(ج) عائلة مورغان
سافرسبنسر مورغان الأمريكي إلى انجلترا في الخمسينيات من القرن التاسع عشروتصادق مع مفكر أمريكي آخر اسمه جورج بيبادي الذي كان يعمل في التجارة معآل روتشيلد، ونمت تجارتهما وحققت ثروة كبيرة، وأصبح آل مورغان على صلةوثيقة بآل روتشيلد البريطانيين حتى صار آل مورغان عملاء سريين لآل روتشيلد،وأصبحوا الجبهة الأمريكية لمصالح البارون البريطاني الروتشيلدي ناثانمايير بن روتشيلد، وأصبح آل مورغان أحد فروع آل روتشيلد في الولاياتالمتحدة الأمريكية والممثل المالي لهم.
وشارك آل مورغان في الحرب الأهلية الأمريكية ببيع الأسلحة وكسبوا أموالاً طائلة.
وأصبحتعائلة آل مورغان من أقوى البيوت المصرفية في العالم واستطاع جون بي مورغانكبير العائلة في عام 1890م إعادة تنظيم أكبر طرق أمريكا الحديدية وبحلولعام 1902م كان أقوى قطب سكك حديدية في العالم مسيطرا على طريق السكك الحديدالبالغ طوله نحو خمسة آلاف ميل.
وساعدمورغان الحكومة الأمريكية عام 1893م من الخروج من المأزق المالي حيث دعماحتياطيات الحكومة بحوالي62 مليون دولار بذهب عائلة روتشيلد وفي عام 1890مأشرف على اندماج شركتي ايديسون جنرال اليكتريك وتومسون هاوستون اليكتريكلتشكلا معا شركة جنرال اليكتريك التي سيطرت على صناعة الأجهزة الكهربائيةفي أمريكا.
وقام مورغان بدمج عدة شركات لتصنيع الفولاذ، وفي عام 1902م خلق شركة انترناشنال هارفستر من عدة مصنعي معدات زراعيين متنافسين.
وتشعبتالإمبراطورية المورغانية في الأعمال والمشاريع حتى سيطرت على صناعة المالالأمريكي حتى العصر الحالي، حتى إنها امتدت لتشمل مؤسسات معفية من الضرائبوانضم آل روكفلر إلى آل مورغان رغم أنهما قد تنافسا في مواقع كثيرة إلاأنهما عملا في النهاية معًا.
ويقول الكاتب غريفن: إنهما عملا في النهاية معًا، ليخلقا اتحادًا بنكيا وطنيا يدعى نظام الاحتياط الفيدرالي.
وقد تم رسم الخطة الأولية لنظام الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع سرى في 1910م في منتجع مورغان الخاص في جيكلي ايلاند قرب ساحل جورجيا.
فعائلة روكفلر وعائلة مورغان :
تسيطران على معظم أسهم بنك الاحتياط الفدرالي الأمريكي وهما حليفتان لعائلةروتشيلد وتمتلكان حق طبع الدولار الأمريكي وتسيطران على صناعة النفطوصناعة الأدوية وصناعة السجائر ومعظم البنوك في وول ستريت وقد قتلت هذهالعائلات الثلاث رؤساء أمريكان منهم الرئيس أبراهام لينكون والرئيس ويلياممكيني والرئيس جيمس جارفيلد والرئيس جون كيندي – وكل من يقف بوجه هذهالعائلات يقتل دون شفقة أو رحمة.
قبل سنتين استضافت قناة الجزيرة المصرفي الأمريكي من أصل صيني سونج هونج ينجمؤلف كتاب حرب العملات الذي حذر الصين من طبخه تعدها العائلات الثلاث لضرباقتصاد الصين لكي تسيطر عليه فيما بعد ونصح الصين بأن تتخلص من العملاتالورقية التي لديها وتستبدلها بالذهب بعدها شنت هذه العائلات حرب على هذاالرجل واتهمته بمعاداة السامية وطالبت بمنع هذا الكتاب ( كتاب حرب العملات)ففي هذه الحلقة التي استضافت فيها قناة الجزيرة هذا المؤلف الصيني وناقشهفيها المذيع أحمد منصور حيث قال هذا المصرفي الصيني كلام خطير جدا عن سيطرةعائلة روتشيلد وحلفائها على المصارف المركزية وعن دمويتهم وقتلهم منيعارضهم حتى لوكان رئيس الدولة.
(د) روبرت موردوخ
روبرتموردوخ ، ليس يهودياً كما هو شائع عنه في الكتابات العربية، لكنه فقطيميني متطرف، يعشق الصهيونية وملتزم بكافة توجهاتها ومبادئها. وبوصفهأحد أباطرة الإعلام في العالم يعد الملياردير الأسترالي الأصل الصوتالإعلامي الأول والأقوى تأثيراً لدى مجموعة التطرف المسيحي في الولاياتالمتحدة المعروفة باسم "المحافظين الجدد".
قال عنه "تقرير واشنطن" لشهر يونيو 1995 : ذكر كورت هولدن "أن موردوخ لا هو يهودي الديانة ولا منأعضاء مجلس اليهود الأمريكيين (إيباك)، وعلى الرغم من ذلك فهو أفضل من يمكنتكليفه بإصدار مجلتين جديدتين تعملان لدعم إسرائيل إعلاميًّا".
وتعتبر مجموعة موردوخ الإعلامية "نيوز كورب" News Corp واحدة من 3مؤسسات عالمية تحرص جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية (اللوبي اليهودي) على شكرها؛ لدعمها الدولة العبرية إعلامياً واستثمارياً.. ومن المعروف أيضاًأن موردوخ (76 عاماً) استلم عديد الجوائز من عديد الجمعيات الخيرية اليهودية في العالم، كما أن بيتر شيرنين Peter Chernin ــ الرجل الثاني فيإمبراطوريته ــ يهودي متعصب.
المولد والنشأة والبداية:
ولدكبير أباطرة الإعلام في العالم ورجل الأعمال الشهير روبرت مردوخ في11 آذارعام 1931م، ولد فيملبورنبأستراليامنأب وأماسكتلنديين. وهو يتحكم بمجموعة (شايرمان وشاير هولدر) ورئيس مجلس إدارة المجموعة الإعلاميةالأكبر في العالم، والتي تعتبر.من أهم دعائم إسرائيل الإعلامية في العالم.
نشأ في أسرة غريبة التكوين؛ فجده لأبيه كان رجل دين، بينما كان جده لأمه أحدالمعروفين بلعب القمار، وكسب الأموال من الطرق غير المشروعة، فورث عنهمااتجاهاته اليمينية، وحب المال والسعي وراءه أينما كان.
وكان والده يملك أكبر صحيفتين في أستراليا مما جعله أكثر الإعلاميينأهمية في تلك الفترة، وقد حصل على لقب فارس لما قدمه من خدمات للدولة، كماشغل كيث الأب منصب المستشار الإعلامي لرئيس وزراء استراليا أثناء الحربالعالمية الأولى، بيلي هيوز.. وكان حلمه أن يورث أعماله لولده إلا أن روبرتالابن خيب أمله بتقدمه البطيء في العمل.
وقد التحق روبرت بمدرسة "جيلونج جرامر" التي تخرج فيها الأمير تشارلز،ثم أكمل دراسته في جامعة أوكسفورد البريطانية، وهناك في أكسفورد تفاعل معالحياة السياسية، وعايش صعود التيارات اليسارية والليبرالية ومعركتها معالتيار المحافظ ، وأُعجب بالأفكار الماركسية فأخذ منها ما يتماشى مع فكرهالرأسمالي الذي اكتسى بعد ذلك بمسحة "الاستغلال والانتهازية".
وفي هذه الفترة كان والده يعاني مشكلات صحية في القلب، ومع قلقه حيالمستقبل ولده ــ الذي كان يهدر وقته ونقود دراسته على الحفلات ــ طلب من صديقه "اللورد بيفربروك" صاحب صحيفة "دايلي اكسبريس" في لندن أن يوظف روبرت فيصحيفته.وسرعان ما اكتشف روبرت مواهبه الصحافية في صياغة المقالات واختيارالعناوين الأكثر جاذبية.
في العام 1952 توفي والده غارقاً في الديون، مما اضطر الأسرة إلى بيعكثير من الأسهم والممتلكات الأخرى لسدادها. وقد استكمل موردوخ الصغير دراستهليحصل على درجة الماجستير من أوكسفورد، وليعود فى العام 1953 إلى استراليامحاولاً إحياء صحيفة "ذي نيوز" الصغيرة التي تركها له والده، لكنه أخفق فياكتساب ثقة الناشرين خاصة مع انتشار سمعته كشخص يفتقر إلى الخبرة. إلا انهكرس وقته وجهده لتعلم واكتساب الخبرة اللازمة لإدارة الصحيفة التي منهاانطلقت مسيرة الإعلامي الذي سيُعطى كل أنواع الألقاب في ما بعد، من "بارون" إلى "عميد" و"ملياردير" وصولاً إلى "إمبراطور الإعلام".
بدأ مردوخ مسيرته في الصحف المحلية والتلفزيونات الأسترالية ثم ما لبث أن تمدد الوحش المالي إلى بريطانيا وأمريكا حيث بسط سيطرته على صناعة الأفلام والإعلام الفضائي وحتى شبكات الانترنت. بعد أن أحكم سيطرته على السوق الإعلامية في أستراليا قام بتوسيع نشاطه، وتحول عام 1969م إلى بريطانيا؛ حيث اشترى أولاً صحيفة News of th)world) الأسبوعية التي كان يصل حجم توزيعها إلى 6.2 ملايين نسخة، ثم قام بتغيير سياستها التحريرية اعتمادًا على الموضوعات الجنسية، والتركيز على العناوين ذات الحجم الكبير. بعد عدة أسابيع اشترى صحيفة (the Sun) بنصف مليون جنيه إسترليني بعد أن شارفت على الإفلاس؛ فخفض عدد العاملين بها، ثم ما لبث أن قلب سياستها التحريرية رأسًا على عقب، واستحدث في الصحيفة ركناً يومياً ثابتًا لصورة فتاة عارية، وركّز على أخبار الفضائح وما يحدث في المجتمع المخملي؛ فارتفعت مبيعات الصحيفتين في وقت قصير ليحقق مردوخ أرباح طائلة ويسيطر على سوق الإعلام البريطاني.
إمبراطورية إعلامية عابرة للقارات
تمكن القطب المتشدّد في ميوله المسيحية اليمينية (كيث روبرت موردوخ)من بناء إمبراطورية عملاقة صارت على مر الأيام أقوى من العديد من الدول فيالعالم، بل وأعظم تأثيراً ونفوذاً في السياسة الدولية. وانتشرت "نيوزكوربوريشن" التي تضم 800 مؤسّسة إخبارية وإعلامية، ليس في بريطانيا والولاياتالمتحدة وحدهما، بل وفي أستراليا وإيطاليا و52 بلداً آخراً، لتمتد إلى أربعقارات حول العالم.
