خواطر على الطريق .. محمد رسول الله ... الدعوة و الرسالة.. الجزء الثانى

[الرحيل]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ان الحمد لله

نحمده و نستعينه و نستغفره

و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له

و يضلل فلا هادى له

الحمد لله المستحق لجميع أنواع العبادات

لذا قضى ألا نعبد إلا اياه

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

و هو القاهر فوق عباده العزيز الرحيم

و أشهد محمداً عبده ورسوله

و صفيه و حبيبه

جاء بالدين الوسط

و حذر من الزيغ و الشطط

و تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك

الصراط المزهر المنير

أرفع الأنبياء مكانا ،

لبنة تمامهم

و مسك ختامهم

فاللهم أجزيه عنا خير ما جازيت نبى عن دعوته

و رسولا عن رسالته و صلى اللهم و سلم

و زد بارك عليه و على آله و صحبه الكرام

و من تبعه و تمسك بسنته و اقتفى أثره الى يوم الدين

أما بعد

أحبتى فى الله نحن اليوم على موعد مع أمام النبين

و سيد المرسلين و خاتم المرسلين

محمد بن عبدالله النذير البشير

الصراط المزهر المنير

نحن اليوم على موعد معا

لنواصل رحلتنا الطويلة التى بدأنا بها فى لقاؤنا الماضى

مع سيد المرسلين

محمد صلى الله عليه و سلم

و كنا قد تركناه فى اللقاء الماضى

و هو عائد من الطائف بتأييد الله عز وجل

من بعد ما صد عن دعوته سفهاء الطائف

و بعد ما لقى منهم أشد الأذى

و ما نراه اليوم من تواصل لحملات الكفار

للنيل من نبينا و دينا و عقيدة

حتى بل الأمر حدود الجرأة بأن يخرج علينا

بهجوم سافر النبى صلى الله عليه و سلم

فى الوقت الذى أرى فيه تراخيا إسلاميا فى مواجهة تلك الهجمات السافرة

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و سوف نقلم أظافر كل من يحاول مجرد التفكير

للنيل من نبينا و ديننا و المسلمين

و كل ما يخصنا

نعم لكم دينكم و لنا ديننا

بشروط ألا يتطاول الكفار علينا

فيا أيها العالم الإسلامى الضخم المترامى الأطراف

للحد الذى بلغ تعداد الأقلية المسلمة بدولة غير مسلمة

بلغ ثلاثمائة ميلون مسلم

يا أيها المليار و نصف

أين أنتم أين قوتهم

كنتم أقوياء و عز بكم الإسلام يوم كنتم قلة!!!

و يوم بلغ بكم التعداد هذا الكم الهائل

نراكم ضغفاء ؟؟

لا أريد التمركز كثيرا حول تلك القضية

عاد النبى الى مكة


عاد و قد حنت عليه السحاب و الغمام

و أشفقت لمنظره الجبال

يقول النبى صلى الله عليه و سلم

فأنقلبت على وجهى و أنا مغموم فلم أستفق الا بقرن الثعالب

فإذا بسحابة قد اظلتنى فرعت رأسى فإذا بجبريل قاعد على كرسى بين السماء و الأرض

فجاءنى و هو يقول يا محمد ان الله قد سمع قولك لقومك و ما ردوه عليك

و هذا معى ملك الجبال فأمره بما شئت فيهم فنادانى ملك الجبال و قال

لو شئت اطبق عليهم الاخشبين ( و الاخشبان جبلان عظيمان بمكه شرفها الله)

فماذا قال النبى و الدماء لازالت تنزف من قدميه الشرفتين

هل ينقم النبى من الكفار و اهل مكه و الطائف ؟

قال كلا

بل انى لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله و لا يشرك به شيئأ

ما جاء النبى الا هاديا و مبشرا و نذيرا

و ما عاش لنفسه قط

و ما كان لينتقم لنفسه قط

فعاد النبى الى مكه بنصر الله و تأيده له

عاد النبى ليكمل مشواره الطويل فى الدعوة لدين الله

و اذا بموسم الحج يقترب

فنظرت قريش ماذا سيقولون لوفود العرب اذا جاءت و قابلت محمد؟

وهنا ملحظ جميل نستشف منه ان الكفار يتحرك دوما لحرب الاسلام بكل الطرق

اولها الحرب الاعلامية القذرة كما سيرد فى خاطرة صبر جميل

اجتمع كفار قريش و اخذوا يتشاورون بينهم ماذا سيقولون عن محمد لوفود العرب

هنا انطلق الكافر الفاجر الوليد بن المغيرة

نظر فى الامر و قلبه

انه فكر و قدر نظر ثم عبث

كشر ثم قال ان هذا الا سحر يؤثر

( ان هذا الذى يقوله محمد سحرا يفرق به بين المرء و اخيه و امه و ابيه و زوجته و قبيلته

و اتفق الجميع على قولة الفاجر الكافر الوليد بن المغيرة قاتله الله

و جاءت وفود العرب و قام النبى يدعوهم الى الاسلام و ابو جهل يمشى من خلفه و هو يقول

لا تصدقه انه صابىء كذاب ان الذى يأتى به محمد سحرا

اتهموه بالجنون...

