العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-25-2011, 05:57 AM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
بدور

الصورة الرمزية بدور

إحصائية العضو







بدور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

رائـــــع بكل المقاييس
تم التقييم







آخر مواضيعي 0 عندما يقتل الرجل قلب حبيبته بحجة الظروف
0 المعاصي عدو لدود (تسلسل حدوث المعصيه) رائع
0 جاوبونى بالله عليكم
0 رقص المحجبات فى الأفراح
0 دعاء اليوم
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2011, 11:51 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

حياكِ الله أخيتي بدور
نورتي متصفحي بعطر حضورك الطيب






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 01-25-2011, 11:58 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

القاعدة الثالثة





حكم ابتكار الوسائل الدعوية


إن الشريعة الإسلامية الغراء قد حوت من مقتضيات الحفظ والصيانة ما يضمن لها الاستمرار والخلود ودوام البهاء والنضارة . ومن هذه المقتضيات : النهي عن الابتداع في الدين والأمر بلزوم حدود ما شرع الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا حدثتكم حديثا فلا تزيدن علي ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( اتبعوا ولا تبتدعوا ، فقد كفيتم ) .


وبإزاء هذه النصوص يزداد حرص أهل السنة على لزومها وعدم تعديها خشية الوقوع في مذمة الابتداع ، وقد تداعى الدعاة في هذا العصر على ضرورة نقاء الصحوة من شائبة بدعة أو تهمة إحداث في الدين ، لأن من شأن ذلك أن يعود باللائمة على مصداقية الصحوة الإسلامية نفسها ، وبالتالي على أهليتها أن تكون حجة لله على الخلق .


فمن المعلوم أن من أهم أمارات البدعة عدم ورد الدليل الشرعي على اعتبار أصلها أو وصفها فيظن المبتدع أنه بنيته الحسنة في اختراعها قد استزاد بابا للخير وانفرد بطريق إلى الله قد هجرها السالكون ، فهذه هي البدعة الأصلية ، التي لم يعتبرها الشرع بأي وجه من الوجوه . فإذا ما اعتبر الشرع أصلها دون وصفها ( كالذكر الجماعي دبر كل صلاة فرض )


فهذه البدعة الإضافية وهي التي شهد الدليل على جواز حقيقتها كمطلق الذكر ولكنه لم يشهد على اعتبار وصفها ككون هذا الذكر جماعيا ودبر كل صلاة فرض ، فجمهور أهل العلم على أن مذمة الابتداع تلحقها أيضا ،
ويفهم من نقل الشاطبي رحمه الله لآثار السلف في هذا الباب عدم اختلافهم في ذم البدعة الإضافية أيضا ، ولولا الاحتياط في نقل الإجماع لاعتبرته إجماعا عن السلف [1].

وعلم بالاستقراء أن الأوصاف التي بابتداعها تكون البدعة إضافية هي الأوصاف التي توجد بها العبادة وهي :


(1) المقدار (2) الكيف (3) الزمان (4) المكان (5) السبب ( الوسيلة ) (6) الغاية – أي النية – (7) الجنس ( الماهية ) .

والمعنى أن هذه الأوصاف متى لم يرد باعتبارها دليل شرعي تكون البدعة العبادة بذلك بدعة إضافية . وما يعنينا في هذا المقام هو الوسيلة ، إذ تقرر في علم أصول الفقه أن الوسائل لها أحكام المقاصد ، والمراد دخول الوسائل في إطار شرعية المقاصد ، وفرعوا على هذا الأصل : أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وأن ما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام



والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن :

هل هناك تعارض بين هذا الأصل ( الوسائل لها أحكام المقاصد ) وبين كون الإحداث في وسيلة العبادة يجعل العبادة داخلة في إطار البدعة ؟


إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى تقرير أمرين :



الأول : أن هناك فرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة والاستحسان عند من يقول بهما ، يقول الشاطبي رحمه الله : فإن كثيرا من الناس عدوا أكثر المصالح المرسلة بدعا ونسبوها إلى الصحابة والتابعين ، وجعلوها حجة فيما ذهبوا إليه من اختراع العبادات ..ثم أخذ الشاطبي رحمه الله يبين أصل المصلحة المرسلة وأن الاعتداد بها يرجع إلى اعتبار


المناسب[1] الذي لم يشهد له أصل معين ثم ساق عشرة أمثلة جرت في عهد الصحابة خرجت على جهة المصلحة المرسلة ولم تعتبر من البدع المحدثة ككتابة المصحف وتضمين الصناع ونحو ذلك ، وبين أن ضابط المصلحة المرسلة أنها لا تنافي أصلا من أصوله ولا دليلا من دلائله وأن عامة النظر فيها ( المصلحة المرسلة )

إنما هو فيما عقل معناه وجرى على ذوق المناسبات المعقولة التي إذا عرضت على العقول تلقتها بالقبول فلا مدخل لها في التعبدات ولا ما جرى مجراها من الأمور الشرعية ، لأن عامة التعبدات لا يعقل لها معنى على التفصيل كالوضوء والصلاة والصيام



الثاني : أن حاصل المصلحة المرسلة – كما قال الشاطبي – يرجع إلى حفظ أمر ضروري ورفع حرج لازم في الدين ، وأيضا مرجعها إلى حفظ الضروري من باب ما لم يتم الواجب إلا به .. فهي إذا من الوسائل لا من المقاصد .. ثم قال : وأما كونها في الضروري من قبيل الوسائل وما لا يتم الواجب إلا به : إن نُص على اشتراطه فهو شرط شرعي فلا مدخل له في هذا الباب ، لأن نص الشارع فيه قد كفانا مئونة النظر فيه




يتبـــــع






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
آخر تعديل همس الليالي يوم 01-26-2011 في 12:01 AM.
رد مع اقتباس
قديم 01-28-2011, 03:39 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً


ولكن قد يختلف العلماء في تبديع مسألة ، فماذا يكون موقف الداعية من هذه المسألة ؟



والجواب


أنه لا بد من التفريق بين ما هو بدعة في أصول الدين وفروعه ، فالابتداع في أصول الدين دائر بين الفسق والكفر والضلالة المحضة ، أما الابتداع في فروع الدين إن كان في أصول المسائل ( أي المقاصد ) كأصول العبادات مثل الصلاة والذكر ونحو ذلك فهي حرية بوصف الضلال الذي ألصقه الرسول صلى الله عليه وسلم بالبدعة . أما إذا كانت فيما دون ذلك فليس الخطب فيها كغيرها .


. وقد استبان لنا مما سبق أن الداعية ينبغي أن يتصف بما يلي :



أولاً : الإلمام بالقواعد الأصولية التي تحكم مسائل البدعة والتبديع .

ثانياً : أن يأخذ في الاعتبار تفاوت البدعة في مراتبها .

ثالثاً : ألا يتسرع في تبديع مسألة إلا بعد البحث التام لجوانبها ومراجعة أهل العلم بها .


رابعاً : أن يتسم بالحكمة في التعامل مع المخالف ( المبتدع ) .


وقد حرصت أن أضع هذه القواعد وكان هدفي ( الذي يجب أن يعلم ) أن ينضبط الدعاة بالقسطاس المستقيم وألا يشوهوا الدين بالتوسع في ابتكار الوسائل الدعوية المبتدعة ، وألا يجوروا على بعضهم إذا حصل الخلاف في بعض المسائل والله تبارك وتعالى هو المسئول أن يصلح أحوال المسلمين .





أنتهى......






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 01-28-2011, 03:45 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

القاعدة الرابعة



( احتراف خدمة الدين )


تتواتر النصوص الشرعية الآمرة بإتقان العمل وإحسانه بقدر نفس النصوص الآمرة بالعمل نفسه ،

يقول تبارك وتعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ،

وقال : ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) ،
وقال : ( اتقوا الله حق تقاته ) ،
وقال : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) ،

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب الإحسان في كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ) .

