دموع في عيون المسنين ..{ معا نرسم بسمة آمل
دموع في عيون المسنين ..{ معا نرسم بسمة آمل }
قـــال الله تـعالـى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) ...(صدق الله العظيم)
دار العجزة ظاهرة مثيرة للجدل بصورة واضحة وتثير استنكار شريحة واسعة من مجتمعنا،
حيث يرفضها الكثيرون معتبرين انها شكلاً من أشكال العقوق للوالدين ....
ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب،
وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:
(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكرهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
فموضوعي لا يتكلم فقط عن المسنين لا بل يتكلم عن اعظم من هاذا الا وهو العقووووووق
وفي الحديث الصحيح قال الرسول المصطفى والخليل صلى الله عليه وسلم
أتاه رجل يسأله من أحق الناس بحسن صحابتي قال له صلى الله عليه وسلم : أمك ، ثم من قال : أمك ، ثم من قال : أمك، قال ثم من قال : أبوك )
هذا ما أمرنا به جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم من حسن المعاملة والرفق بالوالدين وخدمتهما
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو حامل أمه على ظهره وقد حج بها وطاف قال لعمر :
هل بريتها يا أمير المؤمنين سبحان الله ماذا قال عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه قال : ولاطلقة من طلقاتها !!!!!!!!!!
قيل لزين العابدين بن علي رضي عنه لماذا لا تأكل مع أمك في صحفة واحدة قال : أخاف أن تشتهي شيئا فتسبق يدي عينها فأكون قد عققتها !!!!!
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأب او الام الذين سهروا وتعبوا وتألموا وربوا هذا جزاؤهم؟!!
من يعثر على هذا العجوز فليسلمه إلى دار العجزة عاجلاً.
عقوق .. عقوق .. عقوق..
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:
""كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""
قيل ان الحقيقة أقسى وأمر ويعجز اللسان عن ذكره
فلاحول ولاقوة إلا بالله مررت يوما بأحد المستشفيات الخاصة بكبار السن فوجدت العجب العجاب مسنين يرقدون على سرائرهم وكأنني
أنظر إلى أناس أعرفهم كيف لا وهم من مجتمعنا !
بل الأدهى والأمر أن بعضهم من أقربائنا !!!!!
سلمت على أحدهم وقلت كيف حالك قال بخير وبعضهم يؤشر بيده يريد السلام علي ، لايزورونهم أقربائهم قد يكونون أبنائهم أو أبناء إخوانهم يتركونهم السنة بعد السنة والعيد بعد العيد قال لي بعضهم شاكيا
لأوصل رسالته للمسئولين أن الممرضين يقوم بتغسيله وتنظيفه صباحا باكرا
وهو يريد النوم وعند الإستفسار اتضح أنه لايريد أن يغسلونه وينظفونه
يوميا يا الله لطفك أنت أرحم بنا من أبنائنا وأهلنا ليس لنا إلا رحمتك الواسعة ،
يريد هذا الرجل الكبير في السن أن يستيقظ على راحته وينام براحته ،
من أحن وأرفق به من ولده ؟
من أحن عليه من ابنته ؟
من من من
من وقتها أريد أن أبكي بل لوبالغت في الأمرأريد أن أقوم بالعويل والصراخ إلى ماآلت إليه نفوس البعض
في هذا الزمان يتركون أبائهم وأمهاتهم ومن يحبون في مستشفى
بحجة إنشغالهم وعدم وجود وقت فراغ لديهم كذبوا والله
إنما أغراهم الشيطان فظلهم عن السبيل هداهم الله ، دموع وعبرات
تبكى فؤادى وتدعوني لأن أبكي مبتهلا إلى الله أن يرحمنا برحمته الواسعة
وأن يخفف عن أحبابنا كبار السن القابعين في دور الرعاية وحشتهم وغربتهم في زمان قلة فيه المروءة وتطاول فيه اللئام
وأهين فيه الكرام وعصي فيه الوالدين وأصبح المعروف منكرا وأصبحت العفة مهانة والشريف وضيع
بابى أنت وأمــي يا رسول الله حينما قلــت :
( فطوبى للغربــــــــاء )
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا ...
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".
لحظة ..
اتمنى ان لا تقولوا على الموضوع بسيط
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالال الالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة..
فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم
: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول ..
هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه.
فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج و معتمر و مجاهد..
ختاما:-
أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..
أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..
فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..
ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..
إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..
وإن كان كذلك ............. فمتى تبدأ؟؟!!
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه.
.
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..
اخى ... اختى
من هذه اللحظة قرر أن تبروالدايك.
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..