كيف يتعامل المسلم مع القرآن
* القرآن يجب أن يُقرأ على مراد الله تبارك وتعالى من أمره في القراءة
والتي بالقطع لها وسيلة وغاية :
أما الوسيلة فهي بالقراءة على مهل وإمعان في التناول .
والغاية هي تدبر ماقرأت بعد ذلك . وهي الغاية التي يجب أن يعيش المسلم عليها :
" أن نقرأ القرآن .. نتدبر القرآن .. نعمل بالقرآن "
* إن مسألة أني حافظ القرآن لكن لن أطبقه تساوي فكرة اني أقرأ ولا أريد أن أفهم !
وأيضاً تساوي فكرة إني حافظ للقرآن لكن لن أطبق ! والفكرتين وهم .
لا يمكن لمسلم عاقل عنده درجة
وعي بلغ سن الرشد يقتصر دوره في الحياة على الإشارة لكتاب الله ويقول دوري مع كتاب الله ودوره
معي أن يكون لي حسنات فقط !
* نرجو أن نفتح أذان القلب جيدا الحديث صحيح :
" من قرأ حرف من كتاب الله فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها ,لا أقول الم حرف . بل ألف حرف و لام حرف وميم حرف "
حديث صحيح ولا يمكن أن يكون هدف الرسول منه ان يقول لك اقرأ وفقط , خذ حسنات .
الكتاب نزل كي يجمع حسنات !
هكذا تخرج كتاب الله عن مضمونه وتحاول أن تضع الأمور في
غير نصابها !
أؤكد الحديث صحيح لكن الفكرة التي زينها لك الشيطان من خلال هذا الحديث فكرة وهمية من
الألف إلى الياء .
حتى إني وقفت عند مسلم رضوان الله عليه عند حديث يضرب الفكرة هذه في الصميم :
" يؤتى يوم القيامة بالقران وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا .. "
لم يقل يحفظونه لم يقل يقرأوه !
* لماذا أنزل الله تبارك وتعالى هذا الكتاب لو أن هذا الكتاب انزله الله تبارك وتعالى للقراءة وفقط
وانه يتعبد بتلاوته فقط لمجرد التلاوة !
هذه جملة خطيرة : " يتعبد بتلاوته "
ما معنى أن هذا الكتاب يتعبد بتلاوته مجرد ان تقول :
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
إذاً أنت هكذا تعبد الله !
وعندما تسمع { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
تفهم أن الحمد لا يكون إلا لله تبارك وتعالى في السراء والضراء على أي حال وفي كل حال .
وعند المصيبة لاتتطبق الحمد والصبر اذا انت لم تعمل بل قرأت فقط .
* أن الذي يقرأ القرآن لمجرد القراءة فقط كي يجمع الحسنات قد هجر القرآن .
* {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
غايتي من إنزال الذكر أو الكتاب إليك يا محمد أن تبين للناس ما انزله الله تبارك وتعالى من أحكام .
و لعلهم يتفكرون غايتي سبحانه وتعالى من إنزال هذا الكلام و تبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يعيش المسلم يتفكر بدليل قول الحق تبارك وتعالى :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ }
يوجد آيتين مرة يقول الله تبارك وتعالى :
{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }
ومرة يقول الله تبارك وتعالى الغاية الأسمى من التدبر بمقلوب المعنى :
{ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
فالذي لا يتدبر القرآن ويكتفي بالقراءة كأنه يعلن من البداية أنا ضد ما في كتاب الله من أوامر بتدبر
أنا على قلبي قفل .
* لابد نفهم هذا الكلام ونقف عند هذه المعاني ساعة قال الله تبارك وتعالى لرسوله { اقْرَأْ } هل كان
الأمر بالقراءة لمجرد القراءة !
فإذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهت المسألة اقرأ ما أنا بقارئ أو ما اقرأ ..
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }
قرأ رسول الله انتهت القضية !
هذا كلام لا يصح .
* اقرأ وتدبر واعمل بما تدبرت لتكون أسوة وقدوة في نقل كتاب الله إلى الأمة التي يجب أن تقرأ ثم
تتدبر ثم تعمل بما جاء في كتاب الله من التدبر ..
فالعمل لا يأتي إلا بعد التدبر .
* إن قلت أريد قراءة القرآن لأخذ الحسنات فقط , تكون أهدرت الغاية التي من اجلها انزل الله
تبارك وتعالى الكتاب الذي سماه :
قرآن تارة ؛ وكتاب تارة ؛ وذكر تارة ؛ ونور تارة .
أسال الله تبارك وتعالى آن نكون من العاملين بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .