ساكون تلك الشامخة الكريمة
مآذآ لو كنت غيمـة ؟..
إلى أين سأذهب؟
إلى أين سيأخذني صديقي الريح؟
هل إلى بلدان تمنيت زيارتها؟
هل سأرى ما يعجبني؟
أم سأرى حرب , دماء و دموع؟
هل سأستقر في مكان واحد أم سأتنقل إلى ما لا نهاية؟
وكم من المرات سألبس اللون الأسود
و كم من المرات سأسكب دموع ممطرة؟
مممممممممم لا .. لا أريد أن أكون غيمة..
مـآذآ لو كنت وردة ؟
كم من الأشخاص سيتغزل بي؟
و كم من النساء الآتي سيغرن من جمالي؟
كم منهم سيعجب برائحة عطري الزكية الذي
لا يوجد مثيل له بين العطور الفرنسية أو العربية ..
لكن لحظة ماذا سيحدث أن أُعجب بي
أحدهم و قرر أن يقطفني و يبعدني عن أسرتي .
لن أتحمل ذلك ..
سأذبل حتى الموت ..
لا لا .. لا أريد أن أكون وردة..
مـآذآ لو كنت شجـره ؟
آه كم سأكون معطاءة .. مثمرة ..
لن أبخل على أحد بثماري ..
سأعطي الغني و الفقير ..
سأكون تلك الشامخة الكريمة ..
سأتباهى بطولي و بأوراقي الخضراء ..
لكن لحظة ماذا لو غدر بي الزمن
و قرر الريح أن يسلب ما لدي ..
و يترك أغصاني عارية بلا أوراق
تغطيها ولا ثمار تحملها ..
لا .. صعب أن أكون شجرة..
مـآذآ لو كنت طير ؟
سأكون حرة .. نعم حرة .
سأحلق بجناحي عاليا فالفضاء .. سأجول العالم ..
سأمرح .. سأفرح و أغرد ..
لكن ماذا لو قرر احدهم اصطيادي ليضعني
حبيسة قفص ذو أسلاك ذهبية ..
لن أتحمل كوني أسيرة لدى أحدهم
لا أريد أن أكون طير..
مـآذآ لو كنت بيت ؟
آه كم سأفرح لأني سأكون المأوى و الملجأ ..
لأم و أب .. ابن و ابنة ..
سأشعرهم بالراحة و الطمأنينة ..
سيشتاقون إلي كلما غادروني ..
لكن ماذا لو زاد عددهم و كبروا؟
ماذا لو قرروا أن يرحلوا إلى مكان آخر ..
إلى بيت أكبر و تركوني وحيدة .. مهجورة ..
لا صوت ولا ضحكات .. سوى غبار يملأ أركاني ..
لا أتمنى أن أكون كذلك..
لو كنت شمس ؟
سأمد جميع الكائنات بالطاقة و الحرارة ..
سأدفئهم و سألهبهم قليلا بألسنة ألهبتي الحارقة إن أغضبوني ..
سيشتاقون لي إن غبت ..
لكن لحظة لن يريد أحد أن يصادقني و يمسك بيدي ..
لأني أؤذي كل من يقترب مني ...
لاااااااا ما هذه التخيلات؟؟؟
أتدرون ..
الأفضل أن أكون على ما أنا عليه ..
فلدي بعض من صفات كل من الغيمة , الوردة , الشجرة ,
الطير , البيت و الشمس و الحمد لله..
همسة ::
أرض بما أنت عليه و بما لديك
و احمد الله و أشكره على ما أنت فيه ..
فكثيرون يتمنون أن يملكوا جزء مما لديك ..
سواء إن كانت أشياء مادية أم صفات
و عادات تملكها..
همسة ::
مازالت بداخلك ذاك الطفل البريء .. المشاغب ..
لا بأس إن عشت طفولتك من حين لآخر ..
إلعب .. إمرح .. أركض .. أرسم .. لون .. إسأل ..
أسترجع ذكريات الطفولة و جددها..