ربّ ارجعوني
قد غرّني فيما مضى شبابي.. وجمال سيارتي وثيابي..
ونسيت الاستعداد للحياة الأخرى.. والله لقد عظمت كربتي.. وذهبت قوتي..
وغداً يصبح التراب فراشي.. ليتني كنت من قوّام الليل..
الذين أطار ذكر النار عنهم النوم.. وأطال اشتياقهم إلى الجنان الصوم..
فنحلت أجسادهم.. وتغيرت ألوانهم..
تفكرت في الحشر والمعاد.. وتذكرت حين يقوم الأشهاد..
ويلي.. إن في القيامة لحسرات.. وإن في الحشر لزفرات.. وعلى الصراط عثرات..
وعند الميزان عبرات.. والظلم يومئذ ظلمات.. والكتب تحوي أخفى النظرات..
والحسرة العظمى عند عرض السيئات.. فريق في الجنة يرتقون الدرجات..
وفريق في السعير يهبطون الدركات.. وما بيني وبين هذا إلا أن يقال : فلان مات..
وأخشى أن أصيح: ربّ ارجعوني.. فيقال : العمر.. فات..
عجباً للموتى.. جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا.. وبنوا مساكنهم فما سكنوا..
تباً لهذه الدنيا.. أولها عناء.. وآخرها فناء.. حلالها حساب..
وحرامها عقاب.. تفكرت في حالي..فإذا عمري محدود..
ونفسي معدود.. وجسمي بعد الممات مع الدود..
آه.. إذا زلت يوم القيامة القدم.. وارتفع البكاء وطال الندم..
ويلي إذا قدمت على من يحاسبني على الصغير والكبير ..
يوم تزل بالعصاة الأقدام.. وتكثر الآهات والآلام.. وتنقضي اللذات كأنها أحلام..
ثم بكيت.. نعم.. بكيت وتمنيت البقاء في الدنيا..
لا لأجل التمتع بها.. وإنما لأصلح علاقتي بربي جل جلاله
الدكتور ( محمد العريفي )