العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-21-2011, 09:03 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

النوع الثاني عشر : إجابة دعائه r :

كان رسول الله r مستجاب الدعوة ..
فيستجيب الله تعالى له .. في قضاء الحوائج .. وتفريج الكرب .. وشفاء المرض .. وتحقيق المطالب .. وحلول البركة ..
وقد تقدم طرف من أدعيته المستجابة .. بأبي هو وأمي r ..
وها نحن نورد المزيد ..
فمن ذلك :
أم أبي هريرة
أن أم أبي هريرة بقيت على دين قومها .. تعبد الأصنام ..
وكان أبو هريرة يدعوها إلى الإسلام .. وتأبى ..
فَدَعَاها يَوْمًا فأسمعته في رسول اللَّهِ e ما يكْرَهُ ..
فبكى أبو هريرة .. ومضى إلى رَسُولَ اللَّهِ e .. وهو يبْكِي ..
فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ .. إني كنت أَدْعُو أُمِّي إلى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ .. فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فأسمعتني فِيكَ ما أَكْرَهُ .. فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ ..
فقال e : اللهم اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ ..
فَخَرَج أبو هريرة مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ e ..
فلما وصل البيت وحرك الباب ليدخل .. سَمِعَتْ أُمه خَشْفَ قَدَمَيه ..
فقالت : مَكَانَكَ يا أَبَا هُرَيْرَةَ ..
وَسَمِع أبو هريرة خَضْخَضَةَ الْمَاءِ .. وكأن أمه تغتسل ..
فانتظر قليلاً عند الباب ليدخل ..
فإذا أمه قد اغْتَسَلَتْ .. وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا .. وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا .. ثم فَتَحَتْ له الْبَابَ وقالت :
يا أَبَا هُرَيْرَةَ .. أشهد أن لَا إِلَهَ إلا الله .. وأشهد أن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ..
استبشر أبو هريرة .. وغلبه الفرح حتى بكى ..
فرَجَع إلى رسول اللَّهِ e .. يبْكِي من الْفَرَحِ ..
فقال يا رَسُولَ اللَّهِ .. أَبْشِرْ قد اسْتَجَابَ الله دَعْوَتَكَ .. وَهَدَى أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ ..
ففرح النبي r .. وحَمِدَ اللَّهَ .. وَأَثْنَى عليه .. وقال لأبي هريرة خَيْرًا ..
فطمع ابو هريرة في زيادة الخير .. فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ .. ادْعُ اللَّهَ أن يُحَبِّبَنِي أنا وَأُمِّي إلى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ .. وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا ..
فقال e : اللهم حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا - يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ - وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ .. وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ ..
قال أبو هريرة : فما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي .. ولا يَرَانِي .. إلا أَحَبَّنِي .. ([1])
* * * * * *
وابن عباس
دعا r لعبد الله بن عباس بالفقه في الدين ..
فقد وضع r يده الشريفة على كتف ابن عباس .. أو على منكبه ..
ثم قال : اللهم فقهه في الدين .. وعلمه التأويل .. يعني التفسير ..
وقد استجاب الله لرسوله r هذه الدعوة في ابن عمه عبد الله بن عباس ..
فكان ابن عباس بعدها إماماً يهتدى بهداه .. ويقتدى بسناه .. في علوم الشريعة والفقه والتفسير ..
حتى قال عنه بعض أصحابه : خطب ابن عباس في الحجاج في عشية يوم عرفة .. فقرأ سورة البقرة .. وجعل يفسرها آية آية .. ففسرها تفسيراً لو سمعه الروم والترك والديلم لأسلموا ..
* * * * * *
ودعا لأنس
دعا r لأنس بن مالك t بكثرة المال والولد والبركة في ذلك ..
فكان من أكثر الأنصار مالاً وولداً ..
حتى ولد له من صلبه قريب من مائة ما بين ذكر وأنثى .. أو ما يزيد عليها ..
وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين .. وكان في بستانه ريحان يجيء منه ريح المسك ..
* * * * * *

