السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا قال الله عز و جل في الاية الكريم (عيشة راضية) و لم يقل (عيشة ذي رضى) ؟
.
ان اضافة ياء النسب للاسم تجعل المنسوب من آل المنسوب اليه مثل كلمة عراقي او تميمي (نسبت يائهما الشخص للارض التي ينتمي اليها) لكن هذه الاضافة لم يكتفي بها النحويون لهذا قاموا بوضع بعض الصيغ الصرفية معها مثل (فعّال) او (فاعل) لتقوم ايضاً بنسبة شيء الى شيء اخر لكن مع فرق قليل بالمعنى .
فصيغة (فعّال) مثلاً تنسب الصفة بالموصوف بشدة و بكثرة مثل كلمة توّاب , غفّار او جبّار , اما صيغة (فاعل) فهي تلزم الصفة بالموصوف بفعل ثابت فيه .
.
الان بالعودة الى الاية ((فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)) نجد الصفة نسبت للمعيشة على وزن فاعل و ليست عن طريق (ياء النسب) و ذلك للدلالة على ثبوت الرضى في المعيشة اولاً , و ثانياً اعطاء المعيشة في النص القدرة على الحياة و الشعور مثلها مثل الانسان , فليس الانسان وحده راضي بل المعيشة ايضاً راضية معه !!
.
ملاحظة/ على ضوء هذا النص ندرك صحة نقل الائمة الصالحين من بخاري او مسلم او غيرهما للاحاديث النبوية المتواترة , نذكر منها الحديث الاتي الذي يقوم بتبيين شعور و كلام كُل من المنازل الاخروية:
.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم قال : ((" افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ النَّارُ : يَا رَبِّ ، يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ ، وَالْمُلُوكُ ، وَالْأَشْرَافُ ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ ، فَقَالَ اللَّهُ لِلنَّارِ : أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعْتِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ، فَأَمَّا النَّارُ فَيُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ))