنَّ اللهَ تباركَ وتعالىٰ مع المتقين الذين هُم مُحسِنون -الذين هم مراقبون للهِ في السرِّ قبل العلن- ، ومع الصابرين الليّنين الكاظمين غَيظَهُم الداعين إلى اللهِ بأفعالِهم قبل أقوالِهم .


أسالُ اللهَ العليَّ القديرَ أن يجعَلَهُ زادًا إلى حُسْنِ المصيرِ إليه ، وعَتادًا إلى يُمْنِ القدومِ عليه ، إنه بكلِّ جميلٍ كفيل ، هُوَ حَسْبُنا ونِعْمَ الوكيل




وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


ونرجوا لكم الفائدة مما نقلنا لكم






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:16 PM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً


زاد الداعية إلى الله .. للشيخ العثيمين رحمه الله ..



الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد


هذه محاضرة
للشيخ :

محمد صالح
العثيمين رحمه الله تعالى


بعنوان " زاد
الداعية إلى الله "




وجدتُ أن بها فائدة عظيمة لكل العاملين في الدعوة الي

الله
فأردت أن أنقلها لكم ..

رحم
الله الشيخ وجزاه عن الاسلام خيراً ..

يتبع ان شاء
الله ..






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:20 PM رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من أتباعه باطناً وظاهراً، وأن يتوفانا على ملته، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يدخلنا في شفاعته، وأن يجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين.
أما بعد:


فأيها الأخوة، إنه ليسرني أن ألتقي بإخواني المسلمين هنا وفي أي مكان آخر يُرجى منه الخير، ونشر هذا الدين، لأن الله تعالى أخذ على كل من أعطاه علماً، أخذ عليه ميثاقاً بما أعطاه من العلم أن يبينه للناس ولا يكتمه كما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَـقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }. (آل عمران: 187).


وهذا الميثاق الذي أخذه الله ليس وثيقة تكتب ويشاهدها الناس، ولكنها وثيقة تعلم بما أعطى الله صاحبها من العلم، فإذا أعطاه الله العلم فإن هذه هي الوثيقة التي واثق الله بها هذا الرجل، أو هذه المرأة التي أعطاها الله علماً، فعلى كل من عنده علم أن يبلغ ما علمه من شريعة الله سبحانه وتعالى في أي مكان، وفي أي مناسبة.




أيها الأخوة: إن موضوع محاضرتنا هذه: «زاد الداعية إلى الله عز وجل» والزاد لكل مسلم هو ما بينه الله عز وجل في قوله: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يأُوْلِي الأَلْبَـبِ وَاتَّقُونِ يأُوْلِي الأَلْبَـبِ }. (البقرة: 197).

فزاد كل مسلم زاد الداعية إلى الله هي تقوى الله ـ عز وجل ـ التي كرر الله تعالى ذكرها في القرآن أمراً، وثناء على من قام بها وبياناً لثوابه، وغير ذلك من أساليب الكلام: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَـوَتُ وَالاَْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّآءِ وَالضَّرَّآءِ وَالْكَـظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَـفِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّـتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَـرُ خَـلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَـمِلِينَ}. (آل عمران: 133 ـ 136).



أيها الأخوة الكرام: ربما تقولون: ما هي التقوى؟

فالجواب: ما أثر عن طلق بن حبيب رحمه الله حيث قال: (التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله). فجمع في هذه العبارات بين العلم، والعمل، واحتساب الثواب، والخوف من العقاب فهذه هي التقوى. وإننا نعلم جميعاً أن الداعية إلى الله ـ عز وجل ـ أولى الناس أن يتحلى بهذا الخلق بتقوى الله في السر والعلن. وإنني ذاكر بمعونة الله عز وجل في هذا المقام ما يتعلق بالداعية وما ينبغي أن يتزود به.

