العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-08-2011, 02:23 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 11



- الإستغفار مرّة أخرى
ممّا جاء في المأثور عن الإمام جعفر الصادق: "كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرّة من غير ذنب".
ولو كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يكثر هكذا من الإستغفار، وهو المنزّه عن الذنوب، فكيف الحال بسائر العباد؟ وماذا يحمل الإستغفار للإنسان من خيرات حتى يلجأ إليه الرسول (صلى اله عليه وسلم) ليل نهار؟ وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (ليغفر الله ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر) (الفتح/ 2)؟
فلابدّ أن تكون في دروب الإستغفار كنوز وأسرار، فما هي؟
قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): "خير الدُّعاء الإستغفار".
وقال (صلى الله عليه وسلم): "خير العبادة الإستغفار".
وقال أيضاً: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير".
وقال (صلى الله عليه وسلم): "الإستغفار في الصحيفة يتلألأ نوراً".
وقال أيضاً: "مَن كثرت همومه فعليه بالإستغفار".
وعنه (صلى الله عليه وسلم): "أنزل الله عليَّ أمانين لأمّتي: (وما كان الله ليعذِّبهم وأنت فيهم وما كان الله معذِّبهم وهم يستغفرون) (الأنفال/ 33)، فإذا مضيت تركت فيهم الإستغفار إلى يوم القيامة".
إذن في الإستغفار بركات كثيرة، فهي أمان للأمّة يبعد عنهم سخط الله تعالى ويجلب رحمته، فالمستغفر يشعر بالأمن يحيط به من كل جانب والطمأنينة تملأ قلبه، فيستشعر رحمة الله ويشعر بالرِّضا عن نفسه وعن الحياة.. وتلك سعادة ما فوقها سعادة.
وهكذا بالإستغفار تنور صحيفة المؤمن، وبالأحرى ينور قلبه، بل يتلألأ نوراً، لأنّه يمحو الظلمات ونقاط العتمة من القلب، ليكون كلّه صفاءً وبياضاً.. قلب سليم من كل ذنب وظلم وسوء.. وكان حقّاً بذلك الإستغفار ذهاباً لهموم مَن كثرت همومه، لأن أكثر الهم من التعلّق بالدنيا والتلوّث بأدرانها، والإستغفار سياحة مع الرب في فضاء رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.
وماذا بعد؟
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيما رُوِي عنه: "مَن أكثر الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجاًً، ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب".
إنّ "الإستغفار يُزيد في الرِّزق".
وهذا ما حدّثنا به القرآن الكريم في قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً * يرسل السماء عليكم مِدراراً * ويُمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهاراً) (نوح/ 10-12).
وفي آية أخرى تأكيد أنّ الإستغفار – التام – يوفِّر للإنسان العيشة المرضية، مع سعة الرِّزق ورغد العيش إلى نهاية العمر، حتى يلقى الله تعالى، ليؤتيه الفضل، والله ذوالفضل العظيم، يقول تعالى: (وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمّى ويؤت كل ذي فضل فضله...) (هود/ 3).
وفي المأثور، وهو المروي في كنز العمال: "إنّ أعرابياً شكى إلى علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) شدّة لحقته وضيقاً في المال وكثرة العيال.
فقال له: عليك بالإستغفار، فإنّ الله عزّوجلّ يقول: (استغفروا ربّكم إنّه كان غفاراً...) (نوح/ 10).
فعاد إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، قد استغفرت الله كثيراً وما أرى فرجاً ممّا أنا فيه.
فقال: لعلّك لا تُحسن كيف تستغفر.
قال: علِّمني.
قال: أخلص نيّتك وأطع ربّك وقل: "أللهمّ إنِّي أستغفرك من كل ذنب قوى عليه بدني بعافيتك.. صلِّ على خيرتك من خلقك محمّد النبي وآله الطيِّبين الطاهرين وفرِّج عنِّي".
قال الأعرابي: فاستغفرت بذلك مراراً فكشف الله عنِّي الغمّ والضيق ووسع عليَّ في الرِّزق وأزال المحنة"(1).
فالمراد من الإستغفار: صدق النيّة بالندم والعزم على ترك الذنوب، بطاعة الرب وطلب العفو منه.. وبالتالي فتح صفحة جديدة مع الله.. ومع الحياة من دون ظلم ولا ظلمة.
(يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا...) (التحريم/ 8).
وكل عمل صالح يكون سبباً للمغفرة، فالوضوء مغفرة ورحمة (النِّساء/ 96)، وذكر الله كثيراً مغفرة (الأحزاب/ 35)، و(فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) (الحج/ 50)، وخشية الله بالغيب واجتناب السيِّئات مغفرة.. وكل حسنة يعملها الإنسان يزده الله حسناً ومغفرة وشكراً (الشورى/ 23).
وهكذا كل أنواع الخير، هي أبواب للمغفرة والرحمة وذهاب الحزن والمحنة.
قال تعالى على لسان المؤمنين: (الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربّنا لغفور شكور) (فاطر/ 34).
وقال جلّ شأنه: (وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين) (آل عمران/ 133).
يُتبع...
----------------
الهامش:
1- كنز العمال/ خ3966.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:23 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 12



- (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ) (الحجر/ 85).

ما هو الصفح؟ وما هو الجميل منه؟ وما علاقته بسعادة الإنسان وراحته في الحياة؟
قد يُقال بأنّ الصفح هو العفو الذي هو التجاوز عن الذنب، فإذا قلت: عفوت عن فلان، أردت بأنّك تجاوزت عن ذنبه ولم تؤاخذه به.
والعفو مرغوب ومطلوب لذاته، وقد قال تعالى: (وأن تعفو أقرب للتقوى) (البقرة/ 237)، وفي الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا وقف العباد – يوم القيامة – ناد منادٍ: لِيَقم مَن أجره على الله، وليدخل الجنّة، قيل: مَن ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس"(1).
وذلك مصداق قوله تعالى: (وجزاء سيِّئة سيِّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله...) (الشورى/ 40).
وفي المأثور، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضاً: "مَن كثر عفوه مدّ في عمره"، وفي ذلك إشارة إلى أنّ الإنسان الكثير العفو يعيش في راحة بال وعافية، تُحسِّن حاله وتمدّ في عمره.
والسبب في ذلك أنّ خلاف العفو هو الإنتقام، والإنتقام وإن كان يُشفي غليل الإنسان لبرهة من الزمن، ولكنه على أي حال: إنتقام، وهو يحمل معه الحقد والنقمة ويورث الضغينة في النفوس، فتضيق على صاحبها الدنيا، لأنّه تجعله يحسّ بالعداء مع الآخرين وعدائهم له، وبالتالي سيرث القلق والإضطراب، بل الخوف.. فيرتد ضائقاً بنفسه التي ضاقت ولم تتسع للعفو.
إذن، مَن عفا عفا الله عنه وكان في راحة من نفسه وسلامة لمستقبله، ويبقى خيار العقوبة بالمثل قائماً لمساحة ضيقة، وذلك إذا كان المُسيء لئيماً والعفو يزيد في لؤمه، أو في عدوانه، أو كان العفو يورث وهناً للحق وسلطانه، وفي هذا نقرأ من المأثور عن الإمام علي بن أبي طالب:
"العفو يفسد من الليئم بقدر إصلاحه من الكريم".
"جاز بالحسنة وتجاوز عن السيِّئة ما لم يكن ثلماً في الدين أو وهناً في سلطان الإسلام".
وعود على بدء، فإنّ الصفح هو العفو وزيادة، فهو: "عفو من غير عقوبة، ولا تعنيف، ولا عتب".
فهو أبلغ من العفو، لذا قال تعالى: (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره) (البقرة/ 109).
فقد يعفو الإنسان ولا يصفح، كأن لا يعاقب الطرف المُسيء ولكنه لا يواصله ولا يتعامل معه، ولكن الصفح يكون بالعفو وإلغاء أي أثر للإساءة في النفس، ليفتح الإنسان صفحة جديدة مع الآخر المُسيء.
ففي اللغة: صفحت عنه: أوليته منِّي صفحة جميلة معرضاً عن ذنبه، أو لقيت صفحته – وجهه – متجافياً عنه، أو تجاوزت الصفحة التي أثبت فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها.. والمصافحة: الإفضاء بصفحة اليد(2).
فالصفح ليس تجاوزاً عن ذنب المُسيء فحسب، بل غلق القضية تماماً، من دون عتاب وتذكير بها، وفتح صفحة جديدة بيضاء في العلاقة، لا شوب فيها ولا غش، ليتعايش الطرفان في ودٍّ وسلام، لذلك قال تعالى: (فاصفح عنهم وقل سلام) (الزخرف/ 89).
إنّه السلام الذي يملأ القلب فيفيض على الآخرين، وهكذا كان الصفح جميلاً، لأنّه ينفي البغض والضغينة وكل قبيح، ويتعامل بالحبّ والمودّة وكل جميل.
إنّ الإنسان المتسامح مع غيره، ينفع نفسه أوّلاً ومن ثمّ يسري النفع إلى غيره، لأن في التسامح سماحة النفس وسلامة القلب وراحة البال واطمئنان الوجدان.
إذا كان بمقداري أن أمسح ما في قلبي من غلٍ وحقد على الآخرين وأعيش مرتاحاً أستنشق الهواء بصدر واسع رَحِب، فلماذا أضيق على نفسي وأجعل روحي حبيسة العصبية والأحقاد والضغائن.
لنتساءل معاً: أي نفس أكبر، التي تعفو أم التي تنتقم؟
يُتبع...
----------------
الهوامش:
1- كنز العمال: خ7009.
2- معجم مفردات القرآن للراغب.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:24 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 13


