الشرط الثالث
من شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
أن يرد الاسم على سبيل الإطلاق دون تقييد
والتقييد هنا معناه أن يطلق الله على نفسه في القرآن صفة إسمية مقيدة
مثل الغافر والقابل والشديد
في قوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) [غافر:3] ،
أو يطلق الرسول عليه الصلاة والسلام على الله سبحانه وتعالى ذلك في السنة
مثل المنزل ، والسريع
في الحديث الذي رواه البخاري من حديث عَبْد اللَّهِ بْنَ أَبِى أَوْفَى رضي الله عنه
أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَا يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ في دعائه:
(اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ).
وسنتناول ذلك بالتفصيل
عند التعريف بالصفات التي تم إشتقاقها لله سبحانه وتعالى
والموجودة في الأسماء الحالية
أما الإطلاق فهو عكس التقييد
مثلاً عند النظر إلى إسم القدير ،
نجد أنه أتى مطلقاً في قوله تعالى:
(عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ) [الممتحنة:7]
وشرط الإطلاق دون تقييد أشار إليه ابن تيمية
في تعريفه للأسماء الحسنى بقوله:
(الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها).
وعلى ذلك
فالأسماء المقيدة بالإضافة
لا تدخل في الأسماء الحسنى
وإنما هي من قبيل الصفات الاسمية
التي يجوز الدعاء بها على الوضع الذي قيدت به
ومعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وباب الأفعال أوسع من باب الصفات
وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال