عندما تتراقص الدموع على الشفاه تختلط الآلام بها
فتصبح حرارة الزفرات أشد وأعظم .
تنهمر تلك القطرات وتطال كل ما هو مؤلم
وقاسي وتتربع فوق جبل من الهموم الذي ارتسم
ككتلة أصيبت بالجمود من هول ما شحنت به
من مواجع قد قاستها ومآسي قد واجهتها
فتتعالى تلك الهموم وتتطاول تلك المشاعر
لتصل إلى القمة
قمة ذالك الجبل العالي لتنهمر كالشلال وتشق كل
ما تواجهه أمامها وتحفر الوديان
لترسم أثر هطولها وتنحت ملامح وجودها
وتضع لها بصمة على ذلك الخد
الذي يضل أنينه متواصلاً لا يكل ولا يمل
ولو أننا لا نسمعه
وتلك التي تجري في داخل الوديان
تلك هي القطرات لها صوت أقوى من أي صوت
لها نغمات ذات إيقاع شفاف
لا تفسرها الأوتار والألحان
إيقاع لا يسمع وأصوات لا تهتز
هي الدموع
نعم
دموعنا لها صوت وصوتها
هو خروجها من ذاتنا
وانهمارها وذوبانها لأطلال الهموم
وجمودها على سطح الجفون
مودعة للعيون راحلة بحرارتها
وصدقها إلى ما بعد الجفون
ترسم شيء من الحزن
بفرح خروج صوتها
الذي لا نسمعه ولن نسمعه
لأنه يرى ذلك الصوت ولكن
لا يُسمع