13_رحلة الرسول صلى الله عليه و سلم إلى السماء
بعد وفاه عم الرسول و زوجته خديجة بنت خويلد ,
أصبح الرسول حزيناً بالإضافة إلى عدم توفيقه فى هداية قبيله ثقيف بالطائف
و عودته إلى مكة ,
تجلت قدره الله تعالى فى إرادته أن يعوض الرسول
و أن يزيل آلامه و أحزانه بهذة الرحلة الخالدة التى رأى فيها رسول الله
من الآيات و العجائب ما لم تراة عين و لم يخطر على قلب بشر ,
فأسرى به سبحانه فى ليله السابع و العشرين من شهر رجب
جسداً و روحاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
ببيت المقدس و صلى بالأنبياء جميعاً ثم صُعد به إلى السماء العليا
حتى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى
, و قد رأى نتيجة الأعمال الخيرية فى الجنة و نتيجة الأعمال السيئة
فى النار , و فى هذة الليلة فُرضت الصلوات الخمس على المسلمين
و رأى الرسول فى هذة الرحلة الرائعة الجنة و النار و
الملائكة ساجدين عابدين لله تعالى عز و جل
و رأى الرسول الأنبياء جميعهم و رأى جبريل فى صورة ملك
مرة اخرى عند سدرة المنتهى ووصل إلى مرحله لم يصل لها إنسان
من قبل ثم توقف جبريل عند مكانه هذا وقال
: تقدم يا محمد فإنى لو تقدمت لأحترقت و رأى محمد نور الله الكريم , يقول رسول الله و هو يوصف سدرة المنتهى
عندما تجلاها نور الله الكريم :
سارت السدرة من الحُسن و من الجمال ما لا يستطيع بشر
أن يصفة و فى هذا المكان تحدث محمد مع ربه عز و جل
بدون حجاب ولا ترجمان ,
و لما عاد الرسول إلى الأرض أخبر قومه بما حدث له فى هذة الليلة , فأستهزءت به قريش و قالت إنة لمجنون أو ساحر ,
و أتهموه بالسحر و الكهانه وقالوا له إذا كنت ذهبت بالفعل إلى المسجد الأقصى فى ليلة فأوصفة لنا ,
فوضع الله تعالى المسجد الأقصى أما عين النبى
وحده يرى و يشرح للكفار كل شىء موجود به
, ثم أنه أكد لهم انه ذهب إلى المسجد الأقصى
بوصفه لهم قافلة تجارية عائدة من الشام و قال لهم
انها سوف تعود بعد ثلاث ايام و عادت القافلة فعلاً ,
ثم ذهب الكفار إلى أبى بكر الصديق و أخبروه بما حدث و قالوا له
: أرءيت يا أبا بكر ما يقول صاحبك , فهل تصدقه بعد اليوم ؟
فقال ابى بكر قولته المشهوره : لقد صدقت رسول الله فى أكبر من ذلك ,
لقد صدقته فى نزول الوحى إليه من السماء , أفلا اصدقه فى ذلك ,
و من هنا سُمى أبى بكر بالصديق , ثم بعد ذلك علم الناس و صدقوا أنه بالفعل أُسرى بالرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
و أُعرج به إلى السماء .