البلاغ

- كيف نكون متسامحين؟
"التسامح" يعني اللين والتساهل، وهو عنوان واسع يشمل العفو والصفح وغضّ الطرف وعدم التشدُّد والتعنُّف مع الناس، وهو أمر نحتاجه اليوم على أكثر من صعيد، سواء كان على صعيد الحياة الفردية أو الحياة العائلية، أو الإجتماعية والسياسية وحتى الدينية.
إذا لا تعم روح التسامح المجتمع حتى يكون ثقافة وسلوك ومنهج، فإنّ العالم سيبقى يعيش الحرب مع نفسه، وكلّما خمدت فتنة اشتعلت أخرى، وهكذا يفقد الإنسان الأمن مع الآخرين، لأنّه في الواقع لا يعيش السلام في نفسه ومجتمعه.
كيف نكون متسامحين، مع الأهل والأولاد، مع أبناء مجتمعنا ممّن يتبع ديننا أو لا يتبع، من طائفتنا أو من غيرها، من بلدنا أو من غيره؟
إنّ التسامح قبل أن يكون حالة نفسية وسلوكاً إجتماعياً، يجب أن يُبنى على قاعدة فكرية، ليكون التسامح مبدأ لا يتزحزح، والتساهل مع الآخرين منهج والتزام ثابت.
إذا كُنّا نعتقد بأنّ جميع أهل الأرض، من غير ملّتنا، كفرة ومرتدين وضالّين، وأنّ من حقّنا أن نقاتلهم ونحاربهم ونصادر أموالهم ونستحلّ دماءهم وأعراضهم.. إذا كانت تلك عقيدة فلا ينفع معها خُلُق ولا مجاملة، لأن مَن يريد قتلك لا تنفعك ابتسامته ولا دماثة أخلاقه، إن كانت لديه أخلاق.
إنّ التعصُّب ليس دين، بل هو جاهلية، ولذلك ذمّ الله تعالى مشركي قريش لأنّهم كانوا يقولون: (إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مهتدون) (الزخرف/ 22).
أمّا منطق الإسلام، فكان: (لا إكراه في الدين) (البقرة/ 256)، شعاراً لا يقبل تحريف ولا تأويل.. شعار يحترم خيار الإنسان الذي أكرمه الله تعالى وجعل له عقلاً ومنطقاً وإختياراً وإرادةً.
إنّ الإنسان موجود معقّد، وتعود الكثير من تصرفاته إلى نشأته وطفولته الأولى (دون الخامسة)، في الوقت الذي لم يكن عاقلاً ولا مريداً، وبالتالي يمكن إرجاع الكثير من التصرفات الإجتماعية إلى عوامل كامنة وغير مرئية، غُرِست في نفس الإنسان منذ صغره، فهو يخجل أو يكتئب أو يشعر بالقلق والإضطرابات بوضع إنعكاسي وشرطي، لأنّه هكذا رأى أبويه أو هكذا عاملاه وعلّماه.. فلا نلوم الناس كثيراً لسلوك لا يعجبنا أو موقف لا نرضاه.
وللبيئة الإجتماعية أثرها، كما إنّ للإعلام أثره، وبالتالي فإنّ الواحد منّا لو كان مولوداً في مجتمع آخر، فربّما كان يحمل نفس أفكار ذلك المجتمع ويدين بدينهم.. ألم يقل الرسول الكريم (ص): "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"؟.
والحال هكذا مع أتباع المذاهب والفرق الدينية، فلكل ظروفه وكل يرى رأيه، وليس بالضرورة أنّه على باطل، أو أنّه مقصِّر، لأنّ الإنسان عادة يختار لنفسه ما يراه صالحاً لها.
ثقافة التسامح مطلوبة لكي يعيش الناس في أمن وسلام وتعاون وانسجام، وهي مفيدة لتقريب الأفكار وتكامل الحضارات.
ولكنها قبل كل شيء، مطلوبة لكي يعيش الإنسان حالة السلام مع نفسه ومع الآخرين، فلا يستيقظ ولا ينام وهو يعتقد أنّ الناس من حوله أعداء، وهو في حرب معهم ليل نهار، وبذلك يفقد أمنه واستقراره، ويجلب لنفسه العناء والشقاء.
لنعد إلى المأثور أيضاً عن علي بن أبي طالب، إذ يقول: "اقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم وألقهم بالبشر تمت أضغانهم".
وأيضاً يقول: "أعقل الناس أعذرهم للناس".
والناس كانوا ومازالوا مختلفين، نصَّ على ذلك القرآن الكريم (البقرة/ 213)، وهم ليسوا في إتباع الحق سواء، كما إنّهم ليسوا في العلم به سواء، فمنهم قاصرون معذورون، ومنهم مقصرون، وليس لنا أو علينا حسابهم إنّما الحساب بيد ربّ العالمين، الذي يعلم السرّ وما أخفى، وهو القائل جلَّ وعلا لنبيّه الكريم (ص): (إلى الله مرجعكم جميعاً فينبِّئكم بما كنتم فيه تختلفون) (المائدة/ 48).
وهو القائل: (إنّ إلينا إيابهم * ثمّ إنّ علينا حسابهم) (الغاشية/ 25-26).
كما قال تعالى: (فلا تُزكُّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى) (النجم/ 32).
إنّ الناظر إلى تاريخ العالم وطبيعة الخلق وأوضاع المخلوقين، يعذر الناس جميعاً ويرجع أمر حسابهم إلى الله تعالى.. فلعلّ هذا "الضالّ" بنظرنا أفضل منّا عند الله، لحسنات لا نراها ويراها الله وحده، ولخصال سيِّئة فينا يعلمها الله دون غيره.
لنقرأ معاً مقطعاً مهمّاً من كتاب للإمام علي كتبه إلى مالك الأشتر عندما ولاّه مصر، يقول فيه: "... ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدِّين أو نظير لك في الخَلق، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل، ويُؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه..."(1).
ويقول في موضع آخر: "إقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً"(2).
يُتبع
----------------
الهوامش:
1 و2- نهج البلاغة، من كلام الإمام علي بن أبي طالب.