ومن شأن الأذكياء ذوي الهمم العالية الراقية أن يحرصوا على إتقان أعمالهم ، وأدائها على الوجه الذي يحسون معه ببذل كل الوسع وعدم القدرة على التدارك . وفوق كون ذلك مأمورا شرعيا ،
فهو من كمال مروءة الإنسان أن يكون العمل عنوانا على جلالة الهمة وصفائها :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم



وتأتي على قدر الكرام المكارم



وتعظم في عين الصغير صغارها



وتصغر في عين العظيم العظائم



وقد استقر في وجدان كل مسلم ضرورة إتقان عباداته كالصلاة والصوم والحج ،

ولا شك أن هذا مطرد في كل مناحي الشريعة ،

بل إننا نجد في القرآن أمرا لو أعطيناه حقه من الفهم لاستطعنا أن ندرك حقيقة ما نتكلم عنه ،

ألا وهو قوله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )

والاستطاعة لا شك متفاوتة بين المكلفين ،
لكن المتيقن أن في استطاعة كل مكلف أن يبذل لدينه على الأقل مثل ما يبذل لدنياه .

وإن إتقان العمل يتوازى بدرجة عالية مع حجم العوائق والتحديات التي تفسد العمل ، بل وإن الاهتمام بالعمل يتعاظم بقدر مكانة العمل نفسه ،

فاستحضار الخشوع في الصلاة يتعاظم إذا علم العبد قدر الوساوس التي تحول بينه وبين الخشوع وقدر ما يبذله الشيطان اللعين في الحئول بينه وبين ثمرة الصلاة ،

وليس الاهتمام بإتقان ذكاة البهائم كمثل الاهتمام بإتقان مجاهدة العدو المستعد بأعلى الاستعدادات للإفناء القيم والمثل الإسلامية .


وإنه ليس من البذل للدين في شيء أن نرى أعداء الله تبارك وتعالى يستغلون كل المستجدات العصرية المتطورة ثم إذا نظرنا نظرة إلى الدعوة الإسلامية إذا هي تدار بطريقة عشوائية ، وإذا بالمسلمين يعجزون عن خوض المعركة الحضارية الكبرى مع ملل الكفر بشيء من إتقان العمل وإحسانه .






يتبع..........بإذن ربي






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 01-29-2011, 11:23 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً


إن قناعة الدعاة إلى الله بضرورة احتراف الدعوة سبب رئيس من أسباب النصر ، فلا تجدي في هذه العصور محاولات الهواة لمزاحمة المحترفين في مجالاتهم . وقد تصاعدت اهتمامات دعاة الكفر بما يدعون إليه حتى إنه في سبيل ذلك سخروا كل العلوم العصرية لخدمة كفرهم .


أمام هذا البذل الذي يبذله أهل الكفر ، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن من أسئلة : ماذا أعد الدعاة أمام هذا الإتقان في العداء للدين ؟!



إن الجواب الذي يرضي كل منصف أن دين الله تبارك وتعالى يأخذ مجراه في قلوب الناس ويغزو كل الأقطار بتقدير الله وحسب ،


إننا نرى بوضوح كيف أن الغيورين من شباب الأمة يبذلون الغالي والرخيص في سبيل رفعة شأن الأمة ، وكيف أنهم يضحون بأوقاتهم وأموالهم وبكل ما يظنون أن الدعوة تحتاج إليه ، لكنهم يفاجئون أن محاولاتهم الدعوية تذهب أدراج الرياح ومجهوداتهم تصير رهينة أماكنها ، لا لشيء إلا أنهم واجهوا واقعا دعويا صعبا بآلات بدائية وبدون خبرة أو ممارسة سابقة .


تأمل ( مثلاً ) الجهد التربوي الذي يقوم به الدعاة ، إن جميعهم – إلا من رحم ربي – يشكو كثرة مشكلات الشباب وتعقيدها وصعوبة فهم شخصيات المراهقين . ولا شك أن هؤلاء الدعاة سيعانون أكثر عندما يلتزم الشباب بالدين دون أن تحل مشكلاتهم التي تنشأوا عليها في الجاهلية . وقد رأينا كيف أن رواسب التربية الخاطئة التي بدأ التزام هؤلاء الشباب عليها تطفوا سريعا عندما تتعرض تلك الشخصيات لأول محك في حياتها الجديدة ، بل إن علماءنا قد نصوا على أن فساد الانتهاء من فساد الابتداء .
إن مثل هذه الإشكالية في نظري مأتاها من تقصير الدعاة في العلوم الاجتماعية والتربوية ، وقلة مطالعاتهم لكتابات ذوي الخبرة والديانة في هذا المجال ، وأنا أجزم غير شاك أن قطاعا كبيرا ممن يمارسون دعوة الشباب جاهلون بأساسيات العلوم التربوية مما يتعلق بنفسية المراهق ونحو ذلك .




ومما لا شك فيه أن هذه العلوم فيها الغث والسمين ، وأن واضعيها بعضهم ممن لا خلاق له في دين الله تبارك وتعالى ، ولا شك أيضا أننا لا نقصد بالاستفادة من هذه العلوم أن نعتمد قوانينها واكتشافاتها وتجاربها الغضة ، بل المقصود أن يستفيد الداعية والمربي من تلك الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية في فهم النفسية البشرية ، ولا شك أيضا أن الممارسة التربوية قائمة بالدرجة الأولى على براعة فهم الشخصية التي يراد تربيتها واختيار المنهج التربوي الملائم ، وكل ذلك راجع إلا ذكاء المربي في فهم الشخصية التي يربيها ، وهذا الفهم يرجع جزء كبير منه للفراسة التي بعضها كسبي يُجتنى بالخبرة وبالبعض الآخر فطري يُمنح من الله تبارك وتعالى .
وليس على الدعاة من بأس إن هم حاولوا صقل تجاربهم بمثل هذه العلوم والقراءات التي وإن لم يستفيدوا منها في دعوتهم فلا شك أنها ستفيدهم في أمور دنياهم لا محالة .


وفي قضية احتراف خدمة الدين : لا أريد أن أعقد المشاكل أو أن ألزم الدعاة بما لا يلزمهم شرعا ، فإنني لا أماري في أن في شرع الله غنية عن كل شيء ، ولكن شرع الله نفسه قد حض على المعرفة وبارك أهل التخصص وألزم الناس بالرجوع إليهم والاعتداد برأيهم ومشورتهم








أنتــهى ولله الحمد






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-06-2011, 09:46 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

القاعدة الخامسة





( نحو عالمية الدعوة )




ليست شخصية حالمة تلك التي تتطلع في بذلها للدين أن يصل مجهودها إلى المستوى العالمي . وليست من الأماني الكاذبة أن يتمادى الدعاة في تمني اليوم الذي تصبح دعوتهم الإسلامية شأنا عالميا يحسب له ألف حساب .

ونحن في حديثنا عن قضية خدمة الدين نحاول أن نجمع بين الواقعية والطموح العالي ، ونجنح عن الدعة والخطط الساذجة بقدر جنوحنا عن التهور والخيال المستحيل .


تلك الكلمات السابقة وإن كانت صارمة فهي ضرورية قبل أن نشرع في تفصيل العنوان ، ذلكم أن من بدهيات العقول أن النتائج رهينة الإمكانيات ، والنجاح قرين البذل المتاح ، وتحقق الغاية مرتبط بتحقق الوسيلة ، وكل ذلك لا يقدح في كرامة الله لأوليائه بالنصر مع الذلة والقلة ، فحديثنا عما يجب أن يعتمل في صدر الداعية من حرص على اتخاذ الأسباب .