يتبع بإذن الله






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:24 PM رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

* الزاد الأول:

أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه:



على علم صحيح مرتكز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأن كل علم يتلقى من سواهما فإنه يجب أن يعرض عليهما أولاً، وبعد عرضه فإما أن يكون موافقاً أو مخالفاً. فإن كان موافقاً قُبل، وإن كان مخالفاً وجب رده على قائله كائناً من كان، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر». إذا كان هذا في قول أبي بكر وعمر الذي يُعارض به قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فما بالكم بقول من دونهما في العلم والتقوى والصحبة والخلافة؟! إن ردَّ قوله إذا خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، من باب أولى، ولقد قال عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَـلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. (النور: 63).

قال الإمام أحمد رحمه الله: «أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك».
وإن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله عز وجل أن يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، الصحيحة المقبولة، وأما الدعوة بدون علم فإنها دعوة على جهل، والدعوة على الجهل ضررها أكبر من نفعها، لأن هذا الداعية قد نصب نفسه موجهاً ومرشداً فإذا كان جاهلاً فإنه بذلك يكون ضالاً مضلاًّ والعياذ بالله، ويكون جهله هذا جهلاً مركباً، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط، فالجهل البسيط يمسك صاحبه ولا يتكلم، ويمكن رفعه بالتعلم، ولكن المشكلة كل المشكلة في حال الجاهل المركب، إن هذا الجاهل المركب لن يسكت بل سيتكلم ولو عن جهل وحينئذ يكون مدمراً أكثر مما يكون منوراً.


* أيها الأخوة: إن الدعوة إلى الله على غير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، ومن اتبعه، استمعوا إلى قول الله تعالى آمراً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلّم، حيث قال: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ هَـذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }. (يوسف: 108).

فقال: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }، أي أن من اتبعه، صلى الله عليه وسلّم، فإنه لابد أن يدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل.


* وتـأمـل أيها الداعية لله قول الله تعالى: {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } أي على بصيرة في ثلاثة أمور:

الأول: على بصيرة فيما يدعو إليه، بأن يكون عالماً بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه؛ لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجباً، وهو في شرع الله غير واجب فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرماً، وهو في دين الله غير محرم فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم.

الثاني: على بصيرة في حال الدعوة ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلّم، معاذاً إلى اليمن قال له: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب». ليعرف حالهم ويستعد لهم. فلابد أن تعلم حال هذا المدعو ما مستواه العلمي؟ وما مستواه الجدلي؟ حتى تتأهب له فتناقشه وتجادله، لأنك إذا دخلت مع مثل هذا في جدال وكان عليك لقوة جدله صار في هذا نكبة عظيمة على الحق وأنت سببها، ولا تظن أن صاحب الباطل يخفق بكل حال فإن الرسول صلى الله عليه وسلّم، قال: «إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع» فهذا يدل على أن المخاصم وإن كان مبطلاً قد يكون ألحن بحجته من آخر فيُقضى بحسب ما تكلم به هذا المخاصم فلابد أن تكون عالماً بحال المدعو.

الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَـادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }. (النحل: 125).


* وبعض الناس قد يجد المنكر فيهجم عليه، ولا يفكر في العواقب الناتجة عن ذلك لا بالنسبة له وحده، ولكن بالنسبة له ولنظرائه من الدعاة إلى الحق، لذا يجب على الداعية قبل أن يتحرك أن ينظر إلى النتائج ويقيس، قد يكون في تلك الساعة ما يطفي لهيب غيرته فيما صنع، لكن سيخمد هذا الفعل نار غيرته وغيرة غيره في المستقبل، قد يكون في المستقبل القريب دون البعيد؛ لهذا أحث أخواني الدعاة على استعمال الحكمة والتأني، والأمر وإن تأخر قليلاً لكن العاقبة حميدة بمشيئة الله تعالى.
وإذا كان هذا أعني تزود الداعية بالعلم الصحيح المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، هو مدلول النصوص الشرعية فإنه كذلك مدلول العقول الصريحة التي ليس فيها شبهات ولا شهوات، لأنك كيف تدعو إلى الله ـ عز وجل ـ وأنت لا تعلم الطريق الموصل إليه، لا تعلم شريعته كيف يصح أن تكون داعية؟!
فإذا لم يكن الإنسان ذا علم فإن الأولى به أن يتعلم أولاً، ثم يدعو ثانياً.
قد يقول قائل: هل قولك هذا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «بلغوا عني ولو آية». فالجواب: لا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم، يقول: «بلغوا عني» إذاً فلابد أن يكون ما نبلغه قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هذا هو ما نريده، ولسنا عندما نقول إن الداعية محتاج إلى العلم لسنا نقول إنه لابد أن يبلغ شوطاً بعيداً في العلم، ولكننا نقول لا يدعو إلا بما يعلم فقط ولا يتكلم بما لا يعلم.