أماالنقلة الكبرى ضمن سيطرته على الرأي العام البريطاني فكانت مع مرور مجموعة صحف (The Times) - أعرق الصحف البريطانية - بأزمة مالية حادة، وأعرض المستثمرون عن إنقاذها تخوفا منالغموض الذي يلفّ مستقبلها بعد تراجع مبيعاتها بشكل ملحوظ، ووقوع مشاكل مع عمالالطباعة والنقابات. إلا أن هذه المخاوف لم تمنع مردوخ من التركيز على المجموعة؛ لماتمثله من أهمية في عالم الصحافة وثقل في دنيا السياسة، ويبدو أنه كان قد حضّر خطةجديدة لتحويل خسارتها إلى أرباح، فخاض في سبيل ذلك معارك استخدم فيها كافة أسلحته،حتى حظي بتأييد رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك (مارجريت تاتشر) التي وافقت له بصفةاستثنائية على شراء المجموعة، بالرغم من أن قانون الاحتكارات البريطاني يمنع هيمنةشخص واحد على كل هذا العدد من الصحف، ومع ذلك يسيطر مردوخ على 40% من الصحافةالبريطانية.
وبين ثنايا تفاصيل هذه الإمبراطورية العملاقة، نجد أن موردوخ يمتلكأكثر من ( 175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها : "التايمز" اللندنية، و"الصندايتايمز" و"الصن" الشعبية أوسع الصحف البريطانية انتشاراً، و"نيوز أوف ذيورلد"، و"نيويورك بوست"، و"وول ستريت جورنال" ثاني الصحف الأوسع انتشاراً فيالولايات المتحدة، وإحدى أهم الدوريات الاقتصادية في أمريكا والعالم
اشتراها موردوخ في إطارصفقة "داو جونز" التي تضم شركة داو جونز للمعلومات المالية، ومجلة "بارونز" للشؤون المالية، بالإضافة إلى وكالة أنباء داو جونز،ونشرة "فاكتيفا"، ومجموعة صحف "بارون"، ومجموعة مؤشرات بورصات بمافي ذلك مؤشر داو جونز.. وكان المحللون قد أشاروا إلى أن صفقة شراءمجموعة "داو جونز" ستجعل من موردوخ، لاعباً رئيساً في الأخبارالمالية العالمية.
ويملك موردوخ أيضاً (25) مجلة من بينها : "تي في جيد" tv guid ،و"ويكلي ستاندارد" مجلة المحافظين الجدد التي يستلهم منها صقورإدارة جورج بوش الأفكار والمواقف.. تصدر في واشنطن وتتميز مقالاتهاورسوماتها بنزعة جماهيرية، وقد جاءت في إطار اهتمام المحافظينالجدد بالإعلام كوسيلة فعالة للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم وتعبئةالرأي العام للالتفاف حول القضايا التي يرونها مهمة
وعرفت "ويكليستاندارد" بأنها مجلة الجيل الثاني من المحافظين، الذي تميز بنزعة ايدولوجيةوحركية جماهيرية أكبر من الجيل الأول.. وكان هذا الجيل قد ظهر بعد فوزالولايات المتحدة بالحرب الباردة، وبعد أن أعاد ريجان وحرب الصحراء ثقةالأمريكيين في جيشهم، لذا تبنى الهدم كقيمة تنطلق من كيفية استخدام أمريكالقوتها ــ غير المسبوقة ــ كقطب أوحد في تحقيق أهدافها وتشكيل العالم وفقاًلرؤيتها.
وفي مجال التلفزة والبث الفضائي، يمتلك روبرت موردوخ (12) محطةتلفزيون في أمريكا وحدها، منها : شبكة تلفزيون "بي سكاي بي"، وشبكة "فياكوم" مالكة "سي بي إس" و "يو بي إن"، وشبكة "فوكس" fox التي تضم "فوكس فيدو" ومحطة "فوكس نيوز"Fox News الإخبارية الشهيرة سيئة السمعة، ذات التوجهات الصهيونيةالمناهضة للعرب والمسلمين، التي تأسست لكي تستحوذ على القسم الأوسع منالمشاهدين الأمريكيين وخاصة المتعصبين دينياً وقومياً.
ويمتلك أيضاً شركة "فوكس القرن العشرين" للسينما twentith century fox إحدى أهم شركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. ومحطة تلفزيون "دايركت تي في" التي تمثل أكبر نظام فضائيات في الولايات المتحدة، وتبث برامجها لنحو 12مليون منزل، حصل عليها موردوخ بدعم من لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكيةمقابل 8ر6 مليار دولار، وجاءت الخطوة بعد أن قام مسئولون أمريكيون بمنع مؤسسة "إيكو ستار" للاتصالات ــ أكبر منافسي مؤسسة موردوخ ــ من الحصول على هذهالصفقة
ويشترك موردوخ (العجوز) في ملكية سبع شبكات تلفزة في استراليا، وفيايطاليا يستحوذ على شبكة "سكاي ايطاليا".. كما يمتلك قنوات "تي في ستار" tv star في آسيا الموجهة إلى الشرق الأوسط والتي يصل بثها إلى 53 دولة.. ولمرودوخ كذلك حصة شبكة vox الألمانية، وكانال فوكس canal fox في أمريكااللاتينية.
وإلى جانب الصحف والمجلات والمحطات التليفزيونية يمتلك (الحاقد) موردروخ عدد من دور النشر العالمية التي تشتهر بشكل خاص بكتبها الدينية واسعةالانتشار, كدار نشر "هاربر كولينز". إضافة إلى خدمات الانترنت العديدة التيتقدمها شبكاته، ومؤخراً اشترى مجموعة "ماي سبيس" MySpace مقابل 580 مليوندولار، لكن أعضاء هذه المجموعة أصبحوا أكبر أربع مرّات في سنة واحدة، نظراًلنجاح هذه المؤسّسة الإعلامية.