ودعا لأبي طلحة وزوجه
تزوجت أم سليم أبا طلحة .. ورزقت منه بغلام صبيح .. هو أبو عمير ..وكان أبو طلحة يحبه حباً عظيماً ..
بل كان e يحبه .. ويمر بالصغير فيرى معه طيراً يلعب به .. اسمه النغير .. فكان يمازحه ويقول: يا أبا عمير ما فعل النغير ؟
فمرض الغلام .. فحزن أبو طلحة عليه حزناً شديداً .. حتى اشتد المرض بالغلام يوماً ..
وخرج أبو طلحة في حاجة إلى رسول الله e .. وتأخر عنده ..
فازداد مرض الغلام ومات .. وأمه عنده ..
بكى بعض أهل البيت .. فهدأتهم .. وقالت : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ..
فوضعت الغلام في ناحية من البيت وغطته .. وأعدت لزوجها طعامه ..
فلما عاد أبو طلحة إلى بيته .. سألها : كيف الغلام ؟
قالت : هدأت نفسه .. وأرجو أن يكون قد استراح ..
فتوجه إليه ليراه .. فأبت عليه وقالت : هو ساكن فلا تحركه ..
ثم قربت له عشاءه فأكل وشرب .. ثم أصاب منها ما يصيبه الرجل من امرأته ..
فلما رأت أنه قد شبع واستقر ..
قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم .. أي أسلفوا متعاً لهم .. لأهل بيت فطلبوا عاريتهم .. ألهم أن يمنعوهم ؟
قال : لا ..
قالت : ألا تعجب من جيراننا ؟
قال : وما لهم ؟!
قالت : أعارهم قوم عارية .. وطال بقاؤها عندهم حتى رأوا أن قد ملكوها .. فلما جاء أهلها يطلبونها .. جزعوا أن يعطوهم إياها ..
فقال : بئس ما صنعوا ..
فقالت : هذا ابنك .. كانت عارية من الله .. وقد قبضه إليه .. فاحتسب ولدك عند الله ..
ففزع .. ثم قال : والله .. ما تغلبيني على الصبر الليلة .. فقام وجهز ولده ..
فلما أصبح غدا على رسول الله e فأخبره .. فدعا لهما بالبركة ..
فولدت له غلاما سماه رسول الله r عبد الله فجاء من صُلبه تسعة أولاد .. كلهم قد حفظ القرآن .. ([2])
* * * * * *
دعاؤه r لقبيلة دوس
وكان لذلك قصة طريفة ..
الطفيل بن عمرو ..
كان سيداً مطاعاً في قبيلته دوس ..
قدم مكة يوماً في حاجة .. فلما دخلها .. رآه أشراف قريش .. فأقبلوا عليه .. وقالوا : من أنت ؟ قال : أنا الطفيل بن عمرو .. سيد دوس ..
فقالوا : إن ههنا رجل في مكة يزعم أنه نبي .. فاحذر أن تجلس معه أو تسمع كلامه .. فإنه ساحر .. إن استمعت إليه ذهب بعقلك ..
قال الطفيل : فو الله ما زالوا بي يخوفونني منه .. حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئاً .. ولا أكلمه .. بل حشوت في أذنيَّ كرسفا - وهو القطن – خوفاً من أن يبلغني شيء من قوله .. وأنا مارّ به ..
قال الطفيل : فغدوت إلى المسجد .. فإذا رسول الله r قائم يصلي عند الكعبة ..
فقمت منه قريباً .. فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله ..
فسمعت كلاماً حسناً .. فقلت في نفسي : واثكل أمي ! والله إني لرجل لبيب .. ما يخفى عليَّ الحسنُ من القبيح .. فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول .. فإن كان الذي به حسناً قبلته .. وإن كان قبيحاً تركته .. فمكثت حتى قضى صلاته .. فلما قام منصرفاً إلى بيته تبعته ..
حتى إذا دخل بيته دخلت عليه .. فقلت : يا محمد .. إن قومك قالوا لي كذا وكذا ..
ووالله ما برحوا يخوفونني منك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك .. وقد سمعت منك قولاً حسناً .. فاعرض عليَّ أمرك ..
فابتهج النبي عليه الصلاة والسلام .. وفرح ..وعرض الإسلام على الطفيل .. وتلا عليه القرآن .. فتفكر الطفيل في حاله .. فإذا كل يوم يعيشه يزيده من الله بعداً ..
وإذا هو يعبد حجراً .. لا يسمع دعاءه إذا دعاه .. ولا يجيب نداءه إذا ناداه .. وهذا الحق قد تبين له ..
ثم بدأ الطفيل يتفكر في عاقبة إسلامه ..
كيف يغير دينه ودين آبائه !!.. ماذا سيقول الناس عنه ؟!
حياته التي عاشها .. أمواله التي جمعها .. أهله .. ولده .. جيرانه .. خلانه .. كل هذا سيضطرب ..
سكت الطفيل .. يفكر .. يوازن بين دنياه وآخرته ..
وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الحائط ..
نعم سوف يستقيم على الدين .. وليرض من يرضى .. وليسخط من يسخط .. وماذا يكون أهل الأرض .. إذا رضي أهل السماء ..
ماله ورزقه بيد من في السماء .. صحته وسقمه بيد من في السماء .. منصبه وجاهه بيد من في السماء .. بل حياته وموته بيد من في السماء ..
فإذا رضي أهل السماء .. فلا عليه ما فاته من الدنيا ..
إذا أحبه الله .. فلبيغضه بعدها من شاء .. وليتنكر له من شاء .. وليستهزئ به من شاء ..
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
نعم .. أسلم الطفيل في مكانه .. وشهد شهادة الحق ..
ثم ارتفعت همته .. فقال : يا نبي الله .. إني امرؤ مطاع في قومي .. وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ..
ثم خرج الطفيل من مكة .. مسرعاً إلى قومه .. حاملاً همَّ هذا الدين ..
يصعد به جبل .. وينزل به واد ..
حتى وصل ديار قومه .. فلما دخلها .. أقبل إليه أبوه .. وكان شيخاً كبيراً ..
فقال الطفيل : إليك عني يا أبت .. فلست منك ولست مني ..
قال : ولم يا بني ؟
قال : أسلمت وتابعت دين محمد r ..
قال : أي بني ديني دينك ..
قال : فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك .. ثم ائتني حتى أعلمك مما علمت ..
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه .. ثم جاء فعرض عليه الإسلام فأسلم ..
ثم مشى الطفيل إلى بيته .. فأتته زوجته مرحبة ..
فقال : إليك عني .. فلست منك ولست مني ..
قالت : ولم ؟ بأبي أنت وأمي ..
قال : فرَّق بيني وبينك الإسلام .. وتابعت دين محمد r ..
قالت : فديني دينك ..
قال : فقلت فاذهبي فتطهري .. ثم ارجعي إليَّ .. فواّته ظهرها ذاهبة ..
ثم خافت من صنمهم أن يعاقبها في أولادها إن تركت عبادته ..
فرجعت إليه وقالت : بأبي أنت وأمي .. أما تخشى على الصبية من ذي الشرى .. ؟
وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه .. وكانوا يرون أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ..
فقال الطفيل : اذهبي .. أنا ضامن لك أن لا يضرهم ذو الشرى ..
فذهبت فاغتسلت .. ثم عرض عليها الإسلام فأسلمت ..
ثم جعل الطفيل يطوف في قومه .. يدعوهم إلى الإسلام بيتاً بيتاً .. ويقبل عليهم في نواديهم .. ويقف عليهم في طرقاتهم ..
لكنهم أبو إلا عبادة الأصنام .. فغضب الطفيل .. وذهب إلى مكة ..
فأقبل على رسول الله r فقال : يا رسول الله .. إن دوساً قد عصت وأبت .. يا رسول الله .. فادع الله عليهم ..
فتغير وجه النبي عليه الصلاة والسلام .. ورفع يديه إلى السماء ..
فقال الطفيل في نفسه .. هلكت دوْس ..
فإذا بالرحيم الشفيق r .. يقول : " اللهم اهد دوساً .. اللهم اهد دوساً ..
ثم التفت إلى الطفيل وقال : ارجع إلى قومك .. فادعهم .. وارفق بهم ..
فرجع إليهم .. فلم يمض عليهم وقت حتى أسلموا ..
* * * * * *