يتبــع
7
7






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:24 PM رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً



* الزاد الثاني:

أن يكون الداعية صابراً على دعوته، صابراً على ما يدعو إليه، صابراً على ما يعترض دعوته، صابراً على ما يعترضه هو من الأذى.


أن يكون صابراً على الدعوة أي مثابراً عليها لا يقطعها ولا يمل، بل يكون مستمراً في دعوته إلى الله بقدر المستطاع وفي المجالات التي تكون الدعوة فيها أنفع وأولى وأبلغ، وليصبر على الدعوة ولا يمل، فإن الإنسان إذا طرقه الملل استحسر وترك، ولكن إذا كان مثابراً على دعوته فإنه ينال أجر الصابرين من وجه، وتكون له العاقبة من وجه آخر، واستمع إلى قول الله عز وجل مخاطباً نبيه: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَـقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }. (هود: 49).


ولابد أن يكون الإنسان صابراً على ما يعترض دعوته من معارضات ومجادلات لأن كل إنسان يقوم داعياً إلى الله عز وجل لابد أن يعارض: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }. (الفرقان: 31).

فكل دعوة حقة لابد أن يقوم لها معارض، لابد أن يقوم لها ممانع، ومجادل فيها ومشكك، ولكن يجب على الداعية أن يصبر على ما يعترض دعوته حتى لو وصفت تلك الدعوة بأنها خطأ أو أنها باطل وهو يدرك أنها مقتضى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فليصبر على ذلك.
ولكن هذا لا يعني أن الإنسان يصر على ما يقول، وما يدعو إليه، وإن تبين له الحق، فإن الذي يصر على ما يدعو إليه وإن تبين له الحق يشبه من قال الله فيهم: {يُجَـدِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ }. (الأنفال: 6).



والمجادلة في الحق بعدما تبين صفة مذمومة، وقد قال الله فيمن اتصف بها: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً }. (النساء: 115).


فما يعترض دعوتك أيها الداعية إن كان حقّاً فالواجب عليك الرجوع إليه، وإن كان باطلاً فلا يثني عزمك عن المضي قدماً في دعوتك.

* كذلك لابد أن يكون الداعية صابراً على ما يعترضه هو من الأذى لأن الداعية لابد أن يؤذى إما بالقول وإما بالفعل، وهاهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أوذوا بالقول وأوذوا بالفعل اقرأ قول الله عز وجل: {كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَـحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ }. (الذاريات: 52).


ما رأيك فيمن يأتيه الوحي من ربه ويقال في وجهه إنك ساحر أو مجنون؟ لاشك أنه يتأذى ومع هذا فالرسل صبروا على ما أوذوا بالقول وعلى ما أوذوا بالفعل؛ انظر إلى أول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام كان قومه يمرون به وهو يصنع الفلك ويسخرون به فيقول لهم: {إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}. (نوح: 38، 39).

ولم يقتصر الأمر بهم على السخرية به، بل توعدوه بالقتل: {قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ ينُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُرْجُومِينَ }. (الشعراء: 116).

أي من المقتولين رمياً بالحجارة، هنا توعد بالقتل مع تهديد بأنا قد رجمنا غيرك إظهاراً لعزتهم وأنهم قد رجموا آخرين وأنت منهم، ولكن هذا لم يثن نوحاً، عليه الصلاة والسلام، عن دعوته بل استمر حتى فتح الله بينه وبين قومه، وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قابله قومه بالرفض بل شهّروا به بين الناس: {قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ }. (الأنبياء: 61).
ثم توعدوه بالإحراق: {قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَانصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـعِلِينَ }. (الأنبياء: 68).

