السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ عدة سنوات وأنا أتحين الفرصة المناسبة لزيارة شبه جزيرة مسندم وعلى الرغم من زياراتي المتكررة للإمارات وعُمان سنوياً تقريباً إلا أن الظروف لم تكن مهيأة لزيارة هذه المنطقة شبه المجهولة بالنسبة لي والتي تتبع لسلطنة عُمان وهي شبه جزيرة مطلة على مضيق هرمز وهي أقرب منطقة في الجزيرة العربية للبر الفارسي وهذا المضيق يمر منه 60% من النفط إلى العالم والجزء الصالح للملاحة في هذا المضيق داخل في المياه الإقليمية العُمانية .
وكانت الظروف التي تمنع الزيارة إما ضيق الوقت في الرحلة أو الإتجاه إلى مكان معين في الإمارات أو عُمان وسبب رئيس آخر ألا وهو الجو في تلك المنطقة شديد الحرارة والرطوبة في أغلب أيام السنة ولزيارة تلك المنطقة حتى تكون ذات فائدة لابد أن تكون في جو معتدل أو بارد وقد تحقق ذلك في ربيع 2005 في نهاية شهر محرم تقريباً عندما تأكدت من مناسبة الجو لتلك الرحلة وعزمت عليها ومما زاد في عزمي على تلك الرحلة المكشاتي المتميز عليم العطش وكذلك الأخ تركي وقبل أن نبدأ بالصور نأخذ نبذة عن المنطقة .
تُسمى في عُمان محافظه وهي محافظة منفصلة عن عُمان جغرافياً وبها أربع مدن وهي : 1- خصب وهي عاصمة المحافظة
2- دُبا 3- بخا 4- قدى
وتقريباً كل هذه الجزيرة تتكون من جبال فيصل بعضها إلى ارتفاع 2000متر خاصة الجبال التي في الوسط ويبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 30000نسمة
بالنسبة لخصب وهي العاصمة وهي مدينة صغيرة الى حد ما يبلغ عدد سكانها الى 8000 نسمة ويوجد بها ميناء ومطار ومحلات تجارية وعدد لابأس به من الفنادق والشقق المفروشة ومن أبرزها :
1- فندق جولدن توليب 4نجوم ويطل على البحر وهو أفضلها
2- فندق قدى 3- فندق خصب 4- شقق إسراء
وأغلب سكان مسندم عرب وهم ينقسمون الى قبيلتين الشحوح (الشحي) والظهورية (الظهوري)
انطلقت الرحلة يوم الإربعاء آخر شهر محرم 1426هـ من بلدة الشعراء إلى الدوادمي ثم الرياض والخرج وحرض والبطحاء وامسينا ليلة الخميس في أبوظبي في يوم الخميس ذهبنا إلى إمارات الساحل بشكل سريع دبي الشارقة عجمان أم القوين راس الخيمة وكان الجو غائماً وممطراً وعند الساعة الثالثة عصراً دخلنا منفذ مسندم من جهة قرية الرمس التابعة لراس الخيمة والمسافة من المنفذ العماني الى خصب تبلغ 70كلم تقريباً عبر طريق ساحلي جميل الجبال عن يمينك والبحر عن يسارك وأثناء ذهابنا مررنا على قرية تيبات وبخا وقدى ومن ثم وصلنا الى خصب وبتنا بها ثلاثة ايام خصصنا يوم للرحلات البحرية في خلجانها ومضائقها والذهاب الى جزيرة التلغراف التي كانت مستعمرة بريطانية وبها محطة التلغراف التي أقيمت قبل حوالي قرن ونصف
ويوم في القرى المحيطة في خصب والمدينة نفسها مثل قرى الخالدية وخور نجد
واليوم الثالث كان للمغادرة من خصب إلى دُبا
اليوم الأول حجزنا من فندق جولدن توليب رحلة بحرية وكان أمامنا خياران رحلة لمدة ثلاث ساعات وأخرى ست ساعات واخترنا الرحلة الثانية وهي الذهاب الى جزيرة التلغراف والخلجان المحيطة بها وفيه خيار ثالث نسيت اذكره وهو الأفضل ولكن وقته اطول ألا وهو الذهاب الى مدينة كمزار التي تقع على المضيق مباشرة ولكنها تحتاج وقت اطول وهي مهمة لمن زار مسندم لأن هذه المدينة مكونة من عدةأعراق بشرية منصهرة مع بعضها البعض منهم العربي والفارسي والإفريقي والهندي وكذلك بقايا الاستعمار الإنجليزي والبرتغالي ولذلك تجد الكمزاري يتحدث بأربع أو خمس لغات بالإضافة الى اللهجة الكمزارية التي جمعت الكل .
اليوم الثاني خصصناه لخصب وقراها واسواقها ومواقعها الأثرية
اليوم الثالث وكان المسير من خصب الى دُبا عن طريق يخترق الجبال غير معبد ووعر جداً والمسافة من خصب الى دُبا 125كلم وذهبنا صباحاً وبعد أن مررنا بقرية السي وقرية الروضة واجهنا مركز أمني اسمه مركز قدفع بعد 80 كلم وخمس ساعات مسير من خصب ومنعنا من الذهاب الى دُبا وأنه لابد لنا من الرجوع الى خصب ومن ثم الى الرمس حتى تختم الجوازات لأن المركز ليس لديه مركز جوازات واضطررنا الى الرجوع الى خصب مرةً أخرى وبذلك أضاع علينا يوماً كاملاً من الرحلة
ولذلك أنصح الأخوة السعوديين بأن لايذهبوا ويتعبوا أنفسهم مع هذا الطريق سواء من عند خصب أو من دُبا لأن المركز الأمني يقع تقريباً في المنتصف ولأنه يجب عليهم تختيم جوازاتهم لأن هذا المركز لايوجد به تختيم جوازات أما العُماني والاماراتي فالدخول يكون بالبطاقة وليس لديه مشكلة وإليكم الآن الصور وعذراً على الإطالة والتأخير في نشر الموضوع .
صورة جوية لشبه جزيرة مسندم
السحاب يعانق الجبال
منظر غريب ونحن في الطريق الى خصب