خيوط من نوور30
حـــــــــان الــــــــوداع..
وأخيراً أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
* إن العيد على الأبواب ..، وإن رمضان آذن بوادع ..، وكم هي شاقة هذه الكلمة " وداع " ..، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم .. أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة .. وأزمنة مديدة .. وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبوا إليه من عز وتمكين ، وسؤدد في العالمين .. إن الله وليُّ ذلك ، والقادر عليه ..
يا لائمي في البكا زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأشعار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة *** فيها المصابيح تزهو مثل أزهار
شهرٌ به يُعتق الله العصاة وقد *** أشفوا على جُرف من حصة النار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا *** ما قد بقي ، فهو حقٌ عنكم جاري
فرحـــــــــة العــــــــــيد..
إلى كل صائم وصائمة .. أوجه هذه العبارات .. علَّ الله جل وعز أن يكتبها في ميزان الحسنات .. أقول :
أخي .. أختي : حينما تشرق شمس صباح العيد ..، فيجتمع الشمل ..، ويُلبس الجديد ..، ويؤكل ما لذَّ وطاب ..
تذكروا ذلكم الطفل اليتيم .. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد ..، ولا يُقبَّله ، ولا يمسح على رأسه .. قتل أبوه في جرح من جراحِ هذه الأمة ..
وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة .. حينما ترى بنات جيرنها يرتدين الجديد ..، وهي يتيمة الأب ..
إنها تخاطب فيكم مشاعركم ..، وأحاسيسكم .. إنها تقول لكم :
أنا طفلة صغيرة ..، ومن حقي أن أفرح بهذا العيد .. نعم .. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد .. من حقي .. أن أجد الحنان والعطف .. أريد قبلة من والدي ..، ومسحة حانية على رأسي .. أريد حلوى ..، ولكن السؤال المرّ .. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو .. أين والدي ؟ أين والدي ؟ أين والدي ؟!!
* فيا أخي .. ويا أختي .. قدموا لأنفسكم ، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك .. تعم أرجاء عالمنا الإسلامي ..
فها هي المبرات ..، ودور الصدقات ، ولجان الإغاثة ، والمساعدات .. مُشَرَّعة أبوابها ..، فهلموا إليها .. وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله .
والله يرعاكم ويتولانا وإياكم جعل الله صيامنا ، وصيامكم مقبولاً ، خالصاً لوجهه الكريم ..
هناعشر وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان:
1- أولاً وقبل كل شيء طلب العون من الله - عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثني الله على دعاء
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب·
2- الإكثار من مجالسةالصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات·
3- التعرف على سيرالصالحين من خلال القراءة للكتب أواستماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة·
4- الإكثارمن سماع الأشرطةالإسلاميةالمؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارةالتسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر·
5- الحرص على أداءالفرائض،كالصلوات الخمس، وقضاء رمضان، فان في الفرائض خيراً عظيماً·
6- الحرص على النوافل ولو القليل المحبب للنفس فان أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل كما قال النبي#·
7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومةعلى تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل·
8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب·
9- البعد كل البعدعن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة·
10- وأخيراً أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة·· التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح·
لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، لقد قال فيهم السلف: <بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان>، وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية، واستقامة على دين الله ان شاء الله·
أخيرا اخواني اخواتي اعلموا أن الصوم من تلك العبادات التي تطهِّر القلوب من أدرانها، وتشفيها من أمراضها..
لذلك فإن شهر رمضان موسماً للمراجعة، وأيامه طهارة للقلوب. وتلك فائدة عظيمة
يجنيها الصائم من صومه، ليخرج من صومه بقلب جديد، وحالة أخرى.
وصيام الستة من شوال بعد رمضان، فرصة من تلك الفرص الغالية، بحيث يقف الصائم
على أعتاب طاعة أخرى، بعد أن فرغ من صيام رمضان.
وقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى فضل الست من شوال، وحثهم - صلى الله
عليه وسلم - بأسلوب يرغِّب في صيام هذه الأيام...
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال
كان كصيام الدهر } [رواه مسلم وغيره].
قال الإمام النووي - رحمه الله -: قال العلماء: " وإنما كان كصيام الدهر، لأن
الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين.. ".
ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: " قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان
في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً ".
أخي المسلم: صيام هذه الست بعد رمضان دليل على شكر الصائم لربه تعالى على
توفيقه لصيام رمضان، وزيادة في الخير، كما أن صيامها دليل على حب الطاعات،
ورغبة في المواصلة في طريق الصالحات.
في الختام شكرا لكم جميعااخواني اخواتي اتمنى اكون قدمت ولوشي بسيط افادكم وسامحوني على التقصير وكل عام وانتم خير جميعا والله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويجعلنا من عتقائه من النار ..
وهذه حلاوة العيد
والســـــلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى لِقَـــــــــــــــــــــ ـــــــــــاءْ