السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نستكمل الحديث احبااااائى الكراااام
العذر الأول ..ليس لدي علم شرعى
إذا كنتِ ممن يعتقد هذا الاعتقاد، وترين أنه عذرٌ كافٍ عند الله ومقبولٌ يوم الجزاء والحساب فإني أذكرك بأمور:
بأنكِ قادرةٌ على تعلُّم العلم الشرعي وأنتِ في بيتك من خلال الأشرطة السمعية
أو الكتب والكتيبات أو إذاعة القرآن الكريم
القنوات الدينية
ولكن عدم الرغبة في التعلُّم هي السبب وليس عدم وجود العلم وتيسُّر أسبابه
- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بلِّغوا عني ولو آية»، فإن كان زعمك صحيحًا ولا علم لديك
فهل لا يوجد في جوفك ولو آية واحدة تبلغينها؟!
وهل لا يوجد في جوفك ولو فتوى واحدة تحفظينها أو حديث شريف؟
ذكر أحد الدعاة لدينا قصة جميلة
فقال: "أخبرني أحد الدعاة المصريين وهو إمام مسجد بمصر بأنَّ شيخًا كبيراً في السن أتاه بعد الصلاة
فقال: يا بني، أخبرني بأيِّ عملٍ أخدم به الإسلام؟
قال الشيخ: نظرت إليه فإذا هو شيخٌ كبير في السن لا يكاد يقوى على المسير،
وإذا هو أمي لا يقرأ ولا يكتب، فاحترتُ في نفسي ما الذي سيخدم به مثل هذا الإسلام؟!..
فألهمني الله،فعلَّمته حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»
فقلت له: تعلَّمها وعلِّمها غيرك، فطلب مني أن أعيدها عليه أكثر من مرَّة حتى حفظها، ثم دعا لي وودَّعني ..
وانطلق بهذه الكلمة العظيمة يُعلِّمها كلَّ من يعرفه، فبدأ بأهل بيته علَّمهم فردًا فردًا،
ثم انتقل إلى العمارة التي يسكنها حتى حفظها أهل العمارة كلّهم، ثم أقاربه وكل من يراه في الشارع أو المسجد،
فحفظها على يديه المئات، ثم قدَّر الله تعالى أن تتدهور صحته ويدخل المستشفى في غيبوبة طويلة،
ويقول الطبيب المشرف عليه: أفاق من غيبوبته ذات ليلة فرآني أمامه فقال:
«يا بني، كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» ..
تعلَّمها وعلِّمها غيرك، ثم شهق شهقة الموت فمات، فأثرت كلمته تلك في وجعلتني أعود إلى ربي وديني".
فاعتبروا يا أولي الأبصار..
فهذا شيخ كبير في السن، أمي لا يقرأ ولا يكتب، ومريض ضعيف،
ومع ذلك يهتدي على يديه المئات، ويختم له بهذه الخاتمة الحسنة، فيموت وهو يدعو إلى الله.
والدعوة مهمة الأنبياء والرسل، فأي شرف عظيم ناله هذا الرجل بنشر حديث واحد فقط!
أليس في جوفنا من العلم أكثر من ذلك ويحتاج فقط لأن نبذله لمن حولنا وفي كل مكان ولكننا مقصِّرون!
إن كنت لا تملكين أي علم في صدرك حقًا، أو تملكين علمًا ولكن يمنعك الحياء
أو عدم المبالاة من بذله للناس، فهل تعلمين بأنَّ العلم الشرعي كلَّه بين يديك متمثلاً
في كُتيب صغير وفي المطوية والشريط اللذين لن يكلفك شراؤهما إلا القليل، وربما وصلتك مجانًا، وهذا يحصل كثيرًا..
فقط قومي بتوزيعها، أو ادفعي المال لمن يشتريها ويوزعها،
إذن لا عذر لك في هذا العصر إن قلتِ "ليس لدي علم شرعي" بعد أن تيسَّرت وسائل بذله.
قد يكون هذا العذر مقبولاً في السابق، أما في زماننا هذا فلا عُذر لك،
لأنَّ علم كبار العلماء وفتاويهم متيسِّرة بين يديك وبأرخص الأسعار،
فقط حرِّكي همتك يا مؤمنة.
والآن.. هلا مسحت هذا العذر من قائمة أعذارك وفورًا؟ أتمنى ذلك.
عذراً آخـــر ::ليس لدي خبرة:
أولاً: الخبرة في أي مجال لا تأتي إلا بعد الممارسة والتعلم من الأخطاء، والصبر على المتاعب،
وليس قبل الممارسة, وكذلك الحال في الشأن الدعوي، فلن تكسبي الخبرة التي تريدينها إلا بعد العمل والاجتهاد وخوض الميدان.
ثانيًا: أُطمئنك أيتها الصادقة في حب ربها ودينها؛ فكثير من الوسائل الدعوية لا تحتاج إلى خبرة، وإنما إلى عزيمة صادقة
، كشراء الكتاب والأشرطة وتوزيعها
، أو وسيلة الرسالة الدعوية، فاعملي بما تعرفين ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وسعها.
