حكاية وردة
عَـيْـناهُ تقْـتَحِـمان رقصتها بِـشوقٍ واشـتهاءْ
لَـمـَّا رأتـهُ تـمايَـلـتْ تخْـتـالُ في أحـلى رداءْ
ضحكتْ لهُ فاحْمَرَّ خَـدَّاها فـزادَتْ في البهاءْ
بعـثـتْ إلـيـهِ بعـطرها الـفَـوَّاح يحملهُ الـهواءْ
فأتـى إليها في الحديقةِ وهْـوَ يُضْمِرُ الاعـتـداءْ
وبجـيـدِهاعَـبـَثَـتْ أنامِلُـهُ فـخَـضَّـبَـها الحـيـاءْ
ظـنَّـتْـهُ - عن جهلٍ - يداعـبُها ليمنحَها الغذاءْ
لكـنَّـهُ ذبـح الضحـيةَ فـي سـرورٍ وانْـتِــشـاءْ
بمقَصِّهِ الـباغِي أسـالَ على براعِـمِـها الدِّماءْ
****
الوردةُ الحمراءُ قـالت وهْـيَ تجْـهَـشُ بالـبُـكاءْ:
لِـمَ أنت تذبحني وعِـطري عَـمَّ أرجـاءَ الفضاءْ ؟
عـطـري أجُـودُ بـهِ لِمَنْ يـَهْـواهُ ..أحْسَنَ أ مْ أساءْ
أنـا لا أفـرِّق في العـطاء ..فكـلهـم عندي سـواءْ
أَوَليس في رئـتـيْـكَ منه مـا يـدلُّ عـلى الـوفـاءْ ؟
لَـمْ أرْتكِـبْ إثـماً لِكَــيْ ألْـقىَ عـلى يـدِكَ الجـزاءْ
إني ربـيـعٌ للـحـياةِ فـكـيف تَـرْضى لِيْ الـفـناءْ ؟
اَوَليس عندكَ لي شـفـيعٌ كيْ يصونَ ليَ البـقـاءْ ؟
****
فأجـابهـاالجانـي وقـدْ أبـدى سِــماتِ الأبـريـاءْ
يا وردةً سَـرَقـتْ عـطـورَ حـبـيـبتي يـومَ اللـقاءْ
وتجـمَّـلَـتْ بجـمالها كـيْ تـسْـتَـدِرَّ بـهِ الـثَّــنـاءْ
إ ني قطفـتُكِ كي أصونكِ من وجودكِ في العَـرَاءْ
لا تـغـضـبي.. أنفاسُ فاتنتي ستـمنـحكِ الشِّفاءْ
فـلـسـوف أهـديـكِ إلـيـها عـندما يأتـي الـمساءْ
فـتَلَـمَّـسي لمليكتي سُـبُلَ المَسَرَّةِ والـهَـنـَاءْ
يكـفـيـكِ فـخـراً أن تكـوني عـنـدَ ســيِّـدةِ النساءْ
****
الوردة الحمراءُ أنَّـتْ وهْـيَ في الـنَّـزْعِ الأخـيـرْ
قالت لقاتـِلها : لماذا اخْـتـرْتَ لِيْ هـذا الـمصيرْ؟
أَأَكـون قـُـرْبـانـاً تـقــدِّ مُـهُ لِـرَبَّـاتِ الـخــدورْ؟
أَ يكـونُ جـثمـاني لِمَنْ أحْـبَـبْـتَ جـلاّبَ السرورْ؟
أَوَلـيس لي حـقُ الحـياةِ كـمثـلِ سُـكَّانِ القصورْ؟
****
يا لـيـتـني ماكـنـتُ أملكُ ذلك الـوجهَ الـنَّـضـيرْ
يا لـيـتـني ماكـنـتُ أنضحُ بالأريـجِ ولا العَـبـيـرْ
يا لـيـتـني ماكـنتُ نجـماً في بسـاتـيـنِ الزُّهـورْ
يا ليتني قدكنتُ شوْكاً في الصحارى والصخورْ
لأكـونَ فـي أمنٍ ..وتخْـشاني الثـعالبُ والـنـمورْ
شعر: سعيد حسينالقاضي
15\4\2014