العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > قرآن كريم وصوتيات اسلامية

قرآن كريم وصوتيات اسلامية تحميل و استماع اناشيد و صوتيات و مرئيات اسلامية اناشيد اسلامية و صوتيات و مرئيات اسلامية جديدة , و اناشيد فلاش اناشيد mp3 و فيديو كليب اناشيد, ويشمل كلمات الاناشيد وايضاً اناشيد طيور الجنة ونغمات اسلامية ورنات اسلامية ونغمات دينية ونغمات انشادية و رنات انشادية كما تضم اناشيد لكبار المنشدين جديدة كـ مشاري العفاسي و سامي يوسف كما يضم أناشيد اناشيد افراح و اناشيد جهادية استماع اناشيد و تحميل اناشيد رائعة - اناشيد - أناشيد - انشودة - اناشيد قناة الروح - اناشيد الروح - اناشيد قناة فور شباب - اناشيد فور شباب - اناشيد للشباب - اناشيد شبابية - اناشيد صبا - اناشيد قناة صبا - اناشيد صباء - اناشيد قناة راما - اناشيد راما - اناشيد سراج - اناشيد سراج - سراج - اناشيد للكبار - تحميل - تحميل اناشيد - استماع اناشيد - اناشيد اسلامية - اسلام - اسلامية - الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-14-2012, 11:22 AM رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الخامس و العشرون
(7)
وبعض أيات من سورة الجاثية

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ - 6

لاحظنا في اللقاء السابق كيف بنيت مبادئ الإسلام على العلم والمنطق واليقين المحسوس. ورأينا كيف خاطب القرآن العقول والضمائر.
فمن لم يؤمن بهذه الآيات فلا رجاء في أن يؤمن بسواها ; ومن لم توقظه هذه الإشارات الموحية فلن توقظه الصرخات من غير هذا الصوت المستجاب.

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ - 6

إن أي كلام لن يبلغ كلام الله في القرآن . وإن أي إبداع لن يبلغ إبداع الله في الكون . وإن أية حقيقة لن تبلغ حقيقة الله في الثبوت والوضوح واليقين . فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ...؟؟؟

*****

وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ - 7 يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ - 8 وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ – 9 مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ – 10 هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ – 11

وهنا لا يليق بمن لا يؤمن إلا التهديد والتنكيل.:

﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ أي: كذاب في مقاله أثيم في فعاله.
وأخبر أن له عذابا أليما وأن ﴿ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ﴾ تكفي في عقوبتهم البليغة.
وأنه ﴿ لا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا ﴾ من الأموال ﴿وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ﴾ يستنصرون بهم. ( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . ولا سبيل للنجاة من هذا العذاب إلا بهداية الله تعالى.
﴿ هَذَا هُدًى ﴾ وهذا وصف عام لجميع القرآن فإنه يهدي إلى معرفة الله تعالى بصفاته المقدسة وأفعاله الحميدة، ويهدي إلى معرفة رسله وأوليائه وأعدائه، وأوصافهم، ويهدي إلى الأعمال الصالحة والمبادئ الخالدة في الأخلاق والمعاملات ويدعو إليها ويبين الأعمال السيئة وينهى عنها، ويهدي إلى بيان الجزاء على الأعمال ويبين الجزاء الدنيوي والأخروي، فالمهتدون اهتدوا به فأفلحوا وسعدوا، ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ﴾ الواضحة القاطعة ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴾

*******

وكما رأينا أيات الله تعالى في الأنفس والآفاق كالشمس لا ينكرها إلا من فقد عقله وقلبه. ثم بعد تلكموا الآيات الواضحة نجد شيئا في غاية الأهمية ألا وهو التسخير ..فلولا أن سخر لنا الله تعالى كل ماحولنا سواء في الأرض أو السماء لهلك الإنسان على ضعفه أمام كل هذا الكون المهول بكل بحاره وأنهاره و جباله وبراكينه وزلازله ووحوشه , ولكنها نعمة التسخير لذلك الإنسان.

اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ – 12 وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 13

يخبر تعالى بفضله على عباده وإحسانه إليهم بتسخير البحر لسير المراكب والسفن والغواصات بأمره وتيسيره، ﴿ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ بأنواع التجارات والمكاسب، ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ الله تعالى فإنكم إذا شكرتموه زادكم من نعمه وأثابكم على شكركم أجرا جزيلا.
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ أي: من فضله وإحسانه، وهذا شامل لأجرام السماوات من نجوم وكواكب وأقمار, والأرض وأنواع الحيوانات وأصناف الأشجار والثمرات وأجناس المعادن وغير ذلك مما هو معد لمصالح بني آدم ومصالح ما هو من ضروراته، فهذا يوجب عليهم أن يبذلوا غاية جهدهم في شكر نعمته وأن تتغلغل أفكارهم في تدبر آياته وحكمه ولهذا قال: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ وجملة ذلك أن خلقها وتدبيرها وتسخيرها دال على نفوذ مشيئة الله وكمال قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنعة وحسن الخلقة دال على كمال حكمته وعلمه، وما فيها من السعة والعظمة والكثرة دال على سعة ملكه وسلطانه، وما فيها من التخصيصات والأشياء المتضادات دليل على أنه الفعال لما يريد، وما فيها من المنافع والمصالح الدينية والدنيوية دليل على سعة رحمته، وشمول فضله وإحسانه وبديع لطفه وبره، وكل ذلك دال على أنه وحده المألوه المعبود الذي لا تنبغي العبادة والذل والمحبة إلا له وأن رسله صادقون فيما جاءوا به، فهذه أدلة عقلية واضحة لا تقبل ريبا ولا شكا.
فالعلم واليقين هما أساس جميع مبادئ الإسلام.
فلا مجال للشك والخرافات والأوهام.

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:23 AM رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الخامس و العشرون
(8)
وبعض أيات من سورة الجاثية


قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ – 14 مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ – 15

يأمر تعالى عباده المؤمنين بحسن الخلق ويدعو المؤمنين إلى الترفع والاستعلاء على الباطل وسعة الأفق ورحابة الصدر في مواجهة الضعاف العاجزين الذين لا تتصل قلوبهم بذلك المصدر الثري الغني . كما يدعوهم إلى شيء من العطف على هؤلاء المساكين المحجوبين عن الحقائق المنيرة القوية العظيمة ; من الذين لا يتطلعون إلى أيام الله , التي يظهر فيها عظمته وأسراره ونواميسه.
فهو توجيه كريم للذين آمنوا ليتسامحوا مع الذين لا يرجون أيام الله . تسامح المغفرة والعفو . وتسامح القوة والاستعلاء على الباطل.
والواقع أن الذين لا يرجون أيام الله مساكين يستحقون العطف أحياناً بحرمانهم من ذلك النبع الفياض , الذي يزخر بالرحمة والقوة والثراء . نبع الإيمان بالله , والطمأنينة إليه , والاحتماء بركنه , واللجوء إليه في ساعات الكربة والضيق . وحرمانهم كذلك من المعرفة الحقيقية المتصلة بصميم النواميس الكونية وما وراءها من أسرار لا يعلمها إلا الله.
وهم إن استمروا على تكذيبهم فلا يحل بكم ما حل بهم من العذاب الشديد والخزي ولهذا قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾

********

هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ – 20

أي: ﴿ هَذَا ﴾ القرآن الكريم والذكر الحكيم ﴿ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ ﴾ أي: يحصل به التبصرة في جميع الأمور للناس فيحصل به الانتفاع للمؤمنين، والهدى والرحمة.
فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الأمور . وهو بذاته هدى . وهو بذاته رحمة.
﴿ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ فيهتدون به إلى الصراط المستقيم في أصول الدين وفروعه ويحصل به الخير والسرور والسعادة في الدنيا والآخرة وهي الرحمة. فتزكو به نفوسهم وتزداد به عقولهم ويزيد به إيمانهم ويقينهم، وتقوم به الحجة على من أصر وعاند.

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ – 21

أي: أم حسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم.
﴿ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ بأن قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا سخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم؟ أي: أحسبوا أن يكونوا ﴿ سَوَاءً ﴾ في الدنيا والآخرة؟ ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به.
بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل كل على قدر إحسانه، وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.

******

والله تعالى قد أقام السماوات والأرض على أساس الحق والعدل .

وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ - 22

أي: خلق الله السماوات والأرض بالحكمة وليعبد وحده لا شريك له ويطاع في كل ما شرع.
ولكن الذين يرفضون شريعة الله تعالى وهي الحق والعدل ويتبعون غيرها من شرائع البشر فهم في واقع الأمر يتبعون أهواءهم.

*******

أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ –23

( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) إنه كائن عجيب يستحق الاستنكار ... وهو يستحق من الله أن يضله , فلا يتداركه برحمة الهدى . فما أبقى في قلبه مكاناً للهدى وهو يتعبد هواه المريض .
( وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم )
على علم من الله باستحقاقه للضلالة . أو على علم منه بالحق . وهذا يقتضي إضلال الله له والإملاء له في عماه..
( وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً )
فانطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور , وتلك المدارك التي يتسرب منها الهدى . وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعته للهوى .
( فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) أي: لا أحد يهديه وقد سد الله عليه أبواب الهداية وفتح له أبواب الغواية، وما ظلمه الله ولكن هو الذي ظلم نفسه وتسبب لمنع رحمة الله عليه .
فالمؤمن يرى بنور الله الآيات واضحة أمامه, وعليه أن يأخذ بيد من لا يرى, وذلك بالأخلاق الفاضلة التي تبرهن على صدق معتقده.

هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ – 20

*****

وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:23 AM رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(1)
وبعض أيات من سورة الاحقاف

مبدأ الاستقامة على الحق


إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ -13
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ -14

والاستقامة على الحق من أهم المبادئ الإسلامية , حيث بدأت مع أول سور القرآن العظيم ... ( اهدنا الصرط المستقيم )
وفي الحديث الشريف قال رسول الله : قل آمنت بالله ثم استقم.
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي - المصدر: صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فالإسلام عقيدة في القلب تنعكس على كل تصرفات الإنسان , من أول الإقرار بوحدانية الخالق جل وعلا الذي خلقنا من العدم وأمدنا بكل وسائل الحفاظ على الحياة من هواء ومياه وغذاء...قال تعالى:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ – 32 وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - 33 وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ – 34 " إبراهيم

فنعم الله لا تعد ولا تحصى..ثم أمدنا بمنهج التربية في المعاملات والأخلاق ومبادئ التشريع القائمة على العدل في الحكم بين الناس..وهكذا نجد أمامنا طريق واضح المعالم لا غموض فيه يصل القلب بخالقه بالعبادات المفروضة وعلى رأسها الصلاة حيث يقف المؤمن بين يدي ربه خمس مرات في اليوم والليلة يستمد منه العون والمغفرة على التقصير والغفلة ..ويسئله الثبات على الطريق المستقيم. وبذلك يعم الأمن بين البشر والحب والرخاء .
فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
فالذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية والتزموا طاعته
وداموا على ذلك، و ﴿ اسْتَقَامُوا ﴾ مدة حياتهم ﴿ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ من كل شر أمامهم، ﴿ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ على ما خلفوا وراءهم.
﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴾ أي: أهلها الملازمون لها الذين لا يبغون عنها حولا ولا يريدون بها بدلا، ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ من الإيمان بالله المقتضى للأعمال الصالحة التي استقاموا عليها.

******
وقال تعالى في سورة فصلت:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ - 30 نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ – 31 نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ – 32

أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملاً، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

********
وقد ورد ذكر الصراط المستقيم 23 مرة في القرآن العظيم مما يدل على أهمية ذلك الأمر. .. وجدير بالذكر أن الصراط المستقيم وهو الطريق الموصل إلى رضوان الله تعالى يحاول كل من شياطين الإنس والجن الصد عنه.
فقد ورد في سورة الأعراف مقولة إبليس بعد إمتناعه عن السجود لأدم :
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - 16 ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ – 17

أي: قال إبليس - لما أبلس وأيس من رحمة اللّه - ﴿ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ ﴾ أي: للخلق ﴿ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ أي: لألزمن الصراط ولأسعى غاية جهدي على صد الناس عنه وعدم سلوكهم إياه..
﴿ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾ أي: من جميع الجهات والجوانب، ومن كل طريق يتمكن فيه من إدراك بعض مقصوده فيهم.
ولما علم الخبيث أنهم ضعفاء قد تغلب الغفلة على كثير منهم، وكان جازما ببذل مجهوده على إغوائهم، ظن وصدق ظنه فقال: ﴿ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ فإن القيام بالشكر من سلوك الصراط المستقيم،

******
ولذلك يجب أن يستعين الإنسان بربه في سلوك هذا الطريق المستقيم, قال تعالى في سورة يونس:
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ – 25
والله يختص برحمته من يشاء، وذلك عدله وحكمته، وليس لأحد عليه حجة بعد البيان والرسل،
والصرط المستقيم واضح المعالم بالحجة والبرهان لا غموض فيه....
قال تعالى في سورة النساء:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا - 174 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا – 175

يمتن تعالى على سائر الناس بما أوصل إليهم من البراهين القاطعة والأنوار الساطعة، ويقيم عليهم الحجة،
وهذا يشمل الأدلة العقلية والنقلية، الآيات الأفقية والنفسية ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ ﴾ -53 فصلت
وفي قوله: ﴿ مِن رَّبِّكُمْ ﴾ ما يدل على شرف هذا البرهان وعظمته، حيث كان من ربكم الذي رباكم التربية الدينية والدنيوية، فمن تربيته لكم التي يحمد عليها ويشكر، أن أوصل إليكم البينات، ليهديكم بها إلى الصراط المستقيم، والوصول إلى جنات النعيم.
﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴾ وهو هذا القرآن العظيم، الذي قد اشتمل على علوم الأولين والآخرين والأخبار الصادقة النافعة، والأمر بكل عدل وإحسان وخير، والنهي عن كل ظلم وشر، فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره، وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره.
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّه ِ﴾ أي: اعترفوا بوجوده واتصافه بكل وصف كامل، وتنزيهه من كل نقص وعيب. ﴿ وَاعْتَصَمُــوا بِـهِ ﴾ أي: لجأوا إلى الله واعتمدوا عليه وتبرأوا من حولهم وقوتهم واستعانوا بربهم. ﴿ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ ﴾ أي: فسيتغمدهم بالرحمة الخاصة، فيوفقهم للخيرات ويجزل لهم المثوبات، ويدفع عنهم البليات والمكروهات.
﴿ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴾ أي: يوفقهم للعلم والعمل، معرفة الحق والعمل به.

وقال تعالى في سورة المائدة:

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ - 15 يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 16

نسئل الله تعالى أن يهدينا الصراط المستقيم فبه سعادة الدنيا والآخرة.

*********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:28 AM رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(2)
وبعض أيات من سورة الاحقاف


عشنا في اللقاء السابق مع مبدأ الاستقامة , والجدير بالذكر أن الاستقامة تبدأ من البيت حيث التراحم والترابط بين أفراد الأسرة التي تنعكس على المجتمع بصفة عامة , ولذلك كان التشديد والتأكيد على الأمر بالإحسان إلى الوالدين وخاصة الأم , وقد فطر الله تعالى الوالدين على حب أولادهم فلا يأكلوا حتى يأكل أولادهم وإن مرضوا سهروا على تمريضهم. وقد ينسى الإنسان هذه المرحلة العمرية التي ظل يتلقى فيها الرعاية, وذلك من فضل الله تعالى أن فطر الأبوين على ذلك, وزد على ذلك تحمل الأم متاعب الحمل والام الوضع والرضاعة , والنظافة للرضيع والأخذ بيده خطوة بخطوة حتى يشتد عوده.
قد ينسى الإنسان كل هذا , ولكن الله تعالى الرحيم بعباده يذكره دائما بالإحسان إلى من جعلهما سببا في وجوده على الأرض. وخاصة الأم.

وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ - 15 أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ – 16

هذا من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين أن وصى الأولاد وعهد إليهم أن يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف والكلام اللين وبذل المال والنفقة وغير ذلك من وجوه الإحسان.
ثم نبه على ذكر السبب الموجب لذلك فذكر ما تحملته الأم من ولدها وما قاسته من المكاره وقت حملها ثم مشقة ولادتها المشقة الكبيرة ثم مشقة الرضاع وخدمة الحضانة، وليست المذكورات مدة يسيرة ساعة أو ساعتين،
وإنما ذلك مدة طويلة قدرها ﴿ ثَلاثُونَ شَهْرًا ﴾ للحمل تسعة أشهر ونحوها والباقي للرضاع هذا هو الغالب.
ويستدل بهذه الآية مع قوله: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ﴾ أن أقل مدة الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاع - وهي سنتان - إذا سقطت منها السنتان بقي ستة أشهر مدة للحمل، وفي الغالب تكون فترة الحمل تسعة أشهر قد تزيد أيام قليلة بعدها أو تقل , فلكل إنسان موعد نزول إلى هذه الدنيا , كما أن له موعد خروج. ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ أي: نهاية قوته وشبابه وكمال عقله، ﴿ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ﴾ أي: ألهمني ووفقني ﴿ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ أي: نعم الدين ونعم الدنيا، وشكره بصرف النعم في طاعته سبحانه, والاعتراف بالعجز عن الشكر والاجتهاد في الثناء بها على الله، والنعم على الوالدين نعم على أولادهم وذريتهم لأنهم لا بد أن ينالهم منها ومن أسبابها وآثارها، خصوصا نعم الدين فإن صلاح الوالدين بالعلم والعمل من أعظم الأسباب لصلاح أولادهم.
﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ العمل الذي يرضاه الله ويقبله ويثيب عليه. ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ لما دعا لنفسه بالصلاح دعا لذريته أن يصلح الله أحوالهم، وذكر أن صلاحهم يعود نفعه على والديهم لقوله: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾
﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾ من الذنوب والمعاصي ورجعت إلى طاعتك ﴿ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
﴿ أُولَئِكَ ﴾ الذين ذكرت أوصافهم ﴿ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا ﴾ وهو الطاعات لأنهم يعملون أيضا غيرها. ﴿ وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ فِي جملة ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ﴾ فحصل لهم الخير والنعيم الأبدي وزال عنهم الشر والمكروه.
﴿ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ أي: هذا الوعد الذي وعدناهم هو وعد صادق من أصدق القائلين الذي لا يخلف الميعاد.

*********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:29 AM رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(3)
وبعض أيات من سورة الاحقاف


عشنا في اللقاء السابق مع البر بالوالدين والأخلاق العالية في التعامل بين أفراد الأسرة حيث تنعكس تلك الأخلاق على المجتمع.
واليوم نرى الصورة المقابلة , صورة من يتضجر من النصح , ويستخف بمبدأ البعث والحساب , مستكبرا متعاليا بالباطل , سواء بما لديه من مال أو بعض من ظواهر العلم , فلا يوقر الوالدين ولا يخاف العقاب في الأخرة, يطلق العنان لأهوائه تتحكم فيه إلى حين الأجل والوعد الحق حيث لا ينفع الندم....

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ - 17 أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ - 18 وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ – 19

لما ذكر تعالى حال الصالح البار لوالديه ذكر حالة العاق وأنها شر الحالات فقال: ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ ﴾ إذ دعواه إلى الإيمان بالله واليوم الآخر وخوفاه الجزاء.
وهذا أعظم إحسان يصدر من الوالدين لولدهما أن يدعواه إلى ما فيه سعادته الأبدية وفلاحه السرمدي فقابلهما بأقبح مقابلة فقال: ﴿ أُفٍّ لَكُمَا ﴾ أي: تبا لكما ولما جئتما به.
ثم ذكر وجه استبعاده وإنكاره لذلك فقال: ﴿ أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ ﴾ من قبري إلى يوم القيامة ﴿ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي ﴾ على التكذيب وسلفوا على الكفر وهم الأئمة المقتدى بهم لكل كفور وجهول ومعاند؟
﴿ وَهُمَا ﴾ أي: والداه ﴿ يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ ﴾ عليه, ويقولان له: ﴿ وَيْلَكَ آمِنْ ﴾ أي: يبذلان غاية جهدهما ويسعيان في هدايته أشد السعي حتى إنهما - من حرصهما عليه - أنهما يستغيثان الله له استغاثة الغريق ويبينان له الحق فيقولان: ﴿ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ ثم يقيمان عليه من الأدلة ما أمكنهما، وولدهما لا يزداد إلا عتوا ونفورا واستكبارا عن الحق وقدحا فيه، ﴿ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ أي: إلا منقول من كتب المتقدمين , بدون تدبر للقرآن العظيم... وأنى للخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ؟...فلا يوجد على ظهر الأرض كتابا يشبهه..
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ﴾ أي: حقت عليهم كلمة العذاب ﴿ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾ على الكفر والتكذيب فسيدخل هؤلاء في غمارهم وسيغرقون في تيارهم.
﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾ والخسران فوات رأس مال الإنسان، وإذا فقد رأس ماله فالأرباح من باب أولى وأحرى، فهم قد فاتهم الإيمان ولم يحصلوا على شيء من النعيم ولا سلموا من عذاب الجحيم.
﴿ وَلِكُلٍّ ﴾ من أهل الخير وأهل الشر ﴿ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾ أي: كل على حسب مرتبته من الخير والشر ومنازلهم في الدار الآخرة على قدر أعمالهم ولهذا قال: ﴿ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ بأن لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم.

وبهذا ندرك أهمية التربية الإيمانية في المجتمعات حيث أنها تفيد الأباء والأمهات حين الكبر. فالمؤمن بار بوالديه محسن إليهما , بينما الكافر غير بار بوالديه , يسخر منهما وينهرهما, وكثير ما نرى أباء وأمهات في دور المسنين هملا منسيا في ظل حضارة مادية لا تقدر القيم والأخلاق ولا تؤمن بحساب في الأخرة.
ولا سبيل إلا حضارة الإسلام التي تجمع كل من الإيمان بقيم السماء العالية والعلوم النافعة للبشرية في جميع مجالات الحياة .
قال تعالى:
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ -77 القصص

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:29 AM رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(4)
وبعض أيات من سورة محمد


أهم صفات المؤمنين والكافرين


الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ – 1
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ – 2 ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ - 3

بيان إضلال الأعمال التي تصدر من الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله . سواء صدوا هم أم صدوا وصدوا غيرهم ,
فهذا البيان يفيد ضياع هذه الأعمال وبطلانها ,
وهذه الأعمال التي أضلت ربما كان المقصود منها بصفة خاصة الأعمال التي يأملون من ورائها الخير . والتي يبدو على ظاهرها الصلاح . فلا قيمة لعمل صالح من غير إيمان . فهذا الصلاح شكلي لا يعبر عن حقيقة وراءه . فلا بد من مرجعية إيمانية تصدر عنها الأفعال .
وحينئذ يكون للعمل الصالح معناه . ويكون له هدفه وتكون له آثاره وفق المنهج الإلهي الذي يربط أجزاء هذا الكون , ويجعل لكل عمل ولكل حركة وظيفة وأثرا في كيان هذا الوجود , وفي قيامه بدوره , وانتهائه إلى غايته.


وفي الجانب الآخر: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ – 2

والإيمان الأول يشمل الإيمان بما نزل على محمد ... وتبين الآية صفات ذلك الإيمان: ( وهو الحق من ربهم ) ويؤكد هذا المعنى ويقرره . وإلى جوار الإيمان المستكن في الضمير , العمل الظاهر في الحياة . وهو ثمرة الإيمان الدالة على وجوده وحيويته وانبعاثه.
وهؤلاء: ( كفر عنهم سيئاتهم ) . . في مقابل إبطال أعمال الذين كفروا فإن السيئة تغفر للمؤمنين . وهو تقابل تام مطلق يبرز قيمة الإيمان وقدره عند الله , وفي حقيقة الحياة ....
( وأصلح بالهم ) . . وإصلاح البال نعمة كبرى تلي نعمة الإيمان في القدر والقيمة والأثر, ومتى صلح البال , استقام الشعور والتفكير , واطمأن القلب والضمير , وارتاحت المشاعر والأعصاب , ورضيت النفس واستمتعت بالأمن والسلام . . وماذا بعد هذا من نعمة أو متاع ?

والسؤال لماذا إبطال عمل الكافر وإصلاح عمل المؤمن ؟
وتجيب الآيات ...

ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ - 3

فالباطل ليست له جذور ضاربة في كيان هذا الوجود ; ومن ثم فهو ذاهب هالك ; وكل من يتبعه وكل ما يصدر عنه ذاهب هالك كذلك . ولما كان الذين كفروا اتبعوا الباطل فقد ضلت أعمالهم , ولم يبق لهم منها شيء ذو قيمة.
والحق ثابت تقوم عليه السماوات والأرض , وتضرب جذوره في أعماق هذا الكون . ومن ثم يبقى كل ما يتصل به ويقوم عليه . ولما كان الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم , فلا جرم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم .
فهو أمر واضح مقرر يقوم على أصوله الثابتة , ويرجع إلى أسبابه الأصلية .
( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) . وكذلك يضع لهم القواعد التي يقيسون إليها أنفسهم وأعمالهم . فيعلمون المثل الذي ينتمون إليه ويقاسون عليه . ولا يحتارون في الوزن والقياس...

*********

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ - 7

هذا أمر منه تعالى للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره.

فقد حقق الصحابة رضوان عليهم أسباب النصر كلها من إيمان كامل , بالقول الذي إستقر في قلوبهم والعمل به على أرض الواقع. قال تعالى:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ - 47 الروم

ثم الإعداد بالقوة في كل ميادين الحياة طبقا لمفهوم الآية الكريمة :
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ....60 الأنفال

ثم الثبات عند لقاء العدو , والإبتعاد عن المعاصي والمخالفات , مع عدم الفرقة والتمزق الذي يضيع الأمم.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - 45
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ – 46 الأنفال

وهذا ما تحقق للصحابة رضوان الله عليهم جميعا .

فقد كان للصحابة رضي الله عنهم في باب الشجاعة والائتمار بما أمرهم الله ورسوله به وامتثال ما أرشدهم إليه ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم ولا يكون لأحد ممن بعدهم فإنهم ببركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب والأقاليم شرقا وغربا في المدة اليسيرة مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس والترك والصقالبة والبربر والحبوش وأصناف السودان والقبط وطوائف بني آدم . قهروا الجميع حتى علت كلمة الله وظهر دينه على سائر الأديان وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وحشرنا في زمرتهم إنه كريم وهاب .


********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:40 AM رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(5)
وبعض أيات من سورة الفتح

الحديبية فتح وفضل الله على رسوله والمؤمنين

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً – 1 لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً – 2 وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً – 3

لقد أري رسول الله [ ] في منامه أنه يدخل الكعبة هو والمسلمون محلقين رؤوسهم ومقصرين .
وكان المشركون قد منعوهم منذ الهجرة من دخول مكة , حتى في الأشهر الحرم التي يعظمها العرب كلهم في الجاهلية , ويضعون السلاح فيها ; ويستعظمون القتال في أيامها , والصد عن المسجد الحرام . حتى أصحاب الثارات كانوا يتجمعون في ظلال هذه الحرمة , ويلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه فلا يرفع في وجهه سيفا , ولا يصده عن البيت المحرم . ولكنهم خالفوا عن تقاليدهم الراسخة في هذا الشأن ; وصدوا رسول الله [ ] والمسلمين معه طوال السنوات الست التي تلت الهجرة . حتى كان العام السادس الذي أري فيه رسول الله [ ] هذه الرؤيا . وحدث بها أصحابه - رضوان الله عليهم - فاستبشروا بها وفرحوا..

ورواية ابن هشام لوقائع الحديبية هي أوفى مصدر نستند إليه في تصورها .
وهي في جملتها تتفق مع رواية البخاري ورواية الإمام أحمد .

قال ابن إسحاق:ثم أقام رسول الله [ ] بالمدينة شهر رمضان وشوالا "بعد غزوة بني المصطلق وما جاء في أعقابها من حديث الإفك" وخرج في ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا . واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه ;
وخرج رسول الله [ ] بمن معه من المهاجرين والأنصار , ومن لحق به من العرب - وكان أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة. ; وساق معه الهدي , وأحرم بالعمرة , ليأمن الناس من حربه , وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت ومعظما له..
وخرج رسول الله [ ] حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي . فقال : يا رسول الله ...هذه قريش قد سمعت بمسيركَ , قد لبسوا جلود النمور , وقد نزلوا بذي طوى , يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا .
فقال رسول الله [ ] : " يا ويح قريش ... لقد أكلتهم الحرب . ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ? فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا , وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين , وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة .
فما تظن قريش ? فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله , أو تنفرد هذه السالفة " .
ثم قال: " من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها ؟
فقال رجلا من أسلم : أنا يا رسول الله . فسلك بهم طريقا وعرا أجرل بين شعاب . فلما خرجوا منه - وقد شق ذلك على المسلمين - وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي , قال رسول الله [ ] للناس : " قولوا نستغفر الله ونتوب إليه " . فقالوا ذلك . فقال:" والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل , فلم يقولوها.. "
فأمر رسول الله [ ] الناس فقال :" اسلكوا ذات اليمين " مهبط الحديبية من أسفل مكة.
فسلك الجيش ذلك الطريق . فلما رأت جنود قريش ذلك , رجعوا راكضين إلى قريش .
وخرج رسول الله [ ] حتى إذا سلك في ثنية المرار بركت ناقته . فقال الناس : خلأت الناقة . فقال : " ما خلأت . وما هو لها بخلق . ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة . لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها ".
ثم قال للناس:" انزلوا " قيل له : يا رسول الله , ما بالوادي ماء ينزل عليه . فأخرج سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه . فنزل في قليب من تلك القلب , فغرزه في جوفه , فجاش بالرواء...

فلما اطمأن رسول الله [ ] أتاه بديل بن ورقاء الخزاعي , في رجال من خزاعة , فكلموه , وسألوه ما الذي جاء به ? فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربا , وإنما جاء زائرا للبيت , ومعظما لحرمته . ثم قال لهم نحوا مما قال لبشر بن سفيان ; فرجعوا إلى قريش فقالوا : يا معشر قريش , إنكم تعجلون على محمد . إن محمدا لم يأت لقتال , وإنما جاء زائرا لهذا البيت . فاتهموهم وجبهوهم , وقالوا : وإن كان جاء ولا يريد قتالا . فوالله لا يدخلها علينا عنوة أبدا , ولا تحدث بذلك عنا العرب.
فدعا رسول الله [ ] عثمان ابن عفان , فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب , وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته .
قال ابن إسحاق : فخرج عثمان إلى مكة , فلقيه أبان بن سعيد بن العاص , حين دخل مكة أو قبل أن يدخلها ; فحمله بين يديه , ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله [ ]...
فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش , فبلغهم عن رسول الله [ ] ما أرسله به ; فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله [ ] إليهم:إن شئت أن تطوف بالبيت فطف . فقال : ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله [ ] واحتبسته قريش عندها , فبلغ رسول الله [ ] والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل...

قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر , أن رسول الله [ ] قال - حين بلغه ان عثمان قد قتل -:" لا نبرح حتى نناجز القوم " . فدعا رسول الله [ ] الناس إلى البيعة , فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة . .
قال ابن هشام: عن ابن عمر , أن رسول الله [ ] بايع لعثمان , فضرب بإحدى يديه على الأخرى...

قال ابن إسحاق : قال الزهري : ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو أخا بني عامر بن لؤي إلى رسول الله [ ]
فلما رآه رسول الله [ ] مقبلا قال:- " قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل " . فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله [ ] تكلم فأطال الكلام . وتراجعا . ثم جرى بينهما الصلح..






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:41 AM رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي

فلما التأم الأمر , ولم يبق إلا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر , فقال : يا أبا بكر , أليس برسول الله ? قال : بلى .. قال : أولسنا بالمسلمين ? قال : بلى .. قال : أوليسوا بالمشركين ? قال : بلى ... قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ?
قال أبو بكر: يا عمر , الزم غرزه , فإني أشهد أنه رسول الله . قال عمر : وأنا أشهد انه رسول الله .
ثم أتى رسول الله [ ] فقال : يا رسول الله , ألست برسول الله ? قال : بلى ! قال : أولسنا بالمسلمين ? قال: بلى ! قال : أوليسوا بالمشركين ? قال : بلى ! قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ?
قال:" أنا عبد الله ورسوله , لن أخالف أمره , ولن يضيعني " .
فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ , مخافة كلامي الذي تكلمت به , حين رجوت أن يكون خيرا...
ثم دعا رسول الله [ ] علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - فقال: " اكتب باسم الله الرحمن الرحيم "
فقال سهيل: لا أعرف هذا , ولكن اكتب باسمك اللهم . فقال رسول الله [ ]" اكتب باسمك اللهم " فكتبها .
ثم قال:" اكتب:هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو " .
فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ; ولكن اكتب اسمك واسم أبيك . قال: فقال رسول الله [ ] : " اكتب:هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله . سهيل بن عمرو .
اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين , يأمن فيهن الناس , ويكف بعضهم عن بعض , على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليه , ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه.
وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه , ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة , وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك , فدخلتها بأصحابك , فأقمت بها ثلاثا , معك سلاح الراكب. السيوف في القرب , لا تدخلها بغيرها...

فبينما رسول الله [ ] يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو , إذ جاء أبو جندل بن سهيل ابن عمرو يرسف في الحديد , قد انفلت إلى رسول الله [ ] .
فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلبيبه , ثم قال: يا محمد , قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا . قال: " صدقت " فجعل ينتره بتلبيبه ويجره ليرده إلى قريش وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر المسلمين , أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني ? فزاد الناس إلى ما بهم .
فقال رسول الله [ ]:" يا أبا جندل , اصبر واحتسب , فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا , إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا , وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله , وإنا لا نغدر بهم " .

وجدير بالذكر هنا أن نذكر حكم النساء المهاجرات إلى الله ورسوله.
هل يدخلن في حكم المعاهدة ؟
قال تعالى في سورة الممتحنة:
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن , الله أعلم بإيمانهن , فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار , لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن , وآتوهم ما أنفقوا , ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ; ولا تمسكوا بعصم الكوافر , واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا . ذلكم حكم الله يحكم بينكم , والله عليم حكيم ..

وقد ورد في سبب نزول هذه الأحكام أنه كان بعد صلح الحديبية الذي جاء فيه:"على ألا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا" . . فلما كان الرسول [ ] والمسلمون معه بأسفل الحديبية جاءته نساء مؤمنات يطلبن الهجرة والانضمام إلى دار الإسلام في المدينة ; وجاءت قريش تطلب ردهن تنفيذا للمعاهدة . ويظهر أن النص لم يكن قاطعا في موضوع النساء , فنزلت هاتات الآيتان تمنعان رد المهاجرات المؤمنات إلى الكفار , يفتن في دينهن وهن ضعاف..
ونزلت أحكام هذه الحالة الدولية معها , تنظم التعامل فيها على أعدل قاعدة تتحرى العدل في ذاته دون تأثر بسلوك الفريق الآخر , وما فيها من شطط وجور . على طريقة الإسلام في كل معاملاته الداخلية والدولية .
وأول إجراء هو امتحان هؤلاء المهاجرات لتحري سبب الهجرة , فلا يكون تخلصا من زواج مكروه , ولا طلبا لمنفعة , ولا جريا وراء حب فردي في دار الإسلام...
قال ابن عباس: كان يمتحنهن : بالله ما خرجت من بغض زوج , وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض , وبالله ما خرجت التماس دنيا , وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله...
وهذا هو الامتحان . . وهو يعتمد على ظاهر حالهن واقرارهن مع الحلف بالله . فأما خفايا الصدور فأمرها إلى الله , ولا سبيل للبشر إليها.

*****
روى الإمام أحمد باسناده - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : كنا مع رسول الله [ ] في سفر . قال : فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي . قال : فقلت ثكلتك أمك يابن الخطاب . ألححت . كررت على رسول الله [ ] ثلاث مرات , فلم يرد عليك ... قال: فركبت راحلتي , فحركت بعيري , فتقدمت , مخافة أن يكون نزل في شيء . قال : فإذا أنا بمناد يا عمر . قال: فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء . قال: فقال النبي [ ] :" نزل علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " .
ورواه البخاري والترمذي والنسائي من طرق عن مالك رحمه الله.

*****
وبهذا يتضح أن صلح الحديبية كان فتح وفضل من الله تعالى على رسوله والمؤمنين.

قال تعالى:
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً - 27 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً - 28

******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:41 AM رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(6)
وبعض أيات من سورة الفتح

صورة وضيئة للرسول وأصحابه الكرام
الأطهار المختارين من بين البشر ليكونوا حملة مشعل الحضارة المتكاملة لسائر البشر رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم وحشرنا في زمرتهم,
ونقول للواقفين على خلافات التاريخ دعوكم من الأوهام فإن الظن أكذب الحديث ..
فإن الوقائع تقع الأن في ثورة التسجيل بالصوت والصورة عبر الأقمار الصناعية والحاسوب ومع ذلك لا يتفق إثنين على صحتها وذلك لدواعي السياسة..فما بالنا بحوادث حدثت منذ 1431 عام فهل لعاقل أن ينصب نفسه حكما لأناس أطهار كانت غايتهم نشر رسالة الله تعالى في كافة الأرض..؟

يجب أن تصحح المناهج الفكرية المذهبية لتلتقي في رافد مستقيم عزب ليس به شوائب الحقد والضغينة على أسياد البشر الذين فتحوا البلاد في أقل من 30 عاما من مشرقها إلى مغربها يتصدرون العالم كدولة أولى استمرت 13 قرن بحضارة مسنيرة جمعت بين العلم والإيمان والعدل والأخلاق, وليست حضارة عرجاء تنظر إلى الجانب المادي فقط .

فحضارة الإسلام حضارة متكاملة الجوانب والأركان.

وإليكم تلكم الصورة الوضيئة التي نرى فيها كرامة الإنسانية مجسدة في هذه الأنوار البشرية...


مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ, تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً, سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ, وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ, وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً – 29

وتبدأ الآية بإثبات صفة محمد , صفته التي أنكرها سهيل بن عمرو ومن وراءه من المشركين: ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ). .
والمؤمنون لهم حالات شتى . وتتناول الآية الحالات الثابتة في حياتهم , ونقط الإرتكاز الأصيلة في هذه الحياة . وتبرزها وتصوغ منها الخطوط العريضة في الصور الوضيئة . . وإرادة التكريم واضحة في اختيار هذه الصور.
( أشداء على الكفار رحماء بينهم ). . أشداء على الكفار وفيهم آباؤهم وإخوتهم وذوو قرابتهم وصحابتهم , ولكنهم قطعوا هذه الوشائج جميعا . رحماء بينهم وهم فقط إخوة دين . فهي الشدة لله والرحمة لله . وهي الحمية للعقيدة , والسماحة للعقيدة . فليس لهم في أنفسهم شيء , ولا لأنفسهم فيهم شيء . وهم يقيمون عواطفهم ومشاعرهم , كما يقيمون سلوكهم وروابطهم على أساس عقيدتهم وحدها . يشتدون على أعدائهم فيها , ويلينون لإخوتهم فيها . وقد تجردوا من الأنانية ومن الهوى , ومن الانفعال لغير الله .
( تراهم ركعا سجدا ). . والتعبير يوحي كأنما هذه هيئتهم الدائمة التي يراها الرائي حيثما رآهم . ذلك أن هيئة الركوع والسجود تمثل حالة العبادة في الصلاة , وهي الحالة الأصيلة لهم في حقيقة نفوسهم ; فعبر عنها تعبيرا يثبتها كذلك في زمانهم , حتى لكأنهم يقضون زمانهم كله ركعا سجدا...وكأن حياتهم كله طاعة لله تعالى..
( يبتغون فضلا من الله ورضوانا ). . فهذه هي صورة مشاعرهم الدائمة الثابتة . كل ما يشغل بالهم , وكل ما تتطلع إليه أشواقهم , هو فضل الله ورضوانه . ولا شيء وراء الفضل والرضوان يتطلعون إليه ويشتغلون به...
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ). . سيماهم في وجوههم من الوضاءة والإشراق والصفاء والشفافية , وليست هذه السيما هي النكتة المعروفة في الوجه كما يتبادر إلى الذهن عند سماع قوله: ( من أثر السجود ). . فالمقصود بأثر السجود هو أثر العبادة . فهو أثر هذا الخشوع . أثره في ملامح الوجه , حيث تتوارى الخيلاء والكبرياء والفراهة . ويحل مكانها التواضع النبيل , والشفافية الصافية , والوضاءة الهادئة , والذبول الخفيف الذي يزيد وجه المؤمن وضاءة وصباحة ونبلا...
( ذلك مثلهم في التوراة ). . وصفتهم التي عرفهم الله بها في كتاب موسى , وبشر الأرض بها قبل أن يجيئوا إليها .
( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه ). .. فهو زرع نام قوي لا يضعف العود بل يشده . ( فآزره فاستغلظ ) الزرع وضخمت ساقه وامتلأت . ( فاستوى على سوقه ) لا معوجا ومنحنيا . ولكن مستقيما قويا سويا....
هذه صورته في ذاته . فأما وقعه في نفوس أهل الخبرة في الزرع , العارفين بالنامي منه والذابل . المثمر منه والبائر . فهو وقع البهجة والإعجاب: ( يعجب الزراع ). وفي قراءة يعجب ( الزارع ). . وهو رسول الله صاحب هذا الزرع النامي القوي المخصب البهيج . . وأما وقعه في نفوس الكفار فعلى العكس . فهو وقع الغيظ والكمد: ( ليغيظ بهم الكفار ). . وتعمد إغاظة الكفار يوحي بأن هذه الزرعة هي زرعة الله . أو زرعة رسوله , وأنهم ستار للقدرة وأداة لإغاظة أعداء الله...
لتبقى نموذجا للأجيال , تحاول أن تحققها , لتحقق معنى الإيمان في أعلى الدرجات...
وفوق هذا التكريم كله , وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم: ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ). . وهو وعد يجيء في هذه الصيغة العامة بعدما تقدم من صفتهم , التي تجعلهم أول الداخلين في هذه الصيغة العامة..
مغفرة وأجر عظيم . . وذلك التكريم وحده حسبهم . وذلك الرضى وحده أجر عظيم . ولكنه الفيض الإلهي بلا حدود ولا قيود , والعطاء الإلهي عطاء لا ينقطع..

جعلنا الله منهم ومعهم في جنات النعيم.


********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 11:42 AM رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السادس و العشرون
(7)
وبعض أيات من سورة الحجرات

مبدأ الصلح بين المؤمنين

إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ - 10

إنما المؤمنون إخوة في الدين, فأصلحوا بين أخويكم إذا اقتتلا وخافوا الله في جميع أموركم؛ رجاء أن تُرحموا.

قال رسول الله : المسلم أخو المسلم , لا يظلمه , ولا يحقره , ولا يسلمه , بحسب إمر من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

إن عقيدة التوحيد تلزم المؤمنين بطاعة الله ورسوله
ومن الأمور الهامة التي أمرنا الله بها عدم التنازع فيما بيننا
قال تعالى:
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - 46 الأنفال

وورد في تفسير ابن كثير هذا المعنى:

وقد كان للصحابة رضي الله عنهم في باب الشجاعة والائتمار بما أمرهم الله ورسوله به وامتثال ما أرشدهم إليه ما لم يكن لأحد من الأمم والقرون قبلهم ولا يكون لأحد ممن بعدهم فإنهم ببركة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته فيما أمرهم فتحوا القلوب والأقاليم شرقا وغربا في المدة اليسيرة مع قلة عددهم بالنسبة إلى جيوش سائر الأقاليم من الروم والفرس والترك والصقالبة والبربر والحبوش وأصناف السودان والقبط وطوائف بني آدم . قهروا الجميع حتى علت كلمة الله وظهر دينه على سائر الأديان وامتدت الممالك الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في أقل من ثلاثين سنة فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وحشرنا في زمرتهم إنه كريم وهاب

وقد ترسخت روح الترابط بين الأمة الواحدة قرونا عديدة إعمالا لقوله تعالى:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - 103 ال عمران

أي تمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم وهدي نبيكم, ولا تفعلوا ما يؤدي إلى فرقتكم.

قد نختلف في بعض الآراء ولكن في إطار علمي وإطار المصلحة العمة , مثل علماء المدارس الفقهية , كل بحسب فهمه للنصوص التي تحتمل وجوه عديدة للتأويل لمعطيات العصور المتتالية , وفي ذلك مرونة لصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ..

أما مانراه اليوم من نزاع وفرقة وضعف فليس من الإسلام في شئ, أود أن يتيقن المسلمون في كل مكان أنه مالم تتوحد الأمة و ما لم يتحقق الإستقلال السياسي الحقيقي وما لم يتم وقف استغلالها طائفياً وقومياً وقبليةً لصالح الدول الكبرى ومالم تُعَد صياغة هذه الأمة وتشكيلها بحسب مكوناتها كأمة تجمع بينها عقيدة ورسالة تمثل منهج حياة ودعوة للإنسانية جمعاء، فإنها ستبقى خائرة القوى صريعة على مذابح الآخرين...
فيجب العمل على توحيد صف الأمة بكل السبل...
فلو تصورنا أن العالم الإسلامي يجمعهم كيان واحد , مع إعتبار إستقلالية الدول بوضعها الحالي , ولكن يجمعهم سوق مشتركة , يجمعهم دفاع مشترك , تجمعهم شبكة مواصلات موحدة ميسرة لتنقل المسلم بحرية في الأقطار الإسلامية , تجمعهم عملة مشتركة , يجمعهم مشاريع زراعية وصناعية مشتركة حيث التكامل التجاري فيما بينهم . لعادت الهيبة لأمتنا وعادت حضارتها المجيدة...

********

فإن حدث تنازع وتقاتل بين الأخوة وجب علي المجتمع الإسلامي فض ذلك النزاع بأسرع مايمكن , حتى يصل بإستعمال القوة على الفئة الباغية حتى تفيئ إلى أمر الله تعالى..

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ – 9 إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ – 10

ورد في تفسير السعدي

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم،
ولهذا قال النبي آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية : لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام....
المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6065 الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقال صلى الله عليه و سلم : إن المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك أصابعه ..
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 481
خلاصة حكم المحدث: صحيح

**********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator