فازت قصيدة الشاعر سمير فراج ” نزع القناع” بجائزة أفضل قصيدة من مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى:
نزع القناع
إِذا وَقَفْتِ
عَلَى أَعْتابِ أَسْئِلَتى
وَشِئْتِ أن تَشِهَدى أَسْرارَ مُعْجِزَتى
فَقَدِّمى الصَّمْتَ قُرْباناً
بِساَحَتِها
وَحَاذِرى أن تَمَسِّى الجَمْرَ فى لُغَتي
أَنا لِطَيْرِ المَنافى
قَدْ غَدَوْتُ مَدَىً
فَكُلُّ أَسْرابِه ِ
حَطَّتْ عَلَى رِئَتى
طُفُولَةُ الكَلِماتِ الحُلْمِ
أَعْصِرُها
زَيْتا
يزيدُ اشْتِهاءَ النَّارِ
فى شَفَتى
كُلُّ الخَساَئِرِ
قَدْ مارُسْتُها فَأَنا
وَجَّهْتُ نَحْوَ قُلوبِ النَّاسِ
بَوْصَلَتي
أَتْقَنْتُ فَنَّ التَّخَلِّي
... مالَهُ ثَمَنٌ
يُباعُ
فى سُوقِ إِدْرَاكي
وَفَلْسَفَتى
أَبِيعُ
ما ادَّخَرَتْهُ الشَّمْسُ مِنْ لَهَبٍ :
صَوْتى المُعارِضَ
أَقْلامى وَأُغْنِيَتى
أَبيعُ كُلَّ طَريقٍ كُنْتُ أَسْلُكُها
أَبيعُ فى سَفَرى
نَجْمى وَراحِلَتى
أَبيعُ فى الحَرْبِ
سَيْفي
خَوْذَتى
فَرَسي
أَبيعُ
فى البَحْرِ مِجْدافي
وَأَشْرِعَتي
أَبيعُ
كُلَّ قَوَافى الشِّعْرِ
مُنْتَهِكَاً
مَنَابِعَ النُّورِ
فى أَحْداقِ مُلْهِمَتى
أَبيعُ
وَجْهَ حَكيمٍ
جاءَ يَنْصَحُنى
ما حَلُّ مُشْكِلَتى
فى بَيْعِ مُشْكِلَتى
أَبيعُ
فى الصَّيْفِ غَيْمَاً
أَسْتَظِلُّ بِهِ
أَبيعُ
كُلَّ شِتاءٍ
حَرَّ مِدْفأَتى
أَبيعُ
ماذا أَبيعُ الآنَ ؟
قَدْ نَفدَتْ خَزائِنى
وَدَمى مِنْ قاعِ مِحْبَرَتي
أَبيعُ
حَتَّى أَرَى لِلضَّوْءِ أُغْنِيَةً
لِشِمْسِها مَطْلَعٌ مِنْ شَرْقِ أُغْنِيَتى
لَعَلَّنى أَشْتَرى يا حُلْوَتى زَمَناً
أَصْفَى
مِنَ الزَّمَنِ المَحْرومِ
مِنْ ثِقَتى
وَأَشْتَرى كِبْرِياءَ الوَقْتِ
كَمْ عَجَزَتْ
كُلُّ المَواقيتِ
عَنْ
إِخْضاعِ أُمْنِيَتى
كُلُّ المَساءاتِ
رَدَّتْ مُقْلَتى
سَهَراً
كُلُّ المَسافاتِ
رَدَّتْ
حُزْنَ أَمْتِعَتى
لَسْتُ المَسيحَ
الَّذى تَرْجونَهُ
فَخُذوا خَلاصَكُمْ
وارْحَلوا
عَنْ سورِ مَمْلَكَتى
تَعَلَّموا مِنْ شَقائى أَنَّنى رَجُلٌ
ما عُدت أَجْمَعُ أَصْحاباً بِأَوْرِدَتى
تَغَيَّرَتْ صَفْحَةُ العُمْرِ
الَّتى طُمِسَتْ
سُطورُها وَطَوَتْنى دُونَ مَرْحَمَةِ
ما عُدت أَقْدِرُ أن أَهْوَى
بِأَحْرُفِها
ما عُدت أَسْتَصْحِبُ الأَشْواقَ
قافِيَتى
عَلَّمْتُكُمْ غَزْلَ نورِ الصُّبْحِ كَيْفَ إِذَنْ
صِرْتُمْ خُيوطَ الرَّدَى
فى حَبْلِ مِشْنَقَتي!
مُقَنَّعونَ جَميعاً
يُنْكِرونَ أَسَىً
أَنِّى بَدَوْتُ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَقْنِعَةِ
مَنْ كانَ يُؤْمِنُ
أَنَّ البَحْرَ بايَعَنى
وَذَلكَ المَوْجَ يَسْعَى نَحْوَ أَرْوِقَتى
فَلا يَبيتَنَّ إِلا غاسِلاً غَدَهُ
وَأَمْسَهُ بِبَقايا
نورِ أَزْمِنَتي
هَلْ كُنْتُ أَكْتُبُ
أَمْ هَذى الحُروفُ أَنا!
ما كُنْتُ مُنْفَلِتاً
يَهْذى بِمُنْفَلِتِ
مُعَمَّدٌ بِمِياهِ الشِّعْرِ
مُتَّكِىءٌ عَلَى عَصَىً
مِنْ قَريضٍ
فَهوَ عافِيَتى
أَقولُ لا
لِحُروفِ العَجْزِ مُشْتَهِياً
تِلْكَ الَّتى تَصْطَفينى
فى مُراوَغَتى
يا قُبْلَةَ الشِّعْرِ
ما أَشْهاكِ
ذُقْتُ بِها
رِيقَ السَّماواتِ مَعْسولاً عَلَى شَفَتى
إِنْ ضاعَ قَبْلَكِ عُمْرى لَمْ يَضِعْ عَبَثاً
ما فاتَنى قَبْلَ أن أَلْقاكِ
لَمْ يَفُتِ
يا جَمْرَة َالشِّعْرِ
ما أَقْساكِ
فيكِ صَدَى
صُراخِ كُلِّ جَحيمٍ
فى مُخَيِلَتى
يا ظُلْمَة َالشِّعْرِ
ما أَبْهاكِ مُشْرِقَةً
إِنْ تَدْلَهِمِّي
تُرِينى وَجْهَ مُؤْنِسَتى
يا لَعْنَةَ الشِّعْرِ
مُسْتَثْناكِ لَيْسَ لَهُ
حَظٌ مِنَ الوَهَجِ الساَّرى
بِذاكِرَاتى
نَبْضى غَريبٌ هُنا لَم ْيَحْوِهِ وَطَنٌ
فَأَسْكِنيه ِالْمَدَى
إِنْ كُنْتِ ساكِنَتى
لَوْ أَعْبُرُ الْبَحْرَ
رِيحُ الشِّعْرِ تَدْفَعُنى
وَإِنْ غَرِقْتُ
فَماءُ الشِّعْرِ فى رِئَتى
تَرَدَّدى أَلْفَ عُمْرٍ
قَبْلَ أن تَفِدى
عَلَى الْقَصائِدِ
فَهى التِّيه ُسَيِّدَتى
فَلَسْتِ أَوَّلَ ضَوْءٍ
شَعَّ فى قَدَرى
وَلَسْتِ آخِرَ ماءٍ
هَزَّ ساقِيَتى
خَمْر ُالقَصائِدِ
أَمْ جَمْرُ القَصائِدِ
لا
تَساءَلى عَنْ سَعيرٍ
شَبَّ فى لُغَتى
إِنْ أَسْكَرَتْنى فَكَرْمٌ لَسْتُ أَعْصِرُها
إِلا إِذا اسْتَسْلَمَتْ رُوحى
لِمِعْصَرَتى
أَوْ أَحْرَقَتْنى فَنارٌ لَسْتُ أُوقِدُها
إِلا لأبْصِرَ خَلْفَ النَّارِ
مَنْزِلَتى
لا تَسْأَلى عَنْ نِهاياتٍ
مُغَيَّبَةٍ
كُلُّ النِّهاياتِ جَاءَتْ
فى مُقَدِّمَتى
تَعَلَّمى الآنَ دَرْساً
يا مُعَلِّمَتى :
لا تَفْرَحى
بالَّذى يَأْتيكِ مِنْ جِهَتى
دَلَّتْ عَلَى مِيتَتى
أَحْزانُ أَسْئِلَتي
فَحَاذِرى
أَنْ يَمَسَّ النَّمْلُ
مِنْسَأَتي
ألف ألف مبرووووووك