علمتني المحن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"1"أن الذي ساقها إليك وهو - الله سبحانه- يريدُ أن يرَ إنابتُك .. !
"2" لن يخيب أبداً من كانت علاقته قوية برب العالمين قبل حدوثها وبعدها ..!
"3" أنها تمكُر بخبيث النية ..! وتزلزل قلبه فلا يَثبُت ..!
"4"تنتهي مهما طال زمنها أو قصر : (والعاقبةُ للمتقين) ..!
"5" قد يُريكَ ربّك بعضاً من حكمها، لِــ(يطمئنَّ قلبك)، (ولِتعلم
أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
"6" يحسدك الحاسد حتى على تغافلك عنه، وعدم إظهار مُبالاتك .. !
"7" لا تفتحْ قلبكَ لكلِ أحد، فلربما تفتحهُ يوماً عندَ منْ يريدُ الوقوعَ بكَ .. !
"8" قل لمن يضخمُ أمرها ويهيج مخاوفك -وأولهم الشيطان-: لن يكون إلا أمر الله .. !
"9" أن الدنيا لم يفهمها الكثيرون؛ فتقاتلوا وتنازعوا وتخاصموا
لأجلها..ونسوا أنها مزرعة للآخرة فحسب ..!
"10" أن للإيمان العالي طعمٌ أحلى من العسل ..!
"11" يريك الله_سبحانه_ في أوقاتها من التدابير الربَّانية ما لم تخطُر على البال..!
"12" حقيقة المُحِب الصادق ممن يتصنع ويتظاهر محبته لك..!
"13" إذا علمنا أن الدنيا دار اختبار وليست بدار قرار،هان علينا
صعوبة الاختبار لأننا تذاكرناه جيدا!
"14" للدعاء أسرارٌ عجيبة .. لاسيما إن خرج من قلبٍ مضطر :
(أم من يُجيبُ المضطرَ إذا دعاه)
"15" لا تغتر بما معك من أسباب .. اعمل بها وقلبك بالأعلى متوكلا على ربك .. علّق قلبك بمولاك..!
"16" اعمل بالأسباب المُتاحة ولا تُبالغ في البحث عنها..فربك هو الذي يخلقها لستَ أنت ..!
- علمتني المحن ... أنها تجلوَ ما ران على القلوب وتستخرج من
العبد أحوالا من عبوديته لربه لم تكن لتخطر له على بال .
يقول ابن القيم - رحمه الله - في مختصر الصواعق المرسلة :من
كمال إحسان الله تعالى أن يذيق عبده مرارة الكسر قبل حلاوة الجبر
، ويعرفه قدر نعمته عليه بأن يبتليه بضدها ،
كما أن سبحانه وتعالى لما أراد أن يكمل لآدم نعيم الجنة أذاقه مرارة
خروجه منها ، ومقاساة هذه الدار الممزوج رخاؤها بشدتها ،
فما كسر عبده المؤمن إلا ليجبره ، ولا منعه إلا ليعطيه ، ولا ابتلاه إلا ليعافيه ،
ولا أماته إلا ليحييه ، ولا نغص عليه الدنيا إلا ليرغبه في الآخرة ، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلا ليرده إليه ...
- علمتني المحن أن الألم يتبعه أمل و الدمع تعقبه إبتسامه وأن الحياة
لاتبقى على وتيرة واحد بل هناك يوم نرى فيه السعادة ويوم نرى فيه
الحزن فما أجمل أن نتذكر عند نزول المحن قول الملائكة لأهل الجنه
إذا دخلوها ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ...
فحياتنا الدنيا ، مزيج من الفرح والحزن ، مزيج من السعادة والتعاسة
، مزيج من اللحظات المفرحة والمحزنة ..
لو كانت سعادة دائمة ، هل ستشتاق للجنة ؟
لو كانت تعاسة دائمة ، هل ستخاف من النار ؟
هل ستعمل وتجتهد ؟
كيف ستكون هناك درجات متفاوتة بين كل شخص بالأعمال الصالحة
وغيرها ؟
كيف سنتعلم الصبر حتى نضفر بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ؟
ألست من المصلين ؟؟
ألست من الصائمين ؟؟
ألست من المتصدقين ؟؟
ألست من الذاكرين ؟؟
اسأل الله الإخلاص وأمضي قدماً مسرع مهرول لربٍ كريم عظيم رحيم ، ربٍ غفور ودود
وقول ( رب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) وقول ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
يا الله لا تردنا خائبين ولا عن بابك مطرودين ..
قال تعالى:{ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} يوسف 87
والخاسر من لم تُفده العبر ولا تُعلمه المحن..فسر أفعال ربُّك بِك : أعطى ومنع ، قرّب وباعد كل ذلك لحكمة ، والسعيد من رضي ..
فلا راحة للمؤمن إلا عند أول قدم يضعها في الجنة ...
أسأل الله لنا ولكم ولوالدينا والمسلمين الفردوس الأعلى من الجنة