و نادوا عليه يا مجنون

تفننون فى حربهم الاعلامية السافرة الكافرة

حتى ان الطفيل بن عمرو الدوسى عمد الى القطن فوضعه فى اذنه حتى لا يسمع كلام النبى

لكن على رغم انف قريش

و على رغم انف الطفيل

و على رغم انف القطن الذى بأذنه

يشاء الله ان يسمع الطفيل للنبى

فاتى الطفيل نفسه يراجعها فيقول

والله انى لرجل لبيب عاقل فكيف اعير عقلى لغيرى

أفا لا اتى هذا الرجل فاسمع منه فان كان حقا كنت اولى به

و ان كان غير ذلك فانى لاعلم العرب شعرها و نثرها

و اقبل على النبى و قال انى سمعت مقالة قومك فيك وانى اريد ان اسمع منك فأعرض على ما عندك

فيتلو عليه النبى بعض من آيات الله فأسلم الطفيل مكانه

ثم قال يا رسول الله ارسلنى الى قومى ادعوهم الى دين الله

و هنا ملحظ جميل

انه بمجرد اعلان الطفيل الاسلام بين يدى النبى أحس بأنه لبس لباس الجندية فى سبيل الله

و انه يجب عليه وجوبا ان يعمل لدين الله

فإذا به يتحرك يخرج لنشر دين الله

فمنذ متى و نعم نعلن اسلامنا و ماذا قدمنا لدين الله؟؟

اترك الاجابة لضمائرنا و هواجس نفوسنا

و يمشى النبى من قبيلة الى قبيلة و من خميمة الى خيمة و أبو جهل يمشى من خلفه يكذبه

حتى دخل النبى خيمة رجال اطهار أبرار من المدينة فقرأ عيلهم القرآن فيسلموا و يبعثهم النبى الى المدنية

و فى العام التالى يرجع من المدنية رهط كبير عظيم للقاء النبى و أخذ البيعة الكبرى

تلك البيعة التى تمثل تحولا كبيرا فى دعوة النبى صلى الله عليه و سلم

فيجتمع القوم بالنبى و يأخذون البيعة

حتى أن الهيثم بن التيهان قال للنبى

يا رسول الله

ان بيننا و بين الرجال حبالا و إنا قاطعوها ( أى ان بيننا و بين الكفار و اليهود صلات و عهود فإننا تاركوها)

فهل عسيت ان ينصرك الله فترجع إلى قومك و تدعنا!!

فقال النبى صلى الله عليه و سلم

كلا بل الهدم و الدم الدم

المحيا محياكم أيها الأنصار الأخيار و الممات مماتكم أيها الابرار

أسالم من سالمتم و أحارب من حاربتم

و عاد القوم الى المدنية و معهم سفير الاسلام الاول

ذلك الشاب المترف المنعم قبل الاسلام و لابس الخشن من الثياب بعد اسلامه

مصعب بن عمير

و يتجه سفير الاسلام الاول مصعب بن عمير

لينشر دين الله فى المدينة و يطهر الأرض من رجس الكافرين و المشركين كما علمه البشير النذير محمد بن عبدالله

ثم ماذا يا أخوة؟

تجتمع قريش لتتآمر على قتل النبى و تجمع فتيان مكة ليلتفوا حول بيت الرسول

لماذا؟

لقتل النبى

أى والله تجمعوا لقتل النبى العدنان

يريدون ليطفئوا نور الله يقطعوا نور التوحيد عن البشرية

و الله متم نوره و لو كره المشركون

و هل تستطيع الطحالب ان توقف سير السفن العملاقة؟

و هل يضر السماء نبح الكلاب

لا و الله

لقد نصره الله عبده و أخرجه من بينهم سالما ليهاجر الى المدينة

و هنا أصيب الكافرون بمقتل

أن محمد قد بدأ فى إقامة دولة قوية مسلمة فى المدينة

و اصبح الاسلام قويا

و بنى النبى المسجد و الجيش و كل نظام الدولة بمعنى الكلمة

هنا أخذ النبى يسير السريا لقطع الطريق على قوافل قريش

ليعلن لهم أن الاسلام أصبح له دولة و جيش

و أنه سيقلم أظافر من يحاول أن يعتدى عليه بعد اليوم

نعم يا أخوتى لا بد للإسلام من قوة تدافع عنه و تصد كيد الكافرين وتحمى حرمات الاسلام...

و علم النبى بقافلة لقريش على رأسها أبو سفيان بن حرب

فخرج النبى على رأس جيش صغير من المؤمنين البررة

و بلغ الخبر أبا سفيان فسلك طريقا أخر حتى بلغ مشارف مكة

و لما علمت قريش بالأمر خرج رؤوس الكفر منها على رأس جيوش جرارة

يظنون أنهم سيقضون على الاسلام و دولته فى مهدها

المسلمون قلة ...

لكنهم أقوياء بالإيمان

و الكفار جيوش جرارة

التقى الجيشان و دارت الحرب

و زاد الوطيس

و راحت سيوف المسلمون و رماحهم تحصد رؤوس الكفار و المشركين فى بدر

و انتصر المسلمون

أنتصر المسلمون ؟

هؤلاء الحفاة العراة ينتصرون و هم قلة ؟

و انهزم المشركون..

أبا سفيان و أبا جهل و غيرهم من صناديد الكفر بمكه؟

نعم أنهزم الكفار

و انتصر المسلمون بنصر الله

و أصبح دولة الاسلام قوية بالسنان و الرماح و السيوف و الايمان

و يوم أن تخلى المسلمون عن السنان و البنان و قوله و أعدوا ما استطعتم !!!

و تخلوا عن دين ربهم

انهزموا و ذاقوا مرارات الهزائم

و ما أحداث فلسطين والهند و الشيشان و العراق و افغان و كوسوفا و البوسنة و ابخازيا

و غيرها من كل بقاع الاسلام

ما حدثت الا بسبب ترك المسلمين لعقيدة الجهاد و الايمان و اعداد العدة للكفارين


اين الولاء و البراء ؟

الولاء لله و رسوله و دينه و البراء من الكفرة و المشركين


أنتصر المسلمون فى بدر و عاد المشركون يجرون خلفهم مرارة الهزيمة

و تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الاسلام

و يعود الكفار من جديد فى غزوة احد

و يخالف فيها المسلمون أمر النبى صلى الله عليه و سلم

تلك الغزوة التى يغشى فيها على النبى و تكسر رباعيته

فيها ألقى المسلمون السيوف و الرماح

لأنه قد شاع خبر وسطهم بأن محمد قد مات

و هنا ملحظ جميل لابد من عدم تصديق كلام الاعلام

لأنه يشارك فى الحرب و له دور فى نشر الاكاذيب لسبط عزيمة الاسلام

سرت الشائعة فى قلوب المسلمين كسريان النار فى الهشيم

فألقوا السلاح

حتى أن أنس بن النضر مر عليهم فقال لهم لماذا لا تقاتلون

قالوا لقد مات رسول الله فلماذا نقاتل

فقال و اسمعوا الى القول

قال

قوموا فموتوا على مات عليه رسول الله

و خاض انس المعركة مقبل غير مدبر فقابله سعد فقال

له يا سعد انى لأشم رائحة الجنة دون أحد

و قتل شهيدا فى سبيل الله

و كان بدنه به بضع و تسعون طعنة ما بين ضربة سيف و طعنة رمح كلها فى صدره ليست فى ظهره

ومن كثرتها ما عرفوه

ما عرفته إلا أخته ببنانه

غزوة أحد كلها دروس للمسلمين فى الحاضر

و أكتفى اليوم بهذا القدر


الأخوة الأحباء لنا لقاء قادم إن شاء لنكمل المسيرة مع أعظم داعية عرفته البشرية

فى لقاء الخواطر على الطريق محمد رسول الله

و اخر دعوانا ان الحمد لله سبحانك اللهم بحمدك نستغفرك و نتوب اليك

هذا و ماكان من توفيق فمن الله وحده

و ما كان من ذلل او نسيان فمنى و من الشيطان

و الله و رسوله منه براء

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


الرحيل

[طارق سرور]

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى الرحيل

وفى انتظار باقى هذه السلسلة القيمة

للحبيب والشفيع وسيد الخلق

سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

[توتى العمدة]

ـيع ـطيگ آلف عـآإأفـــيـہـ


ولآ ع ــــدمنـآآ روآئـع ــگ


.. وبآنتظآر ج ــديدگ ..

[الرحيل]

جزاك الله خيرا إخى طارق

على حسن المتابعة

جعلنا الله و إياك ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

أخوك الرحيل

[الرحيل]

جزاك الله خيرا أختى توتى

على حسن المتابعة

جعلنا الله و إياك ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

الرحيل

[العبيني]

جزاك الله خيراً على هذا الطرح
دمت بحفظ الله

[ندى الورد]

بارك الله فيك ياأخي الفاضل
وجزاك خير الجزاء
رفع الله قدرك، وزادك شرفا بالقرآن وتخلقا بأخلاق القرآن، وجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته
ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول وفي العمل، ونفع بنا وبكم، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال

[الرحيل]

جزاك الله خيرا

إخى العبينى

على حسن المتابعة

جعلنا الله و إياك ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

الرحيل

[الرحيل]

اللهم آمين

الأخت الفاضلة

ندى الورد

جزاك الله خيرا على دعائك الطيب

أسأل الله عز وجل أن يجزيك خير الجزاء

بالفوز بجنات عرضها السموات و الأرض

جعلنا الله و إياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

الرحيل