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 02:25 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

البحث عن السعادة/ 14



البلاغ

-السعـادة وحسـن الخلـق
الوجود الإنساني يشكل منظومة متكاملة متعددة الجوانب وكل ما يتعلق بهذه المنظومة من موارد ومصادر وأفكار وأعمال يؤثر فيها .
إن صفحة النفس رقيقة وشفافة كصفحة الماء الصافي تنعكس فيها اية صورة تتلقاها وتحرك ذراتها كنسائم الهواء ونفحات البشر .
والإنسان إجتماعي بالطبع ,لا يعيش لوحده ,بل يعيش مع غيره ,فهو صوت وصدى لما يولد في داخله وما يتلقاه من خارجه ,ولذا عّد علماء النفس ,أنسجام الإنسان مع محيطه الإجتماعي وحسن علاقاته بمن حوله احد أهم معالم التكيّف النفسي الناجح ...وأحد معالم ارتياح الانسان وسعادته .
ويعبّر عن حسن تعامل الانسان مع غيره وتعاطيه الايجابي معهم ,بحسن الخُلق ,ولحسن الخلق في الأديان عموماً والاسلام خصوصاً,مكانة عظمى ,وقد روي عن الرسول (ص): ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) بل روي عنه :- ((الاسلام حُسن الخُلق )) وايظاً :- ((أكمل المؤمنين ايماناً احسنهم خلقاً)) .وحسن الخلق يبدأ من النفس بتهذيبها وتزكيتها ,بإكتساب مكارم الأخلاق ومحاسن الفعال , وبالتالي انعكاس هذه التربية في التعامل مع الآخرين .
والأصل فيه اولاً : الوقوف عند حدود الله , فلا يتعدى دائرة الحلال الى الحرام ,لأن الحرام كل قبيح وسيئ وخبيث من الشرّ والظلم والعدوان والبغي ومن ثم الإنتقال الى التعامل مع الآخرين بالحسنى والأكرام ,وفي ذلك يقول الإمام علي رضي الله عنه :- (حسن الخلق في ثلاث : إجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسّع على العيال).
ولا شك بأن الدائرة الرحبة لحسن الخلق هي في التعامل مع الآخرين بأدب وطيب ومحبة وود , فقد سُئل الأمام الصادق عن حد حسن الخلق فقال : (تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حَسَن ).
وفي سؤال آخر من مكارم الأخلاق ,قال العفو عمن ظلمك , وصلة من قطعك , وإعطاء من حرمك ,وقول الحق ولو على نفسك ) .
إن حسن الخلق يكسب الإنسان زينةً وجمالاً في ظاهره وباطنه ,فينجذب اليه الناس ويرتاحون اليه , فتكون بينهم وبينه مودة والفة , يخرج الناس من وحدته ووحشته فيأنس بنفسه ويكون أنيساً لغيره , فيكون بذلك متواصلاً إيجابياً مع محيطه الإجتماعي , وكل ذلك يكسب مناعة ومكانة شخصية تجاه الحوادث والمخاطر .
ومن جهة أخرى , يشعر الإنسان بأنه محبوب في مجتمعه وعزيز في اهله فيمتلأ غبطة ويفيض شعوراً بالسعادة , وهذا ما يشير اليه قول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه :- (لا عيش اهنأ من حُسن الخلق ).
ولا يقتصر تأثير ذلك على الحالة النفسية والمعنوية للإنسان فحسب , بل يؤثر على الحالة المادية والإقتصادية إذ انّ (حُسن الخُلق يزيد في الرزق ) فهو وسيلة ناجحة لكسب رضا المدراء والشركاء , وهو خير طريق إالى جذب المشترين وكسب العملاء التجاريين .
حُسن الخلق , هو بمثابة المادة الخضراء الذي يعيش به الشجر , فهو الذي يغذيها بالاوكسجين ويهضم غذاءها , وهو في نفس الوقت : الذي يزينها فلا شجرة بلا خضرة , ولا إنسان بلا إنس بغيره , وهذا ما يتحصل بحسن الخلق .
حُسن الخلق : طبع وتطبع, والثاني اعظم ,فبعض الناس صبور بطبعه هادئ في روعه لين في كلامه , منذ طفولته ونشأته , وقد جُبل على ذلك , وهذا هو الطبع والبعض ثائر في طبعه حاد في تعامله , خشن في سلوكه ... وهذا يحتاج إلى أن يجهد نفسه ليتطبع فيعمل على تهدئة خواطره وتحسين طباعه ليتعامل مع الآخرين بلين ومودة ومداراة ومحبة , وهذا هو من اعظم مراتب جهاد النفس, ومن اكثرها فائدة دنيا وآخرة ويستحق العناء , بل كل العناء اذا ما تذكر الانسان إن ذلك يحسن حاله ويسعد حياته ويضع نصب عينيه وصايا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) :- ((أن صاحب الخُلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم)) ,(( ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق )) . وقول الإمام علي :- ( سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس ) .
ولذا يستحق هذا الأمر أن يعمل الإنسان بهذا الإتجاه , ليخصص وقتاً ليتعلم كيف يكتسب مكارم الأخلاق وكيف ينميها ويشيعها في كل جوانب حياته ... لتكون برداً على نفسه وسلاماً له ولغيره .


__________________

م/ن






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 05:01 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
همس الحب

الصورة الرمزية همس الحب

إحصائية العضو







همس الحب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

بحث رائع ملكة اشكرك وأتابع معكِ البحث عن السعادة







آخر مواضيعي 0 عن مرض السكر
0 ٩٥- صحة المرآة.. كل مايهمك لتعرفيه حول اسرار جسمك وصحتك/حلقة المليون
0 القرع العسلي
0 دكتور كريم علي - الضعط العالي
0 دكتور جودة محمد عواد والمنظومة العلاجية
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 07:41 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البحث عن السعادة

طرح رائع وقمة فى المعلومات والفايدة

شكرى وتقديرى اختى أمـــــل







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator