بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على اشرف الخلق واخر المرسلين
سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
اما بعد
نعود الى الاسراف
نجد النهى عن الاسراف ليس فى المأكل والمشرب كما اسلفنا فقط
بل نجدة فى امور كثيرة بحياتنا ومنهاالاسراف فى الترف
قال رب العالمين
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [يونس : 83]
وهذا شكل من اشكال الاسراف ..يمكن ان نتفاخر بأمر ما او نعمة ولكن لا نكن مسرفين فى التفاخر لنصل لحد الاختيال..
قال تعالى
إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء : 36]
وفرعون كان مختالا فخورا واصرف فى فخرة وبهذا الاسراف وصل للكفر فأسرف فى العقاب فوصل لحد التعزيب واخترع ما لم يخترعة من قبل عندما قتل ذكور اليهود واستحى اناثهم قمة الاسراف ..
.أسرف في البذخ والتعالي حتى وصل لدرجة الإلوهية والعيار بالله والتعدي على إلوهية رب العالمين
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ [القصص : 38]
وصل لهذا الحد لانة كان من المسرفين ...فنستنتج ان فرعون أسرف في كل شيء العقاب البذخ التعالي
الفخر بنفسه فأوصله هذا الإسراف إلى الكفر وادعاء الإلوهية فأهلكه الله
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ [الدخان : 31]
ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاء وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ [الأنبياء : 9]
حتى الاسراف فى القتل
وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً [الإسراء : 33]
فعندما شرع لنا رب العالمين القصاص وأعطى حق الولي للقصاص فنهى عن الإسراف في اخذ الحق حتى الحق لا نسرف في أخذه ...
.( فقد جعلنا لولي أمره مِن وارث أو حاكم حجة في طلب قَتْل قاتله أو الدية، ولا يصح لولي أمر المقتول أن يجاوز حدَّ الله في القصاص كأن يقتل بالواحد اثنين أو جماعة، أو يُمَثِّل بالقاتل، إن الله معين وليَّ المقتول على القاتل حتى يتمكن مِن قَتْله قصاصًا.) (التفسير الميسر)
فما أسوء من الإسراف وما أعظم من الاعتدال والوسطية
اوكما قيل
عش مع أهلك وسطا بين الشدّة واللين
عش مع الناس وسطاً بين العزلة والانقباض
عش مع إخوتك وسطا بين الجد والهزل
عش مع تلاميذك وسطا بين الوقار والانبساط
عش مع أولادك وسطا بين القسوة والرحمة
عش مع الحاكمين الصالحين وسطا بين التردد والانقطاع
عش مع بطنك وسطا بين الشبع والجوع
عش مع جسمك وسطا بين التعب والراحة
عش مع نفسك وسطا بين المنع والعطاء
عش مع ربك وسطا بين الخوف والرجاء
تكن من السعداء
قال تعالى
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً [الإسراء : 29]
ولا تمسك يدك عن الإنفاق في سبيل الخير، مضيِّقًا على نفسك وأهلك والمحتاجين، ولا تسرف في الإنفاق، فتعطي فوق طاقتك، فتقعد ملومًا يلومك الناس ويذمونك، نادمًا على تبذيرك وضياع مالك.
(التفسير الميسر)
ولذالك فأن الاعتدال في كل شيء هو السبيل للخير
الدين الاسلامى الحنيف دين الاعتدال وينهى عن الإسراف
قال رسول الله(ص)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الهدي الصالح والسَّمْتَ الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة) (168)
الاعتدال فى جميع امور حياتنا هو سبيل الفلاح والنجاح
وكان رسولنا الكريم معتدل في جميع امورة وطريقة حياته ولنا في رسولنا قسوة حسنة ولم يكن أبدا من المسرفين
فيجب اخوانى واخواتى ان نعتدل ولا نصرف
الاعتدال في المسكن
الاعتدال في المأكل والمشرب
الاعتدال في المشي
الاعتدال في الكلام
الاعتدال في الملبس
الاعتدال في الضحك
الاعتدال في الحب
الاعتدال في الدعوة
نرى الاعتدال في جميع الأمور ...فقد عانينا من الإسراف ... ولنا في الإرهاب الذي عانت وتعانى منة الأمة تجربة
في الغلو والإسراف في الدين فظهر الإرهاب وهو من نتائج الإسراف في الدعوة .
فأعتدل في عبادتك واعتدل في الخطبة فلا تصرخ في المخطوفين ولا تنفر بآيات الوعيد والتعريب والعقاب والنار.. فيجب أن تعتدل وتظهر آيات البشرى والمغفرة والعفو والجنة فأن اعتدلت في الدين اعتدل من ُتعلمه الدين
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول : ( كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات . فكانت صلاته قصدا . وخطبته قصدا ) (155)
وصانا الرسول الكريم بالوسطية فقال
فعن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153.. ) (160)
اخوانى واخواتى
الإسراف طريق النار والعذاب وُمقت من الله والاعتدال طريق الجنة والمغفرة وحب من الله
لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ [غافر : 43]
وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ [الشعراء : 151]
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
القاكم على خير بأذن الله
فى القنوط