إن عالمية الدعوة الإسلامية هاجس ينبغي أن يلح في طموح كل داعية إلى دين الله تبارك وتعالى ، ومشروع ينبغي ألا يغيب عن أذهان الغيورين على دين الإسلام .

فهي حقيقة شرعية بلا امتراء ،
قال الله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام )

وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )

وقال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )

وقال تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله )
وقال تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) رواه مسلم .



وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزا يعز به الإسلام ، وذلا يذل به الكفر ) . رواه أحمد والحاكم .



وفوق كونها حقيقة شرعية هي ضرورة إنسانية تستنهض همة كل مشفق على حال البشر وسكان الكرة الأرضية ، فالكفر يلف أرجاء الأرض ، والفجور يستعلن على حين غفلة من القيم والمثل ، وأضحى للكفر والفجور دولة وسلطان ، وصارت ممارسات الفسقة تتحلى بغطاء الشرعية ، فالكفر يتزيا بحلة حرية الفكر ، والشذوذ الجنسي ينافح عن حقوقه تحت غطاء الحرية الشخصية ، والمرأة تريد أن تتبرأ من الحياء بزعم التحرر من القيود الجائرة ، بل إن براءة الأطفال تغتال بالخطف والاستغلال الجنسي تحت أضواء المدنية الكاذبة .

كل ذلك ألا ينادي على النفوس الأبية أن تسعى لخلاص لتلك البشرية المغلولة ، أو تنافح عن القيم والمثل الضائعة في غابة الشهوات والغرائز البهيمية


لم تعد مسئولية الدعاة محصورة في نطاق المسجد الذي يخطبون فيه أو يلقون محاضراتهم ، وفي حدود قاطني الحي الذي يسكنون فيه ، إن حزام المسئولية يتمادى في الاتساع ليصل إلى كل نفس منفوسة تدب على هذه الأرض .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ) رواه الترمذي ، وإسناده حسن .

قال العلماء في تفسير هذه الحديث أن العلماء لهم دور في الوصية بالكائنات الحية ، حتى إنهم يوصون الناس بإحسان الذبحة كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنفعم عام على كل الخلاق ، ولذلك تتذكرهم بالخير والدعاء .


وإذا كان هذا حال الحيتان فما بال البشرية التي التائهة في سرداب شهواتها ، إنها أحرى بأن تحتل مساحة من اهتمامنا معاشر الدعاة . وقد كاد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهلك نفسه حزنا على الناس ألا يكونوا مؤمنين ، وسهر الليالي ساجدا يدعو ربه متضرعا :

أمتي أمتي ! فصلى الله وسلم على ذلك النبي الشفيق الذي حمل هم توصيل الدين إلى كل البشرية .

وإذا كانت هذه الهمة العالية تمثل نسيج طموح كل داعية إلى الله تعالى ، فإنه إزاء تعظيمه لشعائر الله وفرائضه يأبى أن يكون مجرد مراهق ينشغل بالأحلام والأماني الخادعة ، ويجمح وراء خيال هاو وسراب كاذب .

إنه يمزج هذا الطموح بتخطيط واقعي ، ويبني آمالا صادقة على جهود مخلصة ، ثم يكل النتائج إلى الله تبارك وتعالى .

هو لا ينظر إلى كراسي الحكم والسلطة بقدر ما يتمنى أن يحوز كرسيا واحدا في جنة الخلد . يحدوه الطمع في رضا الله فيبذل حق البذل ليحوز السلعة الغالية

{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنـة } .






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-10-2011, 06:44 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً


إن طرق خدمة الدين كثيرة ، وأساليب نشره بين الناس وفيرة ، وميادين النداء إليه شاسعة ، وما سطرناه في هذه الأوراق مساهمة متواضعة نحو عالمية الدعوة ،

فمن أمانينا أن تتجيش كل الطاقات في خدمة الدين فنفاجيء الباطل بجندي للحق في كل شبر على وجه الأرض ، ونجابه الظلم والطغيان ، ونواجه الكفر والفجور ، ونضيق الخناق على إبليس وجنوده ، ونحكم الحصار على إغواءات الشياطين .

إن عالمية الدعوة ستتحقق بجلاء ويقين يوم نرى كل مسلم يساهم بأي جهد في سبيل دينه وأمته ، يوم نرى كل مسلم يحاسب نفسه : ماذا قدم لدينه وأمته ؟ يوم نرى حديث الناس في المقاهي والطرقات والبيوتات ومجالس السمر يدور حول هم الدين وشأن المسلمين ، يوم نرى الأسرة تَدَّخِرُ من قوتها رغيفا تبذله لجائع أو محتاج ، يوم نرى الأغنياء يتبارون في أَرْيَحِيَّة صِدِّيقِيَّة نحو الإنفاق في سبيل الدين ، يوم نرى الدعاة قدوة لغيرهم في حمل أمانة الدعوة وتبليغها للناس .


وفي سبيل بث هذه الروح العالية العالمية في نفوس الدعاة ، بل في نفس كل مسلم نقترح الاقتراحات الآتية :



1- ينبغي أن يعلو في خطاب الدعاة إلى الناس : الشعور بالمسئولية العالمية للإسلام ، ومسئولية الأمة بأسرها عن حمل رسالة الدين : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ،



2- من اللازم أن تتناول الأدبيات الإسلامية هذه القضية في كل المناسبات حتى تضحي عالمية الإسلام هما مشتركا يحيى في قلوب كل الناس .



3-
(1) يجب أن تقام المؤتمرات العالمية التي تذكر الناس بهذه القضية ( عالمية الدين ) ، ويتم اتخاذ قرارات وتوصيات تصب في هذا الصدد .


4-
(1) إرسال برقيات ورسائل نصح إلى ملوك ورؤساء الدول الإسلامية وأصحاب المناصب الرفيعة النافذة في الحكومات الإسلامية والمنظمات الإسلامية العالمية والهيئات الإسلامية الخيرية العالمية وتحميلهم أمانة هذا الدين وتوجيه النصيحة الصادقة إليهم ، ورفع كل ظلامة وتصرف يتصادم مع واجبهم في القيام بحماية حوزة الدين والذود عن حياضه . وقد يظن البعض في هذا المسلك نوعا من الحماقة والأماني الحالمة ، وأنا أؤكد أن هذه الوسيلة إن لم تكن من الواجبات الشرعية والفروض الكفائية فإنها على أقل تقدير من الوسائل الجديرة بالمحاولة والتجربة . وكم رأينا في التاريخ من حركات إصلاحية تمت بسبب خطوة خطاها أصحابها لم تكن في الحسبان .


5- تكوين رابطة حكماء من العلماء المشهورين والدعاة البارزين تكون مهمتها رأب الصدع بين الحركات الإسلامية والهيئات الدينية ، ومراقبة مسار الدعوة على المستوى العالمي ، وتوجيه النصح والاستشارة إلى كل أولئك ، مع تقديم يد العون والمساعدة لكل مجهود يبذل لخدمة الدين .




وبعد أيها القارئ الكريم .. لعلي لا أكون ممن يهرب من واقعه بالتلهي ، كمن يبني قصر الرمال لينسى أنه يسكن في كوخ من صفيح ، بل إنني على يقين أن جوانحك تحوي مثل هذه الآمال العظام ، وأنا على يقين أنك على يقين من هذه الآمال ، وأنها ليست من أحلام الكرى ، وأحتاج أنا وأنت وكل غيور أن نتواصى بالحق ونتناصح ، وأن نغذي الحزن والقلق بين الفينة والفينة بروافد الأمل الناصع ليتبدد ظلام الانهزامية عن فجر المستقبل الصادق ، وتتقشع غيوم القنوط عن شمس النصر الأكيد .






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-10-2011, 06:55 PM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً

إن نفوس البشر تتباين ، وطباعهم لا تتفق ، فما كان شاقا عن قوم سهل على آخرين ، وما استصعبه ناس كان سهلا ذلولا عند جمع آخرين ، ومن الخلق ذوو أفئدة ناشزة وقلوب نافرة ، ومنهم من بلغ في اليقين والإيمان الرتبة العليا ، منهم البخيل الشحيح ، ومنهم الكريم الأريحي البذول ، منهم الجبان الرعديد ، ومنهم الهصور المقدام ، نفوس أبية وذوو خصال دنية ، منهم الشكور ومنهم الكفور ، عيون فاجرة ومقل من خشية الله دامعة ،
قال تعالى : { إن سعيكم لشتى } ،

وقال تعالى : { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } ،

وقال تعالى : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } ،

وقال تعالى : { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام }

ثم قال : { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد }

وقال تعالى : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } .

ولكن الله تبارك وتعالى يسر للإنسان اختيار المعالي وخلع الدنايا ، فقال تعالى : { وهديناه النجدين } ،

وقـال تعـالى : { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى . فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } ،

وقال تعالى : { إنا هدينا السبيل إما شاكرا وإما كفورا } .

وقال تبارك وتعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } .

وقال تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا } ،

وقال تعالى : { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين } .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) .

إن همة الإنسان هي التي تقوده إلى المعالي ، وخساسته ترديه في الدنايا ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم . فمن ألزم نفسه لأواء السعي علا ، ومن ارتضى الرخاوة والدعة فلا .



ولولا تكاليف السيادة لم يخب جبان ولم يحو الفضيلة ثائر


وأبواب الفضائل كثيرة جمة ، ومناحي السبق في الخير موفورة ، وإذا اختار المرء منها بابا ، وأتقن منها ميدانا فقد أقام للإسلام صرحا من القيم شاخصا ، وأبدى للناس نموذجا من المثل كاملا .

وأعلى للحق راية على مدى أفقه ، واستنار بنموذجيته أقوام ، واقتدى بِهُدَى دَرْبِه فئام ، وارْعَوَى بصرامة حقِّه طغام .



إن الذي يعجز عن أن يقدم لدينه نشاطا دعويا ملموسا في معترك الصراع مع الباطل ، وفي لجة الحرب الضروس مع عروش الكفر وأصنام المذاهب الباطلة المعبودة من دون الله ، لن يعجز إن شاء الله أن يقدم لأمته نموذجا يقتدى به فيما عجز عنه الدعاة المنشغلون بمواجهة صناديد الكفر العنيد والفسق العتيد .

بل إن هؤلاء على الحقيقة هم الجنود المجهولون الذي يقوى بنماذجهم بنيان الصحوة ، ويصفو الكدر ، وتتلاشى الشوائب .




أنتهى....






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 02-10-2011, 07:12 PM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: دورة كن داعـياً






30 طريقة لخدمة الدين
للشيخ / رضا صمدى



وقدم لها الشيخ

محمد حسين يعقوب
والشيخ سيد حسين العفانى









كتاب رائع يستحق الإطلاع عليه ونشره




نبذة : إن طريق العاملين لخدمة هذا الدين طريق شاق يحتاج إلى جهد وخبرة، ولا بد له من ضوابط يسير عليها السالكين. وحتى لا يتكاسل أحد عن خدمة دينه، أو يتوانى أو يدعي أنه لا يستطيع أن يخدم دينه؛ وضع المؤلف هذه الطرق تيسيرا على من يبغي سلوك هذا الطريق, بأسلوب شيق جذاب يشحذ الهمم ويشد القلوب






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
معنى, المدينة, الدنيا, الدين, شاهدت, شباب, شرح, قطار


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator