ثانيا :الدراسات السابقة
سيتم التعرض لعدد من الابحاث والدراسات الاكاديمية السابقة , التي ناقشت مفهوم ادارة الوقت ,
وشرح المكونات الرئيسية لهذا المفهوم , وكذلك عرض للعناصر الرئيسية لادارة الوقت في هذه الابحاث , والدراسات , التي تخصصت في شرح مفهوم ادارة الوقت , وعالجته باسهاب وتفصيل .
ولا اجزم الاحاطة بكل ماصدر عن هذا الموضوع , ولكن ما تطلبه البحث , وماسمحت به الظروف والامكانيات ,
وسنعرف كيف , ولماذا , صار الوقت مورداً اساسياً يجب ادارته , والتحكم فيه , ومراقبته , من اجل تحقيق الاهداف المطلوبة . ولماذا زاد الاهتمام به في الفكر الاداري المعاصر .
وقد شملت هذه الدراسات , والابحاث , جوانب كثيرة , من اساليب ادارة الوقت
وسيتم الاشارة في هذا البحث الى انواع عديدة من ادارة الوقت ,
مثل ادارة الوقت في المكتبات , وادارة الوقت في العملية التعليمية ,
وادارة وقت الطالب , وإدارة الوقت وتنمية الذات . وادارة الوقت في العمليات الادارية
حيث نتعرف على مجالات مختلفة , تمت فيها دراسة فاعلية الاداء وكفأته , لتحقيق الاهداف ,
من خلال دراسة ادارة الوقت .
إدارة الوقت في المكتبات ومراكزالمعلومات:
تطوير المكتبات العامة فى مصر: رؤية مستقبلية
د. مصطفى حسام الدين
استاذ المكتبات والمعلومات المساعد
كلية الآداب - جامعة القاهرة
" إدراك عميق بأن المكتبة العامة أداة للتغيير أو أداة للتنمية الشاملة فى المجتمع.
ويقصد بذلك أنه لا ينبغى التعامل مع المكتبة العامة على أنها مجرد مخزن للكتب أو لأوعية المعلومات، أو أنها عنصر مكمل أو مجمل لصورة الإقليم ولمؤسساته، أو أنها مجرد مكان يصلح فقط للتسلية أو لقضاء وقت الفراغ، بل ينبغى أن يترسخ فى ذهن القائمين عليها تخطيطاً وتنفيذاً أنها بوابة للمعرفة وبالتالى هى المدخل لاكتساب العلم أو التعلم مدى الحياة ومن ثم للتنمية الذاتية للفرد وللمجتمع من خلال ما توفره من مصادر ومعلومات وما تقدمه من خدمات.
وسينعكس ذلك بطبيعة الحال على مختلف الأدوار والأنشطة التى تؤديها المكتبة العامة، وسنخص
هنا بالذكر ما يمكن أن تؤديه من برامج ودعم للتعلم الذاتى الرسمى وغيرالرسمى واكتساب المهارات والقدرات والاتجاهات الإيجابية فى إطار التنمية الذاتية للأفراد أو المجموعات
(خصوصا للشباب والمرأة) اقتصاديا واجتماعياً وثقافياً "
ان الشعور الغالب لدى معظم الناس ان ادارة الوقت . تلائم الاعمال الادارية في المنظمات , والمصانع الكبرى , والمشاريع الانتاجية العملاقة , وهو مجال بعيد عن المكتبات .
بيد ان الوقائع تقول بأن المكتبات وحقيقة وظائفها , هي ادارة اعمال . فادارة المكتبات تتطلب ادارة فعالة لوقت المكتبيين . سواء كانوا مجموعة في مكتبة كبيرة , او مكتبي واحد يدير مكتبة صغيرة .
فالعديد من انشطة المكتبة مثل استقبال طلبات المستفيدين , او الرد على مراسلاتهم , وتصنيف الكتب ,
وترتيبها , وتسهيل اجراءات وصول المستفيدين للمعلومات التي يرغبونها . في الوقت المناسب .
تجعل من الادارة الفعالة للوقت , الوسيلة المثلى لتقديم الخدمات التي يرغبها المستفيدون .
وفي دراسة اعدتها ( سناء حافظ التكروري) عن ادارة الوقت في المكتبات ومراكز المعلومات . كتبت تقول :
" بالادارة الفعالة للوقت , سيكون المكتبي , اكثر قدرة , على القيام بأنشطة المكتبة كلها , المهنية منها , والكتابية , ويمكن تبعاً لذلك , ان يحقق الهدف النهائي للمكتبة بتقديم خدمة افضل للمستفيدين .
فالوقت موزع بالتساوي , وكل منا , من مدير مكتبة الكونجرس , الى المكتبة التي يديرها فرد واحد , يحصل على 24 ساعة نفسها في اليوم , ( 1440 ) دقيقة .
واذا انجز مكتبيون مهام اكثر من غيرهم , فذلك بالطبع , ليس لان لديهم وقتاً اكثر , لكن ببساطة ,
لانهم يستخدمون وقتهم بحكمة اكثر "
وتتحدث في بحثها عن الخطوات الرئيسية لتفعيل اكبر لادارة الوقت في المكتبات :
" 1 – الاحتفاظ بمذكرة: تبين بالتفصيل كيف يتم استخدام الوقت ليومين على الاقل , والافضل لاسبوع
2 – تحليل لسلسلة من الاسئلة حول الوقت المستخدم لكل مهمة , سوا كانت المهام من النوع الممكن تفويضه , او من النوع الذي يستغرق وقتاً طويلاً جداً , او قد يكون مهملاً كلياً ,
وهذا ينبغي ان يُظهر مضيعات الوقت .
3 – التنفيذ والعمل : الهدف هو التخلص من مضيعات الوقت , تنظيم الوقت بكفاءة , وتفويض المهام حيثما امكن . "
وتصل في نهاية بحثها الى الخلاصات التالية :
" وبعد فالوقت احد الموارد الهامة والثمينة والنادرة لاي انسان , ويفترض ان يستغل بطريقة فعالة , من خلال استغلال الامكانات المتاحة كلها , للوصول الى الاهداف المنشودة .
وينبغي التذكير دائماً , بأن المستفيدين , اكثر مايهمهم , هو الحصول على المعلومات التي يحتاجونها , مهما كان عدد موظفي المكتبة , وبالادارة الفعالة للوقت , يمكن ان يكون المكتبي , اكثر قدرة على القيام بمهام المكتبة , وتقديم خدمة افضل للمستفيدين .
وينبغي ايلاء موضوع التدريب في مجال ادارة الوقت , اهتماماً خاصاً , من جمعيات المكتبات , واهمية اكبر للمشاركة الجماعية , ودراسة الحالات من المشاركين انفسهم , او من اقتراح المحاضرين , ليتم تحليلها و والاستفادة من نتائجها من الجميع .
ان مهارات ادارة الوقت , لايمكن , ولا ينبغي ان تُفرض على المكتبي , من الاخرين , فهي تغيرات سلوكية , ينبغي ان تكون نابعة من الدوافع الذاتية , لكي يكتب لها النجاح . "
وفي دراسة ميدانية عن ادارة الوقت في المكتبات الجامعية , لمؤلفته ثناء ابراهيم موسى فرحات , نقراء
" فالوقت محدد للجميع , وبشكل متساوٍ , وهو يسير بشكل منظم , نحو الامام فقط , وبايقاع متزن , ومتسق لايمكن تغييره ...
والعمل الاداري نشاط يهدف الى السعي نحو تحقيق الاهداف , في ضوء الامكانات والظروف المتاحة , ويرتبط تحقيق الاهداف بجدول زمني , وخطة محددة بوقت , كما ان النجاح , او حتى الابداع في تحقيق النتائج , لايمكن الاعتراف به او تقديره , الا اذا كان في حدود الوقت .
, ويمثل الوقت احد الموارد المهمة والنادرة , لاي مدير واية مكتبة , فهو مورد لايمكن شراؤه , او استئجاره , او احلاله , او تخزينه , او اقتراضه ,
.................................................. .................................................. .
وتنشأ مشكلة الوقت لدى مديري المكتبات في المستويات الادارية المختلفة , عندما يواجهون , مشكلة انجاز الاعمال المطلوبة منهم في الوقت المحدد, او المتاح امامهم .
والملاحظ ان هناك ازدياداً دائماً ومستمراً , في مهامهم , وواجباتهم , وبصفة خاصة عند الصعود على سلم الترقي للمناصب الاعلى .
ومن الطبيعي ان لايستطيع مدير المكتبة , زيادة عدد ساعات اليوم , حتى يواجه متطلبات المهام والواجبات الجديدة , التي تُضاف اليه .
ولكنه يستطيع اعادة تقييم هذه المهام والمتطلبات , ويقوم باداء مايتطلبه موقعه الجديد من تخطيط وتوجيه ورقابة وتفويض , لتحقيق الاهداف الجديدة .
ومن هنا تأتي اهمية دراسة الوقت في المكتبات الجامعية , من منطلق كيفية استغلاله بشكل فعًال , من اجل التغيير , او التعديل , او التطوير , بجانب محاولة رفع مستوى انتاجية المديرين , خلال الفترة الزمنية المحددة للعمل . "
وتدخل الكثير من المكتبات الان مفهوم المكتبة الرقمية , لتسهيل الدخول الى قواعد البيانات والمعلومات , من قبل المستخدمين .
فصار بامكان المستخدمين الدخول الى ارشيف المكتبة التي يرغبون , بواسطة اجهزة الحاسوب الخاصة بهم في منازلهم , او حتى الحواسيب المحمولة , مما يوفر الكثير من الوقت .
اماالمكتبات العربية الرقمية , فهي لازالت تخطو اولى خطواتها نحو فضاء النت الفسيح .
ومن اشهرها , المكتبة الخاصة بمعهد الامارات للابحاث والدراسات الاستراتيجية ,
ومكتبة الوراق , وموقع مرايا الثقافي , وموقع الموسوعة الشعرية , في ابو ظبي ,
وايضاً موقع المكتبة العربية , حيث يجري تجميع لمجموعة هائلة من الكتب العربية الالكترونية على مستوى العالم .
إدارة الوقت في بعض أنواعالمكتبات:
تختلف ادارة الوقت حسب حجم المكتبة , وعدد موظفيها , فقد تبين فيما يتعلق بالمكتبة التي يُديرها شخص واحد ,
انه على هذا الموظف اجراء العديد من المهام بشكل يومي , وكل مهمة تتطلب كفاءة ومقدرة على تحليلها ومتابعتها .
وعلى الموظف ان يبرهن على مهنية عالية لتقديم خدمة المعلومات .
ولكي يُحافظ الموظف على هذا المستوى العالي من الاداء , فانه يحتاج الى تدريب مستمر , ودورات متخصصة , في ادارة الوقت , ومفهوم التخطيط , والكثير من التقنيات الادارية المتنوعة .
وهناك دورات معروفة لادارة المكتبات كدورة ( SLA ) .
وهناك دورات يتم اجراءها بالتعاون مع المكتبات الحكومية العامة , او المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة في هذا المجال .
وهي دورات حيوية ومهمة , فالفهم النظري وحده لايجدي , ومسئول المكتبة بحاجة الى معرفة بكيفية التعامل مع الناشرين , والموزعين , واعداد الحسابات , والتخطيط المالي .
ومن المعايير الاساسية لادارة الوقت في المكتبات بكفاءة وفعالية :
7 عدد الساعات المطلوبة لانجاز كل مهمة
8 الاهمية النسبية لكل عمل مطلوب انجازه
وفي دراسة من قبل (PETER QUARR) في أثناء حديث له في (LIBRARIES ASSOCIATION SCHOOL) في فكتوريا، بأستراليا في مارس 1981، اقترح ثلاث خطوات رئيسةلتفعيل أكبر لإدارة الوقت في المكتبات، كما يلي:
1 - الاحتفاظ بمذكرة: تبينبالتفصيل كيف يتم استخدام الوقت ليومين على الأقل، والأفضل لأسبوع•
- 2تحليللسلسلة من الأسئلة حول الوقت المستخدم لكل مهمة، سواء كانت المهام من النوع الممكنتفويضه، أو من النوع الذي يستغرق وقتاً طويلاً جداً، أو قد يكون مهملاً كلياً• وهذاينبغي أن يظهر مضيعات الوقت•
3 - التنفيذ والعمل : الهدف هو على الراغب في التخلص من مضيعاتالوقت، تنظيم الوقت المتاح بكفاءة، وتفويض المهام حيثما أمكن.
وكانت هناك دراسات اخرى عن ادارة الوقت في المكتبات التخصصية .
ففي دراسة لمختبر الأبحاث الغذائية في (Commonwealth Scientific & Indusrial Research Organization) (CSIRO) بأستراليا، التي تضم خمسين قسماً أووحدة منتشرة في حوالى مئة موقع في أستراليا، وتضم (7400) موظف• يوجد ضمنالمنظمة أربعون مكتبة كل منها متخصصة في مجال معين، وكل منها مستقل تحت إدارةرئيس القسم، ويتبعون جميعاً للمكتبة الرئيسة في ملبورن•
فقد تم تجميع البيانات من مواقع العمل اليومي لمدة ثلاثة اشهر , وتم تحديد خمس عشرة مهمة مكتبية , وتم حفظ هذه البيانات عن ضغط العمل لمدة سنتين وبعد تحليل هذه البيانات اشارت
الدراسة الى ان الموظف الوحيد ( او المؤهل الوحيد في المكتبة ) , قد يواجه
" اعمالاً متراكمة في بعض المهام،مثل الفهرسة والمراسلات وترتيب الملفات وأبحاث الحاسوب، وعند نهاية الدوام قد يكونلديه شعور بأنه لم ينجز شيئاً يذكر، أو على الأقل، لم ينجز المهام التي كان يودالقيام بها، بسبب المقاطعات الكثيرة التي تمنعه من إتمام عمله• وقد يترك باستمرارأعمالاً تستغرق في نظره وقتاً طويلاً أو يؤجلها للعودة إليها لاحقاً• كل هذه مؤشراتللحاجة إلى تحسين إدارة وقت المكتبي ومهاراته الوظيفية•