ثالثًا: وأما إن كنت حريصة فعلاً على كسب الخبرة قبل العمل فلا يكون الانتظار في بيتك
حتى تأتيك الخبرة على طبقٍ من ذهب هو الحل,,
وإنما الحل هو السعي الحثيث للبحث عن المجرِّبات من الداعيات، والاستفادة من وصاياهن،
أما بالاتصال بهن هاتفيًا، أو مقابلتهن في أماكن تواجدهن أو الاستماع لمحاضراتهن.
العذر الثالث:: أخاف من الناس واستحـى
إلى التي تخاف وتستحي من مخاطبة الناس مباشرة أقول: إنَّ بعض وسائل الدعوة لا تحتاج إلى مخاطبة الناس،
فلا داعي لخوفك أو حيائك، كالكتابة إلى الصحف والمجلات والمنتديات الإسلامية على شبكة الانترنت وإعداد الفلاشات الدعوية،
وتوزيع الكتيبات والأشرطة، والدعوة عبر الإنترنت، والكثير الكثير غيرها مما ستجدينه في هذا الكتيب من أفكار،
أما إن كانت لديك قدرة على مواجهة الناس ويمنعك الحياء فقط فأسألك: تخافين من ماذا؟ وتستحين من ماذا؟
فكري بعقلك، ما هي أسوأ الاحتمالات التي ستصيبك من الناس لو قمت بدعوتهم، أو إنكار منكر عليهم بطريقة شرعية حكيمة مهذبة؟!
هل سيطلق عليك النار وتنتهي حياتك في لحظة؟!
أم هل سينشر رأسك بالمناشير كما حصل لمن ابتلي قبلنا؟!
ماذا سيحصل؟
أشد ما يأتيك وهو نادر جدًا هو أن تصرخ في وجهك من دعوتها وتسخر منك أمام الناس.
أما إن كانت المشكلة حياء من الناس، فهل تستحين أن تقدمي للناس كتاب ربك وسنة حبيبه عليه السلام؟
أفيهما ما يخجل؟ أم فيهما ما يجعلك أكثر فخرًا وسعادة؟!
ألم تري إلى تلك المغنية وتلك الراقصة والممثلة، والعلمانية التي تدعو إلى التحلل من الدين والحياء،
كلهن يعرضن بضاعتهن التي تستحي منها الجمادات, وتلعنها بكل جرأة ووقاحة،
وأنت التي تملكين كنز الحياة الحقيقية ومشعل النور الرباني تخجلين؟ أين العقل؟!
صدقيني إنه وهم غرسه الشيطان في نفسك، وآن الأوان أن تمسحي هذا الوهم من قائمة أوهامك،
وتحطمي هذا الحاجز الذي بناه اللعين في نفسك بصدق عزيمتك ومحبتك لله ورسوله.
ليس لدي من يعينني من زوج أو أخ أو صديقة..
ومن قال لك أيتها الحبيبة
بأنه لا بد لكل امرأة ترغب بأن تكون داعية إلى الله من أن يعينها زوجها أو أبوها أو أخوها أو ولدها أو صديقاتها؟
إن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولن يسألك يوم القيامة إلا عن ما تستطيعينه وتيسر لك فقط، فلا تحزني ولا تيأسي.
وإذا كان من أجمل الجمال في هذه الحياة أن يكون الرجل عونًا لزوجته على طاعة الله والدعوة في سبيله.
فماذا تفعل المرأة التي لم يسخر الله لها رجلاً يعينها على الخير، زوجًا كان أو غيره؟ هل تستسلم للواقع؟!
أختاه: إياك أن تستسلمي مهما كانت الظروف، واعتمدي على الله وحده، ثم على نفسك وما لديها من قدرات ولو كانت بسيطة،
ثم ابحثي بصدق عمن يرغب في مساعدتك بلا منة أو أذية إن احتجت مساعدة من أحد..
فوالله ما سد الله على المرء بحكمته بابًا إلا وفتح له أبوابًا غيرها قد يكون عطاؤه فيها أكثر نفعًا وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وإذا لم يسخر الله لك زوجك أو أخاك أو ولدك أو حتى قريباتك
فسيسخر الله لك جنود السماء والأرض. والله لا تهونين على الله وأنت تسيرين في طريق يرضاه بكل إخلاص وهمة.
فابحثي الآن، وليس غدا، عن وسيلة دعوية تلائم وضعك الخاص وظروفك، ولو كانت داخل المنزل أو شيئًا بسيطًا،
ثم استعيني بالله وحده، وأكثري من الدعاء والاستغفار، فهما مفتاح كل مغلق، وسبب لتيسير كل عسير.
ثم انطلقي بلا تردد, وواصلي بلا فتور ولو كنت ترينه جهدًا بسيطًا وثماره قليلة فهو عند الله يعدل الدنيا وما فيها.
وأبشري ففيما بعد ستجدين أن الله سخر لك محبي الخير، فهم يتراكضون خلفك،
كلٌ يتمنى لو يساهم معك بشيء، سترين كذلك أن ما كان جهدًا فرديًا بسيطًا قد أصبح مشروعًا دعويًا جبارًا ناجحًا وهذا مجرب فجربي.
فهيا يا صاحبة الهمة، فأنت في زمن ليس فيه شيء مستحيل وعيب فيه أن تقعدك المعيقات
تابعوووووونى أحبااااائى الافاضل