ويمتلك موقع Propertyfinder.com المتخصص في مجال بيع وشراء العقاراتعبر الشبكة الدولية، ودفع موردوخ نحو 21 مليون دولار لشراء هذا الموقعالبريطاني الذي لم يكمل 10 سنوات من عمره ويزوره شهرياً أكثر من 700 ألف زائرللبحث عن العقار للشراء أو الإيجار من بين 200.000 عقار معروض على الموقع. وكان موردوخ قد انفق العام الماضي وحده أكثر من مليار دولار (معظمها خلال 4أشهر فقط) في شراء مواقع إلكترونية على الإنترنت كثيرٌ منها متخصص في تجارةالعقارات.
أنشأ مردوخ أقوى إمبراطوريات العالم الإعلامية، إمبراطورية تتسع بشكل دائم مؤمنة له موطئ قدم إعلامي وثقافي في كل بقعة من بقاع الأرض. وفي خضم متابعته لدعم شركته العالمية يتجه مردوخ الآن إلى السيطرة على الإعلام الصيني واقتحام سوره التجاري. إذ يملك قناة (phoenix) الناطقة بالصينية والتي انتقدت حلف شمال الأطلسي بلا هوادة بعد قصف طائراته لمقر السفارة الصينية في بلغراد أثناء التدخل العسكري في إقليم كوسوفو؛ وذلك إرضاء للسلطات الصينية وحفاظا على مصالحه، حتى إن السفارة البريطانية في بكين أرسلت بمذكرة إلى الخارجية البريطانية احتجاجاً على تغطية الصحف التي يملكها مردوخ للحدث. كما أمر بمنع نشر كتاب (الغرب والشرق) الذي ينتقد السياسة الشيوعية في الصين من ذات المنطلق، دون الالتفات إلى (حرية الرأي والفكر)، على الرغم من أن الكتاب يحتوي – حسب النقاد– على ملاحظات بنّاءة تفيد التجربة الصينية، وتعرض الجوانب الجيدة فيها، وتقترح تعديلات على السلبيات الملحوظة. كما أمر بمنع طباعة السيرة الذاتية للسير (كريس باتن) آخر حاكم بريطاني لهونغ كونغ.
فضيحة روبرت مردوخ على غلاف مجلة ذا ويك البريطانية.
يتعامل مردوخ مع الأحداث والأخبار كبضاعة يعمل على تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في آن واحد، مهما كان الثمن الأخلاقي، وهو ما استخدمه في كثير من المواقف؛ مما يظهر أن الأخلاق، المبادئ والمثل التي نادى بها في مطلع حياته العملية كانت حبراً على ورق، ولا تتعدى كونها سلاحًا واجه به خصومه، ثم أولاها ظهره بعد أن قويت شوكته.
يؤمن مردوخ بالانترنت كلغة العالم القادمة وبالتكنولوجيا الجديدة وعصر السرعة. كما يعتبر من أقوى الممهدين للعولمة ولكسر الحدود الحضارية والثقافية بهدف التغلغل في كبد المجتمعات تمهيدا لـ(عصرنتها) ويقدم مصالحه الشخصية والعقائدية على كل ما سواها. كما يعتبر وفيا لانتمائه اليميني ولقناعاته المتفقة مع محافظي الإدارات الأمريكية
نفوذ روبرت مردوخ في إنجلترا
يستحوذ روبرت موردوخ على قنوات "سكاي" في بريطانيا، التي يُعد أحد أهمالأقطاب الإعلامية فيها؛ حيث يمتلك وكالة إعلامية ضخمة تضم العديد من الصحفوالمجلات والمواقع إلى جانب المحطات التليفزيونية. ولا غرو فهو يسيطر وحدهعلى 40% من الصحافة في دولة عظمى كبريطانيا بما معها من الرأي العام المحليوالعالمي.
وكانت صحافة موردوخ وراء رفض البريطانيين الانضمام إلى العملةالأوروبية الموحدة "اليورو"، والتخلي عن الجنيه الإسترليني، مستخدمة في ذلكأساليب الترهيب والترغيب حتى حدث لمنْ وراءها ما أرادوه.
ومن جهة أخرى، فالساسة في بريطانيا يحسبون لصحيفة كـ "الصن" The Sun ألف حساب فيما تكتبه؛ إذ تصل التعليقات التي تنشرها إلى أكبر عدد من القراءمن الشريحة العريضة في المجتمع، والتي لا تبحث عن التفاصيل الدقيقة مكتفيةبما يقدمه كتاب الصحيفة؛ ومن ثم يسهل تشكيل الرأي العام لا سيما وقت الأزماتو الانتخابات.
لقد كانت الفضيحة الكبرى التي هزت كيان المجتمع البريطاني ، وهي فضيحة التجسس على الشخصيات العامة والخاصة عن طريق المجموعة الإعلامية «NewsCorporation» التي تعد من أكبر الامبراطوريات الإعلامية في العالم، والتي تملك صحيفة الصنداي تايمز ونيويورك بوست، وقنوات الناشيونال جيوغرافيك، وشبكة فوكس الأمريكية للسينما والتلفزيون، والشبكة الإلكترونية الاجتماعية (ماي سبيس).
والتي يمتلكها المسيحي المتشدد أو اليهودي الأسترالي (روبرت مردوخ) الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستطاع الحصول على جنسيتها عام 1985 بطرق ملتوية، ثم أسس إمبراطورية إعلامية تتحكم في جميع مفاصل الولايات المتحدة وبريطانيا وبالتالي بقية بلدان العالم.
لقد استغل مردوخ نفوذه في سبيل تحقيق مصالحه الخبيثة والتأثير على الأوضاع السياسية في بلده، ودعم مرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ورئاسة الوزراء في إنجلترا، لقد قال ذات مرة: إذا أراد توني بلير النجاح في انتخاباته في مجلس العموم البريطاني فليأت إلى مكتبي وسيرى النجاح، وبعدها بأيام زار بلير مردوخ في مكتبه وحظي بالنجاح وأصبح رئيس وزراء بريطانيا.
روبرت مردوخ حاول إقناع الجنرال ديفيد بترايوس بترشيح نفسه عن الجمهوريين في انتخابات 2012 الرئاسية
ويلقب الكثيرون مردوخ بالشيطان الذي لوث الصحافة: فهو قد استغل نفوذه الإعلامي لنشر الرذيلة من خلال البرامج الهابطة التي ينشرها ويبثها، كما أن قناة فوكس الأمريكية الشهيرة تدعم بقوة النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وتدعم الكيان الصهيوني بكل قوة، وقد تجلى دعم مردوخ للكيان الصهيوني في التحريض على غزو العراق عام 2003 ودعم المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ودعم الحرب على لبنان عام 2006.
ولم ينس مردوخ سوق الإعلام العربية والإسلامية، فقد دخل شريكا مع الأمير الوليد بن طلال عبر الاستثمار في شركة روتانا المهيمنة على الشرق الأوسط في المجال الإعلامي وفي إنتاج الأفلام، ثم اشترى صحيفة تركيا ووكالة إخلاص للأنباء التركيتين.
لقد تبين من أصداء الفضيحة الأخيرة في بريطانيا التي جرّت إليها الكثير من الشخصيات السياسية ومن ضمنها رئيس الوزراء الحالي (كاميرون)، تبين حجم وخطورة التغلغل اليهودي الصهيوني في العالم وهيمنته على مفاصل العالم من خلال الإعلام الموجه الذي كشف عن وجهه القبيح من خلال التنصت على الناس وكشف أسرارهم.
روبرت مردوخ والحرب على العراق:
أظهرت مذكرات نشرها مدير الاتصالات السابق في رئاسة الوزراء البريطانيةألستر كامبل، أن قطب الإعلام روبرت مردوخ اتصل برئيس الوزراء حينها تونيبلير لحضه على عدم تأخير غزو العراق.
وأشار كامبل في الجزء الأخير منمذكراته إلى ثلاثة اتصالات لمردوخ ببلير في مارس/ آذار 2003، قبل أسبوع منالتصويت على غزو العراق في مجلس العموم.
وقال كامبل كانت هناك ثلاث دعوات في مارس 2003، قبل أسبوع من تصويت حاسم بشأن العراق في مجلس العموم.
وردت شركة مردوخ "نيوز كوربوريشن"، التي تمتلكسلسلة جرائد ومحطات تلفزيونية في بريطانيا والولايات المتحدة وآسيا، بالقولإن المزاعم بتحريض الأول بلير على العراق هو "هراء كامل" ولا يمكنتأكيدها.
وسبق أن قال مردوخ في شهادته أمام لجنة ليفسون للتحقيق انه "لم يطلب من رئيس الوزراء أي شيء".
ولم يرد بلير على المزاعم.
ووفقا لكتاب كامبل، "عبء السلطة: العد التنازلي إلى العراق"، جاءت خطوة مردوخ دعماً للجمهوريين في واشنطن.
وقال المدير السابق للاتصالات في 10 داونينغ ستريت، إن تدخلات مردوخ جاءت "من فراغ".
وفي إحدى المكالمات، قيل إن مردوخ حاول الضغط على رئيس الوزراء آنذاك توني بلير لتسريع التدخل العسكري البريطاني في العراق.
وفي 11 مارس/ آذار 2003، كتب كامبل أن بلير "تلقىمكالمة من مردوخ الذي كان يضغط على التوقيت، مشدداً على مدى دعم "نيوزانترناشونال" لنا، الخ".
ومضى كامبل قائلاً: "كلانا، توني بلير وأنا، شعرنابان الطلب كان مدفوعاً من واشنطن، وهذا مثال آخر على أسلوبهم الدبلوماسيالفج. كان مردوخ يكبس أزرار الجمهوريين. والتي ترى انه كلنا أطلنا فيالانتظار، زاد الوضع صعوبة".
ولميُنكر مردوخ أنه أبدى آراء بالسياسيين والسياسات، وقد أوضح ذلك في بيانأرسله إلى اللورد ليفسون، والذي تحقق لجنته في العلاقة بين الصحافة وأصحابالسلطة.
فمن خلال هذه الإمبراطورية الضخمة، استطاع موردوخ التدخل في كثير منقضايا السياسة الدولية، وأن يؤثر على الرأي العام العالمي منطلقاً من خلالموقعه وإمكانياته.. فهل خدم بشكل أو بآخر قضايا مثل الحقيقة أو الحريات وحقوقالإنسان في العالم؟ أو هل وقف يوماً إلى جانب العلم والمعرفة والثقافةوالتنوع الحضاري؟ كلا! هكذا تجيب مجلة "كولومبيا جورنا ليزم ريفيو" قائلة : إنه فقط استخدمها "لتنمية مصالحه الاقتصادية على حساب الحقائق والقوانينوالأعراف والأخلاق (..) ولدعم السياسيين الذين يخدمون مصالحه ولتهديم كل منْيعارضه". وحسب الصحافي الأمريكي (آل فرانك) في كتابه "أكاذيب" فقد وقفتإمبراطورية موردوخ الضخمة إلى جانب حكومات عديدة معادية لكل أشكالالديمقراطية والحريات
أحقاد مردوخ الصهيونية:
يرجع الحذر روبرت موردوخ ليس لأنه يتبنى أيديولوجية متطرفة في ميولها، ولوكان الأمر يقتصر على ذلك لكان الملياردير العجوز أقل خطراً، وإنما في الحقدالذي يغلف هذه الأيديولوجية تجاه الآخر، واستغلاله الإعلام كوسيلة ينفث منخلالها الأحقاد دون هوادة.