( [1] )رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ..

( [2] )رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ..






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2011, 09:05 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

ودعا لعروة ..
دعا لعروة البارقي بالبركة في صفقة يمينه .. فكان كثير الربح في تجارته ..
وذلك أن رسول الله r أعطاه ديناراً ليشتري له به شاة .. فذهب للسوق .. واشترى بالدينار شاتين ..
ثم باع إحداهما بدينار .. وأتى إلى النبي r بشاة ودينار ..
وقص القصة عليه ..
فقال له r : بارك الله لك في صفقة يمينك .. ودعا له بالبركة في البيع .. فكان لو اشترى التراب لربح فيه ..
* * * * * *
استجابة دعائه r على أعدائه
انظر إلى رسول الله e وقد جلس في مجلسه المبارك .. بعدما انتشر الدين .. ووُحِّد رب العالمين ..
فجعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعنين مؤمنين .. ومنهم من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ..
وفي يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب .. له في قومه ملك ومنعه ..
أقبل عامر بن الطفيل .. وكان قومه يقولون له لما رأوا انتشار الإسلام : يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم .. وكان متكبراً كتغطرساً ..
فكان يقول لهم : والله لقد كنت أقسمت ألا أموت حتى تملِّكني العرب عليهم وتتبعَ عقبي .. فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش !!
ثم لما رأى تمكن الإسلام .. وانصياع الناس لرسول الله e .. ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إلى رسول الله e ..
دخل المسجد على رسول الله e وهو بين أصحابه الكرام ..
فلما وقف بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام قال : يا محمد خالني .. أي قف معي على انفراد ..
وكان e حذراً من أمثال هؤلاء .. فقال : لا والله حتى تؤمن بالله وحده ..
فقال : يا محمد خالني ..
فأبى النبي e .. فلا زال يكرر .. يا محمد قم معي أكلمْك .. يا محمد قم معي أكلمْك ..
حتى قام معه رسول الله e .. فاجتر عامر إليه أحد أصحابه اسمه إربد .. وقال : إني سأشغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك فاضربه بالسيف .. فجعل إربد يده على سيفه واستعد ..
فانفرد الاثنان إلى الجدار .. ووقف معهما رسول الله e يكلم عامراً .. وقبض أربد بيده على السيف .. فكلما أراد أن يسله يبست يده .. فلم يستطع سل السيف ..
وجعل عامر يشاغل رسول الله e .. وينظر إلى إربد .. وإربد جامد لا يتحرك ..
فالتفت e فرأى أربد وما يصنع ..
فقال : يا عامر بن الطفيل .. أسلم ..
فقال عامر : يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت ؟
فقال e لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ..
قال عامر : أتجعل لي الملك من بعدك إن أسلمت ؟
فقال e : ليس ذلك لك ولا لقومك ..
فقال : أسلم على أن لي الوبر ولك المدر .. أي أكون ملكاً على البادية وأنت على الحاضرة ..
فقال e : لا ..
عندها غضب عامر وتغير وجهه .. وصاح بأعلى صوته : والله يا محمد .. لأملأنها عليك خيلا جردا .. ورجالا مرداً .. ولأربطن بكل نخلة فرساً .. ولأغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ..
ثم خرج يزبد ويرعد .. فرفع رسول الله e بصره إلى السماء وقال : اللهم اكفني عامراً واهد قومه ..
فخرج مع أصحابه حتى إذا فارق المدينة .. تعب من المسير .. فصادف امرأة من قومه يقال لها سلولية وكانت في خيمة لها .. فنزل عن فرسه ونام في بيتها ..
فاخذته غدة وانتفاخ في حلقه كما يظهر في أعناق الإبل فيقتلُها .. ففزع واضطرب ..
ووثب على فرسه .. وأخذ رمحه .. وأقبل يجول .. ويصيح من شدة الألم .. ويتحسس عنقه بيده ويقول : غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ..
فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه .. حتى سقط عن فرسه ميتا ..
فتركه أصحابه .. ورجعوا إلى قومهم ..
فلما دخلوا ديارهم .. أقبل الناس إلى إربد يسألونه : ما وراءك يا أربد ؟
قال : لا شيء .. والله لقد دعانا محمد إلى عبادة شيء .. لوددت لو أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله ..
فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له ليبيعه .. فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما ..

وأنزل الله عز وجل في حال عامر وأربد : " سَوَاءمِّنكُممَّنْأَسَرَّ الْقَوْلَوَمَنجَهَرَبِهِوَمَنْهُوَمُسْتَخْفٍبِاللَّيْلِوَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ *
لَهُمُعَقِّبَاتٌمِّنبَيْنِيَدَيْهِوَمِنْخَلْفِهِيَحْفَظُونَهُ مِنْأَمْرِاللّهِإِنَّاللّهَلاَيُغَيِّرُمَابِقَوْمٍحَتَّىيُغَيِّرُواْمَابِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَاأَرَادَاللّهُبِقَوْمٍسُوءًافَلاَمَرَدَّلَهُوَمَالَهُممِّندُونِهِمِن وَالٍ *
هُوَالَّذِييُرِيكُمُالْبَرْقَخَوْفًاوَطَمَعًا وَيُنْشِىءُالسَّحَابَالثِّقَالَ *
وَيُسَبِّحُالرَّعْدُبِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُمِنْخِيفَتِهِوَيُرْسِلُالصَّوَاعِقَفَيُصِيبُبِهَا مَنيَشَاءوَهُمْيُجَادِلُونَفِياللّهِوَهُوَشَدِيدُالْمِحَالِ ) ..
* * * * * *

وأخيراً
هذا النبي العظيم .. أيده ربه بالمعجزات .. واختار له أصحاباً أخياراً .. أحبوه أكثر من حبهم لأنفسهم وأولادهم ..
ففي غزوة أحد .. أقبل المشركون على رسول الله r يريدون قتله ..
فأحاطه أصحابه بأجسادهم يصدون عنه الرماح .. وضربات السيوف .. تقد في أجسادهم دونه ..
وكان أبو طلحة t يرفع صدره ويقول : يا رسول الله لا يصيبك سهم .. نحري دون نحرك ..

