في الدعاء والاجابة
دعا موسي وهارون عليهما الصلاة والسلام علي فرعون فيما اخبر الله به عنهما حيث قالا:
ـ ربنا اطمس علي اموالهم واشدد علي قلوبهم فلايؤمنوا حتي يروا العذاب الأليم.
ثم اخبر انه أجاب دعاءهما بقوله سبحانه وتعالي:
ـ قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولاتتبعان سبيل الذين لايعلمون.
قالوا انه كان بين قول الله تعالي قد اجيبت دعوتكما وهلاك فرعون اربعون سنة.
قال سيدي ابو الحسن الشاذلي ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالي فاستقيما اي علي عدم استعجال ماطلبتما ولاتتبعان سبيل الذين لايعلمون وهؤلاء هم الذين يستعجلون الاجابة.
ويكفي المرء مايحصل له من شرف وحظ بسبب مداومة الدعاء, فقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال:
ـ ان الله يحب الملحين في الدعاء.
وقد جاء في الحديث ـ قال جبريل عليه السلام: يارب عبدك فلان, اقض له حاجته فيقول ـ دعوا عبدي فاني أحب أن اسمع صوته.. رواه أنس بن مالك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وهذا يعني أن من الناس من يعجل الله له نوال حاجته لكراهة صوته, وقد روي هذا المعني ايضا منصوصا, فليكن العبد خائقا من ذلك عند تعجيل إجابة دعائه.
قال المهدوي كل من لم يكن في دعائه تاركا لاختياره, وراضيا باختيار الحق فهو مستدرج, وهو ممن قيل ـ اقضوا حاجته فاني اكره ان اسمع صوته, فاذا كان في دعائه مع اختيار الحق تعالي لامع اختيار نفسه كان مجابا وان لم يعط, قال تعالي امن يجيب المضطر اذا دعاه فرتب الاجابة علي الاضطرار, قال بعض العارفين بالله: إن الاضطرار نعمة من الله رغم ردائها الخشن, والمضطر هو الذي يرفع الي الله يديه ولايري لنفسه عملا أو فضلا.