السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نسأل انفسنا هذا السؤال ..وليس فى القراءة فقط بل وفى أمور كثيرة ومجالات مختلفة ...
لكن وقفة ونظرة وتحليل لواقع الغرب ..
نجد ان مناهج التربية علمت الفرد منذ طفولته كيف ينظم وقته ما بين الجد واللهو, عرف كيف يغذي أفراده منذ الصغر على المطالعة والقراءة, فأنت ترى الطفل يقرأ في الباص, وفي عيادة الطبيب, وأمه تقرأ له عندالمساء, وفي الطائرة يتصفح الأب كتاباً لطفله الصغير..
حب المطالعة والرغبة في القراءة نهج يسلكه المربون هناك, فالأم والأب ينظمان برنامجاً اسبوعياً لاولادهما يتضمن زيارة الى احدى المكتبات العامة, فالأم تقرأ, والأب يطالع, والجد يقص الحكايات التي تثري خيالات الأطفال, والجدة تقرأ للصغار وتسألهم بما حوته القصة من مفاهيم وأفكار, والطفل يلتقط عبر حواسه الذكية كل المعارف والمعلومات, ليسأل ويختزن في الذاكرة ويهضم هذا الموروث ليغذيه وينميه بالمطالعة الغزيرة والقراءة المستمرة ,حتى تصبح شهية يلتهمها كل يوم لاتقل أهمية عن الوجبات الثلاث.
وأثبتت الباحثة الأميركية "برنيسكلنيان" أن القراءة تعمل على :
- زيادة رحابة عالم الطفل.
- تنمي استقلاليته.
- تثري خياله.
- تؤسس لديه عادة القراءة طوال حياته.
- تطور مفرداته اللغوية.
- تنمي عنده المقدرة على فهم الآخرين.
- تزيد من الألفة العاطفية بين أفراد الأسرة.
ولهذا تطورت تلك الشعوب ,ونضجت , وابدعت, وسبقتنا في كل شيء, بينما نحن نملك مفتاح الحضارة منذ زمن, وكان هذا المفتاح بين أيدينا, لكننا ضيعناه بالتفاهات والسفاهة وفنون الغناء والطرب, وتبدد الوقت الثمين بالقشور, وتحول همنا الى اللهو والعبث,نعيش الغفلة والضياع رغم كل مظاهرالتكنولوجيا الحديثة التي نقتنيها في بيوتنا لنوهم أنفسنا, أننا في ذروة الرقي !!.
فهل من وقفة أخرى مع انفسنا ننظر فى ماضينا وتراثنا وحضارتنا ؟؟؟؟؟لا أنادى بالعودة الى الوراء بل انادى باسترجاع ماضاع و تاه فى خضم تصارع الابواب الغربية المفتوحة على مصراعيها بتصدير كل ما لايفيد ولا يجدى ولا ينفع ,,,,,,
بينما تستمد منا ماضينا الحضارى و تأصلنا العريق و تنميه وتطوره ونحن فى غفلة ......
الم نرى ان الوقت قد حان.. بل ويفرض علينا الواقع ايضاً ان نهتم بالمطالعة و القراءة حتى نستعيد هذا التاريخ الذى ضاع؟؟؟؟وذلك بأثراء وترسيخ هذه العادة فى أطفالنا منذ الصغر ؟