في بريطانيا، اتهمت صحيفة "سوشيالست ووركر" الصحف التي يمتلكها موردوخــ والمعروفة بموالاتها الشديدة لليهود ــ بشن حملات إعلامية شرسة تستهدفتشويه صورة الأقلية المسلمة هناك، مؤكدة كذب الاتهامات التي تروجها تلك الصحفعن المسلمين .
ورأت "سوشيالستووركر" : أن هذه الصحف تتعمد مهاجمة مسلمي بريطانيا والتحامل عليهم،من خلال اختلاق قصص عارية عن الصحة، فضلاً عن التعتيم على انتهاكاتالشرطة بحق المسلمين هناك. وعلقت الصحيفة على ما نشرته تلك الصحف منحوادث وأخبار مختلقة تشوه صورة المسلمين، مثل قيام بعض المسلمينبأنشطة إرهابية، وتخويف بعض الجنود البريطانيين داخل ثكناتهمالعسكرية تليفونيًا، وإطلاق سيل من الاتهامات للشاب المسلم (محمد عبدالقهار) الذي ثبتت براءته من الإعداد لهجوم مسلح.
ونقلت "سوشيالست" عن صحيفة "الصن" المملوكة لموردوخ، قولها حول قصة مختلقة بشأن رسائل مزعومةنسبت إلى مسلمين، بعددها الصادر يوم 7ــ10ــ 2006. و"اشتملت علىبعض الكلمات"، قائلة: "إذا كانت هناك كلمات قبيحة، فاعلم أنها لمتأت إلا من المسلمين". وقد تبين ــ فيما بعد ــ أن القصة "مفبركة". إذ أكدت شرطة مقاطعة "ثاميس فالي" عدم وجود دليل على أن المسلمينمتورطين في القضية، قائلة: "لم نتلق أية تهديدات من مسلمين أو أناسيدّعون أنهم مسلمون". وفي هذا السياق قالت "سوشيالست ووركر"
إنمعظم صحف موردوخ، وعلى رأسها "ويندسور إكسبريس" وبعض المواقعالأخرى، شوهت صورة الشاب المسلم محمد عبد القهار الذي أطلقت عليهالشرطة البريطانية النار خلال اقتحام منزله بمدينة "فورست غيت" جنوب لندن. حيث زعمت "ويندسور اكسبريس" أن المكان الذي يقيم فيهعبد القهار هو مصنع للقنابل، على الرغم من إطلاق الشرطة سراحهوأخيه لعدم ثبوت أي دليل على إدانته. ومع ذلك واصلت الصحيفة تشويهصورة محمد واتهمته بارتكاب عدد من الجرائم
ورغم تبرئة الرجل من الاتهامات المنسوبة إليه، نشرت الصحف اليمينيةتلك القصة الملفقة كدليل على ما تزعمه "التطرف الإسلامي" السائد في بريطانيا. وأثبت التفتيش الدقيق لبيت محمد عدم وجود ما يدل على أية متفجرات أو أسلحةكما كان مزعومًا. وتعجبت "سوشيالست ووركر" من استمرار حملات التشويه رغم ثبوتبراءة المسلمين، مؤكدة أنها حملات منظمة تستهدف المسلمين داخل المجتمعالبريطاني الذي يعيش فيه نحو 1.8مليون مسلم، أي ما يعادل نحو 2.7% من إجماليعدد السكان البالغ حوالي 60.6 مليون نسمة
وفي الولايات المتحدة، انحاز موردوخ انحيازاً صارخاً لإدارة جورج بوشوالحزب الجمهوري.. فقبل أسابيع من ظهور نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأخيرةــ التي انتهت بإعلان فوز بوش الابن ــ ثبّتت "فوكس نيوز" إشارة ضوئية صوتيّةفي الأستوديو، لكي تُعلن من خلالها، أنّ اليومَ هو اليوم الذي يسبق إعادةانتخاب جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكيّة.
وخلال اجتياح العراق في العام 2003 من قبل الإدارة الأمريكية، فإن صحفموردوخ ومحطاته وشبكاته التي كان يملكها في الولايات المتحدة وخارجها، وقفتجميعاً إلى جانب الغزو الأمريكي للعراق.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية هي الوحيدة تقريباً من بين الصحفالدولية الجادة التي أشادت بخطاب جورج بوش مساء الاثنين 23-06-2002 المتعلقبمستقبل الشرق الأوسط ، بينما انتقدته كافة الصحف الأوروبية، وهنا يتضح بشكلجلي كيف يكون تغريد هذه الصحافة خارج السرب بدوافع خفية.
وهو ما كافأه عليه بوش فيما بعد، إذ تدخل البيت الأبيض لدى أعضاءمجلسا النواب والشيوخ من أجل التوصل إلى "تسوية" سمحت بتشريع عمليات التملكالضخمة التي حققتها مجموعة "نيوز كورب" في الولايات المتحدة. وأتاحت هذهالتسوية المجال أمام الشركة الواحدة لامتلاك وسائل إعلام عدة مختلفة، إضافةإلى أكبر محطات التلفزة، وأوسع الصحف انتشارا في السوق الأمريكية.
وقد سعى موردوخ مؤخراً إلى التغطية على هذا الانحياز الصارخ، عبراستضافته لحفل جمع التبرعات لصالح حملة هيلاري كلينتون. وهي الخطوة التيأصابت الكثير من الجمهوريين والديمقراطيين، على السواء، بالذهول الذي بلغ حدالصدمة، حيث يعتبرون أن السيدة كلينتون ــ المفترض انتمائها للديمقراطيين ــحصلت على دعم واحد من الأركان الرئيسة لـ"الجناح اليميني المتشدد" في أمريكا.
ولا يعتبر التحالف بين كلينتون وموردوخ جديداً كلياً، حيث اتجهالاثنان نحو تحقيق انفراجة في العلاقات بينهما منذ العام 2000، عندما فازتقرينة الرئيس السابق بعضوية مجلس الشيوخ، بعد حملة تضمنت كثير من الدعم الذيقدمته صحيفة "نيويورك بوست" ــ إحدى الصحف المملوكة لموردوخ ــ لهيلاري.
تحريف الحقائق والتغطيات الإعلامية
الواقع أن موظفي "موردوخ" عادة ما يقومون ببث معلومات مغلوطة، عبرالتلميح وطرق أخرى غير مباشرة ــ حسب المراقبين ــ إذ يتلقى الصحافيونالعاملون لدى شبكاته ومحطاته، صباح كلّ يوم، مذكّرات داخلية هي بمثابةتوجيهات لتعليقاتهم على الأحداث والمجريات.
وتبرز مواقفه ومعالجاته للقضايا كيف أن موردوخ يتعامل مع الأحداثوالأخبار كما لو كانت بضاعة يجب تسييسها وتسويقها بشكل مؤثر ومربح في وقتواحد، مهما كان الثمن الأخلاقي لها، وهو ما استخدمه في كثير من المواقف؛ حيثيقوم مثلاً بتحويل فضيحة أخلاقية بطلها شخصية شهيرة إلى قضية ذات بُعد سياسييمكنه أن يستخدمها كسلاح لعدو هذه الشخصية، ومن يدفع أكثر يحصل على ما يريد.
وكان موردوخ قد أدرك أن اختلال القيم الأخلاقية في المجتمع الغربيبسبب ضعف الوازع الديني، وانتشار المذاهب الفلسفية المتحررة التي تتشكك في كلشيء هو المدخل الذي ينفذ منه إلى الرأي العام؛ فليس هناك رادع أخلاقي يمنعمعالجة موضوعات الجنس بشكل فج، وليس هناك منْ يعترض على نشر الصور الإباحية،وأكثر هذه الصحف هي التي سخرت من الفضيلة والأخلاق وحتى الدين.
وفي إطار تحريف التغطيات الإخبارية التي تنتهجها صحف ومحطات موردوخ،بشكل مستمر، ألقى الفيلم الوثائقي "الخداع: حرب روبرت موردوخ على الصحافة" ــالذي أنتجه المخرج الأمريكي روبرت جرين والد ذو التوجهات الليبرالية ــ الضوءعلى فظاعة هذه الممارسات الشائنة.
هذا الفيلم الوثائقي الذي لاقى قبولاً ومصداقية كبيرين بين الأمريكيين، وصفته مجلّة "ماريان" الأسبوعيّة الفرنسيّة، بأنّه الفيلم الذي ينبغي عرضه في المدارس والمعاهد كافّة، وخاصّة معاهد الصحافة. ففيه تلخيص (مركّز) لكل ما يتعيّن على الصحافي أن يتجنّبه: الغشّ، التضليل، إخفاء الحقيقة، خوض حملة سياسيّة لصالح طرف سياسيّ دون آخر، تحريف أقوال الخصوم.
ويهاجم الفيلم قناة "فوكس نيوز" ودعمها اليمين الأمريكي، كما يلقيالضوء على الخطر الماثل في إدارة مثل هذه الشركات للمؤسساتالإخبارية الكبرى، ويثير فيلم "الخداع" الكثير من التساؤلات حولمبادئ التغطية الإعلامية. ففي غضون ساعة وربع الساعة، يفكّك Outfoxed ــ واستناداً إلى شهادات موظفين سابقين في "فوكس نيوز" ــأساليب المحطّة التلفزيونية الأمريكيّة في التحريف والخداع .
يقول مخرج "الخداع" روبرت جرين والد : "إن فيلم الحقيقة الكاملة عن حرب العراق، يظهر أن إدارة بوش لم تكن أمينة في عرض الأسباب التي دفعتها لخوض الحرب، وهو ما أثار شكوكاً استطاع الكثير من منتجي الأفلام إثارتها بينما عجز الصحفيون عن ذلك". ويضيف في مقابلة مع شبكة الـ"بي بي سي" : "إن هذا الفيلم يبلغ المرء بمن يصوت له، ومن لا يعطيه صوته.. إنه يقول للمشاهدين هاهي الأسباب التي دفعتنا لخوض الحرب، وهاهو الدليل على أنها لم تكن أسباباً مقنعة.. إن ما يعرضه الفيلم حقائق وليست مجرد رأي".
موردوخ ودعم إسرائيل وبنائها..
تستثمر مجموعة موردوخ داخل إسرائيل من خلال شركة NDS News Datacom ، التي تعمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والاتصالات، وقد ارتفع عدد العاملين في هذه الشركة من 20 شخصًا إلى 600 خلال 10 أعوام، طبقاً لما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها 27-06-2001، إذ يحصل مورودوخ على تسهيلات ضرائبية كبيرة في الدولة الصهيونية.
وحول الدعم الإعلامي (الموردوخي) لإسرائيل، أرجع الصحفي، جاسون دينز، في مقال نشره بصحيفة "ميديا جارديان" 5 نوفمبر 2001، حول أسباب استقالة "سام كيللي" مراسل صحيفة "التايمز" في أفريقيا، أرجع الأسباب إلى الرقابة الصارمة المفروضة على تقاريره حول قضية الشرق الأوسط ، على اعتبار أن تقاريره موالية للعرب.
فإدارة التحرير الموالية بالكامل لإسرائيل ترفض تماما نشر أي موضوعات تتحدث عن عمليات الاغتيال الإسرائيلية المتعمدة أو العمليات التي يكون ضحيتها أطفالاً، أو العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، وقد غضب مديرو شبكة موردوخ بشدة لأن مراسل الصحيفة أجرى حواراً مع وحدة من الجيش الإسرائيلي متهمة بقتل صبي فلسطيني.
كما أن صداقة موردوخ لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، آريل شارون، والاستثمارات الضخمة التي يمولها الأول في إسرائيل، وحرصه عليها، تقف حائلا دون نشر التقارير كاملة كما هي. ويضيف جاسون دينيز : "إن مثل هذه العلاقة بين روبرت موردوخ ورئيس الوزراء الإسرائيلي تنعكس على سياسة التحرير في صحيفة التايمز.. فالحرب الكلامية بين طرفي النزاع في الشرق الأوسط لها دورها الحاسم في توجيه الرأي العام". ويتابع نقلاً عن كيللي : "من الصعب أن تجد صديقاً قوياً لإسرائيل يمكنه التأثير على الرأي العام بنفس قوة صحيفة مثل التايمز".
وجاء نشر هذه الاعترافات، بعد أيام قليلة من إعلان الصحفي البريطاني المعروف ومراسل صحيفة "اندبندنت" روبرت فيسك أن "وسائل الإعلام الغربية خضعت للضغوط الإسرائيلية في تقاريرها المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي أثناء انتفاضة الأقصى".
ولا يتردد رؤساء تحرير الصحف "الموردوخية" في اتهام أي كاتب أو معلق يتعاطف مع الحق العربي في الصراع مع إسرائيل بأنه معادٍ للسامية، وهي التهمة التي من الممكن أن تنهي حياة هذا الكاتب المتهم عملياً، وتجعله يفكر جديا في البحث عن مورد رزق آخر غير الكتابة أو الصحافة.
فقد اتهم رئيسا تحرير صحيفتي "هيرالد صن" و "كوريير ميل" محرر صحيفة New Statesman "بيتر ويبللي" بأنه معاد للسامية لمجرد أنه نشر مقالاً شرح فيه أسباب دعم حكومة توني بلير للحكومة الإسرائيلية، وهاجم هذا الدعم. وقد رفض ويبللي هذا الاتهام، ودافع عن موقفه في مقال آخر، موضحا أنه لم يتعرض في مقاله لما يمكن أن يوصف بالعداء للسامية، ولكنه في الوقت نفسه أكد على أن هذا الهجوم عليه ليس إلا للحفاظ على مصالح موردوخ في إسرائيل. أموال سعودية في إمبراطورية الملياردير الصهيوني
مما هو جدير بالذكر هنا، أن الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال يمتلك حوالي 5.46 بالمائة من أسهم مجموعة موردوخ "نيوز كورب"، وذلك من خلال ما تملكه شركة "المملكة القابضة" التي يملكها الوليد.. كما دخل موردوخشريكا مع الأمير الوليد بن طلال عبر الاستثمار في شركة روتانا المهيمنة على الشرق الأوسط في المجال الإعلامي وفي إنتاج الأفلام.
ومن المعلوم أن بن طلال يرتبط بعلاقات حميمة مع موردوخ. وفي تعقيب على هذه الحميمية، أشار أحد الاقتصاديين الأمريكيين إلى أن روبرت موردوخ أراد أن يؤكد للأمير السعودي صداقته فأمر محطاته بالتوقف بتاتاً عن انتقاد الأسرة السعودية، والتوقف أيضاً عن استضافة أي معارض أو ناقد للحكومة السعودية وسياساتها.
وتحقق مجموعة موردوخ عائدا سنويا يُقدر بـ42 مليار دولار، طبقا للتقرير السنوي الرسمي للمجموعة في عام 2001. كما تمتلك عائلة موردوخ 32% من إجمالي رأس مال المجموعة التي تتحرك في السوق المالية تحت اسم شركة "كرودن للاستثمار".
المراجع:
كتاب حرب العملات - سنوج هونج بينج
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية - د.عبد الوهاب المسيرى
اليهود وراء كل جريمة - ويليام كار
موقع إسلام أونلاين
موقع ويكيبيديا
الماسونية - حقائق وأكاذيب - منصور عبد الحكيم
خطر اليهودية - عبد الله التل
العالم كله فى ايديهم_ سيطرة رأس المال اليهودىج2الشيخ منصور
عبد الحكيم ، في 7 يونيو 2008الساعة: 13:07 م
اليهود والسيطرة المالية: مدونة البحوث المحاسبية
أحجار على رقعةالشطرنج ـ وليم غاي كار.
الماسونية حقائق وأكاذيب. منصور عبد الحكيم الناشر دار الكتاب العربي.
السيناريو القادم لأحداث آخر الزمان منصور عبد الحكيم
كتاب نهاية العالم وأشراط الساعة. منصور عبد الحكيمالناشر: دار الكتاب العربي
كتاب نيويورك وسلطان الخوف لمنصور عبد الحكيم
العائلات اليهودية الثلاث التي تحكم الغرب: الكاتب: إبراهيم عبد الحميدhttp://www.h-alali.cc/z_print.php?id=4a087154-9231-11e1-ac49-09a213761a1e
- b.b.c: http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2012/06/120616_campbell_diaries.shtml
- إمبراطوريات الشر الإعلامية: على عبد العال:
http://www.ramadan2.com/robart-mardoch.htm