المشتري الكوكب العملاق
المشتري الكوكب العملاق
أكبر كواكب المجموعة الشمسية وهو الكوكب الخامس في هذه المجموعة من حيث بعده عن الشمس أثار الكثير من الفضول عند البشر بسبب لمعانه الشديد فهو يبدو واحدا من أشد الأجرام السماوية لمعانا , كما أنه يمثل نظاما كوكبيا متكاملا اذ يدور حوله أكثر من 16 قمرا أربعة منها كبيرة الحجم وبالامكان رؤيتها بمرقاب صغير بالأضافة الى الحلقة من الغبار والصخور التي تدور حوله ولا يمكن مشاهدته من الأرض
ان كوكب المشتري يحوي كثيرا من العجائب فمنها ما يتعلق بالكوكب نفسه وآخر يتعلق ببعض أقماره
ان المشتري أضخم كواكب المجموعة الشمسية وهو يفوق كل كواكبها حجما وكتلة لو جمعت مع بعض وهو يفوق حجم الأرض بألف ضعف , وتفوق كتلته كتلة الأرض بأكثر من ثلاثمائة ضعف
ومع كل هذه الأحجام الضخمة فان المشتري كوكب غازي يتكون في أغلب مادته من غازي الهيدروجين بنسبة 90 % وغاز الهليوم بنسبة 10 % وهو يعد من الكواكب الأربعة العملاقة الخارجية في المجموعة الشمسية والتي تتشكل من المشتري وزحل , وأورانوس , ونبتون وهي بعمومها كواكب غازية
ونتيجة لهذا الطبيعة الغربية فان العلماء اذا أرادوا أن يستكشفوا كوكب المشتري فانهم لا يستطيعون أن يرسلوا مركبة فضائية لتهبط على سطحه لأنها ستغوص فيه ولهذا يجب على المركبة الفضائية المستكشفة إما أن تدور حول الكوكب باستمرار أو ان تهبط على سطح أحد أقماره
يتكون الغلاف الغازي للمشتري في غالبيته من غاز الهيدروجين وغاز الهليوم م نسب قليلة من غاز الميثان والأمونيا وبخار الماء وتبدو سحب الغلاف الغازي على شكل أحزمة مستطيلة ناصعة وداكنة , وتكثر في جوه العواصف الشديدة والأعاصير الضخمة وبامكانك ان ترى من مرقاب متوسط الحجم البقعة الحمراء العملاقة المميزة للكوكب وهي عبارة عن إعصار ضخم يدور بعكس دوران عقارب الساعة , وقطره يفوق قطر الكرة الأرضية عدة مرات وهي مستمرة منذ أكثر من ثلاثمائة سنة حتى الآن كما تكثر في جو المشتري العاصف البرق والرعد نتيجة لا حتكاك السحب الكثيفة
تبلغ درجة متوسط حرارة السحب حوالي 121 درجة مئوية تحت الصفر الضغط الجوي حوالي 0,7 بار
نهــــاره لا يزيد عن خمس ساعات
يدور كوكب المشتري حول نفسه بسرعة كبيرة اذ تبلغ طول اليوم فيه 9 ساعات و55 دقيقة فقط أي ان طول النهار فيه لا يزيد عن خمس ساعات ونتيجة لهذه السرعة الكبيرة وكون طبيعته غازية نجد شكل الكوكب قــد تفلطح قليلا فأصبح بيضاوي الشكل
ومن غرائب المشتري أننا نجد حوله حلقة من الغبار والصخور الصغيرة عرضها 995 , 6 كيلومترا وسمكها حوالي 100 كيلومترا ونظرا لصغر حجمها النسبي فأنها لا ترى من المراصد الأرضية
ونظرا للضغط الهائل في الطبقات الغازية الثقيلة للمشتري فان الهيدروجين الموجود في أعماق كبيرة في باطنه يصبح تحت ضغط عال وتنفصل الالكترونات عن نواة الذرة وتصبح النواة مكونه من بروتونات فقط وينتج عن ذلك ان يصبح الهيدروجين موصلا للكهرباء ويسمى عند ذلك بالهيدروجين المعدني
المشتري حماية طبيعية للكواكب الداخلية كالأرض
بسبب كتلة المشتري العظيمة والتي تفوق ثلاث أضعاف كتلة الكواكب الاخرى التسعة مجتمعة فإن ذلك بالطبع أدى الى وجود قوة جذب عظيمة تجذب الكثير من الصخور والمذنبات التي تدخل المجموعة الشمسية لتصطدم به فأصبح المشتري يشكل حماية طبيعية للكواكب الداخلية كالأرض , وكمثال على ذلك سقوط المذنب شوميكو - ليفي في المشتري سنة 1994 , ولو لا قدر الله سقط المذنب على الأرض لأفنى البشرية كلها