صباحكم عبق بذكر الله
كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟
القواعد الأربع لتحصيل (الحلاوة)
* هل أدهشتك أخبارُ الصالحين الذين يحسنون الطمأنينة ويتقنون الخشوع في صلواتهم كمسلم بن يسار الذي كان في صلاة وانهدمت ناحية المسجد ففزع الناس وهربوا وهو في صلاته ما التفت أو كعمرو بن عتبة بن فرقد الذي كان في صلاة فسمعوا صوت أسد فهرب من كان حوله وهو قائم يصلي لم ينصرف؟؟
* هل أعجبتك أحوال العابدين الذين يطيلون الصلاة دون مللٍ ويكثرون السجود دون كللٍ كعثمان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن كله في ركعة أو كسفيان الذي سجدة بعد المغرب سجدة فما قام منها حتى نودي للعشاء أو كأحمد الذي كان يصلي في اليوم والليلة 300 ركعة؟
* هل تاقتْ نفسك أن تكون ممن يثبتون على متابعة الطاعات دون انقطاع ويواصلون القربات دون هجر كسعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد وكالأعمش الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام 70 سنة وكسليمان التيمي الذي غبر 40 عاما يصوم يوما ويفطر يوما؟
* هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة)؟؟
* إننا عندما نقرأ مثل هذه (الصور) المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال (الرفيعة)
نرجع (الفكر) في أحوالنا السقيمة هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم ؟
ثم نرجع (الفكر) كرتين فينقلب (الفكرُ) خاسئاً وهو حسير
* ما الذي جعلهم يبلغون في (الاجتهاد) منزلةً لا تبارى
ويصلون في (الإيمان) درجةً لا تسامى؟
* ما الذي جعلهم يصبرون على (متابعة الطاعات) ويتحملون (شدائد الثبات) ويقامون (إغراءات الراحات)؟؟
* السر يكمن في كلمةٍ واحدة (الحلاوة)
نعم إنها (حلاوةُ الإيمان) التي طعموها و(لذة العبادة ) التي ذاقوها
* فالنفسُ لا تترك لذةً إلا إلى لـ(لذة) أعظم منها وأكمل
وأي لذة أعظم وأكمل وأكبر من (حلاوة الإيمان)!!؟؟
هذا هو السر إذاً!!
* إنها (حلاوةُ الإيمان) التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بـ(عبادته) مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت
* (حلاوة الإيمان) هي مفتاحُ الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيي بروح الوحي وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة =كملت له لذته وتناهت فيه سعادته
* وقد تأملتُ في نصوص الوحيين أبحث عن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة فوجدتُ أربعة قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع =فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة
القاعدة الأولى/ بقدر (محبتك) تكون (لذتك)
محبةُ الله هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام
& وقانون الحب يقضي بأن اللذة تتبع الحب وتنبع منه
فلو سألتَ عاشقاً متيماً عن لذته عندما يكلم معشوقته أو يجالسها أو يسمع حديثها لقال لك :
وحديثها السحر الحلال لو أنه* * لم يجن قتل المسلم المتحرز