قال أبو بكر : أقبلت على النبي r فرأيت بين يديه رجلاً يقاتل عنه ويحميه ..
فنظرت فإذا هو أبو طلحة .. فلم يلبث أن صُرع ووقع من كثرة الضرب عليه ..
فأقبل أبو عبيدة يشتد كأنه طير .. فإذا أبو طلحة بن يديه r واقعاً على ألأرض فقال النبي r :
( دونكم أخاكم فقد أوجب ) .. فأقبلنا على أبي طلحة .. وقد أصابته بضع عشرة ضربة ..
فلما انتهت المعركة تذكر رسول الله r أحد أصحابه الكرام .. من خيارهم ..
ممن كان يقوم معه الليل .. ويصوم معه النهار .. ممن يبذل للدين كل شيء .. حتى روحه ..
تذكر r سعد بن الربيع الأنصاري .. فسأل أصحابه قائلاً : ( من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء أم في الأموات ) ..
فقال رجل من الأنصار : أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد ..
فبحث عنه فوجده جريحاً في القتلى .. وقد شارف على الموت .. جراحه تنزف دماً .. وثيابه ممزقة .. وقد علاه الغبار .. وهو يصارع الموت ..
فقال الرجل : يا سعد .. إن رسول الله أمرني أن أنظر أفي الأموات أنت أم في الأحياء؟
فالتفت إليه سعد وقال : أنا في الأموات .. فأبلغ رسول الله عني السلام ..
وقل له : جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ..
وأبلغ قومي عني السلام وقل لهم : لا عذر لكم عند الله إن خُلِص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ..
وقل لرسول الله r : يا رسول الله .. إن سعداً يجد ريح الجنة .. ثم .. ماااات ..
* * * * * * * * * *






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2011, 09:06 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

الكفار يشهدون

فقبل فتح مكة .. خرج r إليها معتمراً .. فلما أقبل على الحرم بعثت قريش إليه البعوث يردونه عن المسجد الحرام ..
فكان ممن جاءه عروة بن مسعود وجعل يكلم النبي r وينظرُ إلى الصحابة حوله ..

فوالله ما انتخم النبي r نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم .. فدلك بها وجهه وجلده .. وإذا أمر ابتدروا أمره ..
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ..
وإذا تكلم خفضوا أصواتهم ..
وما يُحِدون إليه النظر تعظيماً له ..
فلما رأى عروة ذلك رجع إلى أصحابه .. فقال :
أي قوم .. والله لقد وفدت على الملوك .. كسرى .. وقيصر .. والنجاشي ..
والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابُه .. كما يعظم أصحاب محمد محمداً ..

* * * * * * * * * *
كانوا يحبونه ..
بل كان الصحابة يصرحون بهذا الحب العظيم حتى قال له عمر يوماً :
يا رسول الله .. أنت أحب إليَّ من مالي وولدي .. بل والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفسي التي بين جنبي .. ([1]) ..
وجاء رجل إليه r فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟
قال : ( ما أعددت لها؟ ) قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله قال : ( أنت مع من أحببت ) .. ([2]) .. فما فرح الصحابة بشيء كفرحهم بهذه الكلمة .. أنت مع من أحببت ..
وكانوا y إذا مشوا بجانبه أظلوه من الشمس ..
وإذا سافروا معه فأتوا على شجرة ظليلة تركوها له r يرتاح في ظلها ..
* * * * * * * * * *

كيف أحبوه ؟
ولكن بالرغم من كل هذه المحبة والإجلال .. والحب والوفاء ..
والمكانة العظيمة له r في قلوب صحابته الكرام .. فإنهم لم ينزلوه فوق منزلته .. أو يرفعوه عن منزلة البشرية ..
فمحمد بن عبد الله r .. هو رسول الله .. ونبيه .. وعبده ..
نعم ..
هو سيد ولد آدم .. والشافع يوم الحشر .. لكنه كما قال الله : ]قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين [ ..
فكونه r بشراً .. لا ينقص من قدره ..
وقد بلغ r رسالة ربه .. وتحمل الأذى .. حتى نصره الله .. وبلغ دينه ..
فما هو حق الرسول r على أمته ؟
أهو إنشاد المدائح مع ما فيها من الغلو .. ؟؟
كلا .. فقد نهى r عن ذلك فقال كما في الصحيحين : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله ) ..
أم حقه .. في إقامة الموالد والاحتفال بالإسراء والمعراج .. ؟؟
كلا .. فقد نهى r عن ذلك فقال كما في الصحيحين : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ ) ..
أم حقه .. في الاستغاثة به .. ودعائه من دون الله ؟
أو الطواف على قبره .. أو الحلف باسمه من دون الله ..
كلا .. كلا ..
فهذا كله من الشرك بالله ..
إذن .. ما هي حقوقه r على أمته ؟
* * * * * * * * * *
أول الحقوق :
اعتقاد أنه r عبد رسول ..
وتقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين ..
مع توقيره وإجلاله .. عليه الصلاة والسلام ..
قال الله ] فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون[ ..
ومن حقوقه :
تصديقه فيما أخبر .. فهو لا ينطق عن الهوى ..
وتأمل في حال الصحابة معه في ذلك ..
لما توسع r بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام ..
جعل r يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام .. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً ..
وكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكاً ابن ملك ..
فوقع بين قبيلته " طي " وبين المسلمين حرب .. وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالروم في الشام ..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء ..
كانت هزيمة طيء سهلة .. فلا ملك يقود .. ولا جيش مرتب ..
وكان المسلمون في حروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال ..
كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..
أسر المسلمون بعض قوم عدي .. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم ..
مضوا بالأسرى إلى المدينة .. حيث رسول الله e .. وأخبروا النبي e بفرار عدي إلى الشام ..
فعجب e من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟
ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل ..
لم يطب المقام لعدي في ديار الروم .. فاضطر للرجوع لديار العرب .. ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي r ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما .. ([3]) ..
يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة :
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله r مني ..
وكنت على دين النصرانية ..
وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي .
فلما سمعت برسول الله r كرهته كراهية شديدة ..
فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر ..
قال : فكرهت مكاني ذلك ..
فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذباً لم يضرني .. وإن كان صادقاً علمت ..
فقدمت فأتيته .. فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عدي بن حاتم ..
فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله r في المسجد فقال لي : عدي بن حاتم ؟
قلت : عدي بن حاتم ..
فرح النبي r بمقدمه .. واحتفى به .. مع أن عدياً محارب للمسلمين وفارٌ من الحرب .. ومبغض للإسلام .. ولاجئٌ إلى النصارى .. ومع ذلك لقيه r بالبشاشة والبشر .. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته ..
عدي وهو يمشي بجانب النبي r يرى أن الرأسين متساويان ..!!
فمحمد ( r ) ملك على المدينة وما حولها .. وعدي ملك على جبال طي وما حولها ..
ومحمد ( r ) على دين سماوي " الإسلام " .. وعدي على دين سماوي " النصرانية " ..
ومحمد ( r ) عنده كتاب منزل " القرآن " .. وعدي عنده كتاب منزل " الإنجيل " ..
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش ..
في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف :
بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح : يا رسول الله .. لي إليك حاجة ..
فانتزع النبي r يده من يد عدي ومضى إليها .. وجعل يستمع إلى حاجتها ..
عدي بن حاتم .. الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد .. ويقارن تعامل النبي r مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ..
فتأمل طويلاً ثم قال : والله ما هذه بأخلاق الملوك .. هذه أخلاق الأنبيااااااء ..
وانتهت المرأة من حاجتها .. فعاد النبي r إلى عدي .. ومضيا يمشيان .. فبينما هما كذلك .. فإذا برجل يقبل على النبي r ..
فماذا قال الرجل ؟ هل قال : يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير ؟! أم قال : حصدت أرضي وزاد عندي الثمر .. فماذا أفعل به ؟
يا ليته قال شيئاً من ذلك .. لعل عدياً إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهم ..
قال الرجل : يا رسول الله .. أشكو إليك الفاقة والفقر ..
ما يكاد هذا الرجل يجد طعاماً يسد به جوعة أولاده .. ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع .. فأجابه النبي r بكلمات ومضى ..
فلما مشيا خطوات .. أقبل رجل آخر .. قال : يا رسول الله أشكو إليك قطع الطريق !!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج عن بنيان المدينة لكثرة من يعترضنا من كفار أو لصوص ..
أجابه النبي r بكلمات ومضى ..
جعل عدي يقلب الأمر في نفسه .. هو في عز وشرف في قومه .. وليس له أعداء يتربصون به ..
فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة .. وفقر وحاجة ..
وصلا إلى بيت النبي r .. فدخلا .. فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي r إلى عدي إكراماً له .. وقال : خذ هذه فاجلس عليها .. فدفعها عدي إليه قال : بل اجلس عليها أنت .. فقال r : بل أنت .. حتى استقرت عند عدي فجلس عليها ..
عندها .. بدأ النبي r يحطم الحواجز بين عدي والإسلام ..
يا عدي أسلم .. تسلم .. أسلم تسلم .. أسلم تسلم ..
قال عدي : إني على دين ..
فقال r : أنا أعلم بدينك منك ..
قال : أنت تعلم بديني مني ؟
قال : نعم .. ألست من الركوسية ..
والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من المجوسية .. فمن مهارته r في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً .. وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها .. فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً ..
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوروبا وقال لك : لماذا لا تتنصر ؟ فقلت : إني على دين ..
فلم يقل لك : ألست مسلماً .. ولم يقل : ألست سنُيّاً .. وإنما قال : ألست شافعياً .. أو حنبلياً ..
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ..
فهذا الذي فعله المعلم الأول r مع عدي .. قال : ألست من الركوسية ..
فقال عدي : بلى ..
فقال r : فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع ؟ ([4])
قال : بلى ..
فقال r : فإن هذا لا يحل لك في دينك ..
فتضعضع لها عدي .. وقال : نعم ..
فقال r : أما إني أعلم الذي يمنعك من الإسلام ..
أنك تقول : إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم ..
وقد رمتهم العرب ..
يا عدي .. أتعرف الحيرة ؟ ([5])
قلت : لم أرها وقد سمعت بها ..
قال : فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد ..
أي سيقوى الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم .. من غير أحد يحميها .. وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتدي عليها أو يسلبها مالها .. لأن المسلمين صار لهم قوة وهيبة .. إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على التعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له ..
فلما سمع عدي ذلك .. جعل يتصور المنظر في ذهنه .. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة .. معنى ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة .. يعني ستمر بجبال طي .. ديار قومه ..
فتعجب عدي وقال في نفسه : فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد !!
ثم قال r : وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
قال : كنوز ابن هرمز ؟
قال : نعم كسرى بن هرمز .. ولتنفقن أمواله في سبيل الله ..
قال r : ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ..
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها ..
ثم بدأ e يعظ عدياً ويذكره بالآخرة .. فقال :
وليلقين اللهَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنم " ..
سكت عدي متفكراً ..
ففاجأه e قائلاً : يا عدي .. فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله ؟.. أو تعلم من إله أعظم من الله ؟!
قال عدي : فإني حنيف مسلم .. أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
فتهلل وجه النبي r فرحاً مستبشراً ..
قال عدي بن حاتم :
فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار ..
ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ..
والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله r قد قالها " .. ([6]).
انظر إلى تصديق عدي t الجازم .. ثم انظر إلى تشكيك قوم من بني جلدتنا في أخبار السنة النبوية ..
* * * * * * * * *

( [1] ) رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ..
( [2] ) رواه البيهقي وأحمد بإسناد صحيح ..
( [3] ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب .
( [4] ) المرباع : إذا غزت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ الربع له وحده ، وهذا حرام في دين النصرانية ، جائز عند العرب .
( [5] ) الحيرة : مدينة بالعراق
( [6] ) رواه مسلم وأحمد ..






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2011, 09:08 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

ومن حقوقه :
الصلاة والسلام عليه .. قال الله : ( إنَّ الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ..
وتتأكد :
عند ذكره .. فقد قال r : "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي .. " رواه الترمذي وقال : حسن غريب ..
وعند سماع المؤذن .. روى مسلم أنه r قال : "إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي " ..
وعند دخول المسجد والخروج منه .. فإذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال : ( اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ) رواه أحمد ..
وتستحب الصلاة عليه عند ختم الدعاء .. لقول عمر t ما رواه الترمذي بسند صحيح : " الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك " ..
ويتأكد الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة وليلتها .. قال r فيما :"من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، ففيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي " ..
* * * * * * * * *
ومن حقوقه :
معرفة سيرته .. وتعداد فضائله ومعجزاته .. وتعريف الناس بسنته ..
بشرط الابتعاد عن الغلو والإطراء المحظور ..
ومن حقوقه :
العمل بشريعته .. والتأسّي بسنته ..
وتبليغ رسالته .. والبعد عن معصيته ومخالفته ..
واتباعه في ظاهره وباطنه ..
اتباع سنته .. والاقتداء به في أفعاله .. وأقواله ..
بل وحتى في طريقة أكله .. وشربه .. ونومه .. وفي جميع شئونه ..
فإذا سمعت قوله : ( خالفوا اليهود أعفوا اللحى وحفوا الشوارب ) أطعت واتبعت ..
وإذا سمعت قوله : ( ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار ) سارعت إلى تنفيذ أمره ..
وقد قال الله : ] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً [ ..
بل .. إذا نهاك عن سماع الغناء .. أو أكل الربا .. أو حثك على بر الوالدين .. أو الصدقة .. سارعت إلى هذه القربات .. راضياً فرحاً مستبشراً ..
قال عز وجلَّ : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ) ..
وقال سبحانه : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويُسلموا تسليماً ) ..
ومن حقوقه:
طاعته والتحاكم إليه :

قال تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) ..
وقد أمر الله بطاعة نبيه r في أكثر من ثلاثين موضعًا من القرآن .. كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله ..
بل بين الله تعالى أن دخول الجنة .. مقيد بطاعته r ..
قال عز وجل : ]ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً[ ..
وقال r فيما رواه البخاري : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " ..
قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ .. قال : " من أطاعني دخل الجنة .. ومن عصاني فقد أبى " ..
وبعض المسلمين اليوم .. تقول لهم : قال رسول الله ..
فيقولون لك : قال الشيخ فلان .. وفلان ..
سبحان الله يعلمون كلام رسولهم الذي لا ينطق عن الهوى ثم يلتفتون إلى كلام غيره ..!!
والله تعالى يقول معلماً ومؤدباً لنا :
] يا أيها الذين آمنوا لا تُقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم . يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون [ ..
ولقد سمع الصحابة هذه الآيات .. فتأدبوا مع رسولهم r .. فما منهم أحد يعترض .. أو حتى يدلي برأي ما لم يطلب منه الرسول r ذلك ..
بل يقوم r فوق رؤوسهم وهم مائة ألف في حجة الوداع .. في يوم النحر .. يومِ عيد الأضحى .. ثم يسألهم :
أي يوم هذا .. ؟ أي شهر هذا .. ؟ أي بلد هذا .. ؟
فيقولون : الله ورسوله أعلم ..
نعم .. يسألهم .. وهم يعرفون الجواب ..
لكنهم يقولون : الله ورسوله أعلم .. تأدباً معه r ..
* * * * * * * * * *
فمن جاءه الأمر من الله .. أو من رسوله r .. فالواجب عليه الطاعة والتسليم ..
ولا يحل له الاعتراض .. أو البحثُ عن مخارج وحيل ..
روى مسلم عن ابن عمر y أن :
الناس كانوا يصلون إلى بيت المقدس .. زماناً .. فلما حولت القبلة إلى الكعبة .. وأنزلت الآيات في ذلك .. أقبل رجل من عند رسول الله r إلى الناس في مسجد قباء .. فوجدهم في يصلون الصبح .. فصاح بهم وقال :
إن رسول الله قد أنزل عليه الليلة .. وقد أُمر أن يستقبل الكعبة ..
فما كاد الرجل يتم كلماته ..
حتى استداروا وهم في صلاتهم .. واستقبلوا الكعبة ..
نعم .. نفذوا الأمر أثناء الصلاة .. دون تردد أو إبطاء ..
* * * * * * * * * *
بل .. روى البخاري عن أنس t قال :
كنتُ ساقي القوم في بيتِ أبي طلحة يعني يسقيهم الخمر .. وذلك قبل أن تحرم ..
قال : وإني لقائمُ أسقي فلاناً وفلاناً وفلانا ..
إذ جاء رجلُ فقال : هل بلغَكم الخبر ؟
قالوا : وما ذاك ؟
قال : لقد حُرمتِ الخمر .. وقد أمر رسولُ الله r منادياً ينادي ألا إن الخمرَ قد حُرمت ..
ثم قرأ عليهم الآية : ( يا أيها .. فهل أنتم منتهون ) ؟
فلما سمعوا الآية .. والله إن بعض القوم كانت شربته في يده .. فلم يرفعها إلى فيه ..
بل أراق ما في كأسه وقال : انتهينا ربنا .. انتهينا .
ثم التفتوا إلى قلال الخمر .. وجعلوا يكسرونها ..
فما سألوا عنها .. ولا راجعوها بعد خبرِ الرجل ..
نعم ..
وما دخلَ داخلٌ .. ولا خرجَ خارج .. حتى اهراقوا الشراب .. وكسروا القلال ..
ثم توضئ بعضهم .. واغتسل آخرون ..
ثم تطيبوا .. وخرجوا إلى المسجدِ يخوضونَ في الخمر ..
قد جرت بها سكِك المدينة ..
لم يقولوا تعودنا عليه منذ سنين .. وورثناها عن آبائنا ..
وما تكونت عصابات لتصنيع الخمر وترويجه ..
كلا .. فهم مسلمون .. مستسلمون لأمر خالقهم عز وجلَّ ..
* * * * * * * * * *
ومن أكبر الحقوق :
الذب عن سنته ..
وعدم السخرية بشيء من هديه ..
أو التنقص ممن يحرص على السنة في ملبسه وهيئته ..
بل إن الاستهزاء من أصحاب السنة .. هو من صفات المنافقين ..
قال الله لنفر من المستهزئين : ]ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم [ ..
* * * * * * * * * *

وختاماً ..
أيها الأخوة والأخوات ..
قد تبين لنا أن حقوق رسول الله r .. أجل وأعظم ..
وأكرم وألزم .. من حقوق السادات على مماليكهم ..
والآباء على أولادهم ..
فهو الذي أنقذنا الله به من النار .. وهدانا به من الضلالة ..

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا شفاعة نبيه r ..
اللهم لا تحرمنا أجره .. ولا تفتنا بعده ..
وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً ..
آمين .. آمين ..
كتبه /د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي
أستاذ جامعي ، خطيب جامع البواردي بالرياض
عضو الهيئة العليا للإعلام الإسلامي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والاستشارات الاجتماعية

تم بحمد الله






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-21-2011, 11:41 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

نور
طرح أكثر من رااائع وقيم
بارك الله فيكِ ونفع بمانقلتي

ولاحرمكِ المولى الأجر والمثوبه






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
قديم 05-22-2011, 12:09 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

اخى كمال
نورت بحضورك الطيب







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-22-2011, 01:16 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قم فأنذر .. أم لم يعرفوا رسولهم

طرح رائع وقيم ونافع للذكرى بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator