وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله .. تابعونا

[ندى الورد]

موعدنا مع الآية الكريمة

{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم96:]

يخبرنا الله عز وجل عن أن جزاء من ءامن وعمل صالحاً سيجعل له الله ودا في قلوب الصالحين - أي من ءامن وعمل صالح أي لا يكفي الإيمان وحده ولكن يأتي معه العمل الصالح - وهذا من نعمه على عباده ، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ، أن يجعل لهم ودا أي : محبة وودادا في قلوب أوليائه ، وأهل السماء والأرض ، وإذا كان لهم من الخيرات ، والدعوات ، والإرشاد ، والقبول ، والإمامة .

ولهذا ورد في الحديث الصحيح : إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى إذاأحَبَّ عبدًا نادى جِبريلُ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبَّه فيُحِبُّه جِبريلُ ثم يُنادي جِبريلُ في السماءِ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبُّوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ويوضَعُ له القَبولُ في أهلِ الأرضِ
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7485
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وإنما جعل الله لهم ودا ، لأنهم ودوه ، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه . فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى

اللهم ياأرحم الراحمين حبنا وارضى عنا
واجعل لنا وداً يا رب العالمين

[ندى الورد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موعدنا اليوم مع الآية

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}

[آل عمران 8:]

يـالله تأملوا معي هذه الآية

وتأملوا واقعنا

كثـرت الفتن وضعفت الهمم

وصارت الفتن تحيط بنا من جميع الاتجاهات

صرنا لانسير في طريق إلا ووجدنا فتنة

وما أكثر رفقاء السـوء

الذين يبعدوننا عن مولانا وخالقنا

فهل سينتهي بنا المطاف إلى بلاد الأفراح ام إلى بلاد الأحزان

من منا سيثبت على الطريق؟؟

تقول أخت

(كلما سمعت سورة الإنسان يحزن قـلبي

فكانت صديقتي التي انتكست-والعياذ بالله-تحبها كثيرًا

يا الله لازلت اذكر دموعها ندماً على ذنوبها

لازلت أذكر اليوم الذي قررت فيه أن تعود إلى الله

لازلت أذكر اليوم الذي نزلت فيه دموعي حزنا عليها ودعوت ربي

أن يهديها ونزلت دموعي مرة اخرى فرحًا بعودتها إلى مولاها

يالله لازلت أذكر ذلك اليوم

الذي تعرفت فيه على رفيقات السوء

وآآآآآآآه

لقــد انتكست صديقتي....

ويقف لساني ويجف حبر قلمي

عاجزًا عن وصف حزني على صديقتي

اللهم إنا نعوذ بك من الانتكاس

أسألكم بالله أن تدعو لها بالهداية ولي بالثبات)

يالله كان معنا أصدقاء في ركب السائرين إلى الله

وكانوا من يثبتونا على الطريق

وفجــأة جأت سفينة جميلة مكتوب عليها هنا السعــادة

وتركونا اصدقائنا وركبوها

قالوا لنا سنعود

ولكن هيهات هيهات من يضمن العودة

وفي السفينة من الداخل آهات وصرخات ممن في داخلها

لايشعرون بالسعادة رغم كبر السفينة وأنها مليئة بمتع الحيـاة

ولكن كيف يسعد من قلبه بعيد عن مولاه

فهل سنعود إلى قارب السائرين إلى الله

أم سنظل في سفينة السعادة الزائفة

إلى أن يقبض الله أروحنا

وندخول قبورنا

ولن ينفعنا وقتها الندم

والسبيل إلى النجــاة من الفتن:

*التمسك بالقرآن*الصحبة الصالحة* التضحية*اختيار الله*

الدعاااااااااء*

فلنقم جميعًا ونرفع أيدينا في الثلث الأخير من الليل

ونناجي مولانا وندعوه

ربنــا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

ربنا لاتجعلنا نعود للأغاني بعد إذ تغنينا بالقرآن وقت السحر

ربنا لاتجعل ألسنتنا تنطق بما لايرضيك بعد أن كانت لاتزال رطبة من ذكرك

ربنا لاتحــرمنا منك بعد أن عدنا إلــيك

ربنا لاتجعلنا نشعر بالوحدة بعد أن أنسنا بك

*************

اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

[ندى الورد]

<b>
موعدنا هذه المرة مع الآية العظيمة

{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }[الطارق16:17]

أي : تقدمونها على الآخرة ، وتختارون نعيمها المنغص المدكر الزائل ، على الآخرة


وربنا يقول اننا فعلا نؤثر الدنيا على الآخرة

انظروا مذا قال ربنا " بل تؤثرون " يعني حقيقة ثابتة

وينبهنا إلى أن الآخرة هي الباقية فيها دار الخلود

كلما سمعت هذه الآية أو قرأتها بيظهر في ذهني على طول حقيقة واقعنا الأليم

حقيقي فعلا بنؤثر الحياة الدنيا اللي ستنتهي لا محالة بكل ما فيها من كدر وضيق وكبد ونحن متعلقون بها كثيراً ..

ليه !!! وعلى ايه !!!


ونفضلها على الآخرة التي فيها معاشنا ومستقرنا – نسأل الله لنا ولكم الجنة – والتي هي باقية للأبد نفضل عليها الدنيا !!!

ونتعلق بها ونزعل من فلان على حاجة تافهة ونخسر فلان علشان الدنيا

ونتعصب لأشياء لن تدوم ولن يبقى منها إلا الألم في النفوس والحسرة بعد فوات الأوان





ويخطر في ذهني متى ستكون الآخرة خيرٌ وأبقى في قلوبنا !!؟؟

عندما تَحضُر الآخرة ونتذكر ما كنا عليه في الدنيا سنشعر كيف كنا شبيهين بالدنيا
بسبب دنو أعمالنا والتفاتنا لسفاسف الأمور التي ألهتنا عن عظائم الأمور
وأهمها وهي العيش لله ثم للأخرة



وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم ، فأدخل إصبعه فيه
فما خرج منه فهو الدنيا

الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 5547 خلاصة حكم المحدث: صحيح

عن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية، فقال: أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة؟
لأن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها وطعامها وشرابها، ولذاتها وبهجتها
والآخرة غيبت عنا، فأخذنا العاجل، وتركنا الآجل.





وقال مالك بن دينار: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى، على ذهب يفنى.
قال: فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى.




فالمؤمن العاقل ، لا يختار الأردأ على الأجود
ولا يبيع لذة ساعة, بأبدية الجنة
– نسأل الله لنا ولكم الجنة –

فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة .

فهل نسينا لماذا خلقنا ؟؟ فهل انحرفنا عن الطريق ؟؟

أخوااااااتي فى الله

علينا العودة إلى الطريق المستقيم قبل فوات الأوان

ولنجعل الآخرة خيرٌ وأبقى في نفوسنا وقلوبنا

وعلينا أن نعلم حقيقة الدنيا الزائلة ونتوقف عن اللهث ورائها

وفي النهاية أقول لو كنت اكتفيت بكتابة الآية فقط دون شرحها أو التعمق فيها
لكانت تكفي لتوصيل الرسالة
نسأل الله لنا ولكم الجنة </b>

[ندى الورد]

موعدنا اليوم مع الآية

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }[الزمر36:]

يقول تعالى: {أليس الله بكاف عبده} وقرأ بعضهم {عباده} يعني أنه تعالى يكفي من عبده وتوكل عليه وقال ابن حاتم ههنا: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب حدثنا عمي حدثنا أبو هانىء عن أبي علي عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به» ورواه الترمذي والنسائي من حديث حيوة بن شريح عن أبي هانىء الخولاني به وقال الترمذي صحيح



ألم يكفيك ربك لماذا تذهب للعباد وتنسى رب العباد؟!

لديك هموم..مشاكل..أحزان..جراح

وتريد صديق تشكي له همومك

تريد أن يكون بجوارك شخص يشعر بك

وتذهب لهذا وذاك

ألم يكفيك ربـــك



توضأ وافرش سجادتك واسجد وقـل يـارب من لـي سواك ..إلى من تكلني

لاتشتكي لبشر والجأ لرب البشر

إن لم تجد من يفهمك ويشعر بك

فالله يكفيكِ

وإن لم تجد مايكفيكِ من مال

فالله يغنيكِ

وإن لم تجد من يأخذ بيدك لمولاك

فالله يعينك ويقويك



لاتعلق قلبك بما إلى زوال

وعلق قلبك بالكبير المتعال

من وجد الله فماذا فقد

ومن فقد الله فماذا وجد

[ندى الورد]

موعدنا اليوم مع الآية الكريمة

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }[آل عمران185]

يخبرنا ربنا عز وجل في هذه الآية الجليلة
أننا ميتون لا محالة كلنا سنذوق الموت
لن يحيد عنه لا بشر ولا جن ولا إنس ولا حتى الملائكة
ستموت أيها العاصي وترجع إلى ربك فاعمل لآخرتك
ستموت أيها المذنب فارجع قبل فوات الأوان
ستموت يامن تعلقت بالدنيا وبالبشر
ستموت وسنموت جميعاً
وستجد نفسك وحدك أمام رب العالمين فماذا أنت قائل له

ها هو رمضان عائد سريعاً
فالله نسأل أن يبلغنا وإياكم رمضان
فماذا ننتظر قد نموت اليوم او غداً
او حتى الآن أو بعد لحظة
لا نعلم متى وأين وكيف سنموت ولكننا حقاً سنموت
كما مات من قبلنا
كما مات أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام


وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أي : توفية الأعمال التامة إنما يكون يوم القيامة
وأما ما دون ذلك فيكون في البرزخ بل قد يكون قبل ذلك في الدنيا فاحذر أيها العبد
فكل عمل قمت به ستراه أمامك
وستحاسب عليه إما في الدنيا وإما يوم الحساب
وبعض الاعمال ستحاسب عليها جزء منه أو كلها فى الدنيا وفي الأخرة وفي البرزخ ( القبر )



فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
ما أجمل هذا التشبيه زُحْزِحَ
يخرجك الله تعالى برحمته وفضله ومنته من عذاب النار إلى جنة الخلود
فهذا هو الفوز
وأنك لو لم يزحزحك الله عن النار ويدخلك الجنة
فإنك حينها لم تفز بل قد تشقى الشقاء الأبدي وتبتلى بالعذاب السرمدي
ياااااااااااااااااا الله
نعوذ بالله من النار
ولذلك قال تعالى فقد فاز
يعني ربنا رحمك من عذاب أليم أيها المسكين
لا تعلم ما هو عذاب الله ومهما تخيلته فهو أقوى من تخيلاتك
وكذلك رحمته وجنته أكير من تخيلاتك فلا تيأس وارجع
ألم يأن الأوان بعد للتوبة والعودة !!




وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ

ختم الله تعالى هذه الآية العظيمة الجليلة بمعلومة لا يعيها إلا من له قلب
يقول لنا ربنا سبحانه وتعالى أن الدنيا متاعها زائل
متاع زائف لا قيمة له ولن يوم أبداً وسيفني
كما سيفنى كل شيء آخر ماعدا العمل الصالح هو ما يبقى



نسأل الله لنا ولكم الاخلاص
ونسأل الله لنا ولكم الفردوس الاعلى

[ندى الورد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موعدنا اليـوم مع الآية


{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }[النجم24:]

قدمت لحيـاتي
وليس قدمت في حياتي أو قدمت لآخرتي
لمـــاذا؟
لأن الحياة الحقيقة لما تبدأ بعد
الحياة الحقيقية
إما في الجــنة(جعلنا الله واياكم من أهلها) وإما في النـار (اعتقنا الله واياكم منها)
يقول الإنسان المفرط في حق الله عزوجل
ياليتني قدمت لحيـاتي
ياليتني لم أعصي ربي
ياليتني أطعت ربي
ياليتني لم أتبع هواي وشهوتي
ياليتني قدمت لحيـاتي الباقية الدائمة
وليست الفانية الزائلة
ولكـــن لن ينفع الندم
"يُؤْتَى بالرجلِ يومَ القيامةِ من أهلِ الجنةِ ، فيقولُ له : يا ابنَ آدمَ ! كيف وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ ؟ فيقولُ : أَيْ رَبِّ ! خيرُمَنْزِلٍ، فيقولُ : سَلْ وتَمَنَّ ، فيقولُ : يا ربِّ ما أسألُ ولا أَتَمَنَّى إلَّا أن تَرُدَّنِي إلى الدنيا ، فأُقْتَلَ في سبيلِك عَشْرَ مِرَارٍ ،لِمَا يَرَى من فضلِ الشهادةِ ، ويُؤْتَى بالرجلِ من أهلِ النارِ ، فيقولُله : يا ابنَ آدمَ ! كيف وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ ؟ فيقولُ : أَيْ رَبِّ ! شَرُّمَنْزِلٍ، فيقولُ له : أَتَفْتَدِي منه بطِلَاعِ الأرضِ ذهبًا ؟ فيقولُ : أَيْرَبِّ ! نعم ، فيقولُ : كَذَبْتَ قد سألتُكَ أَقَلَّ من ذلك وأَيْسَرَ ،فلم تفعلْ فيُرَدُّ إلى النارِ"[الألباني،صحيح الجامع(7996)]
قد سألتُكَ أَقَلَّ من ذلك وأَيْسَرَ

ألم يكن الصبر على طاعة الله وعن معصية الله أيسر؟
ألم يكن ترك الذنوب أيسر؟
سمعت سـؤال من الشيخ حــاازم شومان -جزاه الله خيرًا-
إذا كان عندك منـزلين منزل تجلس فيه سـاعة والأخر
23 سـاعة ومعك فلوس لتجهيز منزل منهم
هتجهز أيهم؟
بالطبع الذي تجلس فيه 23 سـاعة
والدنيــا والآخرة؟
هتجهز أيهم؟
للدنيا التي ستعيش فيها 50 سنة 60 سنة100سنة
ماذا تسـاوي 100 سنة في الدنيا(وبالطبع لاتخلو من المشاكل والفتن و...)
والجـــنة الأبدية التي فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أو العكس والعياذ بالله
النــار التي قعرها بعيد وحرها شديد وتنادي هل من مزيد
في الجـنة أو النـار ستعيش حيــاة أبديه
خــلود لامــوت
إما نعيم وإما جحيم
إما حرير وإما يحموم لابارد ولا كريم
فاختر لنفسـك من الآن
فأنت الآن بين الأحياء وسيأتي يوم وتكون بين الأموات..
فالبدار البدار بالتوبة وتجديد الأوبة والإنابة إلى قـابل التوبة
مـن عـاش على شيء مـات عليه ومن مـات على شيء بعث عـليه

[ندى الورد]

موعدنا اليوم مع الآية الكريمة


{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن46:]



ما أعظمها من آية



حقيقةً لا يوجد ما يقال فى هذه الآية الجليلة


فهي واضحة للكل وهي معادلة واضحة تحتاج منا فقط تحتاج منا أن نعيها بقلوبنا ونوقن منها


من خاف من الله واتقاه ونهى نفسه عن شهواتها ومعاصيها و قيامه بين يدي الله للحساب

فالنتيجة محسومة له جنتان عند ربه

فمن يريد جنتان ؟؟

[ندى الورد]

موعدنا اليــوم مع الآية


{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام122:]

هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتاً, أي في الضلالة هالكاً حائراً, فأحياه الله أي أحيا قلبه بالإيمان, وهداه له ووفقه لاتباع رسله
يــالله كم كنا في ضلالة وظلمات الجهل والبعد عنك كم كنا لانعرف معنى السعادة
كم كنا نتقلب على فراشنا ليلاً ونشعر بضيق لانعرف سببه
ونظل حائرين ونشعر بأن الجدران التفت حول اعناقنا وتخنقنا
ونشعر بالظلام ليس ظلام الغرفة بل ظلام القلب
وفي يوم أشرق القلب بنور الإيمان والخوف من الرحمن
فعرفنا معنى السعادة وتلذذنا بالخلوة مع الله
يالله كم كنا في غم وضيق وبالقرب منك الحياة تطيب
يالله كم كنا تائهين في الدروب واطمئنت قلوبنا بذكر علام الغيوب

يالله عجزت عن وصف حال من كان في الضلال ثم عرف الرحمن جل في علاه
يالله حياتنا في البعد عنك لم تكن حياة بل كانت ممات
لم تكن سعادة بل كانت شقاء

كيف يسعد قلب من لم يعرف مولاه وعصاه واتبع هواه
كيف يسعد قلب من لم يذكرك ويشكرك وانت صاحب كل نعمة وسامع كل شكوى
كيف يسعد قلب من نسي الآخرة الباقية وتمتع بالدنيا الفانية
كيف يسعد قلب من باع جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات وأجترح المعاصي والسيئات

ورب الكعبة لا يفهم ويستشعر معنى هذه الآية
إلا من كان في ظلمات المعاصي فعرف ربه وعاد إليه بقلب نادم معترف مقبل على الطاعات
الأخت التي كانت تسير بين الناس وهي ميتة(بعيدة عن الله)وترى هذه تلبس أحدث موديل
وهذه تضع العطور وهذه وهذه تتمنى أن تكون مثلها وتسعى لذلك
لكـــن عندما تسير بين الناس وهي حية(قريبة من الله) وترى ما كانت ترى قبل ذلك
تقــــــــول
عذرًا فقد عرفت ربــــي
لم يعد ذلك يهمني فما عند ربي خير وأبقى

لا يستوي من أطاع ومن عصى
فهذا في الدنيا سعيد بمولاه وهذا في الدنيا تعيس يتبع هواه
وهذا في الآخرة في ظل عرش الرحمن وهذا في الآخرة في أرض الحشر حيران
وهذا برفقه الأنبياء والصالحين في الجنة في انتظار يوم المزيد
وهذا برفقة العصاة والغارقين في جهنم وتقول هل من مزيد
هذا مزيد وهذا مزيد لكن شتان فأيهم تريد

واختم بكلام لابن القيم رحمه الله
إذا أشرق القلب بنــور الطـــــاعة أقبلت وفـــود الخيـــرات إليه من كل نــــاحـيـة

فينتقل صــاحبه من طــاعة إلى طــاعة و إذا أظلم القلب بظـلـمـة المـعـصـيـة

أقبلت سحــائب البـــلاء و الـشّـر إليه من كل نــاحية فينتقل صـــاحبه من معـصـيـة

إلى معـصـيـة و يصبح كالأعــمــى الذي يتـخّـبّـط في حنــــادس الـظـــــلام