السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله
نحمده و نستعينه و نستغفره
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله ..فلا مضل له
ومن يضلل.. فلا هادى له
الحمد لله المستحق لجميع أنواع العبادات
لذا قضى ألا نعبد إلا إياه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و هو القاهر فوق عباده العزيز الرحيم
و أشهد محمداً عبده ورسوله
و صفيه و حبيبه
جاء بالدين الوسط
و حذر من الزيغ و الشطط
و تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها الا هالك
الصراط المزهر المنير
أرفع الأنبياء مكانا ،
لبنة تمامهم
و مسك ختامهم
فاللهم أجزيه عنا خير ما جازيت نبى عن دعوته
و رسولا عن رسالته و صلى اللهم و سلم
و زد بارك عليه و على آله و صحبه الكرام
و من تبعه و تمسك بسنته و اقتفى أثره الى يوم الدين
أما بعد
أحبتى فى الله نحن اليوم على موعد مع أمام النبين
و سيد المرسلين و خاتم المرسلين
محمد بن عبدالله النذير البشير
الصراط المزهر المنير
نحن مع خواطر على الطريق
و خاطرة اليوم بعنوان
صور منيرة من دعوة نبينا الرسول صلى الله عليه و سلم
محمد رسول الله .. دعوته و رسالته
عليه الصلاة و السلام
أحبتى فى الله
لقد نشأ النبى فى بيئة شركية
تصنع الحجارة بيديها و تسجد لها من دون الله
اتخذوا الاصنام آلهه لهم من دون الله
بل لقد وصل بهم الامر ان الواحد منهم يصنع الهه من حجر او نحاس
او خشب او من الطين
بل يصنعه من التمر أحيانا و يسجد له فإذا ما عبث الجوع ببطنه
قام يدس هذا الاله الرخيص فى جوفه ليذهب به أذى هذا الجوع الذى عبث ببطنه
بيئة شركية عجيبة
فأحتقر النبى هذه الاصنام و أنكر عبادتها
فذهب بعيدا بعيدا عن الناس فى أعلى الجبل فى غار حراء
يعبد الله على شريعة ابراهيم عليه و على نبينا السلام
و فى ليلة من الليالى و هو يتعبد و اذ بالوحى يتنزل عليه
آتاه جبريل فقال للنبى
إقرأ
فقال النبى ما بقارىء
فقال النبى فأخذنى فضمنى ضمة شديدة ثم أرسلنى و قال
اقرأ
فقلت ما انا بقارىء ثم أخذنى فضمنى الثانية ثم أرسلنى فقال
اقرأ فقلت ما أنا بقارىء ثم أخذنى فضمنى الثالثة ثم أرسلنى فقال
(اقرأ باسم ربك الذى خلق ) الى اخر الآيات
يقول النبى فرعبت منه و أسرع النبى الى زوجته خديجة فأخبرها بالخبر
فقالت لن يخزيك الله ابدا
ثم ذهبت به الى ابن عمها ورقة بن نوفل و كان رجلا يكتب الكتاب العبرانى
و كان شيخا كبيرا قد عمى فقص عليه النبى الخبر
فقال ورقه هذا و الله الناموس الذى نزل الله على موسى
ليتنى فيها جدعا لانصرك اذ يخرجك قومك
فقال النبى أوا مخرجى هم؟؟
فقال ورقة نعم ما من نبى بعثه الله من قبل الا و أذى و عدى من قومه
ها هى النبوة تدق ناقوسها انت يا محمد رسول الله ...
أنت يا محمد نبي هذه الامة ...
ها هى النبوة ترفع أعلامها
فما لبث النبى فترة و توفى ورقة و فتر الوحى فترة (اى انقطع فترة عن النبى )
و أصيب النبى بالحيرة
( أين النبوة؟ أين رسالته ؟ ما هو دوره؟ )
و يقول النبى فبينما انا امشى فسمعت صوتا فى يصرخ و ينادى
يا محمد يا محمد
فرفعت رأسى فإذا بالملك الذى جائنى بحراء قاعد على كرسى بين السماء و الارض
يقول النبى فرعبت منه فجفيت و هويت الى الارض
فأسرع النبى الى اهله يقول دثرونى دثرونى
فوضعوا عليه الاغطيه و دثروه
فإذا بالوحى ينادى عليه
يا أيها المدثر قم فأنذر و ربك فكبر و ثيابك فطهر و الرجز فاهجر ) الى اخر الايات
فما كان بالامس اصبح اليوم حملا ثقيلا
قم يا محمد لعبء العقيدة ....
