احبتى فى الله
اطرح فى
رحاب مصلى الايمان
ورحاب واحة الامان
هذا الموضوع
ثمرات مجالسة الصالحين وأهل الخير
1. إن الذي يجلس مجالس الخير تشمله بركة تلك المجالس لأن هذه المجالس ليس فيها سوى ذكر الله سبحانه وتعالى من قراءة قرآن أو تدارس علم شرعي، أو أمرٍ بالمعروف ونهي عن المنكر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم – عز وجل – وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قال: تقول – يعني الملائكة – يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك..} وذكر الحديث بطوله وفي أخره {قال: فيقول الله: فإشهدكم أني قد غرفت لهم، فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة} وفي لفظ { فيهم فلان عبدٌ خطاء إنما مرّ بهم فجلس معهم} فيقول {هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم} – رواه الشيخان -.
2. إن من طبيعة الإنسان أن يتأثر بمن حوله ويمن يعاشرهم بالعمل والعلم والسلوك، وقد أقر ذلك علماء التربية أن تأثير التربية بالقدوة أبلغ من التأثير بالمقال والنصح، حيث قال صلى الله عليه وسلم: {المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال} – رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الترمذي والبغوي والألباني. وقال صلى الله عليه وسلم {الأرواح جنودٌ مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف} –أخرجه مسلم-.
وقال الشاعر:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
3. إن الجليس الصالح يبصر المرء بعيوبه ويرشده إلى ما خفي عليه من عيوب نفسه ويرشده إلى الطريق التي تخلصه من هذه العيوب وإصلاحها، ولذلك شبه الرسول صلى الله عليه الله شبه المؤمن الذي يبصر أخاه المؤمن بعيوبه بالمرآة بقوله {المؤمن مرآة المؤمن} – رواه أبو داود من حديث أبي هريرة وحسنه العراقي – فمن خلال هذه المرآة يرى المؤمن ما كان خافياً عليه من العيوب السلوكية والاجتماعية.
4. ومنها أن المرء بمعاشرته للأخيار والصالحين يتعرف على الأخطاء السلوكية في عبادته لله سبحانه وتعالى سواء كانت أخطاء في الصلاة أو الوضوء أو في كيفية الطهارة أو أخطاء اعتقادية في الله سبحانه وتعالى وفي رسوله صلى الله عليه وسلم.
5. دائماً الخير يفضي إلى الخير فأهل الخير والصلاح يوصلونك إلى أناس أخيار وصالحون مثلهم فيكون الانتفاع أكثر.
6. عندما تجالس أهل الصلاح والخير وتحف مجالسهم فإن هذه المجالسة تبعدك عن ارتكاب المعاصي في مجالسهم ولو بشكل مؤقت، ولكن هذا الترك المؤقت سوف يقودك بإذن الله تعالى إلى التركي الكلي.
7. إن حضور مجالس أهل الخير والصلاح وحلق الذكر فيه حفظ لوقتك الذي سوف يسألك الله سبحانه وتعالى عنه يوم القيامة فيما أضعته، هل كان في عبادة وذكر لله سبحانه وتعالى أو كان في لهو ولعب.
8. إن صاحبك في الله وجليسك الحسن يدلك على أمور خيرة كنت غافلاً عنها مثل الالتزام بصلوات النوافل وفعل كثير من الخيرات.
9. أن الأخ في الله يحفظك في حضورك وغيبتك ولا يسمح لأحدٍ أن ينال منك بسوء خلال غيبتك ويدافع عنك.
10. إن مجالستك للصالحين وأهل الخير تكون سبب في دخولك ضمن الذين لا خوف عليهم يوم القيامة ولا حزن، يقول تعالى {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين* يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}
11. عندما تجلس مع الأخيار والصالحين وترى علو مكانته في العلم والعبادة فإذن ذلك سوف يكون حافزاً على الرقي بعملك لله سبحانه وتعالى.
12. أن الإنسان برؤيته للصالحين وأهل الخير وحضور مجالسهم فإنه يزداد ذكراً لله سبحانه وتعالى يقول صلى الله عليه وسلم {أولياء الله الذي إذا رؤوا ذكر الله تعالى} – رواه الحاكم والترمذي وحسنه الألباني -.
13. إن إخوانك في الله عون لك في الرخاء وفي الشدة فهم يخففون همومك ويسعفونك بآرائهم ومشورتهم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم، فإنهم زينٌ في الرخاء وعدة في البلاء).
14. بسبب صحبتك لأهل الخير والصلاح فإنك تنتفع بدعائهم لك في ظهر الغيب وهذا لا يكون إلا من أهل الخير حيث يقول صلى الله عليه وسلم {دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة. عند رأسه ملك موكّل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكّل به: آمين ولك بمثل} – رواه مسلم -.
15. إن زيارة الأخ لأخيه المسلم سبب لمحبة الله سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي الذي رواه مالك من حديث معاذ: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيَ والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ}، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد، قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة ترّبها، قال: لا، غير أني أحببته في الله – عز وجل – قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه} – رواه مسلم -. وأيضاً المسلم بزيارته لإخوانه في الله يطيب ويطيب ممشاه وينال من الدرجات العظيمة في الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم: {من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً} – أخرجه الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة وصححه ابن حبان.
16. الرفيق الصالح والأخ الصالح مثل النخلة ينتفع به على كل وجه فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك} – رواه الطبراني وصححه الألباني وأصله في الصحيحين بلفظ {إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ ثم قال: هي النخلة}.