سورة النصر
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ) نصر الله هو: اعزاز اولياءه، و اذلال اعدائه، و احقاق الحق، و ازهاق الباطل. ( وَالْفَتْحُ) هو ما فتح الله لرسوله صلى الله عليه و سلم من القلوب، و البلاد، و المواهب، ففتح القلوب بالرسالة المنشورة، و البلاد بالجيوش المنصورة، و المواهب هي: العطايا المباركة المبرورة. (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) لما هدى الله القلوب اقبل الناس لدينه جماعات كثيرة، و طوائف وفيرة، بعد نكوص و إعراض، لانهم عرفوا صدق الرسول صلى الله عليه و سلم و عظمة الرسل،و صحة الرسالة، و سمو المقصد، و سلامة الطريق، و حسن العاقبة. (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) فهو الذي وفق لهذه العقبى الجميلة، و الذي سهل هذه الفتوحات الجليلة، فحق أن يذكر اسمه، و أن ينزه عن كل نقص، و يبرا من كل عيب، لانه مقدس عن الصغائر و النقائص، كامل في الذات و الصفات، حقه أن يحمد على ما وهب، و أسدى و سدد. ( وَاسْتَغْفِرْهُ) إذا كان الكمال لله وحده، و الحمد و المنة لله وحده، فاعلم انك عبد عرضة للتقصير، فاستغفر عن تقصيرك، و اعتذر إلى ربك، و أبرا من قوتك. ( إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) يغفر الذنوب، و يستر القبيح، و يمحو الزلة، و يتجاوز عن السيئة، و يقبل التوبة، فهو كثير الغفران، دائم الصفح و الإحسان، معروف بسعة الرحمة على الانسان.
* *