قم يا محمد لأخراج الناس من عبادة الاصنام الى عبادة رب الناس
فقام النبى و ظل قائما أكثر من عشرين عاما
لم يقعد و لم يسترح و لم يعش لنفسه قط ...
انما عاش لدين الله و لدعوة الناس و تحمل الأذى و العنت و صلف المشركين ...
فماذا صنعنا نحن لدين الله و لدعوة الناس؟
اترك الجواب لانفسكم
فقام النبى يدعو فى السر لا فى العلن ...
نعم
فإن للأصنام جيوش و سيوف تتلمظ لدحر و قتل كل من يعتدى عليها
ما بالنا بأقوام يقتلون بعضهم من أجل ناقة ..
فماذا سيفعلون من أجل ألهه ينحرون لها آلاف النياق لترضى عنهم بزعمهم؟
نعم ان الامر جد خطير
فدعا النبى زوجته خديجة فأسلمت
و اسلم ابو بكر و على و طلحة و عثمان و ثمية و آل ياسر
و غيرهم من السابقين الاولين
و ظلت دعوة النبى فى السر ثلاث سنوات
يدعو السر لا فى العلن
( هنا ملحظ جميل نستطيع منه استخلاص العبر و الدروس
من ان السرية تستوجب فى الدعوة مخافة القضاء عليها فى مهدها )
أخوتى انا لا اسرد لكم قصة بهدف الاستمتاع بها ...
بل اقصها عليكم لنستخلص منها الدروس و العبر ...
و تكون سراجا يضىء لنا طريق الدعوة الى دين الله
و نتعلم كيف كان النبى يدعو
و كيف تحمل الاذى و العنت و صلف و تجبر الكافرين ...
ظل النبى صلى الله عليه و سلم يدعو اهله و اصحابه الكرام البررة و المقربين اليه
و استمرت مرحلة السرية ثلاث سنوات حتى نزل الامر ثانية على النبى
( و أنذر عشريتك الأقربين )
( و أعرض عن المشركين)
هنا قام النبى يدعو مكه كلها
فصعد النبى على جبل الصفى و المروة
و اخذ يصرخ باعلى صوته و ينادى على بطون قريش
يا بنى عدى يا بنى فهر يا بنى قريش
فتجمع اليه بطون قريش و سادتها
حتى ان الذى عجز عن ان يذهب بنفسه وكل عنه من يبلغه الخبر
و تجمع اهل مكة كلها
فقال النبى أرأيتم لو أنى أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟
قالوا نعم ما جربنا عليك الا الصدق
فقال النبى صلى الله عليه و سلم
فإنى رسول الله إليكم بين يدى عذاب شديد
انى رسول الله ...
و فى رواية قال اننى انا النذير العريان
(أى الذى لم يسعفه الوقت ليرتدى ثيابه فقال عريانا ليبلغ دين الله
( اى لم يرتدى جلبابه كامل ايزاره)
و هنا ملحظ جميل
ان الامر الدينية تغلب على الامور الدنيوية ...
فهل تركنا الدنيا من اجل الدين و بلاغ كلام الله ؟
كلا بل شغنا بالموضات و الرقصات و الاغنيات و غيرها مما لا يفيد بشىء
قال النبى انى رسول الله اليكم ( اننى انا النذير العريان)
فكان أول من رد عليه عمه
نظر اليه نظرة يتطاير منها الشرر
و قال
تبا لك سائر اليوم يا محمد ألهذا جمعتنا
فيتنزل فيه قول عز و جل ( تبت يدى ابى لهب ) الى آخر الآيات
و من هنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوة للدين الله
ألا و هى الجهر بالدعوة
و يبدأ الاذى ينزل من الكفر على اتباع النبى و أصحابه
حتى أن امرأة ..
إمرأة تتجرأ على رسول الله
زوجة ابا لهب تلك المرأة التى داست على أنوثتها
و قامت تتجرأ على صاحب المقام العالى محمد صلى الله عليه و سلم
فأخذت الحجارة بيديها و ذهبت الى رسول الله عند الكعبة و كان جالسا مع ابا بكر
فقالت يا أبا بكر اين صاحبك
( لقد أخذ الله بصرها عن رسول الله فما تراه)
فقد بلغنى انه يهجونى شعرا و قالت والله لو رأيته لرميت فاهه بهذا الفهر ( الحجارة )
ثم انشدت تقول
( مذمما عصينا و أمره أبينا و دينه قلينا )
و فتحت هذه المرأة الشريرة الباب للمشركين ليصبوا العذاب صبا على رسول الله
لماذا ؟
ما جاء يطلب مالا و ما جاء يطلب جاها ..
إنما جاء لإخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
و لإخراج الناس من ظلمات الشرك الى أنوار التوحيد
هنا بدأ المشركون يؤذون النبى و أصحابه
و جلس أبو لهب يقول لأصحابه أيكم يأخذ سلا هذا الجزور و يذهب ليلقيه على محمد و هو ساجد
( من يأخذ أمعاء الأبل المذبوح ليلقيه على ظهر النبى و هو ساجد)
فقام اليه المشرك الفاجر عقبة بن أبى معيض
فأخذه فألقاه على ظهر النبى و هو ساجد
لا اله الا الله ..
تلقى النجاسة على ظهر النبى ؟
نعم
من اجل الدين
فماذا صنعنا نحن من أجل الدين و هل صبرنا على الأذى ؟
هذا ما سنوضحه فى خاطرة بعنوان صبر جميل)
و ظل النبى ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءت أحدى بناته لترفع النجاسة عن رأسه
فداك نفسى يا رسول الله بأبى انت يا رسول الله
بل و يذهب عقبة مرة اخرى و يخنق النبى خنقا شديدا و هو ساجد
حتى كادت أنفاسه أن تخرج
ثم يأتى ابا بكر فيأخذه من منكبيه و يدفعه و هو يقول
( أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله)
أصبح التوحيد جريمة بالقديم و الحديث..
اصبح التوحيد تطرفا اصبح التوحيد إرهابا
لا اله الا الله
فهل تراجع النبى عن دعوته؟
بل سلط الكفار العبيد و الغلمان فقاموا يلقون التراب على رأس النبى
و يرجع النبى الى بيته فتقوم اليه احدى بناته لترفع التراب من على اطهر رأس
و هى تبكى فيقول النبى لا تبكى يا ابنتى ان الله مانع أباك ان شاء الله
و أستمر الكفار فى تعذيب المسلمين و النبى
و فرضوا الحصار الاقتصادى على النبى و اصحابه
(اسلوب قديم حديث الان
الحصار الاقتصادى يفرض على المسلمين من قديم الزمن
فرضوا الحصار على النبى فى شعب مكه
لا يأكلوهم و لا يشاربوهم و يتاجرون معهم و لا يتزوجون منهم
و استمر الحصار ثلاث سنوات
ثلاث سنوات على النبى و من معه؟
نعم
حتى ان النبى و اصحابه أكلوا الجلد وورق الشجر
أما نحن فمنعمون و مترفون و أمنون
و لم نقدم لدين الله اى شىء بل لم نطبق الدين حسن تطبيق..
ذلك الدين الذى اوذى النبى و عذب هو اصحابه و فرض عليه الحصار
ثم جاءنا نحن الان بل تعب منا و لم نقتدى به
استمر الحصار ثلاث سنوات
ثم فرج الله و الكرب و اذهب الله الهم
ثم يصاب الرسول بفاجة شديدة اذ تموت عمه ابو طالب
ذلك الحصن المنيع الذى تتحطم عليه ضربات المشركين
الذى كان بلا منازع من اول المدافعين عن النبى
و بالرغم من ذلك يموت ابو طالب على دين قومه
و يتنزل فيه قول الله بان الله لن يقبل استغفار النبى له و لو ألف مرة
و بعد شهرين او ثلاثة تموت زوجته خديجة
ماتت التى كانت تأخذ النبى فى صدرها لتذهب عنه الالم
حتى ان النبى سمى هذا العام عام الحزن
( نعم و الله انه لعام حزن على النبى و اصحابه)
و هنا تبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوة
اذ يزيد المشركون العذاب اضعافا مضاعفة على النبى و اصحابه
حتى ان احد اصحاب النبى يقول
يا رسول الله ألا تدعوا الله لنا الا ترى ما نحن فيه
فيقول النبى ان من كان قبلكم كان يؤتى به فيوضع المنشار بين مفرق رأسه
فيشق نصفين فلا يرده ذلك عن دين الله ..
