بالتحليل لما سبق بالنسبة لنظرية دارون وبشكل عام لتفسير ظاهرة الحياة على وجه الأرض
هنالك ثلاثة احتمالات لا رابع لها
إما أن تكون المخلوقات مخلوقة لخالق أو أن الكائنات الحية أصبحت حية صدفة بحسب نظريات التطور
الأول: أن تكون الحياة نشأت على الأرض جراء تفاعل حصل بمحض الصدفة نشأت عنه الخلية الأولى ومنها نشأت الخلايا اللاحقة وبدأت تنتقل من مرحلة لمرحلة ومن طور لطور بناء على ما يسمى بالطفرة، فتنتقل الدودة مثلا بالطفرة إلى سلحفاة ومنها إلى أفعى ومنها إلى تمساح وهكذا
الثاني: أن تكون الحياة بدأت لكل نوع من الأنواع ابتداء صدفة لا عن طريق التطور والطفرات بل ابتداء أن يوجد على الأرض جنس الانسان من غير تطور ولكن صدفة لأن القول بغير الصدفة يعني القول أن الخلق لخالق إذ لا ثالث لهذين الاحتمالين
وهذا القول منقوض إذ أن العقل يحيل قيام الصدفة لخلية واحدة فكيف بكل هذه الأنواع العديدة أن تحدث الحياة لكل واحد منها صدفة
كما أننا بحاجة لصدفتين: إحداهما ينشأ عنها مذكر والثاني مؤنث، وهذا مستحيل وسيتأكد ذلك بعد قليل ان شاء الله
والثالث أن تكون الحياة من صنع الخالق وكل كائن حي خلق ابتداء من قبل هذا الخالق
لنرجع قليلا للوراء ونحلل تكذيب الاحتمال الأول والثاني لنثبت صدق الثالث:
قلنا أن الحياة نشأت على الأرض بعد أن أصبحت الأرض صالحة لقيام مثل هذه الحياة عليها
لا قيام للحياة بلا ماء، وبالتالي فطالما أن حرارة الأرض تفوق المائة درجة مئوية فالمياه متبخرة ولا إمكانية للحياة
لن نعول كثيرا على حكاية الماء،
لكننا سنفرض أن الحياة التي نشأت منذ ثلاثة مليارات من الأعوام، بدأت بالخلية التي نشأت صدفة
لكننا نشاهد بالحس ان أي جنس على سطح الأرض، من نبات أو حيوان أو بشر لا يمكن أن يستمر في الحياة إلا بالتكاثر الذي يحفظ النوع، أي لا بد من ذكر وأنثى
الخلية الأولى االتي بدأت منها الحياة والتي نشأت صدفة لا بد أن تحتاج لأنثى من نفس النوع لتستمر الحياة على الأرض
فنحن لسنا بحاجة لصدفة واحدة حتى تبدأ الحياة بل لا بد من صدفتين الأولى أن الخلية الأولى نشأت مذكرة والثانية نشأت مؤنثة
والصدفة الثالثة المستحيلة أن تكون الخلية الأولى والثانية قد تقابلتا لتتزاوجا وتستمر الحياة من ذلك
فلا بد إذن أن تكوت الحياة نشأت في نفس السنتمتر المربع من الكرة الأرضية لتستطيع الخلية الأولى التزاوج مع الثانية
وإلا لو نشأت الخلية الأولى في المكسيك والثانية في الهند لما استطاعتا التزاوج وبالتالي لما استمرت الحياة
لننتقل خطوة للأمام ولنفرض أن الصدفة حصلت
حتى تنتقل الخلية إلى الطور الأعلى منه لا بد من حدوث الطفرة
لكننا بحاجة لطفرتين
طفرة تنتج الكائن الأعلى الذكر والثانية لتنتج الكائن الأعلى المؤنث
والصدفة الثالثة أن يكون وجود الطفرتين في مكان قريب لتستطيع تلك الكائنات من الالتقاء للتزاوج وليستمر النوع الجديد
مثال لتقريب الفكرة
هب أن القردة تطورت وحصلت الطفرة لينتج الانسان
نحن لسنا بحاجة فقط لذكر حتى يأتي نوع الانسان
بل نحن بحاجة لذكر وأنثى
ولأن تكون الطفرتان قد حدثتا في مكانين قريبين بحيث يسهل على الذكر أن يقابل الأنثى ليتزاوجا ويستمر النوع
ونحن بحاجة لأن توجد الانثى والذكر في نفس الفترة الزمنية التي يعيشها الانسان عادة
أي أن تحدث الطفرتان في خلال مائة عام مثلا، لأن الانسان يعيش في المتوسط مائة عام ( فرضا ) وبالتالي فلا بد أن تحدث كل هذه الأمور صدفة في نفس الوقت
طفرة مذكرة
طفرة مؤنثة
نفس الفترة الزمنية
في مكان متقارب ليحصل اللقاء
فلئن كان هذا ممكنا لنوع من الأنواع مثلا كالانسان فكيف لنا أن نصدق بحدوث كل هذه الطفرات بهذه الشروط الأربعة : الجنس: ذكر وأنثى، المكان المتقارب والزمان الواحد، حتى يستمر النوع لمليارات الكائنات الحية التي في كوكب الأرض؟
مليارات الكائنات الحية المتعددة الأنواع كلها كيف يمكن لنا أن نقول أنها تطورت عن بعضها البعض صدفة في ضمن نظام الطفرة الذي يحصل مرة كل مائة ألف سنة ، فكيف لنا أن نصدق أن طفرة تحدث كل مائة ألف سنة تحدث صدفة لنفس النوع الجديد ومذكر ومؤنث وفي ضمن مكان وزمان محدد؟
خذ الذبابة على سبيل المثال
تعيش في المتوسط خمسة أيام
إذن نحن بحاجة لطفرتبن ( تحصل الواحدة منهما في العادة مرة كل مائة ألف سنة ) تحصل الطفرتان في خلال خمسة أيام، وإحداهما مذكر والثانية مؤنث وفي نفس المنطقة القريبة!!
هل تريد لنا أن نصدق كل هذا
بعض الكائنات الحية حياتها بالغة القصر
والمشكلة أنه المفروض أن كل الكائنات الأرقى انحدرت من هذه الكائنات الأحقر، فالانسان يعود بعد سلاسل طويلة إلى الهسهسة التي تعمر أياما قليلا
فلو لم تحصل هذه الصدف التي يستحيل عقلا تصديقها لما استمرت الحياة لتبلغ الانسان
وكل هذا في غضون مليارات ثلاثة فقط من السنين؟
انا شخصيا أرحم لعقلي مليارات المرات أن يقر بأن الخلق مخلوق لخالق على أن يصدق بكل هذه المصادفات وكل هذه النظريات التي لا ترقى لمستوى البحث
اللهم تجاوز عن سيئات البطن الذي حمله تسعاً
ABC
ويمكنك نقل كتاب ( موسوعة الخلق والنشوء )، وأي كتاب من كتبي من خلال الموقع الشخصي:
http://sharabati.tripod.com/main.htm