السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الزينة الظاهرة و الخفية للمرأة المقصودة في هذه الاية الكريمة : ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) ..؟؟
.
اسم (زينة) يعتبر (مصدر) ينتسب الى الذوات كصفة لاصقة فيها , فأي شيء مثلاً تثبت عليه صفة الزينة نستطيع ان نطلق عليه هذا الاسم بدل الاسم الحقيقي ..
.
بالرجوع الى الاية الكريمة اعلاه نجد هناك ثلاث تصنيفات لجسد المرأه من الناحية القرآنية و هي جزء الفرج و جزأي الزينة الخفية و الزينة الظاهرة , قبل ان نبدأ بتوضيح ماهية الزينة الظاهرة و الخفية يجب ان نعلم ان الاصل بتحريم ظهور الزينة و الفروج هو ضرر ذلك على الدماغ و غيره حسب اخر الدراسات العلمية الحديثة و بما ان قاعدة التحريم الاساسية هي ((لا ضرر و لا ضرار)) اصبحت الحكمة من ارتداء الحجاب واضحة لكم , فلو لم يكن هناك ضرر من ابداء الزينة ما حرمها الله عز و جل .
الان لنعود لتوضيح ماهية الزينة : ( بعد استثناء الفرج يتبقى لدينا الزينة الخفية و هي(الرأس كله و انصاف اليدين و انصاف القدمين) هذه الزينة وجب عدم ابدائها حسب الامر الرباني باستنثاء الظاهر من هذه الاجزاء كما تعبر عنها الاية لغوياً , الان لنقوم بعملية الاستثناء و لنبدأ بالرأس سنلاحظ ان الوجه هو الجزء الظاهر منه لأنه يستخدم للتعريف بالعادة , اما انصاف اليدين فنستثني منهما الكفين الى الرسغ لاجل ظهورهما المتواصل بسبب العمل , بقي فقط انصاف القديمن نستثني منهما وجه القدم بسبب المشي و العمل ايضاً)
.
ملاحظة / ان هذا التدبر يوافق ماقاله الامام ابي حنيفة رضي الله عنه من جواز ابداء الوجه و الكفين و ظاهر القديمن في قوله : قال شيخ الإسلام في فتاواه (22\114): «القدم يجوز إبداؤه عند أبي حنيفة، وهو الأقوى. فإن عائشة جعلته من الزينة الظاهرة، قالت: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قالت: "الْفَتْخُ" حَلَقٌ من فِضةٍ تكون في أصابع الرجْلين. رواه ابن أبي حاتم. فهذا دليلٌ على أن النساء كُنّ يُظهرن أقدامهن. أوّلاً: كما يُظهِرن الوجه واليدين، كنّ يُرخين ذُيولَـهُـن. فهي إذا مشت، قد يظهر قدمها. ولم يكنّ يمشين في خِفافٍ وأحذية. وتغطية هذا في الصلاة فيه حرجٌ عظيم. وأم سلمة قالت: "تصلي المرأة في ثوبٍ سابِغٍ يغطي ظهر قدميها". فهي إذا سجدت، قد يبدو باطن القدم...».