فأوقدوا ناراً عظيمة ورموه بالمنجنيق لبعدهم عنها لشدة حرارتها ولكن قال رب العزة والجلال: {قُلْنَا ينَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـمَا عَلَى إِبْرَهِيمَ }. (الأنبياء: 69). فكانت برداً وسلاماً ونجا منها، فكانت العاقبة لإبراهيم، {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـهُمُ الاَْخْسَرِينَ }. (الأنبياء: 70). وهذا موسى عليه الصلاة والسلام توعده فرعون بالقتل: {ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّى أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى الاَْرْضِ الْفَسَادَ }. (غافر: 26). فتوعده بالقتل ولكن آخر الأمر كانت العقبى لموسى عليه الصلاة والسلام {وَحَاقَ بِـَالِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } (غافر: 45)
عيسي عليه الصلاة والسلام، حصل له من الأذية ما حصل حتى رماه اليهود بأنه ابن بغي، وقتلوه على زعمهم وصلبوه ولكن الله تعالى يقول: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}. (النساء: 157، 158). فنجي منهم، وهذا خاتم الرسل وإمامهم وسيد بني آدم محمد صلى الله عليه وسلّم، قال الله عنه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَـكِرِينَ }. (الأنفال: 30). {وَقَالُواْ يأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ }. (الحجر: 6). {وَيَقُولُونَ أَءِنَّا لَتَارِكُو ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ }. (الصافات: 36). وحصل من أذيتهم القولية والفعلية ما هو معلوم لدى العلماء في التاريخ ومع هذا صبر فكانت العاقبة له.
إذن فكل داعية لابد أن يناله أذى ولكن عليه أن يصبر، ولهذا لما قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلّم، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلاً }. (الإنسان: 23). كان من المتوقع أن يقول الله فاشكر نعمة الله على تنزيل هذا القرآن، ولكن الله قال له: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً }. (الإنسان: 24). إشارة إلى أن كل من قام بهذا القرآن فلابد أن يناله ما يناله من الأمور التي تحتاج إلى صبر عظيم، فعلى الداعية أن يكون صبوراً وأن يستمر حتى يفتح الله له، وليس من الضروري أن يفتح الله له في حياته؛ بل إن المهم أن تبقى دعوته بين الناس ناصعة متبوعة، ليس المهم الشخص ولكن المهم الدعوة فإذا بقيت دعوته ولو بعد موته، فإنه حي قال الله عز وجل: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَـتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَـفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }. (الأنعام: 122). ففي الحقيقة أن حياة الداعية ليس معناها أن تبقى روحه في جسمه فقط بل أن تبقى مقالته حية بين الناس، وانظر إلى قصة أبي سفيان مع هرقل وكان قد سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلّم، دعا أبا سفيان فسأله عن النبي صلى الله عليه وسلّم، عن ذاته، ونسبه، وما يدعو إليه، وأصحابه فلما أخبره أبو سفيان عما سأله عنه قال هرقل له: «إن كان ما تقول حقّاً فسيملك ما تحت قدمي هاتين». سبحان الله من يتصور أن ملكاً إمبراطوريّاً كما يقولون يقول مثل هذا القول في محمد صلى الله عليه وسلّم، وهو مع ذلك لم يحرر جزيرة العرب من رق الشيطان والهوى، ومن يتصور أن مثل هذا الرجل يقول مثل هذا القول؟ ولهذا لما خرج أبو سفيان قال لقومه: «لقد أمِر أمر ابن أبي كشبة إنه ليخافه ملك بني الأصفر»، «أمِر» يعني عظم ومنه قوله تعالى: {لقد جئت شيئاً إمرا} أي عظيماً.
وقد ملك النبي صلى الله عليه وسلّم ما تحت قدمي هرقل بدعوته لا بشخصه، لأن دعوته أتت على هذه الأرض واكتسحت الأوثان والشرك وأصحابه، وملكها الخلفاء الراشدون بعد محمد صلى الله عليه وسلّم، ملكوها بدعوة النبي صلى الله عليه وسلّم، وبشريعة النبي صلى الله عليه وسلّم، إذن على الداعية أن يصبر وستكون العاقبة له إذا كان صادقاً مع الله سواء في حياته أو بعد مماته.
{إِنَّ الأَرْضَ للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }. (الأعراف: 128). وقال الله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }. (يوسف: 90).


يتبع
7
7






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 07:35 PM رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

* الزاد الثالث:
الحكمة فيدعو إلى الله بالحكمة، وما أمرَّ الحكمة على غير ذي الحكمة.


والدعوة إلى الله تعالى تكون بالحكمة، ثم بالموعظة الحسنة، ثم الجدال بالتي هي أحسن لغير الظالم، ثم الجدال بما ليس أحسن للظالم، فالمراتب إذن أربع.

قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَـادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }. (النحل: 125).




وقال تعالى: {وَلاَ تُجَـادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَـبِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ وَقُولُواْ ءَامَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَـهُنَا وَإِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }. (العنكبوت: 46).




* إن الحكمة: إتقان الأمور وإحكامها، بأن تنزل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، ليس من الحكمة أن تتعجل وتريد من الناس أن ينقلبوا عن حالهم التي هم عليها إلى الحال التي كان عليها الصحابة بين عشية وضحاها. ومن أراد ذلك فهو سفيه في عقله بعيد عن الحكمة، لأن حكمة الله عز وجل تأبى أن يكون هذا الأمر، ويدلك لهذا أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو الذي ينزل عليه الكتاب نزل عليه الشرع متدرجاً حتى استقر في النفوس وكمل. فرضت الصلاة في المعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل سنة ونصف، وقيل خمس سنين، على خلاف بين العلماء في هذا.. ومع هذا لم تفرض على وضعها الان، أول ما فرضت كانت ركعتين للظهر والعصر والعشاء والفجر، وكانت المغرب ثلاثاً، لأجل أن تكون وتراً للنهار، وبعد الهجرة وبعد أن أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثلاث عشرة سنة في مكة زيدت صلاة الحضر فصارت أربعاً في الظهر والعصر والعشاء، وبقيت صلاة الفجر على ما هي عليه؛ لأنها تطول فيها القراءة، وبقيت المغرب ثلاثاً لأنها وتر النهار.




والزكاة فرضت في السنة الثانية من الهجرة أو فرضت في مكة لكنها لم تقدر تقديراً في أنصبائها وواجبها ولم يبعث النبي صلى الله عليه وسلّم السعاة لأخذ الزكاة إلا في السنة التاسعة من الهجرة فكان تطور الزكاة على ثلاث مراحل:

في مكة {وآتوا حقه يوم حصاده}، ولم يبين الواجب، ولا مقدار ما يجب فيه ذلك الواجب، وجعل الأمر موكولاً إلى الناس، وفي السنة الثانية من الهجرة بينت الزكاة بأنصبائها. وفي السنة التاسعة من الهجرة صار النبي صلى الله عليه وسلّم، يبعث السعاة إلى أهل المواشي والثمار لأخذها.




فتأمل مراعاة أحوال الناس في تشريع الله عز وجل وهو أحكم الحاكمين. وكذلك في الصيام تطور في تشريعه فكان أول ما فرض يخير الإنسان بين أن يصوم أو يطعم، ثم تعين الصيام، وصار الإطعام لمن لا يستطيع الصوم على وجه مستمر.




* أقول إن الحكمة تأبى أن يتغير العالم بين عشية وضحاها فلابد من طول النفس، واقبل من أخيك الذي تدعوه ما عنده اليوم من الحق، وتدرج معه شيئاً فشيئاً حتى تنتشله من الباطل، ولا يكن الناس عندك على حد سواء، فهناك فرق بين الجاهل والمعاند.




* ولعل من المناسب أن أضرب أمثلة من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلّم:




* المثال الأول: دخل رجل أعرابي والنبي صلى الله عليه وسلّم، جالس في أصحابه في المسجد فبال الأعرابي في طائفة من المسجد فزجره الناس ـ والزجر هو النهر بشدة ـ ولكن النبي صلى الله عليه وسلّم، وهو الذي أعطاه الله تعالى من الحكمة نهاهم، فلما قضى بوله أمر صلى الله عليه وسلّم أن يراق على بوله ذنوباً من ماء ـ يعني دلواً ـ فزالت المفسدة فدعا الرسول صلى الله عليه وسلّم، الأعرابي فقال له: «إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن». أو كما قال صلى الله عليه وسلّم، فانشرح صدر الأعرابي لهذه المعاملة الحسنة، ولهذا رأيت بعض أهل العلم نقل أن هذا الأعرابي قال: «اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً». لأن محمداً صلى الله عليه وسلّم، عامله هذه المعاملة الطيبة، أما الصحابة رضوان الله عليهم فسعوا في إزالة المنكر من غير تقدير لحال هذا الرجل الجاهل.





* المثال الثاني: معاوية بن الحكم رضي الله عنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلّم، يصلي بالناس فعطس رجل من القوم فقال الحمد لله ـ فإذا عطس أحد في الصلاة فليقل الحمد لله سواء في القيام أو في الركوع أو في السجود ـ قال هذا الرجل: الحمد لله، فقال له معاوية: يرحمك الله، وهذا خطاب لادمي يبطل الصلاة فرماه الناس بأبصارهم وجعلوا ينظرون إليه فقال معاوية: واثكل أمِّياه ـ والثكل الفقد وهذه كلمة تقال ولا يراد معناها، وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلّم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال قلت: بلى يا رسول الله. قال: كف عليك هذا وأخذ بلسانه وقال: كفه عليك، فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم». ثم مضى معاوية رضي الله عنه في صلاته فلما أتم الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلّم، قال معاوية رضي الله عنه: فوالله ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه، اللهم صلي وسلم عليه، والله ما كهرني، ولا نهرني وإنما قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح، والتكبير وقراءة القرآن». أو كما قال صلى الله عليه وسلّم، انظر إلى الدعوة المحببة إلى النفوس يقبلها الإنسان وينشرح بها صدره.




ونأخذ من الحديث من الفوائد الفقهية: أن من تكلم في الصلاة وهو لا يدري أن الكلام يبطل الصلاة فإن صلاته صحيحة.




* المثال الثالث: جاء رجـل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، فقـال: يا رسول الله هلكت. قال: «ما أهلكك؟» قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم. فأمره النبي صلى الله عليه وسلّم أن يعتق رقبة، فقال: لا أجد، ثم أمره أن يصوم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، ثم أمره أن يطعم ستين مسكيناً، فقال: لا أستطيع، فجلس الرجل. فأتي النبي صلى الله عليه وسلّم، بتمر فقال: «خذ هذا فتصدق به». ولكن الرجل طمع في كرم النبي صلى الله عليه وسلّم، الذي هو أعظم كرم لمخلوق، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أكرم الناس، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فضحك النبي صلى الله عليه وسلّم حتى بدت أنيابه أو نوجذه. لأن هذا الرجل جاء خائفاً يقول: «هلكت» فذهب غانماً، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «أطعمه أهلك» فذهب الرجل مطمئناً غانماً فرحاً بهذا الدين الإسلامي، وبهذا اليسر من الداعية الأول لهذا الدين الإسلامي صلوات الله وسلامه عليه.




* المثال الرابع: ولننظر كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلّم مرتكب الإثم: رأى النبي صلى الله عليه وسلّم رجلاً وفي يده خاتم ذهب فنزعه النبي صلى الله عليه وسلّم بيده الكريمة وطرحه في الأرض، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده». فالنبي صلى الله عليه وسلّم لم يعامله معاملة الأولين بل نزعه من يده وطرحه في الأرض، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلّم قيل للرجل خذ خاتمك انتفع به فقال: «والله لا آخذ خاتماً طرحه النبي صلى الله عليه وسلّم»، الله أكبر هذا الامتثال العظيم من الصحابة رضوان الله عليهم.




المهم أنه يجب على الداعية أن يدعو إلى الله عز وجل بالحكمة فليس الجاهل كالعالم، وليس المعاند كالمستسلم، فلكل مقام مقال، ولكل منزلة حال.






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, المدينة, الدنيا, الدين, شاهدت, شباب, شرح, قطار


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator