أجابت ستاسي مدافعة عن نفسها وهي تواجهه بجرأة :
"فهمت أنك تريد أن تراني علي الفور , ولكن يمكنني أن أعود بعد فترة إذا كنت مشغولا"
قال:
"لا ,لن يكون هذا ضروريا".
تحولت نظرته منها إلي الكرسي ذي الظهر العالي أمام مكتبه وقال:
"لن تمانعي في الانتظار بضع دقائق ... أليس كذلك؟
لأول مرة بحثت عينا ستاسي في الغرفة عن صاحب الصوت الثاني الذي سمعته وهي في الخارج . كانت مشغولة بلقاء كورد حتى أنها نسيت مؤقتا فضولها لمعرفة شخصية صاحب السيارة الكاديلاك. وأثار انتباهها حركة المقعد . لقد أخفي المقعد الجلدي الكبير شاغله إذ كان ظهره لستاسي . أما بعد هذا فقد رأت ستاسي ساقين رشيقتين ترتديان جوربا وحذاء ذا كعب عال . وأظافر مطلية ليد أنثوية . شعرت ستاسي برجفة متوجسة تسري في عروقها . كانت المرأة جميلة بشكل لافت للنظر . وكان شعرها فاحم السواد مرفوعا في تسريحة إلي أعلي مما أظهر عظام خدودها العالية وبشرتها العاجية . استدارت لستاسي فظهرت عيناها السوداوان بلون شعرها تشعان بوهج مكتوم . كانت أطول من ستاسي ببضع بوصات وأعطت الانطباع بأنها تنظر لها إلي أسفل من خلال أنفها الرشيق ز ولمعت العينان السوداوان سرورا عندما رأت المرأة مظهر ستاسي المتسخ .
قالت المرأة الغريبة بصوت موسيقي واضح :
" ستقدم كلا منا للأخرى ... أليس كذلك يا كورد ؟"
وأجاب وعيناه لا تتركان وجه ستاسي الذي احمر خجلا:
" بالطبع . ليديا . أود أن تلتقي بالآنسة ستاسي آدامز . كانت تعاونني في المزرعة كما تستطيعين أن تري . آنسة آدامز : هذه هي ليديا مارشال صديقة قديمة جدا لي".
تمتمت ستاسي بتحية غير واضحة وأومأت برأسها . فهذه هي ليديا المرأة التي كانت خطيبة كورد ! شعرت بأن وجود الاثنين معا لا بد وأن له معني فنظرت لكورد متسائلة , وبقي علي وجهه نفس التعبير الهازئ الذي ألفته في الأسابيع الماضية . وكان هناك معني آخر للمعة عينيه , عزتها أول الأمر لمظهرها المشعث . ربما عادت المياه لمجاريها بينهما ولكن ماذا عن زوج ليديا ؟ تسابق في ذهنها ألف سؤال وهي تحاول التركيز علي الحديث الجاري بين الاثنين . ولكن الشيء الوحيد الذي بقي محفورا في ذهنها بعد أن تركت ليديا الغرفة هو الصوت الحريري للمرأة ذات الشعر الداكن.
حدقت ستاسي في اتجاه الباب المغلق محاولة في يأس أن تطرد مشاعر الخوف البارد التي نمت في داخلها .
كرر كورد كلامه في نبرة أعلي من قبل قائلا بصوته العميق:
"قلت . هل تحبين أن تجلسي يا آدامز ؟"
همهمت ستاسي وقد أحرجها عدم انتباهها :
" بالطبع , أنا آسفة ".
وخطت إلي مقعد من المقاعد ذات الظهر المستقيم بجانب المكتب وجلست . كان كورد جالسا خلف مكتبه يقلب في أوراقه.
" يالها من أمرأة جميلة , تري هل حظر معها زوجها؟"
أفلتت من ستاسي هذه العبارة قبل أن تدرك ماذا قالت .
قال كورد وفي عينيه شبح ابتسامة , وعلي شفتيه تعبير الرضي والزهو :
" لا , يبدو أن السيدة مارشال تطلب الطلاق ".
قالت ستاسي بصوت خافت :
" أوه ".
لنا عودة مع الاثارة