سوف ينتقل بنا الحديث إلى أرق وأصعب لحظات فى تاريخ البشرية
و فى تاريخ أمة محمد .
والان مع اصعب الكلمات واقساها على النفس
من اصابته
مصيبة فليتذكر مصيبته بفقد النبي
صلى الله عليه وسلم
ألا وهي وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
33_نبذه مختصره عن وفاته صلى الله عليه وسلم
بعد حجة الوداع بثلاث شهور فقط مرض النبى
بالحمى الشديدة و التى أثرت فية كثيراً فكان لا يستطيع القيام من مجلسة
و استأذن زوجاته رضى الله عنهم
أن يُمرض فى بيت السيدة عائشة رضى الله عنها ,
والرسولفى ذلك الوقت نزلت أخر أية من القرأن
و هى قال تعالى { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) سورة البقرة
, ثم أشتد الوجع برسول الله , و فى أخر ايامه
خرج ليزور شهداء أحد و يقول
( السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ,
أنتم السابقون و نحن بكم لاحقون إن شاء الله )
ثم يرجع النبى بين الصحابة رضى الله عنهم و يبكى ,
فيقولون : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فيقول لهم : إشتقت إلى إخوانى ,
فيقولون : أولسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال : لا أنتم أصحابى ,
أما اخوانى فهم قوم يأتون من بعدى يؤمنون بى و لم يرونى ,
ثم أشتد الوجع على الرسول أكثر و أكثر حتى أن الصحابة
كانوا يحملونه إلى بيت السيدة عائشة و لما رءاة الصحابة هكذا ,
بكت عيونهم , و دخل النبى بيت عائشة رضى الله عنها
و قال : لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات , و كان وجه النبى ملىء بالعرق
, تقول السيدة عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول
فتمسح بها على وجهه الكريم , ثم قال النبى :
والله إنى لأجد طعم الشاة المسمومة فى حلقى !!
(( الشاة التى وضعت بها اليهوديه السم للنبى )) ,
بعدها بدأ خبر وجع رسول الله ينتشر بين الناس و بين الصحابة
حتى أن صوتهم بلغ مسمع النبى فقال : إحملونى إليهم
, فحملوا النبى إلى المسجد و ألقى أخر خطبة له و قال
: (( ايها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس : موعدى معكم ليس الدنيا
, موعدى معكم عند الحوض , والله لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا ,
أيها الناس : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم
الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم
, ايها الناس : إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الل
ه فأختار لقاء الله , ففهم ابو بكر
المراد و عرف أن الرسول قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه
, فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال : فديناك بأموالنا
, فديناك بأبائنا , فيديناك بأمهاتنا , فنظر إليه الناس شجراً
, فقال لهم الرسول : ايها الناس : دعوا ابا بكر فوالله
ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة
لله عز و جل , و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول :
ايها الناس : أوصيكم بالنساء خيراً و قال : الصلاه الصلاه
, الصلاه الصلاه , الله الله فى النساء ,
و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول : اواكم الله , نصركم الله
, ثبتكم الله , ثم ختم و قال : ايها الناس :ابلغوا منى السلام كل من تبعنى إلى يوم القيامة ))
, عليك السلام يا رسول الله , ثم دخل النبى
بعدها بيته و نظر إلى السواك فأحضرتة السيدة عائشة رضى الله عنها
و ظلت تتسوك به لتلينه لرسول الله حتى أستاك به النبى
ثم دخلت عليه السيدة فاطمة بنت ابى بكر فبكت فقالت :
وا كرب أبتاة , فقال لها :
ليس على ابيكى كرب بعد اليوم , ثم ابلغها أنها اول أهله لحاقاً به فضحكت رضى الله عنها ,
و فى يوم 12 ربيع الأول نظر الرسول إلى الصحابة
و هم يصلون فأبتسم و ظل ينظر إليهم و يبتسم ,
ثم عاد إلى حجرته و بعدها وضع رأسه على
صدر السيده عائشة رضى الله عنها حتى ثقلت رأسه
على صدرها رضى الله عنها و مات رسول الله
فخرجت السيدة عائشة تقول للصحابة : مات رسول الله , مات رسول الله
, فهذا عمربن الخطاب يقول : من قال انه مات قطعت رأسة ,
إنما ذهب ليقابل ربه كما ذهب موسى من قبل ,
و هذا عثمان بن عفان لا يستطيع أن يتحرك ,
و هذا على بن ابى طالب يمشى كالأطفال هنا و هناك ,
و أما أثبت الصحابه ابو بكر فأخذ يقول : ايها الناس ,
من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد
الله فإن الله حى لا يموت ثم قرأ أية الله تعالى
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ
عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}
(144) سورة آل عمران ,
فعلم الناس أن الرسول قد مات حقاً ,
ثم غسله العباس بن عبد المطلب و على بن ابى طالب و أولاد العباس بن عبد المطلب
ودفن رسول الله ووضعوا التراب على النبى
فقالت لهم فاطمة رضى الله عنها:
اطابت أنفسكم ان تضعوا التراب على رسول الله ؟
وهاهى سنة الحياه
((كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى لجلال والإكرام))
و فى النهاية اذكركم بالصلاة كثيراً على النبى
و دراسة سيرتة جيداً لعله يشفع لنا عند الله تعالى
يوم القيامة إن شاء الله .
( اللهم صلِّ على محمد عدد خلقك و زنه عرشك و رضا نفسك و مداد كلماتك )