و تفنن المشركون فى إيذاء الحبيب محمد و أصحابه
فكانت اول شهيدة فى الاسلام سمية
عذبها ابو جهل عذابا شديدا و فى النهاية طعنها بحربته فى فرجها فماتت
فهل صبرنا نحن على الاذى من اجل دين الله؟؟
و يترك النبى هذه الارض الصماء الجامدة و يتوج الى الطائف
يمشى على قدميه حافيا يمشى اكثر من سبعين كيلو
لا معه سيارة مكيفة و لا طائرة خاصة
لماذا توجه تلقاء الطائف؟
ذهب يبحث عن ارض خصبة و قلوب تؤمن لدين الله
و ينشر دين الله ذهب لاخراج الناس من النار الى رياض الجنة
و لما وصل الطائف و اخبرهم خبر رسالته و انه رسول الله اليهم
لكنهم أبوا ان يؤمنوا به
فقام النبى يطلب منهم طلب هو اقل ما يطلبه الانسان من اخيه الانسان
قال اذا فعلتم بى ما فعلتم فاكتموا خبر زيارتى عن أهل مكه حتى لا تزداد شماتتهم
لكن القوم كانوا اشد خسة و دناءة
فسلطوا عليه العبيد و الغلامان و وقفوا صفين و اخذوا يرمونه بالحجارة
حتى سالت الدماء من قدمية الحافيتين المتعبتين من اثر السير الطويل بالليل و النهار
و ألجأ السفهاء النبى الى حديقة لعتبة و شيبة بن ربيعة
( و اخذ يدعوا و يقول اللهم انت ربى
الى من تكلنى الى بعيد يتجهمنى ام الى عدو ملكته امرى
ان يكن بك غضب على فلا ابالى غير ان رحمتك اوسع بى
لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة الا بك)
و كان عندهم غلام يهودى فقام يقدم الى النبى الطعام فوجده يقبله
و يسمى عليه و يأكل بيمنه ورأى الشامة التى على كتف النبى الانور الاطهر
فعلم انه رسول الله الذى بلغت عنه الرسل من قبل
فقام يقبل النبى و يقبل قدم النبى و شهد بين يديى النبى بالاسلام
و عاد النبى الى مكة
عاد و قد حنت عليه السحاب و الغمام و اشفقت من منظره الجبال
يقول النبى ( فأنقلبت على وجهى و أنا مغموم فلم أستفق الا بقرن الثعالب
فإذا بسحابة قد اظلتنى فرعت رأسى فإذا بجبريل قاعد على كرسى بين السماء و الأرض
فجاءنى و هو يقول يا محمد ان الله قد سمع قولك لقومك و ما ردوه عليك
و هذا معى ملك الجبال فأمره بما شئت فيهم فنادانى ملك الجبال و قال
لو شئت اطبق عليهم الاخشبين ( و الاخشبان جبلان عظيمان بمكه شرفها الله)
فماذا قال النبى و الدماء لازالت تنزف من قدميه الشرفتين
هل ينقم النبى من الكفار و اهل مكه و الطائف ؟
قال كلا بل انى لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله و لا يشرك به شيئأ
ما جاء النبى الا هاديا و مبشرا و نذيرا
و ما عاش لنفسه قط
و ما كان لينتقم لنفسه قط
فعاد النبى الى مكه بنصر الله و تأيده له
عاد النبى ليكمل مشواره الطويل فى الدعوة لدين الله
و أكتفى اليوم بهذا القدر
الأخوة الأحباء لنا لقاء قادم إن شاء لنكمل المسيرة مع أعظم داعية عرفته البشرية
فى لقاء الخواطر على الطريق محمد رسول الله
و اخر دعوانا ان الحمد لله سبحانك اللهم بحمدك نستغفرك و نتوب اليك
هذا و ماكان من توفيق فمن الله وحده
و ما كان من ذلل او نسيان فمنى و من الشيطان
و الله و رسوله منه براء
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الرحيل
08-01-2014, 10:18 PM
خواطر على الطريق .. محمد رسول الله ... الدعوة و الرسالة.. الجزء الأول
رد: خواطر على الطريق .. محمد رسول الله ... الدعوة و الرسالة.. الجزء الأول
